أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - توماس برنابا - مواجهة مشاعر الفقدان والحرمان ( من ضياع ويتم و ثُكل و ترمل و ... الخ)














المزيد.....

مواجهة مشاعر الفقدان والحرمان ( من ضياع ويتم و ثُكل و ترمل و ... الخ)


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4204 - 2013 / 9 / 3 - 08:04
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


أقنعني أحد الأصدقاء من سنوات عديدة أن لحم الدجاج الأبيض في الأسواق المصرية (Nonorganic) ومعنى هذا المصطلح أن ذاك الدجاج الذي يتم تربيته تقريباً في كل المزارع المصرية يتم حقنه بمواد كيميائية والتي تضاف أيضاً لطعامهم مما يسرع من نموهم بطريقة مفرطة ومبالغ فيها... فقد تجد دجاجة حجمها كبير و وزنها يزيد عن الكيلوجرام وهي في حقيقة الأمر ( كتكوت عمره أسبوع أو أسبوعين على الأكثر!)!!! ولذلك أقلعت عن أكل لحم هذا الدجاج وكافة منتجاته من بيض! لأن البيض المنتج من هذا الدجاج أيضا يحوي هذه الكيماويات الضارة التي ربما تؤثر على الكبد والكليتين على المدى البعيد! وهذا لأن كافة مزارع مصر تنتج دجاجها وبيضها بطريقة Nonorganic تعتمد على الكيماويات؛ فالكل يبحث عن الربح السريع!!


ولأني أحب أكل لحم الدجاج وأيضاً البيض، فقمت بشراء مجموعة كبيرة من الدجاج البلدي ككتاكيت صغيرة لأربيها بنفسي في مكان أعددته خصيصاً لهم! وكنت أهدف أن أحصل على البيض منهم بعد شهرين أو ثلاثة، ولا مانع من ذبح بعض الديوك من حين لأخر؛ وسأترك ديكاً أو أثنين من الديوك حتى يكون الدجاج ( من الإناث) سعيداً! فممارسة الجنس حتى بين الحيوانات والطيور تشعرهم بالسعادة، مما يزيد من إنتاجهم في اللحم والبيض!

وكنت يومياً أقدم لهم الطعام والماء مرتين باليوم... وفي البداية كانوا خائفين مني، وبعد فترة أصبحوا يرحبون بقدومي دونما أي خوف... وقد حفظوا صوت خطوات قدميّ ويصيحون مرحبين بي عند قدومي لتقديم الطعام لهم، والذي كنت أشتريه خصيصاً لهم! وكنت أشعر بتأنيب ضمير شديد حينما أتأخر أو أنسى ميعاد إطعامهم ويظلون جوعى لوقت طويل! فقدت توطدت بيني وبينهم علاقة وجدانية... جعلتني أقلع عن فكرة ذبح أي منهم... بل أن أقلع عن أكل لحم الدجاج تماماً! وقلت لنفسي ليعيشوا معي حياتهم كاملة وسأكتفي بإنتاجهم من البيض النظيف الاورجانيك Organic!

ولكن بعد شهرين أصابهم وباء لم أستطع التحكم به رغم محاولاتي لعلاجهم عن طريق الوحدة البيطرية بالقرية ليسقط حوالي ثلاث أرباعهم ميتين في خلال أسبوع واحد! وليتبقى معي سبع دجاجات فقط لا غير! وحينذاك تضايقت وحزنت عليهم وتذكرت الموت الذي ينتاب الجميع من الكائنات الحية دون سابق إنذار وكيف يفقدنا أحباؤنا وأقرباؤنا! ولا أعلم لماذا مر أمامي شريط ذكريات عن موتاي، بل حتى الحيوانات التي ربيتها من قبل وفقدتها عن طريق ضياعانها أم بسبب موتها!!!

دعوني أتأمل في نقطة جوهرية تجتاح أنفس الكثيرين منا... وهي التعلق الوجداني بحيوان ما حينما تربيه... وشعور هذا الحيوان بمحبته لك أثناء تربيته ومبادلتك المشاعر الايجابية! ماذا سيكون شعورك حينما يموت؟! هل ستحزن؟ نعم! هذا شئ طبيعي. ولكن هل تأملت أنه قضى عمره سعيداً طيباً معك وبذلك تشعر بالرضى؟ هل تأملت بأنك قضيت وقتاً طيباً معه وأستمتعت في اللعب معه وبإطعامه؟! وعلى مستوى اللاشعور فقد ساهم ذلك في تحريرك من مشاعر الوحدة والقلق، بل ساهم في شفاؤك أو تجنيبك أمراض نفسية أو نفسجسمية كثيره!! فسيكون رد فعلك حينئذ عند موت الحيوان "" أرقد بسلام يا صديقي ولن أنساك أبداً!"

وهذا الشعور هو ذات الشعور الذي ينتابنا حينما نفقد حبيباً أو صديقاً من البشر! فلا يجب أن تركز على مشاعر إفتقاده أو فقدانه؛ أو هل ذهب للجنة أو السماء أم الجحيم، أو هل سنتقابل ثانيةً... ببساطة لن تقابله أبدا فيما بعد؛ لا الأن ولا حتى بعد الموت! لذلك ركز على الذكريات الحلوة معه... ويجب أن تُسلم أن الموت هو الحقيقة المؤكدة في هذه الحياة!

فلنواصل حياتنا مكونين صداقات جديدة وعلاقات جديدة مع من تفرح بهم قلوبنا... وهذا بالطبع ليس خيانة أبداً لذكرى الراحلين الذين فقدناهم، فهذه سنة الحياة! وأنا أستغرب شعور الأرمل أو الأرملة حينما يعتبرون أن من الوفاء للفقيد أنه لا يقدم على الزواج أو إرساء علاقات مع أخريات أو أخرين بتاتاًً! أعزائي الرفيق أو الزوج الميت، كان يتمنى السعادة لشريك الحياة بأي طريقة... والسعادة للشريك الحي لن تتأتى في مكوثه بغير زواج أو علاقات صداقة! فالجنس ضروري ليعيش الإنسان سعيداً على المستوى النفسي و الفسيولوجي! لذلك ليبقى الحبيب المتوفي منقوشاً بحروف مضيئة في الذاكرة ، ولنعيش حياتنا! فلن نحيا سوى حياة واحدة، فلنملؤها بالسعادة! فهذه الحياة لن تتكرر لا على هذه الأرض ولا حتى بعد الموت!!

وحينما تنتابنا مشاعر الوحدة لفقدان أو حرمان، فإما أن تبدأ علاقات جديدة أو تنفذ هذه الفكرة: حاول تربية عصافير أو طيور أو حيوانات مثل الأرانب أو القطط أو الكلاب. فأختار ما يناسبك! وصدقني يا صديقي وصدقيني يا عزيزتي ستنساب وتتسامى طاقة مشاعر الفقدان والحرمان هذه في عملية الاهتمام وتربية وإطعام هذه المخلوقات كمشاعر وجدانية إيجابية لهم تماثل مشاعر الأمومة أو الأبوة من حنو وعطف! وستنمحي مشاعر الوحدة والحزن والاكتئاب لديكم! فقط جرب وستفهم ماذا أقصد! حتى يمكن تربية الأطفال الصغارحتى يراعوا شعور وإحترام الأخرين عن طريق السماح لهم بتربية حيوان أو طائر بالبيت، فعن طريق هذا ستكتشف مدى عدوانية طفلك ومدى مقدرته على حمل مسئولية الإعتناء بكائن حي وفي هذا إعداد للحياة المجتمعية التي تنتظره.



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة بولس ( الرسول) بأستاذه برنابا... هل هي علاقة عرفان أم ...
- يا ليت داروين يكون على حق؛ فسأحزن جداً إن كان على باطل!!!
- ( باراباس أم يسوع؟)... سؤال أولوياتي يميز الخائن من الوطني!! ...
- حينما تتبع الراعي بثقة عمياء، فلن تعلم أبداً هل سيقودك نحو ا ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 20 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 19 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 18 – الإيمان ...
- دعاء وصلاة مسيحيي الأمس ومسلمي اليوم للإله الأمريكي لضرب أوط ...
- هل فعلاً ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً؟!!
- إنسانية الحيوان... أم... حيوانية الإنسان!!!
- السلفية المسيحية في الطريق!!!
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه – 9 – الأرض!
- اللغة حينما تكون سماً أو دواءاً للفكر !!!
- المسئولية والمساءلة داخل وخارج إطار عقيدة القضاء والقدر!!!
- رد فعل أخلاقي على إنتشار الإلحاد في الشرق الأوسط !!!
- لماذا ينتشر الالحاد بين فئات من الناس دون غيرها؟
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 17 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 16 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 15 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 14 – الإيمان ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - توماس برنابا - مواجهة مشاعر الفقدان والحرمان ( من ضياع ويتم و ثُكل و ترمل و ... الخ)