أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - زهير بوبكر - تونس:الجبهة الشعبية والخيار الاستثنائي















المزيد.....

تونس:الجبهة الشعبية والخيار الاستثنائي


زهير بوبكر

الحوار المتمدن-العدد: 4204 - 2013 / 9 / 3 - 01:30
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الجبهة الشعبية والخيار الاستثنائي
1)في فهم اللحظة
يقتضي العمل السياسي من المشتغلين به قراء المرحلة واعدة قراءة المرحلة في سياقاتها الدولية والإقليمية والداخلية وذلك لاستنباط الحلول وبناء التحالفات والتكتيكات الممكنة لان العمل السياسي لا يتحكم به عامل محدد وإنما تتجاذبه قوى خارجية ومحلية فتحديد الخصوم وتقييم القوى الذاتية كلها عوامل تنير سبيل السياسي وتساعده حتى يكون لعمله تأثير في الواقع وليس رجع صدى فيبقى على الهامش ويطويه التاريخ .
يهمنا اذا خصصنا الحديث عن الواقع التونسي قراءة القوى التقدمية وبالتحديد الجبهة الشعبية للمشهد السياسي العام وتقييماتها التي على أساسها تقيم التحالفات وتقدم البرامج الآن ومستقبلا .
ما مدى وعي الجبهة بأهمية العامل الخارجي ؟إلى أي حد هي منخرطة في عملية التوحيد للقوى التقدمية ؟ما هي عوامل التقارب مع أي تيار أو حزب سياسي ؟
1)دوليا حدثت الانتفاضة في سياق دولي تهيمن عليه القوى الغربية بزعامة الامبريالية الأمريكية التي لاتسمح بظهور ما لاتريد نحن في زمن يتيح لأمريكا التدخل في كامل الكرة الأرضية وهي تعترض على بروز قوى ثورية في تونس أو مصر أو سوريا لذلك سارعت بكل جهودها للالتفاف على الشعارات المرفوعة في القصبة 1و2وعلى الذين رفعوها إن القوى الغربية لم تترك الفرصة للقوى الثورية التي أطاحت ببن علي لتكون البديل للنظام المنهار فسارعت إلى تشكيل المشهد بالتحالف مع قوى المعادية للانتفاضة بما يسمح لليمين الديني المرتبط بمشروع رجعي بتسلم السلطة رغم تناقض أطروحات تلك القوى مع مبادئ الديمقراطية التي ينادي بها الغرب .
2)إقليميا قام الناتو بتفكيك الدولة في ليبيا وأوصل قوى دينية وقبلية إلى السلطة مستعدة لتنفيذ برنامج القوى الاستعمارية كما أقام زيجة بين الإخوان والعسكر في مصر لمواصلة خدمة الكيان الصهيوني تم كل ذلك بتمويل خليجي سخي ومازالت نفس المهمة قيد التحقيق في سوريا أما غربا فالوضع الجزائري أشبه ببركان خامد لا ندري ما هي السيناريوهات المعدة لتفجيره .
3) داخليا بين مسار 23اكتوبرهشاشة الطبقة السياسية وتهافتها فقد تولت النهضة السلطة لتواصل سياسة بن علي الارتهان للخارج وخدمة القوى الغربية ومواصلة نهج اقتصادي ليبرالي متوحش اثبت فشله مع دفع البلاد إلى نموذج مجتمعي متخلف مناقض لشعارات الانتفاضة يتجسد في مظاهر دينية كإطلاق اللحي ولبس الجلباب و النقاب ودعوة شيوخ المشرق لإلهاء الناس عن مشاكلهم الحقيقية بإثارة قضايا ختان البنات وتكفير المجتمعات ....واعتمدت في ذلك على المليشيات والأموال الخليجية وتقسيم المجتمع إلى مؤمنين وملحدين والاستيلاء على الدولة لتأبيد حكمها إلى سنوات قادمة عديدة.كما قامت بحملة تشويه لخصومها وخاصة الجبهة بدعوات التكفير والإلحاد والعنف وصل إلى حد اغتيال احد رموز الجبهة الشهيد شكري بلعيد وتشجيع التيار السلفي على النشاط وتخزين السلاح وإقامة المعسكرات في الشعانبي والاستعراضات في القيروان ...
إذا كانت هذه القراءة قد لامست الواقع في مختلف سياقاته فليس صعبا على أي ملاحظ أن يستنتج أن الوضع في كل حالاته غير مناسب للجبهة الشعبية بل هو معاديا لها والسؤال المركزي واضح هل تستطيع الجبهة أن تحكم البلاد في هكذا وضع معادي ؟هل تسمح لها إمكانياتها الذاتية بالوصول إلى السلطة ؟وان حصل هل يسمح لها خصومها وأعداؤها في الداخل والخارج بذلك ؟
2)الخيارات الممكنة
إذا كانت ضدية الخارج معلومة وهي تعمل علنا على تأبيد مشروعها على الأرض حفاظا على مصالحها التي تحققت منذ عقود وربما قرون فان ضدية الداخل اشد خطورة نظرا لتغلفها بالدين وأوهام النضالية كما أنها تجد قبول لدى شرائح واسعة من المجتمع ترى فيها عن وعي أو بدون وعي قوى نضالية ووطنية ولها مشروعية تاريخية وانتخابية تؤهلها لقيادة البلاد وترى فيها إفراز لثورة شعبية واختيارات حرة ديمقراطية ..على ان انقسام المجتمع إلى طوائف سياسية يتيح للقوى الليبرالية الأخرى (الاتحاد من اجل تونس)جماهيرية لدى نخب ثقافية وشرائح مترفة في المدن الكبرى تضاهي شعبية اليمين الديني كما أن هذه القوى تلقى سندا من المتنفذين الماليين في الداخل ومن قوى خارجية أوروبية بالأساس ..
إن خيارات الجبهة ليست كثيرة فهي إما أن تبقى قوة معارضة راديكالية الطرح طوباوية الأحلام تضع زعاماتها في الصفوف الأولى عند كل تظاهرة سياسية لترديد شعارات معادية للسلطة الحاكمة وذلك لن يفيدها في شيء إلا في إثبات معارضتها التي نشأت عليها أحزابها منذ عقود مع مواصلة إضاعة الفرص على البلاد التي تتقاذفها قوى مرتهنة للخارج معادية لشعارات الانتفاضة وإما التوجه نحو خيار الجبهة العريضة مع القوى الديمقراطية الأخرى على أرضية متفق عليها تضمن الأدنى من مطالبها إذا كانت جادة في صنع مستقبل البلاد وناضجة لمرحلة جديدة تقطع مع الاقصائية المضرة والثورية العصية على الكسر على الجبهة أن تكون ثورية بالقدر الذي يسمح به الواقع وليس بما يقرا في الكتب و يوحي به الخيال فالسياسة فن الممكن وليست لي عنق الواقع ليكون كما نريد وليس كما هو في الواقع.
إن جبهة عريضة تجمع طيفا سياسيا واسعا لها عنوان كبير الحريات العامة ومدنية الدولة تمنع تحول تونس إلى دولة دينية مستبدة يكون اليسار الجبهوي داخلها الدافع في اتجاه مقاومة الفساد ومحاسبة المفسدين وحامل راية الفقراء والمهمشين ويعمل من اجل بديل اقتصادي يتمحور عاجلا حول استعادة الدولة لأملاكها وشركات العصابات الفاسدة وتوجيه عائدات الشركات الكبرى لفائدة المناطق المفقرة (الفسفاط والنفط مثلا) وتحسين القدرة الشرائية للمواطن وتضع من اولوياتها كشف جريمة اغتيال الشهيد شكري بلعيد. هذه الجبهة بهذا البرنامج هو أقصى ما يمكن أن تقدمه القوى الثورية في الظروف الحالية للطبقات التي طحنتها الأزمة الاقتصادية أما خيار الشعارات والأحلام الوردية حتى وان كانت جميلة ومشروعة فلن تفيد في شيء بل هي تترك الفرصة للقوى الظلامية لبسط نفوذها على البلاد وتأسيس استبداد ديني يصعب الخلاص منه يدمر المنجزات التي تحققت على امتداد قرن من الزمان كما يعطي الفرصة كاملة للقوى الاستعمارية لمزيد نهب مقدرات البلاد او الاتجاه بها نحو الصوملة .ان الخيارات الاستثنائية في لحظة ما تتطلب قيادات استثنائية لانجاز مهام عظيمة يسجلها التاريخ وتتناقلها الاجيال فهل تملك الجبهة الاستثنائيين لفعل استثنائي ؟؟
(زهير بوبكر)



#زهير_بوبكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولادة يسار جديد في تونس ضرورة تاريخية للمرحلة


المزيد.....




- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - زهير بوبكر - تونس:الجبهة الشعبية والخيار الاستثنائي