|
الفرقه الناجيه في الاسلام و الفرق الضاله في الاسلام ( ثانياً ) - الفرقه البابية والبهائيه
سامي المنصوري
الحوار المتمدن-العدد: 4204 - 2013 / 9 / 3 - 00:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الفرقه الناجيه في الاسلام و الفرق الضاله في الاسلام ( ثانياً ) - الفرقه البابية والبهائيه
ملخصات عن البابية والبهائية
لمزيد من المعلومات حول البابية والبهائية ومعتقداتها ينظر: السيد عبد الرزاق الحسني، البابيون والبهائيون في حاضرهم وماضيهم ومصادر اخرى
فهذه كلمات مختصرة في التعريف بالبابية والبهائية . الباب يشار به عندهم إلى شخص جاهل إيراني ينتسب إلى التصوف يدعى : علي بن محمد الشيرازي ويزعم أنه الباب إلى بهاء الله مرزا حسين علي ، وأنه الرسول الذي أتاه الوحي من قبل بهاء . والبابية تنسب إليه ، وهو عندما يضيق عليه ويستتاب يتوب من البابية ويعلن أنه جعفري من الطائفة الاثني عشرية الإمامية . وقد عقد البابيون مؤتمرا عاما في صحراء بدشت لإظهار مذهبهم وبيان البشائر عن الإمام المنتظر الذي يزعمون خروجه . والبابيون في عقائدهم وآرائهم في الباب لم يكونوا على عقيدة واحدة ولا على رأي واحد في ذلك كما في صفحة 97 من كتاب : ( البهائية تاريخها وعقيدتها وصلتها بالباطنية والصهيونية ) لرئيس جماعة أنصار السنة المحمدية . في مصر الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله . وكان البابيون في مؤتمرهم فريقين أحدهما : تابع لرئاسة البشروئي والقدوس ، والثاني : تابع لرئاسة البهاء وقرة العين كما في صفحة 98 من هذا الكتاب ، كما كانت منتدياتهم نوعين : نوع خاص بأئمة البابية ، والثاني : للعموم ، وكان موضع البحث في هذه المنتديات الخاصة هو مسألة نسخ البابية للشريعة الإسلامية ، وقد انتهى رأيهم إلى أن الباب أعظم وأجل مقاما من جميع الرسل ، وأن ما أوحي إليه من دين هو أتم وأكمل من كل وحي ودين سابق . وقد خطبت قرة العين في المؤتمر كما في صفحة 99 وصفحة 100 من الكتاب المذكور خطبة شنيعة عند احتجاب البشروئي والقدوس ، وتغيب البهاء بعذر المرض خوفا من معرة خطبتها وانتظارا لما سينجم عنها من قبول المؤتمرين لها ومقاومتهم لها . فصرحت في الخطبة المذكورة بأن دين محمد منسوخ كله بالدين الجديد : ( دين البهائية ) الواصل إلى الأمة من طريق الباب وإن لم يصل منه الآن إلا نزر يسير ، وأنهم الآن في وقت فترة ، والاشتغال بأحكام الإسلام أمر لا وجه له ، وأباحت للناس بل شرعت لهم الاشتراك في أموالهم ونسائهم . وذكر الوكيل أن هذا هو ما صرح به مؤرخ البهائية في كتابه الكواكب الدرية صفحة 180 ، 219 وقد صرحت في خطبتها بإنكار البعث . وقرة العين المذكورة يشار بها إلى امرأة تدعى أم سلمان بنت ملا صالح القزويني ، حملت راية مذهبهم والدعوة إليه ، وهي القائمة بالفتوى قبل اتصالها بالبهاء فلما اتصلت بالبهاء خضعت له وأسندت الفتوى إليه . وقد قام البابيون بحركة رهيبة مسلحة سفكوا بها الدماء وقتلوا فيها مئات من الناس ، وقامت الدولة الإيرانية ضدهم ، وجندت لهم قوة حتى قضت عليهم وفرقت شملهم وقتلت باب الباب البشروئي وصاحبه القدوس وذلك في عام 1265 هـ كما في الكتاب المذكور أعني- كتاب الوكيل- ثم أفتى العلماء بكفر الباب وردته واستحقاقه القتل- أعني علماء الشيعة- فأمرت الحكومة بقتله فقتل على مشهد من الناس ، وكان قبل ذلك في القلعة مسجونا . وقد نوظر أمام العلماء- أعني علماء الشيعة- عدة مرات فافتضح وظهر جهله وغباؤه وكان من أحكم الأسئلة التي وجهت إليه أن سئل عن النقص الذي في الشريعة الإسلامية وعن الكمال الذي أتى به فلم يستطع أن يجد جوابا بل ارتج عليه وانقطعت حجته ، فطلب أن يخطب فخطب خطبة باردة لا قيمة لها ولا تستحق أن يصغى لها ، ولذلك أفتى العلماء بكفره وإعدامه فأعدم .
( تنبيه ) : تقدم أن الباب يعتقد فيه البهائيون أنه المبشر بالبهاء ومحل الوحي والتبليغ فهو بمثابة الرسول عن البهاء- يعتقد البابيون في الباب ، وهو علي بن محمد الشيرازي الجاهل المركب الصوفي المخدوع أنه أتم وأكمل هيكل بشري ظهرت فيه حقيقة الإلهية ، وأنه هو الذي خلق كل شيء بكلمته انظر صفحة 117 ، رووا عنه أنه قال : كنت في يوم نوح نوحا ، وفي يوم إبراهيم إبراهيم ، وفي يوم موسى موسى ، وفي يوم عيسى عيسى ، وفي يوم محمد محمدا ، وفي يوم علي عليا إلى أن قال : وسأكون في يوم من يظهره الله آخر الذي لا آخر له قبل أول الذي لا أول له ، كنت في ظهور حجة الله على العالمين . فاعجب لهذا الهذيان الذي لا يقوله عاقل ( شرعة الباب ) صفحة 119 . ألغى الباب الصلوات الخمس والجمعة والجماعة إلا في الجنازة ، وقرر أن التطهير في الجنابة غير واجب ، القبلة هي البيت الذي ولد فيه بشيراز ، أو محل سجنه ، أو البيوت التي عاش فيها هو وأتباعه وهي الأماكن التي فرض على أتباعه الحج إليها . أما الصوم فمن شروق الشمس إلى غروبها ، وعدته شهر بابي وهو تسعة عشر يوما ، أما الزكاة فخمس العقار يؤخذ في آخر العام ويسلم للمجلس البابي ، وهناك شرائع أخرى مضحكة انظرها صفحة 120 من كتاب الوكيل .
البهائية أما البهاء ويقال له بهاء الدين فهو : مرزا حسين بن علي ابن الميرزا عباس بزرك المازندراني الإيراني ولد بطهران سنة 1233 هـ واشتغل في أثناء عمره بعلم التصوف ، وأخذ عن شيوخه خرافاته وإشاراته ، ثم بعد انتقاله إلى بغداد من طهران زائرا أو طريدا ، ثم بعد انتقالات كثيرة من بغداد إلى غيرها ، ثم إلى عكا لأمور سياسية ومآرب خاصة ونزاع كثير بين أتباعه من البابية وأتباع أخيه : يحيى بن علي بن ميرزا ، بعد هذا كله وبعد تطورات كثيرة ادعى البهاء ما يلي انظر صفحة 143 من كتاب الشيخ : الوكيل . ادعى البهاء أول أمره أنه خليفة الباب أو بمعنى آخر خليفة القائم ، ثم زعم أنه هو القائم نفسه ، ثم خلع على نفسه صفة النبوة فالألوهية والربوبية زاعما أن الحقيقة الإلهية لم تنل كمالها الأعظم إلا بتجسدها فيه . هلاك البهاء : في عنفوان قوته وسلطان دعوته سلط الله عليه الحمى فهلك بها وهو على عقيدته القذرة ودعاويه الباطلة وخرافاته المضحكة المحزنة ، وكان هلاكه في ذي القعدة من عام 1309 هـ انظر صفحة 144 من رسالة أبي الفضائل وحاشيتها ، أبو الفضائل أحد دعاة البهاء ومروجي نحلته الباطلة . أسلوب البهاء في الدعوة : صوفي فج يعتمد على التقليد في المغموض والتلويحات والرموز وكثرة المصطلحات انظر صفحة 147 من كتاب الوكيل . كتبه : أشهرها الإيقان والأقدس . صنف الأول في بغداد وموضوعه إثبات مهدوية الباب وقائميته ، وفيه إشارة إلى ما ادعاه البهاء وقد ألف هذا الكتاب تلبية لسؤال من سأله عن شأن الباب ، وقد اعترف البهاء في هذا الكتاب بأنه مذنب وعاص في تأليفه هذا الكتاب واشتغاله بمقالاته ، فاعجب أيها القارئ بصنع هذا المجرم وسوء التصرف- فسبحان الله ما أعظم شأنه- لقد أبى سبحانه إلا أن يفضح المجرمين والكذابين بما يقولونه بألسنتهم ويعملونه بجوارحهم فلله الحمد سبحانه على إيضاح الحق وفضح الباطل . انظر نص الوكيل صفحة 150 .
حقد البهاء على المسلمين : ما حقد الميرزا على أمة حقده على أمة خاتم المرسلين ، وحسبك أن يبهت السلف والخلف جميعا بأنهم لم يفقهوا شيئا من القرآن فيقول : انقضى ألف سنة ومائتان وثمان من السنين من ظهور نقطة الفرقان ، وجميع هؤلاء الهمج الرعاع يتلون الفرقان في كل صباح وما فازوا للآن بحرف من المقصود- ثم يقول البهاء : إن الذي ما شرب من رحيقنا المختوم الذي فككنا ختمه باسمنا القيوم إنه ما فاز بأنوار التوحيد ، وما عرف المقصود من كتب الله ، وكان من المشركين .
تنبيه : ما رأيت في هذه الخلاصة عن البابية ، والبهائية من كلمات لم تجدها في كتاب الوكيل فاعلم أن بعضها من كتاب الدكتور محمد مهدي خان الإيراني التبريزي نزيل مصر المسمى : ( مفتاح باب الأبواب ) ، وبعضها أخذ من مقالات كتبها محب الدين الخطيب في شأن البابية والبهائية ، وبشيء يسير من كلامي والله الموفق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم جاءنا من حضرة صاحب التوقيع السؤال الآتي: ما البهائية؟ وما اعتقاد مؤسسيها وأتباعهم؟ وهل يعتقدون في الحشر والجنة والنار؟ وهل يعتقد البهائيون بنبوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟ وإذا كانوا يعترفون بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يعتقدون بنبي بعده ودين غير دينه؟ الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله "أما بعد" فقد احتوى هذا الخطاب مسائل متعددة، ونحن نورد كل سؤال ونقفي على أثره بالجواب عنه مستندين فيما نكتب إلى مؤلفات[1]للبهائيين أنفسهم، وكتب[2] ألفها بعض من اطلع على كتبهم المؤلفة باللغة الفارسية والعربية بقصد بيان أمرهم نصيحة للإسلام والمسلمين. س- ما البهائية؟ ج- البهائية نسبة إلى بهاء الله؛ لقب يدعى به ميرزا حسين علي، وهو الزعيم الثاني للمذهب الذي تتولاه الطائفة المسماة بالبهائية. وتسمى هذه الطائفة البابية نسبة إلى "الباب" وهو لقب "ميرزا علي محمد" ذلك الذي ابتدع هذه النحلة. وإليك ملخص القول في نشأتها: أصل نشأة هذه النحلة أن "ميرزا علي محمد" الملقب بـ"الباب" نشأ في شيراز بجنوب إيران، وأخذ شيئا من مبادئ العلوم ثم اشتغل بالتجارة، ولما بلغ من العمر الخامسة والعشرين ادعى أنه المهدي المنتظر، وكان إعلانه بهذه الدعوة سنة 1260هـ، نعق بهذه الدعوة فأخذها بالتسليم طائفة من الجاهلين، وأرسل بعض هؤلاء إلى نواح مختلفة من إيران للإعلام بظهوره وبث شيء من مزاعمه، وتنبه العلماء لهذه الدعاية فقاموا في وجهها، وعقد بعض الولاة بينهم وبين ميرزا علي هذا مجالس للمناظرة، فرأى بعضهم ما في أقواله من غواية وخروج عن الدين فأفتى بكفره، ورأى آخرون ما فيها من لغو وسخافة فنسبه إلى الجنون واختلال الفكر. واعتقل في شيراز ثم بأصفهان، وساقته الحكومة الإيرانية في عهد الملك ناصر الدين شاه إلى تبريز، وثارت بين أشياعه وبين المسلمين فتن وحروب سفكت فيها الدماء، وكانت عاقبته أن أعدمته الحكومة في تبريز صلبا عام 1265هـ. وقعت بعد قتله فترة كان أتباعه فيها على اختلاف في شأن من ينوب عنه إلى أن دبروا اغتيال الملك ناصر الدين انتقاما لزعيمهم، فهجم عليه اثنان منهم فخاب سعيهم. وأخذت الحكومة تتقصى أثر البابيين وتسوق زعماءهم إلى مجلس التحقيق، وكان الميرزا حسين علي الذي لقبوه بعدُ بـ"بها الله" من شيعة الباب ودعاة نحلته، فقبض عليه وسجن بطهران بضعة أشهر؛ ثم أبعد إلى بغداد سنة 1269هـ. لما أدركت الحكومة الإيرانية خطر هذه الفئة وما يبيتونه من فتن جعلت ترقبهم بحذر واحتراس، فالتحق طوائف منهم ببغداد، واجتمعوا حول ميرزا حسين الملقب ببهاء الله، ثم حدث بينهم وبين الشيعة ببغداد شقاق كاد يفضي إلى قتال، فقررت الحكومة العثمانية وقتئذ إبعاد البابيين من العراق، فنقلتهم إلى الآستانة ونفتهم إلى أدرنة. قام المسمى "بها الله" لهذا العهد يدعو إلى نفسه، ويزعم أنه هو الموعود به الذي أخبر عنه الباب([3])، وقَبِل دعوته أكثر البابيين وتسموا حينئذ بالبهائيين، وممن رفض دعوته أخوه ميرزا يحيى الملقب "صبح أزل". ثم إن الحكومة العثمانية أمرت بإبعاد الفريقين من أدرنة فنفت الميرزا يحيى وأتباعه([4]) إلى "قبرص"، ونفت البهاء وأتباعه إلى "عكة" بفلسطين، وبقي البهاء بعكة إلى أن هلك عام 1309هـ فتولى رئاسة الطائفة ابنه "عباس" الذي لقبوه بـ (عبدالبهاء) فأخذ يدعو إلى هذا المذهب ويتصرف فيه كما يشاء، ولم يرض عن صنيعه هذا أصحاب البهاء فانشقوا عنه والتفوا حول أخيه "الميرزا علي" وألفوا كتبا بالفارسية والعربية وطبعوها في الهند؛ يطعنون بها في سيرة عباس ويصفونه بالمروق من دين البهاء س- ما اعتقاد مؤسسيها وأتباعهم؟ ج- ليست البهائية بالنحلة المحدثة التي لم يتقدم لها في النحل المارقة من الإسلام ما يشابهها؛ أو تتخذه أصلًا تبني عليه مزاعمها، وإنما هي وليدة من ولائد الباطنية، تغذت من ديانات وآراء فلسفية ونـزعات سياسية، ثم اخترعت لنفسها صورا من الباطل؛ وخرجت تزعم أنها وحي سماوي، ولولا أن في الناس طوائف يتعلقون بذيل كل ناعق لما وجدت داعيا ولا مجيبا لندائها. وها نحن أولاء نسوق إليك كلمة في مذهب الباطنية ونحدثك عن البابية أو البهائية حتى تعلم أنها سلالة من ذلك المذهب الأثيم. تقوم دعوة الباطنية على إبطال الشريعة الإسلامية، وأصل نشأة هذه الدعوة:"أن طائفة [5] من المجوس راموا عند شوكة الإسلام تأويل الشرائع على وجوه تعود إلى قواعد أسلافهم، وذلك أنهم اجتمعوا فتذكروا ما كان عليه أسلافهم من الملك؛ وقالوا: لا سبيل لنا إلى دفع المسلمين بالسيف لغلبتهم واستيلائهم على الممالك، لكنا نحتال بتأويل شرائعهم إلى ما يعود إلى قواعدنا ونستدرج به الضعفاء منهم، فإن ذلك يوجب اختلافهم واضطراب كلمتهم". وقد رسموا لهذا المذهب خطة دبروها بنوع من المكر، وهو أنهم جعلوا الدعوة مراتب: 1) تفرس حال المدعو أقابل هو للدعوة أو لا؟ 2) استهواء كل أحد بما يميل إليه من زهد أو خلاعة. 3) التشكيك في أصول الدين. 4) أخذ الميثاق على الشخص بأن لا يفشي لهم سرا. 5) دعوى موافقة أكابر رجال الدين والدنيا لهم ليزداد الإقبال على مذهبهم. 6) تمهيد مقدمات يراعون فيها حال المدعو لتقع لديه موقع القبول. 7) الطمأنينة إلى إسقاط الأعمال البدنية. 8) سلخ المدعو من العقائد الإسلامية ثم يأخذون بعد هذا في تأويل الشريعة على ما تشاء أهواؤهم. اتخذ هذه الخطة وسيلة إلى محاربة الدين الإسلامي طوائف كانوا يتظاهرون بأنهم من شيعة آل البيت، وهم لا يؤمنون بنبي من الأنبياء، ولا بشيء من الكتب المنزلة، ولا بيوم الجزاء، ولا أن للعالم خالقًا. وتراهم يستدلون بالقرآن والحديث؛ ولكن يحرفونهما عما أراد الله ورسوله منهما. ومن الباطنية المتظاهرين بالتشيع لآل البيت من ادعى النبوة لبعض آل البيت كفرقة الإسماعيلية؛ قالوا بنبوة "محمد بن إسماعيل بن جعفر"؛ بل زعمت هذه الفرقة أنه لا يخلو زمان من نبوة نبي إلى يوم القيامة. ولم يقفوا عند دعوى النبوة؛ بل تجاوزوها إلى القول بإلهية جماعة من آل البيت وغيرهم. فقالوا بإلهية علي عليه السلام وإلهية كثير من أولاده وأحفاده. وكم أحدث هؤلاء الذين يدعون المهديّة أو النبوة أو الإلهيّة من فتن!! وكم جروا على العالم الإسلامي من بلاء!! وكان أهل العلم يقاومون باطلهم، ويهتكون أستارهم، وممن تصدى للرد عليهم: أبو حامد الغزالي فألف كتابه المسمى (حجة الحق)[6] وكتابه المسمى (فضائح الباطنية)[7]، وذكر في مقدمة هذا الكتاب أنه طالع الكتب المصنفة فيهم فوجدها مشحونة بفنين: فن في تواريخ أخبارهم وأحوالهم من بدء أمرهم إلى ظهور ضلالهم، وتسمية كل واحد من دعاتهم في كل قطر من الأقطار، وبيان وقائعهم فيما انقرض من الأعصار. وفن في إبطال تفاصيل مذاهبهم وعقائد تلقوها من الثنوية والفلاسفة وحرفوها عن أوضاعها وغيروا ألفاظها قصدا للتغطية والتلبيس، ثم بين أنه قصد في كتابه إلى الإعراب عن خصائص مذهبهم، والتنبيه على مدارج حيلهم، والكشف عن بطلان شبههم. ولأبي بكر بن العربي مع بعض زعمائهم مناظرات ذكرها في كتاب (القواصم والعواصم)[8]. وتناول الشيخ ابن تيمية مذهب الباطنية ورد على بعض فرقهم في بعض مؤلفاته. عرفنا تاريخ الباطنية وقرأنا بعض كتب البابية والبهائية؛ فوجدنا روح الباطنية حلت في جسم ميرزا علي وميرزا حسين علي، فخرجت باسم البابية والبهائية. الباطنية يستدلون بكلام النبوة ويحرفون كلم القرآن والحديث عن مواضعه، كما فسروا حج البيت العتيق بزيارة شيوخهم. والبابية أو البهائية يستدلون بالقرآن والحديث ويذهبون في تأويلهما إلى مثل هذا الهذيان نفسه، ولميرزا علي المسمى بـ"الباب" تفسير لسورة يوسف مشى فيه على هذا النمط؛ فقال في قوله تعالى: ﴿-;- إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) ﴾-;- [الآية: 4]، المراد من يوسف: حسين بن علي، والمراد بالشمس: فاطمة، وبالقمر: محمد، وبالنجوم: أئمة الحق، فهم الذين يبكون على يوسف سُجَّدًا. وهذا أحد دعاتهم المسمى "أبا الفضل الجرفادقاني" قد أورد في كتابه المسمى (الدرر البهية) قوله تعالى: ﴿-;- بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ﴾-;- [يونس: 39]. وقوله تعالى: ﴿-;- هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ﴾-;- [الأعراف: 53]. وقال:"ليس المراد من تأويل آيات القرآن معانيها الظاهرية ومفاهيمها اللغوية؛ بل المراد المعاني الخفية التي أطلق عليها الألفاظ على سبيل الاستعارة والتشبيه والكناية" ثم قال بعد هذا:"قرر الله تنـزيل تلك الآيات على ألسنة الأنبياء، وبيان معانيها وكشف الستر عن مقاصدها إلى روح الله حينما ينـزل من السماء" وقال:"إنما بعثوا عليهم السلام لسوق الخلق إلى النقطة المقصودة، واكتفوا منهم بالإيمان الإجمالي حتى يبلغ الكتاب أجله، وينتهي سير الأفئدة إلى رتبة البلوغ فيظهر روح الله الموعود ويكشف لهم الحقائق المكنونة في اليوم المشهود" وقال:"وفي نفس الكتب السماوية تصريحات بأن تأويل آياتها إلى معانيها الأصلية المقصودة لا تظهر إلا في اليوم الآخر، يعني يوم القيامة ومجيء مظهر أمر الله، وإشراق آفاق الأرض ببهاء وجه الله" ثم قال:"ولذلك جاءت تفاسير العلماء من لدن نـزول التوراة إلى نـزول البيان[9] تافهة باردة عقيمة جامدة؛ بل مضلة مبعدة محرفة مفسدة". كنا نود أن نصرف القلم عن نقل مثل هذا السخف، ونصون صحف المجلة[10] عن أن تحمل لقرائها شيئا من الزيغ والإلحاد في آيات الله، والاعتداء على علماء الإسلام الذين رفعوا منار الحق وأذاقوا بحججهم أعداء الإنسانية عذابا أليما، ولكن دعاة هذا المذهب قد استهووا فريقا من أبناء المسلمين، وأصبحوا يدعون إلى مذهبهم في النوادي، ويتحدثون عنه في الصحف، وألفوا كتبا تقع في أيدي بعض الشباب فذلك ما اضطرنا إلى أن نبسط القول في بيان نحلتهم وسرد أقوالهم؛ حتى يكون المسلمون على بينة من أمرهم. لهج البابية البهائية مقتفين أثر إخوانهم الباطنية بهذا النوع من التأويل ليدخلوا منه إلى العبث في تفسير القرآن والحديث، وصرفهما عن ما يراد بهما من حكمة وهداية ﴿-;- إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾-;- [الحجر: 9]. أنزل الله تعالى القرآن بلسان عربي مبين، ودلنا على أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم يقوم ببيان ما خفي على الناس علمه فقال تعالى: ﴿-;- وَأَنـزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزلَ إِلَيْهِمْ ﴾-;- [النحل: 44]. وما زال السلف - من الصحابة والراسخين في العلم من بعدهم - يفسرون القرآن بما يروونه عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وبما يفهمونه منه على مقتضى استعمال لغتهم أساليب بلاغتهم، فجاؤوا بعلم كثير وأدب غزير، وتركوها حكما رائعة وشريعة سمحة باهرة وقوانين اجتماع طاهرة، حتى قام جماعة من أوشاب الناس يزعمون أن هذا القرآن الذي أنـزله الله بلسان العرب لم يوكل بيانه إلى من كان يقرؤه على الناس بكرة وعشيا، ولم يفهم المراد منه أولئك الذين يتهجدون به في الأسحار سجّداً لله وبكيّاً، وإنما وكل بيانه إلى أمثال "ميرزا علي محمد" وميرزا حسين "وعباس" و"أبي الفضل الجرفادقاني" ليخوضوا فيه بلغو من القول ويعثوا في تأويله مفسدين. قال "أبوبكر بن العربي" في كتاب (القواصم والعواصم) يرد على إخوانهم الباطنية - قولهم إن خليفة الله هو الذي يبلغ عنه:"الخليفة هو النبي الذي بين ثم استأثر الله به ولا معصوم بعده". وفي كتاب (فضائح الباطنية) بسطة في رد ما يدعونه من ظهور الإمام المعصوم؛ وحصر مدارك الحق في أقواله، وقد عرفت أن الإمام المعصوم الذي يدعيه الباطنية هو ما يسميه البابية والبهائية بـ"من يظهره الله" ويزعمون أنه هو الذي يعرف تأويل ما جاء به الرسل عليهم السلام، ويصرح هذا الإيراني في كتابه هذا بأن قصص القرآن غير واقعة وقال:"لا يمكن للمؤرخ أن يستمد في معارفه التاريخية من آيات القرآن" وقال:"إن الأنبياء عليهم السلام تساهلوا مع الأمم في معارفهم التاريخية وأقاصيصهم القومية ومبادئهم العلمية، فتكملوا بما عندهم، وستروا الحقائق تحت أستار الإشارات، وسدلوا عليها ستائر بليغ الاستعارات". دعوى أن في القرآن قصصًا غير واقعية بزعم أنها رمز إلى معان خفية، ليس لها من داع سوى ما يضمره أصحابها من الكيد للقرآن الكريم، وإدخال الريب في أنه تنـزيل من لدن حكيم عليم. لم يقم حتى الآن دليل تاريخي أو نظري يطعن في صحة قصة ساقها القرآن الحكيم، ونحن نستند في صحتها إلى الآيات الدالة على أن المبعوث به لا ينطق عن الهوى، فالمؤرخ المسلم ومعلم التاريخ لأبناء المسلمين يستمد في معارفه التاريخية من آيات الذكر الحكيم، وهى عندنا أصدق قيلا وأقوى سندا مما يقصه المؤرخ من حوادث تقع في عصره أو قريب منه، وهذه الثقة بالطبيعة لا تحصل لمن ينكر أو يرتاب في أن القرآن حجة الله على العالمين، فلا نطالب المجوسي أو البهائي بأن يدخلوا في مؤلفاتهم التاريخية ما جاء في القرآن من أنباء الأولين، وهم لم يطمئنوا إلى أن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول صادق أمين. يزعم هذا الإيراني أن الرسول ينطق ببعض المبادئ العلمية مجاراة لقومه وهي في الواقع غير صحيحة، وهذه جهالة غبي وجراءة غوي، والرسول عليه الصلاة والسلام وإن لم يبعث لتقرير المسائل العلمية التي تدركها عقول البشر بسهولة أو بعد جهد كالطبيعيات والرياضيات لا يتحدث عن شيء منها حديث من يصدق بها إلا أن تكون صوابا، ودعوى أن لها رموزا إنما اخترعها الإيراني وأمثاله ليستروا بها وجه جحودهم، والبرقع الشفاف لا يحجب ما وراءه. ولم يكن تأويل البهائية وأسلافهم الباطنية لنصوص الشريعة على هذا الوجه الناقض لأصولها بشيء ابتدعوه من أنفسهم ابتداعا، وإنما هو صنع عملوا فيه على شاكلة طائفة من فلاسفة اليهود من قبل. فإنا نقرأ في ترجمة "فيلون" الفيلسوف اليهودي - المولود ما بين عشرين وثلاثين قبل ميلاد المسيح - أنه ألف كتابا في تأويل التوراة ذاهبا إلى أن كثيرا مما فيها رموز إلى أشياء غير ظاهرة. ويقول الكاتبون في تاريخ الفلسفة: إن هذا التأويل الرمزي كان موجودًا معروفًا عند أدباء اليهود بالإسكندرية قبل زمن " فيلون"، ويذكرون من أمثلة تأويلهم أنهم فسروا آدم بالعقل، والجنة برياسة النفس، وإبراهيم بالفضيلة الناتجة من العلم، وإسحاق عندهم هو الفضيلة الغريزية، ويعقوب الفضيلة الحاصلة من التمرين، وهذا الكلام لا يقول به إلا الجاحدون المراؤون، ولا يقبله منهم إلا قوم هم عن مواقع الحكمة ودلائل الحق غافلون. و"أبو الفضل" هذا من أبعد دعاة البهائية في الهذيان شأواً، وأشدهم لعلماء الإسلام ضغينة، وإذا أخذ في شتمهم لا يشفى غليله إلا أن يصب كل الجمل التي يعرفها في المعنى الذي أراد شتمهم به، انظروا إلى قوله في صفحة 147 من ذلك الكتاب المسمى بـ (الدرر البهية):"فتمادوا في غيهم، وأصروا على باطلهم، وتاهوا في ضلالتهم، ومردوا في جهالاتهم، وعموا في سكرتهم وانهمكوا في غوايتهم" فالرجل حفظ جملا التقطها من بعض الصحف السائرة، أو من الكتب الغابرة، صار يلقيها فيما يكتب من غير وزن، حاسبا أن هذا الصنيع من تزويق القول ينقل الناس من الجد إلى الهزل، ومن الحق إلى الضلال. في الباطنية من يدعي أنه نبي أو يعتقد في آخر أنه نبي يوحى إليه. وميرزا علي الملقب بـ"الباب" يدعي أنه رسول من الله، ووضع كتابا ادعى أن ما فيه شريعة منـزلة وسماه (البيان) وقال في رسالة بعث بها إلى الشيخ محمود الألوسي صاحب التفسير المشهور المسمى (روح المعاني) يدعوه فيها إلى مذهبه:"إنني أنا عبدالله قد بعثني الله بالهدى من عنده" وسمى في هذه الرسالة مذهبه دين الله فقال:"ومن لم يدخل في دين الله مثله كمثل الذين لم يدخلوا في الإسلام". وكذلك يدعي زعيمهم المسمى "بهاء الله" ففي كتاب (بهاء الله والعصر الجديد):"وقرر بهاء الله أن رسالته هي لتأسيس السلام على الأرض". وقال صاحب هذا الكتاب يتحدث عن الباب والبهاء:"من المستحيل إيجاد أي تغيير لعظمهما إلا بالاعتراف بأنهما إنما عملا بوحي من الله". يدعي الباب الرسالة، ويزعم أن شريعته ناسخة للشريعة الإسلامية فابتدع لأتباعه أحكاما خالف بها أحكام الإسلام وقواعده، فجعل الصوم تسعة عشر يوما من شروق الشمس إلى غروبها، وعين لهذه الأيام وقت الاعتدال الربيعي، بحيث يكون عيد الفطر عندهم هو يوم النيروز على الدوام، وفي كتابه (البيان):"أيام معدودات وقد جعلنا النيروز عيدا لكم بعد إكمالها" وجعل "ميرزا حسين" الملقب ببهاء الله الصلاة تسع ركعات في اليوم والليلة، وكان "عبدالله ابن الخراب الكندي" الذي اعتقد إلهيته كثير من أشباه الناس قد جعلها تسع عشرة صلاة في اليوم والليلة. وقبلة البهائيين في صلاتهم التوجه أين يكون ميرزا حسين المسمى "بهاء الله" فإنه يقول لهم:"إذا أردتم الصلاة فولوا وجوهكم شطري الأقدس" وقال ابنه "عباس":"يلزمنا التوجه إلى مركز معلوم وهو مظهر الله" ومظهر الله في زعمهم هو هذا المسمى بهاء الله. أما الحج فقد أبطله البهاء، وأوصى بهدم بيت الله الحرام عند ظهور رجل مقتدر من أشياعه. ومن الباطنية من منع العوام من مدارسة العلوم، والخواص من النظر في الكتب المتقدمة حتى يبقوا في عماية، وهو "الحسن بن محمد الصباح" ونجد ميرزا علي المسمى "الباب" قد حرم في كتابه (البيان) التعلم وقراءة كتب غير كتبه، فكان كل من يؤمن بالباب يحرق القرآن الكريم وما وقع في يده من كتب العلم، ولكن الميرزا حسين المسمى "بها الله" أدرك ما في هذا التحجير من خطا مكشوف وأنه مما يصرف عنهم ذوي العقول النابهة فأتى في كتابه الذي سماه (الأقدس) بما ينسخه فقال:"قد عفا الله عنكم ما نـزل في البيان من محو الكتب وأذناكم بأن تقرؤوا من العلوم ما ينفعكم". وفي الباطنية من يدعي حلول الإِله في بعض الأشخاص؛ كما قال القرامطة بإلهية محمد بن إسماعيل بن جعفر، وهذه الدعوى أعنى دعوى الحلول تظهر في بعض مقالات البهائية. قال "عباس" المقلب بـ"عبدالبهاء":"وقد أخبرنا بهاء الله بأن مجيء رب الجنود والأب الأزلي، ومخلص العالم الذي لابد منه في آخر الزمان - كما أنذر جميع الأنبياء - عبارة عن تجليه في الهيكل البشري، كما تجلى في هيكل عيسى الناصري؛ إلا أن تجليه في هذه المرة أتم وأكمل وأبهى، فعيسى وغيره من الأنبياء هيأوا الأفئدة والقلوب لاستعداد هذا التجلي الأعظم". يريد بهذا أن الله تجلى فيه بأعظم من تجليه في أجسام الأنبياء على ما يزعم. وقال مهذارهم "أبو الفضل" الإيراني:"فكل ما توصف به ذات الله ويضاف ويستند إلى الله من العزة والعظمة والقدرة والعلم والحكمة والإرادة والمشيئة وغيرها من الأوصاف والنعوت إنما يرجع بالحقيقة إلى مظاهر أمره ومطالع نوره ومهابط وحيه ومواقع ظهوره". ويظهر هذا من اللوح الذي كتبه المسمى "بها الله" في التنويه بشأن ابنه "عباس" فإنه قال:"إن لسان القدم[11] يبشر أهل العالم بظهور الاسم الأعظم[12] الذي أخذ عهده بين الأمم أنه نفسي ومطلع ذاتي ومشرق أمري. من توجه إليه فقد توجه إلى وجهي؛ واستضاء من أنوار جمالي؛ واعتراف بواحدانيتي؛ وأقر بفردانيتي... الخ". وقلد البهائية الفلاسفة فيما يدعونه من قدم العالم، ففي كتاب (بهاء الله والعصر الجديد):"علم بهاء الله أن الكون بلا مبدأ زمني، فهو صادر أبدي من العلة الأولى، وكان الخلق دائما مع خالقه وهو دائما معهم" وقد تصدى أهل العلم الراسخ لتزييف ما تعلق به هؤلاء في الإستدلال على هذا الرأي، وحققوا أن المعلول لابد أن يتأخر عن العلة في الوجود، إذ معنى العلة ما أفاض على الشيء الوجود، والمعلول ما قبل منه هذا الوجود، ولا معنى لإفاضة الوجود على الممكن إلا إخراجه إلى الوجود بعد أن كان في عدم، وذلك معنى الحدوث. ومن عجيب أمر هذه الطائفة أنهم يدعون النبوة والرسالة وما فوق الرسالة وينكرون المعجزات بدعوى أنها غير معقولة، تجدون هذا الإنكار في كتاب داعيتهم المسمى "أبا الفضل" فقد ذكر انفلاق البحر وانفجار العيون من الحجر لموسى عليه السلام، وإبراء عيسى عليه السلام للأكمة والأبرص وإحياءَه الموتى بإذن الله، ونبع الماء من بين أصابع محمد صلى الله عليه وسلم وقال:"وكثير من أهل الفضل وفرسان مضمار العلم اعتقدوا بأن جميع ما ورد في الكتب والأخبار من هذا القبيل كلها استعارات عن الأمور المعقولة والحقائق الممكنة مما يجوزه العقل المستقيم"، ثم أخذ يؤول ما ورد في تلك المعجزات من قرآن وحديث ويحمله على معان لا يقبلها منه إلا من فقد عقله قبل أن يفقد إيمانه، وإنكارهم للمعجزات ينبئكم أن القوم يمشون مكبين على وجوههم وراء الفلسفة التي لا تؤمن بأن لهذا العالم خالقا فعالًا لما يريد. وملخص القول في البابية والبهائية أنه مذهب مصنوع من ديانات ونحل وآراء فلسفية. قال صاحب كتاب (مفتاح باب الأبواب) يصف البابيين:"لهم دين خاص مزيج من أخلاط الديانات البوذية[13]، والبرهمية الوثنية[14]، والزرادشتية[15]، واليهودية، والمسيحية، والإسلامية، ومن اعتقادات الصوفية والباطنية". وما زالت البهائية مذهبًا قائمًا على أطلال الباطنية، يحمل في سريرته القصد إلى هدم الإسلام بمعول التأويل، ودعوى الرسالة والوحي بشريعة ناسخة لأحكامه، حتى جاء "عباس عبدالبهاء" إلى هذا المذهب المصنوع وأراد أن يكسوه ثوبا جديدا فخلطه، بآراء التقطها مما يتحدث به بعض الناس على أنها من مقتضيات المدنية، أو مما كشفه العلم حديثا، نحو التساوي بين الرجال والنساء في التعليم ونـزع السلاح، واتفاق الأمم على لغة واحدة تدرس في العالم كله، وتأسيس محكمة عمومية تحل مشاكل الأمم، وأن الإنسان تدرج بالإرتقاء من أبسط الأنواع حتى وصل شكله الحالي (نظرية دروين) ولهجوا بعد هذا بكلمة نشر السلام العام، ونبذ التعصبات الدينية. وقد تخيل "عباس" أنه بإدخال مثل هذه الآراء في مذهب البهائية يستدرج المولعين بالجديد من النابتة الحديثة، ولهذا الطمع ترونه يقول:"تحتوي تعاليم بهاء الله على جميع آمال ورغائب فرق العالم سواء كانت دينية أو سياسية أو أخلاقية، وسواء كانت من الفرق القديمة أو الحديثة، فالجميع يجدون فيها دينا عموميا في غاية الموافقة للعصر الحاضر[16] وأعظم سياسية للعالم الإنساني" وصرح في مقال آخر "بأنه يريد أن يوحد بين المسلمين والنصارى واليهود ويجمعهم على أصول نواميس موسى عليه السلام الذين يؤمنون به جميعًا"[17]. ولا أحسب عبدالبهاء عباسًا يقصد من هذا الحديث إلا التزلف لليهود والتظاهر بموالاتهم ليجعلهم من أشياعه، وإلا فكيف يقع في خاطر من عرف القرآن أن يعمل على صرف الناس عن شريعة الإسلام، ويرجع بهم إلى شفا حفرة من النار بعد أن أنقذهم الله منها. يذكر الشيخ "ابن تيمية" أن الباطنية "هم دائمًا مع كل عدو للمسلمين" وقال:"إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك الإسلام إلا بمعاونتهم" وكذا نجد في البابية تحيزا إلى أعداء المسلمين، وانظروا إلى "عباس عبدالبهاء" كيف يتحيز إلى اليهود ويبشر بأن فلسطين ستصير وطنا لهم فقال:"سيجتمع بنو إسرائيل في الأرض المقدسة وتكون أمة اليهود التي تفرقت في الشرق والغرب والجنوب والشمال مجتمعة" وقال:"تأتي طوائف اليهود إلى الأرض المقدسة، ويزدادون تدريجا إلى أن تصير جميعًا وطنًا لها". فالبهائية شأنهم شأن الباطنية في بغض الإسلام وموالاة خصومه، ولنا الأمل الوثيق في أن العرب وسائر المسلمين من ورائهم سيقفون في وجه الاستعمار الصهيوني والدعاية البهائية التي تظاهرها وتسندها حتى تبقى فلسطين وطنا عربيا إسلاميا على الرغم من عبدالبهاء والبهائيين. س- هل يعتقدون في الحشر والجنة والنار؟ ج- لا يؤمن البهائيون بالبعث ولا الجنة والنار، ويفسرون يوم الجزاء ويوم القيامة بمجيء "ميرزا حسين" الملقب ببهاء الله، قال في كتاب (بهاء الله والعصر الجديد):"وطبقًا للتفاسير البهائية يكون مجيء كل مظهر إلهي عبارة عن يوم الجزاء، إلا أن مجيء المظهر الأعظم بهاء الله هو يوم الجزاء الأعظم للدورة الدنيوية التي نعيش فيها" وقال "ليس يوم القيامة أحد الأيام العادية؛ بل هو يوم يبتدئ بظهور المظهر ويبقى ببقاء الدورة العالمية". هذا ما يفسرون به يوم الجزاء ويوم القيامة، ويفسرون الجنة بالحياة الروحانية والنار بالموت الروحاني، قال في هذا الكتاب:"إن الجنة والنار في الكتب المقدسة حقائق مرموزة" فعندهما - أي البهاء وابنه عباس- : الجنة هي حالة الكمال والنار النقص، فالجنة هي الحياة الروحانية والنار هي الموت الروحاني. هذا ما يقوله البهائية، وكذلك ينقل لنا "أبو حامد الغزالي" أن الباطنية يقولون:"كلما ورد من الظواهر في التكاليف والحشر والأمور الإلهية فكلها أمثلة ورموز إلى بواطن" وساق بعد هذا أمثلة من تأويلهم الفاسق عن قانون اللغة والعقل، وقال:"هذا من هذيانهم في التأويلات حكيناها ليضحك منها. ونعوذ بالله من صرعة العاقل وكبوة الجاهل". وقد قلدوا في إنكار البعث طائفة الدهريين، وأخذتهم شبههم التي لا تستطيع أن تنهض أمام أدلة القرآن الحكيم، قال تعالى:﴿-;- أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ! وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ! قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ﴾-;- [يس: 77 - 79]. س- هل يعتقد البهائيون بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟ ج- مخالفة البهائيين لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من معتقدات وأحكام، وتهجمهم على تأويل القرآن والحديث بمثل ما نقلناه عن زعمائهم شاهد على أن قلوبهم جاحدة لرسالته، وإذا تحدثوا عنه في بعض كتبهم متظاهرين بتصديق نبوته فما هم إلا كسائر الأفراد أو الطوائف الذين يعملون لهدم الإسلام تحت ستار، ومن خَبال زعيمهم الأول دعواه في تفسيره لسورة يوسف: أنه أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلل هذا الكلام بما لا يفهمه إلا من يفهم لغة المبَرْسَمِين إذ قال:"لأن مقامه الباب هو مقام النقطة، ومقام النبي صلى الله عليه وسلم مقام الألف" وقال:"كما أن محمدًا أفضل من عيسى فكتابه (البيان) أفضل من القرآن" وقال:"إن أمر الله في حقي أعجب من أمر محمد رسول الله من قبل لو أنتم فيه تتفكرون". ولسنا في حاجة إلى الرد عليه في دعوى أنه أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في دعوى أن كتابه (البيان) أفضل من القرآن، فعامة المسلمين كخاصتهم يعلمون أن هذه الدعوى من صنف الدعاوى التي تنادى على نفسها بالزور والهذيان، وأولو العقول من غير المسلمين يعرفون عظمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وما بثه في العالم من إصلاح، فمن يدعي أنه مثل محمد أو أنه أتى بكتاب يحاكي القرآن كان في حاجة إلى علاج يعيد عليه شيئًا من رشده ويجعله على بصيرة من نفسه.
س- إذا كانوا يعترفون بنبوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فكيف يعتقدون بنبي بعده ودين غير دينه؟ ج- البهائيون لا يعترفون بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا سهل على زعمائهم أن يدعوا النبوة من بعده، قال تعالى:﴿-;- مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾-;- [الأحزاب: 40]. ومعنى الآية الذي لا يذهب الفهم إلى خلافه: أنه النبي الذي انقطع به وصف النبوة فلا يتحقق في أحد من الخليقة بعده. وورد هذا مبينا في صريح السنة الصحيحة، ففي صحيح الإمام (البخاري) وصحيح (مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى دارا بناء فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة. فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين" وقد انعقد إجماع المسلمين على هذا جيلا بعد جيل؛ وأصبح معلوما من الدين بالضرورة، فمن أنكره وادعى لنفسه أو لغيره النبوة بعد رسول الله فقد انسلخ من الإسلام وكان من الغاوين، وإذا شهد لسانه بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من أولئك الذين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم، فالبابيون لا يدخلون في المعترفين بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال. وقد ذكرهم العلامة "الألوسي" في تفسير قوله تعالى: ﴿-;- وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾-;- [الأحزاب: 40]. فقال:"وقد ظهر في هذا العصر عصابة من غلاة الشيعة لقبوا أنفسهم بالبابية لهم في هذا الباب فصول يحكم بكفر معتقدها كل من انتظم في سلك ذوي العقول، وقد كاد عرفهم يتمكن في العراق لولا همة واليه النجيب الذي وقع على همته وديانته الاتفاق حيث خذلهم - نصره الله تعالى - وشتت شملهم وغضب عليهم رضي الله عنه، وأفسد عملهم؛ فجزاه الله تعالى عن الإسلام خيرا، ودفع عنه في الدارين ضيما وضيرا". س- ما هو الواجب عمله لإحباط مساعيهم؛ حتى لا يقع أحد في شراكهم؟ ج- لو كان التعليم الديني في الشعوب الإسلامية إلزاميًا ومقررًا في جميع مدارسها، لم يجد أشباه الباطنية إلى إزاغة قلب الفتى المسلم طريقًا. وتَرْكُ كثير من أبنائنا لا يعرفون من الإسلام إلا أسماء، أو لا يلقنون إلا مبادئ مقطوعة عن حججها العقلية أو النقلية؛ قد يسر لأمثال البهائية أن ينصبوا حبائلهم بين المسلمين ويصطادوا من النفوس قليلًا أو كثيرًا. ولا ننسى أن الذي ساعد البهائية على أن تستهوى فريقًا من المسلمين تظاهرها بأنها فرقة إسلامية، واحتجاجها بالقرآن والحديث؛ وكتمها بعض معتقداتها المنكرة على البداهة، وعدم انتشار كتبها، فكثير من أهل العلم لم تصل إليهم كتب هذه الطائفة حتى يستبينوا منها حقيقة نحلتهم ويحذروا الناس من الوقوع في شراكهم. أما اليوم فقد أخذهم الغرور، وصاروا يذيعون شيئا من أسرار نحلتهم على المنابر وعلى صفحات الجرائد، ويتحدثون عنها في مؤلفات تطبع وتعرض على الناس في المكاتب، فهي بما تحمله من مقالات ملفقة ودعاوى غير معقولة قد بحثت عن حتفها بظلفها، فلا تخشى على من له نباهة أو فطرة سليمة أن يعتقد بنبوة "ميرزا حسين" أو "عباس عبدالبهاء"، ولا نخشى على من وصل إلى نفسه أثر من هداية الإسلام أن يتبدل بها مزاعم" أبي الفضل الإيراني"، وإذا جاز أن يكون في طبقة العامة أو أشباههم من لا يتنبه لما في البهائية من كيد للإسلام، وإغواء عن شريعته الغراء، فإن العلماء والوعاظ أينما كانوا سيكشفون للناس عن بطانة هذا المذهب ليحترسوا من دعاته، ويحذروا أن يمسهم شيء من نـزعاته. وقد علم طائفة من دعاة الإباحية والخروج على الدين ما ينطوي عليه هذا المذهب من مناوأة للدين الحق، فقاموا يظاهرونه في النوادي والصحف؛ ويزينونه في أعين الناس ظنا منهم أن علماء الإسلام ما زالوا عن سريرة هذا المذهب غافلين. ________________________________________ [1] ككتاب (الدرر البهية)، وكتاب (عبد البهاء والعصر الجديد). [2] ككتاب (مفتاح باب الأبواب). [3] يزعم البهائية أن الباب كان يشير إلى شخص يظهر بعده، وكانوا يعبرون عنه بلفظ "من يظهره الله". [4] يسمى هؤلاء البابية "الأزلية" إذ يزعمون أن يحيى هذا هو مصداق ما أشار إليه الباب في كتاب (البيان) باسم "من يظهره الله" وهؤلاء يكفرون بالبهاء ويتناولونه وأتباعه باللعن في السر والعلانية، وليحيى هذا كتاب أراد أن يحاكى به القرآن الكريم في ترتيب الآيات والسور، وحاول أن يحاذي به أسلوبه الحكيم فافتضح أمره وظهر سخفه (والله لا يهدي كيد الخائنين). [5] كتاب (المواقف وشرحه) للسيد الجرجاني. [6] ألفه باللسان الفارسي. [7] ألفه باللغة العربية وطبع في لندن، وفي إدارة هذه المجلة نسخة منه. "وقد طبع في مصر بتحقيق د. عبدالرحمن بدوي. أحمد حمدي". [8] كتاب (العواصم من القواصم) طبع في جزءين بالجزائر سنة 1347هـ. وأشرف على طبعه الإمام الجزائري الثائر "عبدالحميد بن باديس". والموجود منه بين الناس قسم من الجزء الثاني. أما الكتاب الكامل فيكفي أن الذي وقف على طبعه "ابن باديس" لما فيه من الفوائد في الآراء والعقائد (أحمد حمدي). [9] هو الكتاب الذي وضعه (ميرزا علي محمد) الملقب بالباب. [10] هي (مجلة الأزهر) التي نشرت هذه المقالات في أعدادها. [11] يفسره البهائية ببهاء الله. [12] يفسرونه بعباس عبدالبهاء. [13] دين الصينيين واليابانيين. [14] أصل ديانة الهنود. [15] ديانة قديمة تنسب إلى إبراهيم زرادشت الإيراني، ولا يزال لأتباعها طائفة بالبلاد الهندية وأخرى بالبلاد الإيرانية. [16] كتاب (عبدالبهاء والبهائية) ص87. [17] كتاب (عبدالبهاء والبهائية) ص93. البهائية هي إحدى الديانات التوحيدية، أسسها حسين علي النوري المعروف باسم بهاء الله في إيران في القرن التاسع عشر. ومن مبادئ البهائية التأكيد على الوحدة الروحية بين البشر. واليوم يوجد حوالي خمسة إلى سبعة ملايين معتنق للبهائية، يتوزعون في معظم دول العالم بنسب متفاوتة يربط البهائيون بداية تاريخهم بوقت إعلان الدعوة البابية في مدينة شيراز، إيران سنة 1844 (1260 هـ). كانت البابية قد تأسست على يد علي بن محمد رضا الشيرازي الذي أعلن أنه الباب "لمن يظهره الله" وأنه هو المهدي المنتظر. وكان قد سبق ذلك فترة قصيرة نمت فيها حركات كانت تترقب مجيء الموعود الذي بشرت به الكتب السماوية وأحاديث الأنبياء. وكانت المدرسة الشيخية التي أسسها أحمد بن زين الدين الأحسائي إحدى تلك المدراس الفكرية التي أكدت على وشك قدوم الموعود المنتظر، وجدير بالذكر أن أول من آمن بالباب وهو الملا حسين بشروئي قد درس عند أحمد الأحسائي ثم عند كاظم الرشتي اللذان يعدان من أبرز رموز الشيخية. وقد آمن بالباب بعد ايمان الملا حسين بشروئي أشخاص آخرون بلغ عددهم 17 شخصاً، من ضمنهم امرأة واحدة تعرف بالطاهرة أو قرة العين. ومنح هؤلاء الثمانية عشر شخصا لقب حروف الحي. ومن ضمن الذين أيدوا دعوة الباب وكان لهم تأثير بالغ في تطورها شاب من النبلاء يدعى ميرزا حسين علي النوري الذي عرف فيما بعد باسم بهاء الله، وهو مؤسس الديانة البهائية. ونتيجة لذلك فان هناك ارتباط تاريخي بين البهائية والبابية. وبعد أن شاع أمر البابية قامت السلطات الإيرانية، بإيعاز من رجال الدين، بتعذيب البابيين والقبض على "الباب" سنة 1847 م وإيداعه السجن. وكانت إيران محكومة انذاك من قبل أسرة القاجار التركمانية. وظل أتباع الباب رغم حبسه يترددون عليه في السجن وأخذوا يظهرون إيمانهم به وبرسالته على عامة الناس. وازداد عدد أتباع الباب رغم حبسه وذلك نتيجة لجهود أتباعه وقياداتهم. وأدى ذلك إلى ازدياد وطأة تعذيب البابيين، الذي دوّن تفاصيله العديد من المؤرخين الشرقيين والغربيين. وفي نهاية المطاف أُعدم "الباب" سنة 1850 م رميًا بالرصاص أمام العامة. اضغظ هنا لاستعراض بعض تفاصيل هذة الأحداث. ضريح الباب في حيفا واستمرت الحكومة الإيرانية آنذاك بعملية القمع ضد البابين وقياداتهم ومن ضمنهم بهاء الله، حيث حبست بهاء الله وبعد ذلك نفته وأتباعه إلى العراق. وأقام بهاء الله في العراق عدة سنوات قام خلالها بتدبير شؤون البابين ولم شملهم. ولكن بتحريض من الحكومة الإيرانية، نفت الحكومة العثمانية بهاء الله إلى استانبول، ثم إلى أدرنة، وبعد ذلك إلى فلسطين لإبعاده عن الأراضي الإيرانية وقطع علاقته بأتباعه. وتشير المصادر البهائية أن بهاء الله أعلن دعوته للعديد من أتباعه في حديقة الرضوان في بغداد قبل نفيه منها. يدّعي الذين يعارضون البهائية أن الحركة البابية والبهائية نشأتا بدعم من روسيا ولكن البهائيين يؤكدون عدم صحة ذلك مستندين إلى ما يلي: • كان اضطهاد البابيين خلال السنين الأولى لدعوة الباب من الأخبار الواسعة الانتشار في إيران والدول المجاورة وكان السفير الروسي من ضمن الذين تأثروا بجسامة تلك الأحداث وشراسة التعذيب الذي عاناه البابيون من قبل السلطات المدنية والدينية وتعاطف نتيجة لذلك مع البابيين المضطهدين. وفي اليوم التالي لإعدام الباب، أخذ السفير الروسي معه أحد الرسامين وطلب منه تسجيل تلك الحادثة المهمة على الورق. وتبقى تلك اللوحة إحدى الصور القليلة التي تعكس ملامح الباب وكان وجه الباب (ووجه رفيقه الذي أعدم معه) الجزء الوحيد من جسدهما الذي لم يمسه الرصاص. • بعد إطلاق سراح بهاء الله من سجن سياه جال والأمر بنفيه مع عائلته إلى العراق عرض السفير الروسي على بهاء الله أن يذهب إلى روسيا ليعيش مكرما فيها. لكن بهاء الله رفض تلك الدعوة وأعلن عن رغبته في إطاعة أوامر الحكومة الإيرانية. ونتيجة لذلك نفي بهاء الله وعائلته وبعض البابيين إلى العراق ولكن السفير أصر أن ترافقهم إحدى الفرق الروسية إلى الحدود العراقية عبر جبال كردستان بالإضافة إلى الفرقة العسكرية التي أرسلتها الحكومة الإيرانية لمرافقته. • خلال ما يقارب المئة وستين سنة منذ نشوء الديانتين البابية والبهائية تحولت الاتهامات ضدهم حسب تطور العلاقات السياسية بين دول الشرق الأوسط وباقي الدول. فبعد أن اتهموا بالعمالة للروس في القرن التاسع عشر صاروا يتهمون بالعمالة للإنكليز في بداية القرن العشرين، ثم تحولت التهم إلى العمالة لليهود منذ أواسط القرن العشرين وخاصة بعد نشوء دولة إسرائيل. وذلك رغم أن المبادئ البهائية تمنع أتباعها من المشاركة والتدخل في السياسة بصريح النص، وبتأكيد الهيئات الإدارية والأفراد البهائيين. علاقة الدين البهائي بباقي الأديان معبد بهائي في بنما يؤمن البهائيون بوحدة المنبع الالهي لأغلب الديانات الكبرى الموجودة في العالم، ويعترفون بمقامات مؤسسيها وبأنهم رسل من الله، ومنها: الإسلام والزردشتية واليهودية والمسيحية. ويعتقدون بأن جميع هذه الديانات جاءت لهداية البشر أينما كانوا عبر العصور، وبأنها نشأت في مجتمعات كانت تدين بديانات سابقة وبنت الواحدة على الأساس الذي وضعته الأخرى. وهذا أحد أهم المعتقدات البهائية التي تقوم على أساسها علاقتها بالأديان الأخرى واتباع هذه الأديان. ويعتقد البهائيون انه كما نجد أن للمسيحية على سبيل المثال جذورا في الديانة اليهودية، فأن للبهائية جذورا في الديانة الإسلامية. غير ان هذا لايعني بأن الدين البهائي فرقة من الإسلام أو فرع من الديانات السابقة، بل يؤمن اتباعه بأن دينهم هو دين مستقل منذ بداياته وله كتبه وشرائعه المستقلة. لا تقر الديانات الإبراهيمية (التي تعرف ذاتها على أنها "الديانات السماوية") بالديانات اللاحقة عليها، فالإسلام لا يعترف بأي دين آخر يأتي بعده لكنه يعترف بالمسيحية واليهودية وبنبييهما موسى وعيسى الذين جاءا قبل الإسلام. ويؤمن الإسلام ان الرسول محمد هو آخر الأنبياء المرسلين من الله للبشر وبالتالي لا يعترف المسلمون بوجود أي صلة بين الإسلام والبهائية، ويعتبرون البهائية دينا وضعيا. وهذا هو كذلك موقف اليهودية من المسيحية وموقف المسيحية من الإسلام. إدعاء علاقة البهائية باليهودية يدعي الذين يعارضون الدين البهائي ان للبهائيين علاقة وثيقة باليهود، وأن اليهود ساعدوا البهائيين خلال مراحل مختلفة، وان البهائيين لعبوا دورا هاما في والتعاون مع الإنجليز لتأسيس ودعم دولة أسرائيل. ولكن هذه الادعاءات يرفضها البهائيون للأسباب التالية: • كان اليهود ولحوالي 12 قرنا مطرودين عن الأراضي المقدسة وممنوعين عن الدخول فيها إلى أن سمح لهم السلطان عبد العزيز بالعودة إليها عندما أصدر فرمانه بذلك الصدد في سنة 1844 م** وهو نفس السلطان الذي أرسل بهاء الله إلى سجن قلعة عكا. • في الحرب العالمية الأولى قاتل العرب إلى جانب الأنكليز لغرض التخلص من الحكم العثماني وجوره وأستقبلوا الجنرال اللنبي بحفاوة حين خسر العثمانيون الحرب وتركوا فلسطين. ولم تتدخل الجالية البهائية الصغيرة في ذلك على الإطلاق. • دخل بهاء الله عكا في عام 1868 تنفيذا لفرمان السلطان عبد العزيز بنفيه إلى عكا (لم يذهب لعكا بإرادته)، بينما تأسست دولة إسرائيل في عام 1948 بناء على قرار تقسيم صادر من هيئة الأمم المتحدة. • لا تسمح الإدارة البهائية العالمية للبهائيين إطلاقا بإنشاء الاحزاب السياسية، أو التدخل بأي من الامور السياسية الأخرى في إسرائيل أو غيرها. حتى انها لا تسمح للبهائيين ان ينشروا تعاليم دينهم في دولة إسرائيل بين المسلمين أو المسيحيين أو اليهود أو غيرهم. ومن الإدعاءات الأخرى عن علاقة البهائيين باليهود أنهم اتصلوا باليهود في تركيا عندما نفي بهاء الله واتباعه إليها، وان اليهود في عكاواحتفوا بهم حين نفي بهاء الله إليها مع عائلته واتباعه. ويدعون أيضا ان عباس أفندي "عبد البهاء" قد قابل الجنرال اللنبي وحصل على لقب سير ومنح عددا من الأوسمة الرفيعة في سنين الحرب العالمية الأولى، وانه يؤيد ادعاء اليهود حقهم في فلسطين. ويدعون انه بعد عباس أفندي تولى زعامة البهائية يهودي أميركي يدعى ميسون وانهم عقدوا مؤتمرا لهم سنة 1968م في فلسطين وجاءت قرارات ذلك المؤتمر موائمة للأفكار والرؤى الصهيونية. ولكن تثبت الوقائع التاربخية ان عباس أفندي منح لقب "سير" نتيجة لأعماله الخيرية وكان ذلك بعد سقوط فلسطين وخروج العثمانيين منها ودخول الإنكليز. وذلك لأنه قام بشراء أراضي زراعية في بلاد الشام زرع فيها الحبوب من الشعير والحنطة وأستفاد منها في إطعام الناس أثناء مجاعات الحرب وللاعمال الخيرية الأخرى التي قدمها للمجتمع الذي عاش فيه ويشهد بذلك [العرب من معاصرية]. ويقول البهائيون ان معتقداتهم فيما يتعلق بعودة اليهود إلى فلسطين لا تختلف ابدا عما جاء في الكتب السماوية الأخرى كالتوراة والإنجيل والقران وانه ليس لهم اية علاقة بتأسيس دولة إسرائيل. ان بهاء الله لم يستقبل بحفاوة من قبل اليهود وانما نُفي من قبل الدولة العثمانية في سنة 1868م إلى مدينة عكا في فلسطين ليسجن في قلعتها هناك لغرض التخلص منه بسرعة حيث عرفت هذه المنطقة، وخاصة السجن، بكثرة الأمراض الخبيثة وردائة الهواء والماء والأحوال الصحية. وكان فرمان السلطان قد حذر سكان المدينة من خطورة التعامل مع المساجين البهائيين واتهمهم بالزندقة والإلحاد. ولقد سمح لبهاء الله في اّخر سنوات حياته بالعيش في إحدى المنازل خارج حدود السجن كنتيجة لاعلان التعبئة العامة في فرق الجيش التركي وحاجتهم لتكنات الجيش التي كان يقيم فيها المساجين المنفيين. وخصص لبهاء الله واسرته من قبل الحكومة منزلا في الحي الغربي من المدينة ثم نقلوا إلى منازل عديدة بعد ذلك. وبلغت قلة صلاحية بعض هذه المساكن وملائمتها لتلبية احتياجاتهم ان اضطر ما لا يقل عن ثلاثة عشر شخصا العيش في غرفة واحدة في بعض الأحيان. وكان اهالي المنطقة في ذلك الحين يشّكون بالمنفيين ويكنّون لهم العداء وحتى انهم كانوا يطاردون أولادهم ويسبونهم ويرمونهم بالحجارة إذا هم تجاسروا وظهروا في الشوارع. ولم تتحسن حال البهائيين الا بعد أن تمكن سكان المنطقة من التعرف على البهائيين واخلاقهم، خاصة نتيجة اعمال البر التي قدمها عباس افندي، الابن الارشد لبهاء الله، لأهل المنطقة. وعند تعيين أحمد توفيق بك حاكما جديدا تعرف على اعمال عباس أفندي وقام بقرأة الكتب البهائية الثي رفعها له المعارضون لاثارة غضبه ضد البهائيين، ولكن قرأته لهذه الكتب حفزته على زيارة بهاء الله. وادت هذه الزيارة إلى تعرف الحاكم ببهاء الله عن كثب ومعرفة ما ينادي به والتأكد من حسن نواياه ونوايا اتباعه مما دفعه إلى تخفيف الحصر عن البهائيين. وتبع مصطفى ضياء باشا الذي أصبح واليا بعد ذلك سياسة مماثلة تجاه البهائيين المنفيين وحتى انه سمح لهم بالتجول خارج اسوار المدينة وبمقابلة الاخرين من بينهم بعض المستشرقين مثل ا.ج. براون الاستاذ بحامعة كمبردج الذي التقى ببهاء الله عدة مرات ودون أحداث هذه اللقاءات في كتبه ومقالاته العديدة، وأعيان المنطقة كالشيخ محمود مفتي عكا في ذلك الوقت والشيخ علي الميري الذين ابدوا صداقتهم لعباس أفندي وبالغ الاحترام والتقدير لبهاء الله. ولقد قام عباس أفندي بعد ذلك بشراء مسكن في ضواحي مدينة عكا حيث عاش بهاء الله إلى ان توفى في سنة 1892م وصار مرقده مزارا لأتباعه. وبقى ابنه عباس سجينا هناك إلى سنة 1908م ورغم إطلاق سراحه بعد ثورة تركيا الفتاة وسقوط السلطان العثماني ولكنه لم يترك المنطقة وعاش في مدينة حيفا في فلسطين إلى حين وفاته في سنة 1921م. وبالإضافة إلى علاقة عباس افندي بالعديد من اعيان فلسطين من المسلمين والمسيحيين والدروز وغيرهم فلقد توطدت علاقات الصداقة والاحترام المتبادل بين عباس افندي "عبد البهاء" والعديد من مفكري وادباء العصر في ذلك الحين ومن ضمنهم جبران خليل جبران، شكيب ارسلان، امين الريحاني، والشيخ محمد عبده الذي صار فيما بعد مفتي الازهر. وبعد وفاة عبد البهاء وحسب وصيته قام حفيده شوقي افندي بولاية شؤون الدين البهائي ونشر تعاليمه وأسس المركز الإداري للبهائيين في مدينة حيفا قرب المرقد الأخير للباب وعبد البهاء على سفح جبل الكرمل. ولقد توفي شوقي افندي عام 1957م في مدينة لندن ودفن هناك. وبعد رحيل شوقي أفندي، طمع ميسن ريمي (ميسون) في نفس العام بأن ينتصب مقام ولاية الأمر البهائي رغم إن هذا يخالف تعاليم ووصايا عباس أفندي "عبد البهاء" وبسبب ذلك طرد من الدين البهائي في تلك السنة. رأي علماء المسلمين في البهائية اسوارة عليها شعار بهائي يتفق أغلب علماء المسلمين على ان البهائية ليست فرقة أو مذهبا من الإسلام. وقررت المحكمة الشرعية العليا في مصر سنة 1925م أن الدين البهائي دين مستقل عن الدين الإسلامي. وينظر كثير من المسلمين لمتبعيه على أنهم كفار خارجون عن الملة وذلك لأن البهائيين يعتقدون بأن مؤسس البهائية هو رسول موحى له جاء بعد رسالة الإسلام. فالمسلمون يؤمنون كما يؤمن العديد من أتباع الشرائع الأخرى كالمسيحيين واليهود، بأن رسالتهم هي آخر الرسالات السماوية. وتستند العديد من الاراء الحالية ضد البهائيين على البيان الذي اصدره مجمع البحوث الإسلامّية بالأزهر ضد البهائية والبهائيين ونُشِرَ في عددٍ من الصّحف المصرية والعربية بتاريخ 21/1/1986 م. ولقد قام البهائيون بالرد على هذا البيان في مقالة صدرت في مجلة اخبار العالم البهائي. وكان هذا المقال مختصرا نسبيا ليتناسب مع بيان الازهر من حيث الحجم والمضمون. ولقد قامت المؤسسات البهائية بالرد على الاتهامات المشابهة التي كان قد اصدرها الازهر في بيان صدر عام 1947 م، وردت عليه لجنة النشر المركزية بالقطر المصري والسودان بإجازة المحفل الروحاني المركزي للبهائيين ونشر هذا الرد في مصر في نفس العام. كما يدرج موقع حقائق عن الدين البهائي ردا مفصلا على التهم والتي تدرجها بعض المواقع والمنشورات معتمدة في معلوماتها على مصادر معادية للدين البهائي واتباعه. ولقد قرر مجمع البحوث الإسلامّية بالأزهر البحث في المسألة البهائية من جديد نتيجة لما اثارته قضية البهائيين المصريين ووضعهم القانوني في الصحف المصرية، والعربية، والعالمية. ولقد عرضت الجالية البهائية العالمية في رسالة موجهة للازهر التعاون والمساهمة في هذه الدراسة وذلك تعبيرا عن املها بان يسود هذا البحث "روح الاحترام المتبادل والتجاوب الودي التي حثت عليه والمتوقع ان تسود العلاقة بين الهيئات الدينية في العالم". وتستمر العديد من الجهات الإسلامية خاصة في إيران ومصر بمحاربة البهائية علنا والدعوة للقضاء عليها وعلى اتباعها. يمكنكم زيارة وجهة نظر اخرى للاطلاع على بعض الاراء البهائية وغيرها فيما يتعلق بهذا الموضوع. • طالع فتوى المجمع الفقهي الإسلامي حول البهائية والانتماء إليها • طالع رد البهائية على فتوى المجمع الفقهي الإسلامي حول البهائية والانتماء إليها تاريخ البابية والبهائية هناك ارتباط وثيق بين تاريخ البابية والبهائية. ويعتبر البهائيون الباب المبشر بالدين البهائي والممهد لظهور بهاء الله. وفيما يلي بعض الوقائع التاريخية المهمة التي ادت إلى نشوء الدين البهائي وانتشاره. مؤتمر بدشت أثناء وجود الباب في السجن قام بهاء الله الذي كان على اتصال بالباب عن طريق المراسلة المستمرة بتنظيم مؤتمر للبابية في صحراء بدشت الإيرانية سنة 1848م والاشراف عليه بصورة غير مباشرة. ولقد قام اثنان من أتباع الباب القدوس والطاهرة بالمساعدة بتنظيم المؤتمر وتطبيق برنامجه الذي كان يهدف إلى توضيح تعاليم شربعة الباب والفصل الكامل بين البابية والإسلام. ولعبت الطاهرة دورا رئيسيا في تحقيق هذا الهدف. ويعتبر هذا المؤتمر من أهم الوقائع في التاريخ البابي حيث ادت احداثه إلى ايضاح الفرق بين الديانة البابية والإسلام. ولقد ظهرت أم سلمى زرين تاج "الطاهرة" في المؤتمر من دون حجاب على وجهها والقت بيانا بليغا على الحاضرين من الرجال بطلاقة وحماسة. ورغم أنها كانت معروفة بالعلم والذكاء وحسن السيرة والسلوك فان سلوكها هذا اعتبر في ذلك الوقت خروجا عن العادات والتقاليد والمباديء الإسلامية وادى إلى اضطراب في نفوس بعض الحاضرين الذين تركوا المؤتمر بهلع وفزع لقيامها بما اعتبروه خرقا لما كان متعارف عليه. ولقد دفعهم ما قامت به "الطاهره" إلى إدراك الاختلاف الجذري بين البابية والإسلام في السلوك والعبادات. الاضطهاد تعرض أتباع الدين البهائي إلى أنواع شتى من الاضطهاد منذ البداية. وفي السنوات الستة الأولى قتل أكثر من عشرين ألفًا من أتباع الباب في إيران إما بعد القاء القبض عليهم وتعذيبهم حسب أوامر الحكومة ورجال الدين وإما بعد معارك وحصارات دامت لمدة أشهر في بعض الأحيان. واشتدت هذه الاضطهادات عندما تم الإعلان عن دعوة الباب في المساجد والأماكن العامّة من قبل مجموعات متحمّسة من الشّبّان الذين كانوا يؤمّون المعاهد الدّينيّة. وكان ردّ فعل رجال الدّين المسلمين الذين لم تتوافق الدعوه الجديدة مع معتقداتهم، أن قاموا بتحريض عامّة الشّعب على استخدام العنف ضدّ هؤلاء وضد اتباع الباب الاخرين. ولقد صادفت هذه الأحداث أزمات سياسيّة في إيران نجمت عن وفاة محمد شاه والصّراع السياسيّ الذي تلا ذلك حول من يخلفه في الملك. وبعد تولي الصّبيّ ناصر الدّين شاه العهد، قام زعماء الحزب الذي سانده بتوجيه الجيش الملكي ليدعم رجال الدين ويحارب أتباع الباب. وقد اعتقد أتباع الباب، وهم الذين نشؤوا في بيئة إسلاميّة، أنّ لهم حقّاً مشروعاً في الدّفاع عن أنفسهم. فقاموا بتحصين أنفسهم في معاقل مؤقّتة وقاوموا لمدّة طويلة الحصار والهجوم الذي شّّن ضدهم. وانتهت هذه الحصارات بمقتل عدد كبير منهم وازدياد حملات الاعتقال والتعذيب ضدهم، من ضمنها إعدام الباب علناً في التّاسع من تموز (يوليو) عام 1850 م. وتصاعدت حدة هذه الاضطهادات بعد أن أقدم شابّان من الذين انضمّوا إلى صفوف أتباع الباب بإطلاق رصاص الخُرْدُق على الشّاه خلال سير موكبه في إحدى الطّرق العامّة. واتّخذت هذه المحاولة الفردية الفاشلة ذريعةً لأسوأ المذابح التي تعرّض لها البابيّون والتي أدت إلى مقتل الآلاف من أتباع الدين الجديد في كلّ أنحاء إيران. وشملت هذه الاعتقالات ميرزا حسين علي النوري "بهاء الله"، مؤسس الدين البهائي فيما بعد. فتم حبسه، ومصادرة جميع امواله، ومن ثم نفيه وعائلته إلى خارج حدود الدولة القاجارية. وأثارت هذه المذابح والاعتقالات احتجاج الدول الغربيّة التي وصلتها أخبار هذه الأحداث من ممثليها في طهران الذين بلغتهم تفاصيلها عن طريق رعاياهم غير البابيين الذين كتبوا يستنكرون هذه الأعمال ويطالبون حكوماتهم بالتدخل. أمّا الاهتمام بأمر الباب في الأوساط العلميّة والفكريّة في الغرب فقد بدأ على وجه الخصوص عام 1856 م عندما نشر الكونت دي غابينو كتابه الفرنسي "الأديان والفلسفة في آسيا الوسطى". ولقد كان لحياة الباب، وتعاليمه، وتضحيات أتباعه، وأفكارهم الإصلاحية تأثير على عدد من الشّخصيّات العالميّة أمثال ارنست رينان، وليو تولستوي، وسارة برنار، وغيرهم الذين دوّنوا آراءهم في كتاباتهم المختلفة. واستمرت هذه الاضطهادات يحركها رجال الدين وتدعمها الحكومات الإيرانية لتشمل مؤسس، واعلام، واتباع الدين البهائي. وفي العصر الحالي، لا يزال هذا الاضطهاد مستمرًا في العديد من بلدان العالم الإسلامي وخصوصًا في إيران حيث حكم على أكثر من 200 بهائي بالإعدام منذ بداية الثورة الإسلامية في عام 1979م وسجن الكثير منهم في معتقلاتها بعد أن رفضوا إنكار عقيدتهم عندما أعطيوا الخيار بين ذلك وبين إطلاق سراحهم. كما تم الاستيلاءعلى العديد من المقابر البهائية وأماكن العبادة والأماكن المقدسة وتدميرها ولم يعد بإمكان البهائيين الاحتفاظ بمراكزهم ووظائفهم الحكومية و لا يسمح لهم بدخول الجامعات وحتى أنه لا يعترف بشرعية زواجهم أو وثائق التسجيل والولادة وغيرها. لقد تعرض البهائيون للتحقيق والاضطهاد بإيعاز من السلطات الدينية في بعض الدول العربية خلال فترات مختلفة، ولكن هذه التحقيقات بيّنت بوضوح عدم تدخل البهائيين في الأمور السياسية واحترامهم لقوانين الدول التي يقيمون فيها. وتعتمد درجة الحرية الممنوحة لهم بممارسة عقيدتهم في هذه الدول على موقف الدولة من الأقليات الدينية وحرية العقيدة. النفي والحبس لم يهلك بهاء الله في السّجن بسرعة كما توقّع أعداؤه فأخلي أمره في آخر الأمر دون محاكمة أو مراجعة، وصدر أمر بنفيه وإبعاده الفوري عن وطنه. فقام الممثّل الدّبلوماسيّ للحكومة الرّوسيّة الذي كان يتابع الاضطهادات التي تعرّض لها أتباع الباب، بعرض حماية بهاء الله ووجّه الدّعوة إليه ليلجأ إلى المناطق الواقعة تحت نُفوذ حكومته. ولم يقبل بهاء الله هذا العرض لئلاّ يُفَسَّر الأمر تفسيراً خاطئاً ويُعْطى صبغة سياسيّة. واختار النّفي للأراضي المجاورة في العراق والتي كانت تابعة آنذاك للحكومة العثمانيّة. وبدأ بهاء الله بهذا الإِبعاد فترة من النّفي والسّجن والاضطهاد استغرقت أربعين عاماً أنتهت بوفاته في "البهجة" قرب مدينة عكا في فلسطين عام 1892 م وهو في سن الخامسة والسبعين. خصَّص بهاء الله اهتماماته الأولى لتلبّية احتياجات الجامعة البابيّة المجتمعة في بغداد. ووقعت هذه المسؤوليّة على عاتقه لأنّه كان الوحيد الذي سَلمَ من المذابح من بين زعماء البابيّين ذوي النّفوذ. وأدت مساعيه لجمع شمل أَتباع الباب الذين لجؤوا إلى العراق إلى إثارة الحسد والاختلاف بين اقلية من اتباع الباب. وكان أساس هذه المشكلات ميرزا يحيى المعروف بلقب "صبح الأزل"، وهو أخو بهاء الله من أبيه ويصغره سنّاً. وكان الباب قد عيّن ميرزا يحيى وهو لا يزال في سنّ يافعة وتحت رعاية بهاء الله ليكون زعيماً رمزيّاً للجامعة البابيّة حتى مجيء "من يظهره الله" القريب الحدوث. ووقع ميرزا يحيى تحت سيطرة أحد أتباع الباب المعروف بالسّيد محمّد أصفهاني وهو فقيه إسلامي سابق. وبدأ ميرزا يحيى بتأثير من الاصفهاني بمجافاة أخيه وزرع الفتنة والخلاف بين صفوف البابيين. ولم تكن اعمال ميرزا يحيى علنيّة وانما سعت لإثارة القلاقل والاضطراب مما كان له تأثيرات هدّامة على معنويّات مجموعة المنفيّين. واستمر ميرزا يحيى "صبح الأزل" بتصعيد الخلاف بين اتباعه واتباع "بهاء الله" إلى ان وصل الأمر به أن حاول قتل اخيه حسين علي "بهاء الله" بالسم. وبعد أن تأزمت العلاقة بين "حسين علي" واخيه ترك "حسين علي" الجالية وذهب إلى جبل "سركلو" في مدينة السليمانية في جبال كردستان (العراق) للاعتكاف والتعبد والصلاة والصيام. ووصف "بهاء الله" سبب هجرته هذه في كتاب "الايقان" ص 199 بقوله: "كان مقصودي من ذلك ان لا اكون علة اختلاف الاحباب، ولا مصدر انقلاب الاصحاب، وان لا اكون سببا في ضر أحد، ولا علة لحزن قلب". وساءت حال البابين بقيادة "الازل" وغياب "بهاء الله" الذي لم يعد إلى بغداد الا بعد سنتين، (1856 م) بعد أن اثمرت جهود البابين بالبحث عنه وايجاده والحاحهم عليه بالعودة لقيادة اتباع الباب ولم شملهم. ورغم أنَّ فترة العامَيْن التي قضاها بهاء الله في البرّيّة كانت فترة قاسية اتّسمت بالعَوزَ والحرمان والمتاعب الجسديّة، فقد وصفها بأنّها كانت مليئة بالسّعادة لانها اتاحت له فرصة الدعاء والتّأمُّل والتقرب من الله. وبقي "بهاء الله" في بغداد حتى 1863 م حيث اعلن دعوته قبل ابعاده في ذلك العام. ورفض ميرزا يحيى الاعتراف بإعلان بهاء الله عن رسالته ولم يكن له أيّ إسهام في نموّ الدّين البهائيّ الذي كانت بدايته ذلك الإعلان. وبعد ذلك طلبت السلطات الإيرانية من دولة الخلافة العثمانية طرد البابيين إلى منطقة بعيدة عن الحدود الإيرانية بسبب ما رأته من مظاهر التأيد والترحيب التي بدأ يحضى بها حسين علي "بهاء الله" من قبل الزوار الفرس من ذوي النفوذ القادمين إلى العراق وخافت من أن يلهب ذلك مشاعر الحماس للدعوة الجديدة في داخل إيران. فاستجابت السلطات العثمانية لذلك الطلب وأبعدوه وعائلته ومعظم اتباعه إلى استانبول سنة 1863م. وبعد فترة قصيرة نقل "بهاء الله" إلى أدرنة. وتبع ذلك نفيه إلى فلسطين. نفي "صبح الأزل" إلى قبرص، أما حسين علي فقد نفي إلى مدينة عكا الساحلية في فلسطين سنة 1868 م. ويدعي الذين يعارضون البهائية انه استقبل مع أتباعه استقبالا حافلا من قبل اليهود الذين دعموه بالمال (*) وخالفوا فرمانات الباب العالي القاضية بفرض الإقامة الجبرية عليه وأسكنوه قصرا يعرف باسم "البهجة" في عكا في حين تثبت الوقائع التاريخية انه تم حبس "بهاء الله" واتباعه في سجن قلعة عكا المشهور حيث تعرضوا إلى شتى الأنواع من العذاب والحرمان. واستمر حسين علي "بهاء الله" بالاعلان انه الموعود المنتظر. وبالاضاقة إلى كتاباته العديدة في تلك الفترة ومن أهمها "كتاب الاقدس"، ارسل "بهاء الله" العديد من الرسائل لملوك الأرض وحكامها يوصيهم فيها بالحكم بالعدل ويدعوهم لاتباع الدين الجديد واحكامه. وقد قام ابنه عباس الذي عرف بلقب "عبد البهاء" على خدمته إلى حين وفاته في 29 مايو 1892 م نتيجة موت طبيعي. فتولى ابنه عباس أفندي "عبد البهاء" حسب وصية "بهاء الله" زعامة البهائيين من بعده. ولقد كُتبت عدة مقالات في جرائد ومجلات عربية مختلفة في الشرق الأوسط عن مزايا عبد البهاء عباس أفندي حسب ما وصفه به الادباء والاعلام العرب الذين قابلوه. وانتقل عبد البهاء إلى حيفا حيث عرف بخدمته ومساعدته للفقراء والمساكين وحض اتباعه على "معاشرة الاديان بالروح والريحان" وحضر الصلوات في المساجد والكنائس والمعابد مثبتاً اعترافه بوحدة الأديان ومصدرها. ويدعي الذين يعارضون البهائية انه واصل الارتباط بالصهيونية بينما يدعي البهائيون انه ليس لهم اية علاقة بالصهيونة أو غيرها من الحركات السياسية الأخرى، حيث تحرم المباديء البهائية الاشتغال بالسياسة أو الانتماء إلى اي من الاحزاب السياسة. وان علاقة البهائيين باليهود كعلاقتهم باتباع سائر الديانات الأخرى كالإسلام والمسيحية وغيرها. وتشجع البهائية اتباعها على قراءة الكتب السماوية الأخرى والتعمق في معانيها من منطلق ايمانها بوحدة المصدر الالهي لهذه الأديان. وتطبيقا لهذا المبدأ فان جلسات الدعاء التي ينظمها البهائيون في مختلف أنحاء العالم قد تتضمن بالإضافة إلى قراءات من الكتب البهائية فقرات من القراّن والإنجيل والتوراة. (*)يحرّم على البهائيين قبول التبرعات المالية من غير البهائيين لتسير شؤون دينهم. ويعتبر هذا المبدأ أحد الاحكام الأساسية للدين البهائي ويطبقه البهائيون في جميع اركان العالم بغض النظر عن وضعهم المالي. العهد والميثاق حدد بهاء الله في وصيته الأخيرة التي سماها ب كتاب عهدي وكتبها بخط يده أن يخلفه ابنه الأرشد عبد البهاء عباس في الحفاظ على اتحاد اتباعه وحماية وحدة دينه، وعينه المفسرالوحيد لتعاليمه لكي لا يختلف الناس في تفسيراتهم بعد رحيله ويؤدي ذلك إلى الانشقاق وتعدد الفرق. واعتبر بهاء الله وصيته عهدا وثيقا بينه وبين المؤمنين، وعين عبد البهاء مركزا لهذا العهد. وبعد وفاة عبد البهاء عباس قام حفيده شوقي افندي رباني بتولي ولاية الأمر البهائي حسب وصية عبد البهاء ولكن شوقي أفندي لم يترك وصية بدوره ولم يعين لولاية الأمر البهائي من يخلفه فيها، وبوفاته انتهت أيضا صلاحية التفسير. أما في الوقت الحاضر وبناءً على أحكام الكتاب الأقدس وكتابات وتفاسير عبد البهاء فقد أنيطت رئاسة النظام الإداري البهائي ومهمة حفظ الدين ومنافع الجامعة ألبهائية وإصدار القرارات، لبيت العدل الأعظم المنتخب كل 5 سنوات من قبل اعضاء الهيئات البهائية المركزية في جميع أنحاء العالم "المحافل الروحانية المركزية". ولبيت العدل الأعظم صلاحيات عدة ويستوجب على البهائيين اتباع قراراته بصفته مركز العهد الحالي والهيئة الإدارية العليا للجامعة البهائية. العقيدة البهائية خط فني للفظة "يا بهاء الأبهى"، ويسمى أيضا بــ (الاسم الأعظم) عند البهائيين. • مغزى وهدف الحياة هو عرفان الله، والتقدم والنمو الروحي للفرد، والمساهمة في ازدهار وتقدم الحضارة الإنسانية. • النمو الذاتي للفرد هو نتيجة السعي في اكتساب الفضائل والمحاسن الاخلاقية في هذه الدنيا وتطبيقها في الحياة اليومية. ورغم أن الفرد لا يأخذ معه شيء من الماديات عند الموت إلا أن الصفات الحسنة، والقوى الروحانية الناتجة عن هذه الصفات، هي ما تحتاجه الروح بعد ارتقائها إلى العالم الآخر. ومن تعاليم بهاء الله أن ترقي الروح يستمر بعد الموت ويعتمد على ما يكتسبه المرء من مزايا روحية وكذلك على الحسنات التي يقوم بها في هذه الدنيا وعلى دعاء اهله ومعارفه له بعد موته. أما الجنة والنار فيعتبرها البهائيون حالات ومراحل من القرب من الله أو البعد عنه وليست أماكن مادية. • يعتقد البهائيون ان عرفان الله الكامل بعنصره هو مستحيل على البشر ولكن بنفس الوقت يمكن عرفان الله بعرفان صفاته وأسمائه ومزاياه مثل الرحمة والعدل والإنصاف والشفقة وغيرها. وهذه الصفات هي أيضا موجودة إلى حد ما في الذات البشرية، ومَثلها هنا كمثل جواهر مكنونة في الروح الإنسانية ولا تظهر للوجود إلا على أيدي المربين الالهيين (الانبياء والرسل) نتيجة ً لإتباع احكامهم ووصاياهم. • ومن أهم مكونات العقيدة البهائية الايمان بثلاثة أنواع من الوحدة، ترتبط ببعضها البعض ارتباطا وثيقا وهي: وحدة الخالق، وحدة الديانات في اصلها ومنبعها واهدافها، ووحدة الجنس البشري. ولهذه المبادئ الثلاثة تأثير عميق على باقي مبادئ الدين البهائي وعقائده. ويرى البهائيون الديانات بصورة عامة على انها دين واحد فتحت طياته شيئا فشيئا على العباد عن طريق المربين السماويين مؤسسي الديانات العالمية من رسل وأنبياء قاموا على تهذيب وتنشئة المجتمعات تدريجيا حسب مراحل تطور هذه المجتمعات وتطور احتياجاتها. ويمثل بهاء الله مؤسس الدين البهائي، احدث الحلقات في تعاقب هؤلاء المربين الإلهيين ولكنه ليس آخرهم فالبهائيون يعتقدون بدوام حاجة البشر إلى التربية الالهية ويعتقدون بمجيء رسل آخرين في المستقبل (ولكن بعد الف سنة على الاقل من ظهور الرسالة السابقة الكتب المقدسة للبهائية عدة كتب مقدسة ومنها • الكتاب الأقدس:ويشمل أكثر احكام الدين البهائي. • كتاب الإيقان • كتب عديدة أخرى (انظر المصادر الخارجية والقالب). من التعاليم والمبادئ البهائية (خلاصة جزئية) • الإيمان والاعتراف بوحدانية الخالق و وحدة الالوهية، وبوحدة البشرية، وبأن أصل الأديان ومنبعها واحد. • ألتحرّي الشخصي للحقيقة وترك التقليد والتبعيه • النظر إلى وحدة جميع العالم الإنساني كمحور وخلاصة وغاية لكل التعاليم البهائية. • ترك التعصبات بكل أنواعها تركا كليا سواء كانت مبنية على أسباب دينية، وطنية، قبلية، عنصرية، أو طبقية. • وجوب التآلف بين العلم والدين. • المساواة في الحقوق والواجبات بين المرأة والرجل (جناحي طير الإنسانية) فبدون هذه المساواة لا يرتقي هذا الطير إلى معارجه السامية. • التعليم الإجباري للأطفال من الذكور والاناث. • اتخاذ لغة إتصال دولية (EN) لتسهيل التفاهم بين الشعوب وتآخي سكان العالم.[3] ولكن البهائية لم تحدد هذه اللغة التي يجب اتخاذها، وكانت البهائية قد أيَّدَت لغة الإسبرانتو التي اخترعها لودفيك زامنهوف، وقد اعتنقت ابنته ليديا زامنهوف (EN) البهائية فيما بعد. • ردم الهوة الساحقة بين الفقر المدقع والغنى الفاحش وايجاد الحل الروحي للمسألة الاقتصادية. • المشورة في اتخاذ القرارات. • تأسيس محكمة عالمية لفصل الخصومات بين الدول. • رفع مرتبة الاحتراف والعمل إلى رتبة العبادة (عند القيام بالعمل لغرض خدمة المجتمع). • العدالة و الانصاف هما العمدة في كل شؤون المجتمع الإنساني وتتعلق عليها سعادة الإنسان ورفاهيته وسلامته. • الدين هو العمدة في ضمان أمان الناس وحماية شعوب العالم. • إطاعة الحكومة واجبة في كل الامور إلا في انكار العقيدة. • عدم التدخل في الأمور السياسية أو الانضمام إلى الأحزاب. • تأسيس السلام العالمي الدائم هو الهدف الأسمى لكل البهائيين. بعض الأحكام البهائية • يمكن الإطلاع عى خلاصة وترتيب أحكام الكتاب الأقدس وأوامره على موقع كتاب الأقدس • الصلاة: هناك ثلاثة أنواع من الصلاة البهائية اليومية وعلى الفرد اختيار أحدها. • الصوم: الامتناع عن الأكل والشرب من الشروق إلى الغروب خلال الشهر الأخير في السنة البهائية. • موافقة الطرفين ورضاء الوالدين عند الزواج وقراءة آية معينة وقت عقد القران بحضور شهود العيان (الآية: يقول الزوج "إنا لله راضون" والزوجة "إنا لله راضيات"). • تحريم المشروبات الكحولية والمخدرات وكل ما يذهب به العقل. • تحريم النشاط الجنسي إلا بين الزوج وزوجته. • تحريم تعدد الزوجات. • قوانين لتقسيم الإرث (في حالة عدم توفر الوصية). • تحديد عقوبات القتل والحرق والزنا والسرقة... الخ. الادعاءات والمعارضة على الدين البهائي تعزو بعض المصادر المعارضة للبهائية العديد من العقائد المخالفة لما جاء صريحا في كتب البهائية وممارساتهم التي يشهد بها غير البهائيين من مسلمين وغيرهم. وتتلخص هذه الادعاءات وموقف البهائية منها بما يلي: • الأدعاء والنقد الأول: يعتقد البهائيون أن كتاب "الأقدس " الذي وضعه البهاء حسين ناسخ لجميع الكتب السماوية. بينما يعتقد البهائيون ان جميع الكتب السماوية كالتوراة والإنجيل والقران منزلة من الله سبحانه وتعالى، ويحثون اتباعهم من مختلف الخلفيات والمعتقدات على دراسة هذه الكتب السماوية والتمعن فيها. ويؤكد البهائيون ان "بهاء الله" لم يرتدي برقعا على وجهه ولم يدعي الأولوهية، كما تدعي بعض المواقع النعادية للبهائية، وان أحد الاركان الأساسية للدين البهائي هي الايمان بالله الواحد الاحد الذي لا شريك له. ولان الله سبحانه وتعالى منزها عن الإدراك، فان معرفة مظاهر أمره وهم الرسل الذين يحملون تعاليمه وأوامره هو السبيل للتعرف عليه. وأن هؤلاء الرسل ينطقون بلسانه كما هو الحال في كل الكتب السمواية. ويعتقد البهائيون بأنه بالإضافة إلى بهاء الله فان هذا ينطبق على معرفة الرسل الآخرين كعيسى وموسى ومحمد وما جاءوا به من مباديء وتعاليم. • الأدعاء والنقد الثاني: يقولون أن الوحي لا يزال مستمرا وبأن المقصود بكون محمد خاتم النبيين هو أنه زينتهم كالخاتم يزين الإصبع. ويعترف البهائيون انهم يؤمنون بان الوحي الالهي سيبقى مستمرا لان هذا من وعد الله لعباده. للمزيد من المعلومات عن مفهوم البهائية لختم النبوة انظر إلى ما نشر على وصلة الإسلام والدين البهائي بهذا الخصوص. • الأدعاء والنقد الثالث: يحرمون ذكر الله في الأماكن العامة ولو بصوت خافت، كما جاء في كتاب "الأقدس": "ليس لأحد أن يحرك لسانه ويلهج بذكر الله أمام الناس، حين يمشي في الطرقات والشوارع". ويقول البهائيون ان هذه الآية هي للتأكيد على حرمة واهمية الصلاة وذكر الله. وان ذكر الله يجب أن يحاط بالتقديس والاحترام من قبل المتكلم والسامع على حد السواء. ويضيفون ان احكام البهائية لا تمنع، وانما تؤكد على اهمية ذكر الله في كل الاوقات كضرورة لسعادة الفرد ورقيّه الروحي. ولكن يجب أن يتم ذلك بكل احترام وتقديس. • الأدعاء والنقد الرابع: لا يؤمنون بالجنة والنار. لا يؤمن البهائيون بالعقاب والثواب الجسدي وتشير الكتب البهائية إلى انهم يؤمنون بالعذاب والثواب وأنه يقع على الروح لا على الجسد. • الأدعاء والنقد الخامس: لا يؤمنون بالملائكة والجن. تشير الكتب البهائية انهم يؤمنون بوجود الملائكة والحياة الآخرة ولكنهم يفسرونها تفسيرا قد يختلف عن التفسيرات والمعتقدات الشائعة المتعلقة بهذه الظواهر. وتؤكد المراجع البهائية على ايمانهم بالحياة بعد الموت كمرحلة أساسية لاستمرار حياتهم الروحية ولكنهم لا يؤمنون باستمرار الحياة الجسدية أو المادية للفرد بعد الموت كالتي يعتقد بها العديد من اتباع الديانات الأخرى. • الأدعاء والنقد السادس: يقولون بصلب المسيح. بينما تفسرالكتب البهائية أنه بغض النظر عما إذا كان الصلب قد حدث أم لم يحدث، فأن الهدف منه، وهو القضاء على الديانة المسيحية بقتل السيد المسيح، لم يتحقق. • الأدعاء والنقد السابع: لا يعتقدون بالانتماء للوطن بل للعالم أجمع تحت دعوى وحدة الأوطان وكذلك يدعون إلى إلغاء اللغات والاجتماع على اللغة التي يقررها زعيمهم. لكن الكتابات البهائية وتقاريرهم المنشورة على الصعيد العالمي تؤكد على ضرورة حبهم لاوطانهم وخدمة البلاد التي يقيمون فيها بصدق ومحبة واخلاص. وبالإضافة إلى حب الوطن فهم يسعون لدعم وتأسيس نظام عالمي يضمن العدالة الاجتماعية وكرامة الإنسان وحقوقه بغض النظر عن جنسه أو عرقه أو معتقداته. ولأن حب الوطن مسألة طبيعية، فلقد دعى بهاء الله اتباعه لحب جميع البشر قائلا، "ليس الفخر لمن يحب الوطن بل لمن يحب العالم". ويعتقد البهائيون بان ايجاد لغة عالمية تتفق عليها الشعوب المختلفة سوف يسهل عملية التواصل بين افراد هذه الشعوب. وهم لا يقولون بترك هذة الشعوب للغتهم الام وانما تبني لغة عالمية يتم الاتفاق عليها كلغة ثانية يتعلمها الجميع بالإضافة إلى لغتهم الأصلية. • الأدعاء والنقد الثامن: يدعون عبادات خاصة بهم من صلوات يتجهون نحو قصر البهجة في عكا عند ادائها وزكاة وصوم على طريقتهم، وحج إلى قصر البهجة المذكور. ويعترف البهائيون بانهم، كاتباع دين مستقل عن باقي الديانات، لهم عباداتهم وممارساتهم الخاصة بهم والتي تختلف عن عبادات وممارسات الديانات الأخرى، بما فيها الإسلام. والهدف الأساسي لهذة العبادات هو الدعاء والصلاة لله الواحد الاحد وطلب رحمته والتقرب اليه. أماكن تواجدهم[عدل] تدعي بعض المصادر غير البهائية انه من حيث العدد فإن أكبر تجمعات البهائية يوجد في إيران إلا أن أهم وجود لهم من حيث الفاعلية والتاثير هو في الولايات المتحدة الأميركية حيث يبلغ عددهم مليوني شخص ينتسبون إلى ستمائة جمعية منها حركة شبابية مقرها نيويورك تسمى " قافلة الشرق والغرب". ولكن المصادر البهائية تؤكد انهم يتواجدون في جميع اقطار العالم وان أكبر تواجد لهم هو في الهند وأمريكا الجنوبية. ويوجد لهم معابد في مختلف قارات العالم وتسمى هذه المعابد "مشارق الأذكار" ومنها معبدهم في مدينة ويلميت قرب مدينة شيكاغو في أمريكا، وفي مدينة نيودلهي في الهند، وفي مدينة سدني في أستراليا، ومدينة كمبالا في يوغندا، وفي مدينة بنما في دولة بنما، وفي لانغنهاين قرب مدينة فرانكفورت في ألمانيا، ويقومون حاليا بأنشاء معبد جديد في أمريكا الجنوبية. وجميع تكاليف إنشاء هذه المعابد تغطى من تبرعات البهائيين. وأبواب هذه المعابد مفتوحة للزائرين البهائيين وغير البهائيين على حد سواء. للبهائية وجود بسيط في معظم الدول العربية ومن ضمنها مصر حيث كان لهم العديد من المراكز والهيئات الإدارية فيها إلى الستينات من القرن العشرين بعد صدور قرار جمهوري قضى باغلاق هذه المراكز. ولقد نشرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بيانا مفصلا عن الوضع الحالي للبهائين في مصر على الوصلة التالية. و للجامعة البهائية العالمية ممثلا في الأمم المتحدة والهيئات الدولية المختلفة مثل اليونيسيف واليونيسكو وغيرها وتقوم الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بين الفينة والأخرى بإثارة قضيتهم تحت عنوان حقوق الإنسان وحرية المعتقد. ويمكن الاطلاع على موقفهم من القضايا المختلفة بزيارة موقع مقالاتهم وتقاريهم المتعلقة بنشاطاتهم في هذا المجال. أرقام وإحصائيات الإحصائيات البهائية تشير إلى ان عدد البهائيين في العالم هو حوالي 6 ملايين نسمة. يمكن الرجوع إلى هذا الرابط للإطلاع على الإحصائيات الواردة على موقع غير بهائي يبين أن عدد البهائيين في العالم تقريبا 8 ملايين نسمة كانت بدايات الدين البهائي في الامبراطوريتين الفارسية والعثمانية، ثم بدأ يتقبله العديد من سكان الغرب منذ بداية القرن العشرين ومن بعدها في حوالي الخمسينات من ذلك القرن ازدادت اعداد البهائيين في باقي بلدان العالم. وتتفق معظم المصادر الحالية على ان تعداد البهائيين في الهند وأفريقيا واميركا الجنوبية وجزر المحيط الهادي قد جاوز بكثير تعدادهم في إيران وباقي بلدان الشرق الأوسط والبلدان الغربية حيث كان انتشاره في الأول. ويذكر الكتاب السنوي التابع لموسوعة بريتانكا لعام 1992 م هذه الإحصائيات: • الدين البهائي هو ثاني ديانة عالمية من ناحية الانتشار الجغرافي. • يتواجد اتباعه في 247 دولة ومقاطعة في العالم. • اتباعه يمثلون 2100 عرق وأقلية قبلية. ويقدر الكتاب السنوي لعام 2005 م التابع لنفس الموسوعة اتباع الدين لبهائي بــ 6 مليون نسمة وبأن كتبه مترجمة إلى أكثر من 800 لغة. طرق العبادة التربية الدينية للبهائيين تتم عن طريق دراسة النصوص البهائية وقراءة الادعية والمناجاة كل صباح ومساء وكذلك الصلاة والتعبد، اما الرهبنة والتكهن والدروشة والاعتصام في الصوامع والاعتزال عن الناس فممنوع عند البهائيين ويعتقدون أن من واجب الإنسان العمل والاحتراف والتطبيق العملي للوصايا الإلهية في الحياة اليومية، والتحلي بالعفة والطهارة و الاخلاق الحميدة. ويعتبر العمل لغرض خدمة الآخرين والمجتمع كنوع من العبادة في حد ذاته. أماكن العبادة الصلاة عند البهائيين انفرادية ويقوم بها الشخص عادة في البيت ولاتمارس صلاة الجماعة إلا في دفن الميت. ويجتمع البهائيون للمشاركة في قراءة الأدعية والمناجاة أو للمشاورة بصورة منتظمة إما في البيوت أو في الأماكن العامة أو في ابنية خاصة لهذه الأغراض. ويوجد أيضا في الوقت الحاضر دور عبادة تسمى بمشارق الأذكار (عددها الحالي سبعة والثامن تحت الإنشاء)، وهي ابنية مخصصة للعبادة ولها ملحقات مخصصة للمشاريع الخيرية. ومع ان مشارق الأذكار هذه تختلف من حيث التصميم والشكل إلا ان لكل منها قبة وتسعة جوانب وتسعة مداخل مفتوحة للجميع من كل الأديان. التقويم البهائي للبهائيين تقويم شمسي جديد وللسنة البهائية تسعة عشر شهرا ولكل شهر تسعة عشر يوما. أما الأيام الأربعة (في السنة البسيطة) أو الخمسة (في السنة الكبيسة) اللازمة لإكمال السنة إلى 365 يوم، فتسمى بأيام الهاء * ولاتحسب ضمن الأشهر بل تقع قبل الشهر الأخير (شهر الصيام). أسماء الأشهر وكذلك أسماء الأيام تحكي عن بعض الصفات الإلهية ومنها شهر العلاء وشهر الجلال وشهر الكمال وغيرها. وتبدأ السنة البهائية يوم الاعتدال الربيعي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية (عادة يوم 21 مارس) وهو أحد الأعياد البهائية ويسمى يوم النوروز. يبدأ التقويم البهائي في سنة 1844م/ 1260هـ ويسمى بتقويم البديع ومجموع الأيام المقدسة البهائية (بين الاعياد وأيام التذكر) هو تسعة أيام لايجوز فيها العمل (إلا عند الضرورة). أنقر هنا لتعرف تاريخ اليوم بحسب تقويم البديع النظام الإداري لايوجد في الدين البهائي أية مراكز أو مناصب أو وظائف فقهية، فليس فيه كهنة أو رهبان أو قساوسة أو رجال دين. ويعتقد البهائيون ان على كل شخص مهمة تثقيف نفسه والتعرف والإطلاع الشخصي على تعاليم دينه وتطبيقها في حياته اليومية والسلوك حسب مناهجها. أما أمور المجتمع فتحال إداريا على النطاق المحلي إلى مايسمى بالمحافل الروحية المحلية وعلى النطاق الإقليمي إلى مايسمى بالمحافل الروحية المركزية. وهذه المحافل سواءا كانت محلية أو مركزية يتم انتخاب اعضائها سنويا بدون حملات دعاية أو اي نوع من الترشيح أو التصويت العلني ولايملك افرادها اية سلطة شخصية أو فردية بل ان السلطة وصلاحية اتخاذ القرارات تعود للمحافل كهيئات إدارية. بنى النظام الإداري البهائي على اسس موجودة في الكتاب الأقدس وفي وصية عبد البهاء التي حدد فيها المؤسسات الإدارية ومنصب ولاية الامر الذي عين له حفيده شوقي افندي رباني ليقوم بتولي هذا المنصب بعد وفاته. وشرح عبد البهاء متطلبات وكيفية تأسيس بيت العدل الأعظم، وهو الهيئة الإدارية العليا المنتخبة لإدارة شؤون الجامعة البهائية العالمية. وعند تولي امور الجالية البهائية، قام شوقي افندي بترجمة العديد من الكتب البهائية إلى اللغة الأنكليزية، ووضع وأشرف على تنفيذ الخطط لنشر الدين البهائي في العالم، وبدأ بإنشاء المركز البهائي العالمي في مدينة حيفا قرب مرقد الباب، وشيد أركان المؤسسات الإدارية المحلية والإقليمية تمهيدا لانتخاب بيت العدل الأعظم للمرة الأولى. وبعد وفاة شوقي افندي في سنة 1957 م دون أن يترك وصية أو نجل، استحال تعيين من يخلفه في ولاية الأمر، وتم تشكيل بيت العدل الأعظم الذي يعتبر أعلى هيئة إدارية وتشريعية للدين البهائي منذ ذلك الحين. ويجري انتخاب اعضاء بيت العدل الاعظم التسعة مرة كل خمسة سنوات. المساهمة في أمور المجتمع للجامعة البهائية العالمية سواء كانت ممثلة في أفرادها أو في هيئاتها الإدارية، نشاطات عدة في شتى المجالات التي تتعلق بخدمة المجتمع ومنها تأسيس العدالة الاجتماعية وترويج مكانة وتأثير الدين في المجتمع ومجالات النمو الروحي للفرد وغيرها. ويدفعهم في هذا مبدأ وحدة العالم الإنساني. وفي العقود الأخيرة ساهم البهائيون في العديد من النشاطات الاجتماعية-الاقتصادية التي ادت إلى خدمة المجتمعات التي يعيشون فيها والمساعدة في مشاريع التطوير الاجتماعي والاقتصادي والتقافي وخاصة في العديد من الدول النامية. وللمزيد من المعلومات المتعلقة بهذا الصدد، طالع مجلة دولة واحدة التي تصدر باللغة الإنجليزية وتضم العديد من أخبار هذه النشاطات. وقد عبر بهاء الله في كتاباته عن حاجة الدول في الوقت الحاضر للإتحاد مع بعضها في إدارة الأمور وحل المشاكل العالمية. ومنذ بدية نشأة الأمم المتحدة ساهم البهائيون في دعم مشاريعها الإنسانية في محو الأمية ونشر التعليم وتوزيع الأدوية وفي نشاطات صندوق الأطفال الدولي وغيرها. وتعتبر الجامعة البهائية العالمية إحدى الهيئات غير الحكومية في الأمم المتحدة ولها ادوار عديدة في التحضير والمساهمة الفعالة في المؤتمرات العالمية مثل مؤتمرات ممثلي الأديان ومؤتمرات حقوق المرأة وحفظ البيئة و غيرها. ومن جملة نشاطاتهم في هذا المجال قاموا بتوزيع بيان موجهة إلى رؤساء الأديان في كل أطراف العالم وبيانات عن تحقيق السلام العام قاموا بتوزيعها على كل الحكام ورؤساء الدول بالإضافة إلى نشرها في الجرائد وباقي المنشورات.
#سامي_المنصوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفرقه الناجيه في الاسلام و الفرق الضاله في الاسلام - ( أولا
...
-
مصر الاهرامات ليست مصر النبي موسى في التوراة
-
القلب و العقل في القرآن
-
ردا على مقالة مفردة القلب الذي في الصدور تعني العقل
-
رداً على مقالة بعنوان : ألقرآن - أنزل ليخاطب أولي الالباب
-
القرآن الحالي مصحف عثمان و عبد الملك بن مروان - موضوع الصلاة
...
-
هكذا ارى الله
-
اثباتآت أن القرآن بشري ومحرف جزء 4
-
اثباتآت أن القرآن بشري و محرف جزء 3
-
الدكتور احمد صبحي منصور
-
اثباتات ان القرآن بشري ومحرف الجزء 2
-
الصراع الاسلامي
-
اثباتآت أن القرآن بشري و محرف
-
القران اشبه بالصحيفه الحكوميه انذاك
-
هل توجد كتب سماويه كلها كتب بشريه ومحرفه
-
جميع الكتب السماويه محرفه
-
نعم هكذا خلق الانسان الارضي
-
الفتنه في القران
-
الدين افيون الشعوب الدين سم الشعوب
-
خلق الانسان
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|