أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - لحسن ايت الفقيه - آفاق التنمية بحوض كير بالجنوب الشرقي المغربي















المزيد.....

آفاق التنمية بحوض كير بالجنوب الشرقي المغربي


لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 22:20
المحور: حقوق الانسان
    


احتضن قصر أولاد علي، بجماعة واد النعام ببوذنيب، غير البعيد عن الشريط الحدودي، المبين في خريطة أطلس بخط متقطع، والفاصل بين المغرب وأرض ظلت تحت إشراف الإدارة الجزائرية، ندوة سمتها «واقع حوض كير وآفاق التنمية به». والندوة واحد من فقرات برنامج المهرجان الذي نظمته جمعية إعادة بناء قصر أولاد علي وتنميته هذه السنة تحت شعار «الثقافة الشعبية دعامة أساسية للتنمية البشرية» ابتداء من يوم 29 من شهر غشت 2013 إلى الفاتح من شهر شتنبر 2013. والمهرجان المذكور دورته ثانية، أتى «لتثمين الثقافة غير العالمة لوادي كير والحفاظ عليها، والتعريف بها لتكسبها الأجيال المقبلة»، كما ورد في الورقة التأطيرية للمهرجان. وكان مفيدا أن يستصحب الحفظ والتثمين مفعولا آخر، مرغوب فيه، من الثقافة ألا وهو التنمية والسياحة، بما هما من الرهانات والتحديات التي «تعمل جمعية إعادة بناء قصر أولاد علي وتنميته من خلال أنشطة نوعية وندوات تكوينية، يؤطرها نخبة من الأساتذة والباحثين» لتحصل ملامسة كل الجوانب ذات الارتباط بتنمية حوض كير.
أريد للندوة «واقع حوض كير وآفاق التنمية به» أن تصادف الأمسية الأخيرة من المهرجان ليوم الفاتح من شهر شتنبر 2013، وأن يدعى لتأطيرها ثلاثة أساتذة بثلاث مداخلات:
- لحسن أيت الفقيه بمداخلة «كير: المفهوم والخصوصيات»
- مولاي امحمد بن الشريف بمداخلة «أي مكانة وأي دور لبوذنيب في حوض كير»
- يوسف قروي بمداخلة «آفاق التنمية في حوض كير»
ودعي لحضور افتتاح الندوة، التي سيرها الأستاذ الفاضل مصطفى لفضيلي، السيدة رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية ورزازات، لتلقي كلمة داعمة للمهرجان وللحقوق الثقافية بالمنطقة، وقطعت على نفسها أنها داعمة في الحال والمآل كل نشاط يتقاطع واهتمام اللجنة، عبرت فيها عن سعادتها لحضور فعاليات الدورة الثانية لمهرجان قصر أولاد علي، كما شكرت اللجنة المنظمة على توجيهها الدعوة إلى اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية ورزازات. وقد حضرت لتمثل اللجنة المذكورة، بصفتها رئيستها، منذ تنصيبها يوم الإثنين 23 من شهر يناير 2012 بمدينة ورزازات. واغتنمت الفرصة، ما دام حضورها هو الأول من نوعه، لتعرف باللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية ورزازات وبآدائها. وبعد سردها للسياق الذي أحدث فيه المجلس الاستشاري وبعده المجلس الوطني لحقوق الإنسان ولجانه، ودت أن تعبر عن الاستعداد للتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني ببوذنيب في المستقبل.
وضمن الافتتاح مداخلة مدير المهرجان السيد عبد الرحيم دحاوي الذي رسم فيها مسار المهرجان وقال إنه صرخة تروم الدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لسكان المنطقة المهمشة والمنسية، ذلك أن المنطقة التي ينظم فيها المهرجان قريبة من الشريط الحدودي، وتمنى أن توحد جهود الفاعلين بغية رفع التهميش والإقصاء للمنطقة
مداخلة «كير: المفهوم والخصوصيات» ركزت على ست عناصر:
- واد كير والطوبونيميا المغربية والأفريقية
أوصاف واد كير في الرحلة العياشية، لأبي سالم العياشي
- حوض كير والجنوب الشرقي
- كير شريط جيوبوليتيكي
- كير معقل من معاقل الثقافة المغربية
- كير والتقطيع الإداري
كير كلمة أمازيغية وردت في المصادر الكلاسيكية في القرن الأول الميلادي حيث أشار إليه المؤرخ اللاتيني بلين الأكبر. وتعني «Ger» بالأمازيغية صوت الماء ومن ذلك «أغرور» أي الغرب والدالية. وهناك «فم غيور» أي المكان الذي بني فيه سد الحسن الداخل. ومنه أيضا «إغرغر» أي الجداول التي تصب ماءها في الفلوات.
ويبدو أن كير هو الواد الذي يصب ماؤه في الصحراء وأمره هو كذلك.
وكان كير أكثر حظا من واد زيز الذي لم يعلم اسمه إلا في وقت متأخر، وقد عرضت وثيقة عثر عليها في أرشيف الزاوية الوكيلية بحوض زيز تعود إلى سنة 1156 هجرية/1743 ميلادية في متنها أن «مولاي عبد القادر بن اسعيد الحسني من زاوية سيدي قاسم القاطن قرية تزوكة بأعلى واد مدغرة» حاز ملكا لا يعنينا مضمونه، بقدر ما يعنينا أن الواد واد مدغرة وليس واد زيز.
وشهرة واد كير ما برح اسم أفريقيا يرجع إلى سكان الكهوف (troglodyte) الذين تحدث عنهم بلين الأكبر المذكور، وهم سكان واد كير. ولا يزال كهف العزيزة شاهدا على آثار العصر الحجري.
ومن خصوصيات المنطقة، فضلا عن احتضانها المواقع التاريخية القديمة الكهوف، والمدافن التلية (التومولي tumuli) احتضانها قرية قائدية تازكارت أو «تزوارت» من «أمزوار» بالأمازيغية، أي: القائد. وهناك أيضا طوبونيميا السلم والتمرد بواد كير، فقرية «تافنداست» تعني القرية المتمردة من «أفندوس» بالأمازيغية، وهناك «أيرارن» أي الأبطال. وفي حوض كير قبيلة «إفرتوماش» وتعني «احتضنه أخوك» وهي رمز السلم.
ووردت أوصاف واد كير في الرحلة العياشية لأبي سالم العياشي بما مفاده «ثم ارتجالنا من هناك وبلغنا وادي جير ضحى، وهو واد كبير أفيح، ملتف الأشجار، قليل الأحجار، كثير المرعى، غمض المسعى، يجتمع إليه السيول من المسافات البعيدة، ولا تصل إلا بعد أيام عديدة، وابتداؤه من ناحية بلادنا[أي جبل العياشي] وعليه قرى ومزارع، ويمتد كذلك إلى ناحية الصحراء». وتضمنت المداخلة نصوصا أخرى مقتطفة من «الرحلة» وردت فيها «الساورة» و «أجلي» و«توات».
واكتشف واد كير، فضلا عن أبي سالم العياشي، المستكشف الألماني جيرهادر ولفس وأعد تقريرا مفصلا عن المنطقة ما بين 1862 و1864 استغرق تافيلالت، وفيجيج، والقنادسة، والتوات. ولم ترد في الأدبيات الفرنسية أي نعت للمنطقة، ما عدا كونها أرض غير محروثة ذكرت في المادة 4 من اتفاقية لالة مغنية سنة 1845 ميلادية.
ولقد نعتت المنطقة، بعد ذلك بالجنوب الشرقي سنة 1968، نعتها المؤرخ الألماني روس إ.دان ترجم إلى العربية تحت عنوان (المجتمع والمقاومة في الجنوب الشرقي المغربي -المواجهة المغربية للأمبريالية الفرنسية). والجنوب الشرقي في نظر روس إ.دان يمتد من الأطلس الصحراوي إلى شرق زيز، ويضم نهر زوزفانة، والساورة. ومن المفيد إبعاد السياسة عن الثقافة، وتناول الجنوب الشرقي كوحدة ثقافية تضم كير بما هو امتداد للساورة والتوات. وظهر الجنوب الشرقي المغربي في متن تقرير مشروع الجهوية المتقدمة فاقترح يضم الأقاليم الرشيدية، وتنغير، ووارزازات، وزاكورة.
ويعد كير واحدا من معاقل الثقافة المغربية الأصيلة: فهناك زاوية القنادسة بواد كير مؤسسها محمد (فتحا) بن بوزيان في القرن الثامن عشر، ويمتد مجالها من بني تجيت إلى حدود بني يطي كما أورده الباحث الفرنسي كنفاي. وهناك زاوية سيدي بن عبد الرحمان السهلي قرب مركز بوذنيب، تأسست في القرن السادس عشر على الطريقة الشاذلية، ولم يكن للطريقة تأثير على الأعراف.
عرفت المنطقة خللا في التقطيع الإداري. ففي البدء خضعت للتنظيم القبلي، وابتداء من سنة 1900 ظهر السيد محمد أفقير شيخا للجماعة وصفه روس إ.دان بأنه غني ودبلوماسي لنزوعه الدائم نحو الانفتاح. ولما التقى مع الفرنسيين في مناسبات كثيرة، وأعلن معهم السلم، ظهر باشا مركز بوذنيب ابتداء من سنة 1912. ويستقصى من التاريخ أن المنطقة تضررت من آداء عائلة أفقير، ومن عوامل أخرى فتعرضت للتهميش، وأضحى حوض كير مجزأ بين أقاليم فجيج، وميدلت، والرشيدية.
وتناولت المداخلة الثانية «أي مكانة لبوذنيب وأي دور له في حوض كير؟ » ملاحظات قبلية من ذلك أن «الحديث عن مكانة بودنيب ودوره المستقبلي في منطقة حوض كير يتطلب استحضار عناصر قوة هذا المجال المرتبطة أساسا بالموقع الجغرافي، وخصوصية تاريخ هذه المنطقة وتنوعها الثقافي ومؤهلاتها الطبيعية، بما هي مدخل لخلق تنمية حقيقية في منطقة حوض كير» . ذلك أن التركيز على مركز بوذنيب في حوض كير ينبع من الإيمان العميق والاقتناع الراسخ بتوافر المنطقة على إمكانيات تؤهلها لتلعب دورا رياديا في تنمية المجال . وإن «الحديث عن حوض گير ينبع من القواسم التاريخية والاجتماعية والاقتصادية التي يختزنها الحوض، القواسم التي جعلته مجالا منسجما تاريخيا»، أو بالأحرى، وحدة سوسيومجالية متجانسة.
إن مستقبل الحوض الواعد مؤسس على التاريخ، فبمجرد بروز «طلائع الغزو الاستعماري الفرنسي في أفق الحدود الجزائرية المغربية تعالت صيحات الفئات المتنورة بالتنديد بتحرشات فرق الغزو، التي دأبت على استفزاز قبائل الحدود، والتحرش بالأرض المغربية، وارتفعت بموازاة ذلك، صيحات استنهاض الهمم، والدعوة للجهاد المقدس في جو مشحون بعقيدة دينية، تطلعت فيها الزاوية الدرقاوية بقيادة شيخها سيدي محمد العربي في مرحلة أولى، ثم بعد ذلك مولاي احمد السبعي، الذي قاد المقاومة في منطقة الجنوب الشرقي عموما، وفي بوذنيب خصوصا، طيلة العقدين الأولين من القرن العشرين»
ولا غرو، فقد انخرطت في «المقاومة قبائل متطوعة من أيت شغروشن، وأيت ازدگ، وأيت مرغاد، وأيت يوسي، وأولاد الناصر، وأولاد جرير، والشرفاء، وذوي منيع ...وانطلاقا من بوذنيب كانت تنطلق فلول المقاومين بقيادة مولاي لحسن السبعي، حيث عرفت المنطقة معاركـ دامية أبسل فيها المقاومون كمعركة بني وزيم ومعركة أغزديس [اسم مكان] ومعركة الكارة ومعركة العطشانة ومعركة مسكي ....ومن ثم شكلت بوذنيب مهد للمقاومة ضد الاستعمار في مرحلة متقدمة».
ولقد أهل الموقع الجغرافي الإستراتيجي، بجانب الطريق الوطنية رقم 10 الرابطة بين الرشيدية ووجدة، بوذنيب لتصبح مدخل جهة الجنوب الشرقي من الناحية الشرقية، وحلقة وصل بين تافيلالت، والجهة الشرقية. فوق أنها تتموقع على الشريط الحدودي مع الجارة الجزائر. ورأى المتدخل أن هناك متطلبات تقضي تعزيز هذا الموقع كتعبيد الطريق الرابطة بين بوذنيب وأرفود عبر حسان، وتعبيد الطريق الرابطة بين بوذنيب وبني تجيت عبر تازكارت، ومد شبكة للسكة الحديدية من بوعرفة إلى الرشيدية ونحو مكناس عبر بوذنيب، وفتح الحدود بين المغرب والجزائر لإعادة تنشيط طريق بشار- بوذنيب، وتجاوز التوترالسياسي بين الجارتين التي تربط بينهما امتدادات عائلية وتجارية. وهناك عوامل أخرى أساسية أهلت، من قبل، مركز بوذنيب ليحتضن باشوية سنة 1912، والباشوية، نسبة إلى الباشا، وهي كلمة تركية تفيد القائد، أي وحدة إدارية ترابية. ترأس باشوية بوذنيب كما سلفت إليه الإشارة محمد افقير وهو شخص تاريخي وصفه روس إ. دان. و كانت بوذنيب وقتها مركزا تجاريا مهما «ابتداء من عام 1905 بإحداث خط السكة الحديدية على طول الحدود الجزائرية فاستقطب هذا الحدث ساكنة قبائل تافيلالت، كما زاد من هذه الأهمية الاقتصادية، تحرر المعاملات التجارية تصديرا واستيرادا بين تافيلالت والجزائر، فضلا عن انخراط قبائل ذوي منيع وأولاد جرير في هذه التجارة، إذ كانت هذه القبائل تتنقل بين بني ونيف وبشار وتقوم بدو الوساطة التجارية بأسواق الجهة الجنوبية الشرقية إلى جانب التجار المتنقلين الذين يعرضون منتوج الشاي والسكر والأثواب بقصور المنطقة. كما كان بوذنيب محطة تجارية على واد كير، كان ازداد الرواج بها أواخر العقد الأول من القرن العشرين بعرض سوقه لأشكال السلع التي يشترك في بيعها اليهود والجزائريون». وهي – بوذنيب- بوابة المنطقة من الناحية الشرقية لأنها «صلة وصل بين بشار والعين الصفراء من جهة وتافيلالت من جهة أخرى، كما كان هدفا للقوات الفرنسية الاستعمارية نظرا لموقعه الإستراتيجي من جهة، ولكونه منطقة عسكرية مشرفة على حوض كير من جهة أخرى، اذ ركزت القوى الاستعمارية على إخضاع هذه المنطقة لكون هذا الإخضاع سيسهل استعمار تافيلالت التي شكلت دلالة رمزية بالنسبة للمغاربة والفرنسيين». ووردت في المداخلة مؤهلات أخرى، فلاحية كتوافر أرضين شاسعة صالحة للزراعة، و موارد مائية مهمة تتجلى في وجود أكبر فرشة مائية بإلإقليم . وباختصار، أصبحت المنطقة تجلب استثمارات خارجية ضخمة، كمشروع رياض تافيلالت وغيره... وسد الغابة الذي قد يسقي مساحة فلاحية مهمة وسيحول المنطقة إلى أهم مزود للإقليم من الخضروات والزيتون والتمور الجيدة ... في السنوات المقبلة. ولم يخف المتدخل طموحه إلى بناء سد قدوسة الذي ينتظر السكان إخراجه إلى الوجود، ليسقي مساحة مهمة، ويساهم في إنعاش الغطاء النباتي، والفلاحة المحلية، وحماية المنطقة من الفيضانات، وهناك عوامل ثانوية أخرى وردت بالإشارة في المداخلة.
وباختصار تتوافر بوذنيب على إمكانيات فلاحية وسياحية وطبيعية وجغرافية تؤهلها لكي تقوم بدور طلائعي مستقبلا، واحتلال موقع متقدم منافس للنطاق الجيوسياسي، والتوسع العمراني الموازي في الجارة الجزائر، لكن ذلك يتطلب تأهيل المدن المتموقعة في الشريط الحدودي وخلق تنمية حقيقية بها، وحل الصراع القائم بين المغرب والجزائر، مما يفتح المجال لكي تقوم هذه المدينة بدور استراتيجي في المنطقة، واستثمار الإرث والحضور التاريخي لمنطقة حوض كير والعلاقات الاجتماعية التاريخية بين قبائل الحوض وتثمينها. وإنه من المفيد تدخل الدولة لجبر الضرر الجماعي للمنطقة، وإحداث عمالة في حوض كير(عاصمتها بوذنيب)، وتنمية الشريط الحدودي المحاذي للجزائر، خصوصا بمواضع مجاورة لبوذنيب. ولا يجب إغفال التمييز الإيجابي لمنطقة بوذنيب لتتبوأ مكانة خاصة في مشروع الجهوية الموسعة، والبرنامج الحكومي، وفي الاستفادة من صندوق التضامن بين الجهات وصندوق التنمية الاجتماعية.
ومن الصواب إحداث وكالة حوض كير للتنمية، ودعم النسيج الاقتصادي، والرفع من مستوى عيش الساكنة، وتأهيل المجال الحضري للرفع من جانبه التنافسي، وتحسين أدائه، وتقوية قدراته على استقبال الاستثمار والمشاريع التنموية، ودعم الكفاءات المحلية، وتنمية الموارد البشرية الذاتية للجماعة، وتقوية الحكامة.
وكانت «أفاق التنمية في حوض كير» مجال المداخلة الثالثة التي ألقاها وفسر عناصرها السيد يوسف قروي عن جمعية أصدقاء الأرض ببوذنيب. ود في مستهلها لو ينطلق من الدستور الجديد، لما له من وقع كبير على المساهمة «في بناء الدولة الديموقراطية والحديثة، وذلك من خلال العديد من المقتضيات التي ترمي إلى تعزيز اللامركزية، واللاتمركز، وبناء نظام جهوي لجهوية متقدمة، طمعا في تقوية ديموقراطية القرب، وترسيخ الديموقراطية التشاركية». وفضلا عن ذلك، حمل الدستور الجديد مهام المجتمع المدني لما مكنته بعض فصوله من«لعب الدور كاملا إن على مستوى بناء الحكامة المحلية أو المبادرة التشريعية». وحاول المتدخل الانتقال من المقتضيات الدستورية ذات الارتباط بالمجتمع المدني، بما هو شريك في وضع السياسات في إطار تنمية مستدامة إلى ما هو محلي وبالضبط «آفاق التنمية في حوض كير». ورأى المتدخل مفيدا استحضار ما لهذا الحوض من مؤهلات وإمكانيات يكمن بعضها في موارده البشرية، والاقتصادية: التمور، والزيوت، والخضر، وبعض الفواكه، فضلا عن اللحوم الحمراء،... والثقافية التي قوامها التواصل الثقافي بين السكان والتاريخ.
إن العوامل المشار إليها ما فتئت تقوي بالمنطقة وحدات سوسيوثقافية متجانسة مما يحتم دعمها وصيانتها بإحداث إقليم إداري بالحوض، يكون من شأنه أن يستصحب معه «أوراش التنمية، إن على مستوى البنية التحتية، أو على مستوى خلق فرص الشغل للشباب، أو على مستوى توسيع الشبكة الطرقية، وخلق مسالك أخرى تسهل عملية التواصل والاتصال». وكلما تقوت البنية التحتية كلما حَسُنت خدمات السياحة وخاصة الداخلية منها. ورأى المتدخل، مزكيا ما أشار إليه زميله في المداخلة السابقة، أن في «بناء سد قدوسة، وبعض السدود التلية اللائقة بمواضع في أسرة الأودية روافد كير» الحل الأنجع «لإنقاذ الواحات، وتوفير الخزان الكافي لإحياء منابع المياه، ودعمها، بما هي مغذية السواقي والخطارات باستمرار». وإن كل ذلك سيمكن من «توسيع الحزام الأخضر». واسترسل المتدخل في سرد المؤهلات، من ذلك، أن حوض كير تغطيه إداريا عشر جماعات قروية وخمسة مراكز حضرية، بوذنيب، وكرامة، وتالسينت، وبني تجيت، وبوعنان، موزعة على ثلاثة أقاليم إدارية سلفت إليها الإشارة.
وود المتدخل لو ينادي من منبر مهرجان قصر أولاد علي كل الفاعلين التنمويين والماهنين الجمعويين، وكل الهيئات إلى المساهمة في التنمية البشرية المستدامة، والعمل على الصيانة والحفاظ على الموروث الثقافي، والعمل على تجسيد مشاريع مشتركة تعود بالنفع على سكان الحوض. وحب، أخيرا أن يدعو المجالس المنتخبة بالمجال الترابي للحوض إلى العمل على إنشاء مجموعة من الجماعات في إطار تضامني أملا في تقريب الإدارة إلى المواطنين.
ذلك موجز ما قيل في الندوة. وهناك مواقف أخرى أوصى المشاركون بتوسعيها من ذلك الاهتمام بالحفريات لكشف النقاب عن تاريخ حوض كير والحفاظ على التراث المعماري والذاكرة الجماعية المحلية والمرافعة الدؤوبة من أجل التنمية والمطالبة بإحداث إقليم كير.



#لحسن_ايت_الفقيه (هاشتاغ)       Ait_-elfakih_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هي بداية موفقة لتصحيح مفاهيم الخطوبة والزواج والتحرش الجن ...
- السجن والسجناء في تاريخ المغرب الوسيط
- من أجل حكامة جيدة في تدبير أرض الجموع بجهة الجنوب الشرقي - ا ...
- دراسة حول المقابر المغربية، ومقترحات عملية من أجل إصلاحها- ح ...
- ورزازات:أي بعد للتخطيط الإستراتيجي التشاركي للجماعات الترابي ...
- الأرض والإنسان في الجنوب الشرقي المغربي في مرأة الصحافة المك ...
- ندوة افتتاح مشروع (من أجل تعبئة منظمات المجتمع المدني لإدماج ...
- ورزازات: أي موقع للمجتمع المدني في تفعيل الجهوية الموسعة وإر ...
- الرأي العام الفرنسي وصناعة ذاكرة الثورة الجزائرية ما بين 195 ...
- ما يجب التركيز عليه في ندوة « سؤال المواطنة بين المسؤولية وا ...
- أفاق المشاركة الفعلية للنساء في تدبير الشأن المحلي والجهوي ف ...
- التاريخ والأرشيف وحفظ الذاكرة في التجربة المغربية للعدالة ال ...
- حرب الذاكرة ومستقبل العلاقة بين فرنسا والجزائر
- متى يأتي الاكتشاف الرابع لجبال الأطلس الكبير الشرقي المصاحب ...
- ورزازات: اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان لجهة الر ...
- اللقاء الوطني حول: «الحكامة الترابية والجهوية بالمغرب، أي مق ...
- ورزازات: الإعلام البديل بين حرية التعبير وأخلاقيات المهنة با ...
- ميدلت: الديموقراطية التشاركية تؤسس للمشاركة الفعلية للنساء ب ...
- الذاكرة الجزائرية بين الرغبة في تمجيد الاستعمار والدعوة إلى ...
- الثورة التحريرية الجزائرية ودروس الذاكرة


المزيد.....




- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - لحسن ايت الفقيه - آفاق التنمية بحوض كير بالجنوب الشرقي المغربي