أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أماني فؤاد - سُحقاَ للتبعية














المزيد.....


سُحقاَ للتبعية


أماني فؤاد

الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 20:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




سُحقاً للتبعية...

لأن الألهة الحُكام في الغرب شديدي الغطرسة والهيمنة، شديدي الاستعلاء علي المراهقين إنسانيا وفكريا وعقائديا من سكان العالم الثالث ، لذا قرروا عقاب الرعايا المتخلفين، الذين يمدون الأيدي لاستجداء قرض من صندوق النقد الدولي، أو من يحيون علي المنح المشروطة من أمريكا وأوروبا، الذين لا يملكون قوت يومهم الأساسي ، و لا يكفيهم احتياطيهم الإستراتيجي أكثر من ثلاثة شهور، من لا يمتلكون قاعدة صناعية ولا تجارية، والذين تتغطرس جيوشهم علي مواطنيهم بأسلحة الغرب ومعونتهم ــ الملوح بمنعها دوما عند أول خروج عن السياق الموضوع سلفا ــ.
ولأن الألهة شديدة الزهد في القربان الذليل؛ لها أن تتحكم في مصائره وأقداره ، حتي و أن أبادته فمن ذا يُساءلها ؟ فما أسهل التقارير التي تعد بليلٍ، وتحكمها مطامح سياسية لا واقعية، وكأن العالم يملك قانونا دوليا مُنظِّما ، وأمم متحدة من شأنها أن تتصدي لكل جور علي الإنسانية !!
...ولأن العالم ليس كذلك، ولا تحركه سوي مصالحه الاقتصادية، لذا يعطون أنفسهم حق العقوبات المادية، وفرض حظر جوي، ومنع المساعدات والمنح، ومن حقهم توجيه الضربات العسكرية...ومحاربة الإرهاب، تصنيف ما حدث بمصر في الثالث من أغسطس بالانقلاب العسكري، ورفضه والتلويح بالتدخل العسكري، السعي الحثيث لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، وحشد المجتمع الدولي ودفعه إلي الإدانة والمشاركة، كما سبق وحدث في العراق وليبيا .
من حقهم وضع خطط التقسيم والشرذمة كما حدث بالسودان وليبيا، وما هو متوقع لليمن وسوريا ومصر، من حقهم المراقبه الدولية من خلال المؤسسات الرسمية أو منظمات المجتمع المدني علي كل الممارسات الخاصة بحقوق الإنسان، وتفعيل ما اسموه بالفوضي الخلاقة ، وإلا أصبحنا لدي الرأي العام العالمي هذا المارق الهمجي الدموي، الذي توصف ثوراته وموجات تصحيحها بانها انقلابات علي الشرعية.
إن لم يخططوا لكل هذا ، أين يُسوّقون إذن ترسانات الأسلحة التي تضخها مصانعهم كل دقيقة ، وعلي رقاب من تستفحل قوي الرأسمالية العالمية؟ كيف تأخذ امريكا سيادة العالم هي وحليفها الاتحاد الأوروبي، وتصبح هي القطب الوحيد والأوحد ، كيف تُطهر أراضيها وأوروبا من كافة العناصر الإرهابية؟.. إن لم تجد لهم بيئة خصبة وأرض حاضنة تجمعهم؛ ليمارسون فيها كل شراستهم وتخلفهم ودمويتهم التي تتقنع بقناع الدين والاصوليات البالية ، كيف تُؤمّن وجود حليفتها في منطقة الشرق الأوسط ، إن لم ترع وتهيمن علي هذه القوي الإرهابية، وتهيئ لها مجتمع بديل في سيناء وغيرها من مناطق ساخنة، وبمساعدة من أكثر الجماعات الدينية غباءا وانتهازية.
ولأن القربان ذليل بالفعل (أعني سكان العالم الثالث)، من ينتظر الطعام والدواء والأسلحة، وكافة وسائل العيش اليومي تقريبا، حتي الثقافة وبرامج الإعلام الموجه ؛ لإذكاء الفتن بعناية فائقة، وبث اليأس في احتمال الخروج من هذا النفق المظلم، يضطر أن يرضخ.
ولأن القربان شديد البلاهة الفكرية و الوجدانية ، ينقصه النضج الفلسفي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي ؛ يهب مسوغات استعباده علي الوجه الاكمل، يتواجد لدينا بوفرة العقول الأصولية التي لم تزل لا تدرك متغيرات العالم ، تتصور أن الرجوع إلي الماضي بمعطياته الفكرية التي تعتمد علي سلطة التراث والسلف يمكن أن تهب دفعا إلي المستقبل، تهدر البعد التاريخي عن جهل وانتهازية، ترد الظواهر إلي مبدأ واحد ألا وهو الاستهداف من الغرب، وهي أول المتحالفين معه للاحتفاظ بالسلطة كما رأينا في الأيام القريبة الماضية، الجماعات التي تتصور أنها وحدها تملك الحقيقة والصواب والدين.
لا للأحزاب السياسية التي علي أساس ديني، لا للتحالف والمهادنة، حتمية التعجيل ببناء اقتصاد وطني مؤسس علي قاعدة تعليمية ثقافية متطورة معاصرة، علي قاعدة زراعية صناعية سياحية مبتكرة ومتطورة، كفانا تبعية للغرب.



#أماني_فؤاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفانتازيا الذهنية بين روايتين صانع المفاتيح وعالم المندل
- المرأة والقهر المضاعف
- الإله في كتاب النحات
- الإعاقة بين الواقعية والفانتازيا
- صانع المفاتيح...سارق نار الفانتازيا الذهنية
- فطر عنيد
- كن اختيارك
- قراءة نقدية لحفيدات شهرزاد
- كلنا صرعي هذا الضريح..
- رجال بلون الحرباء
- لا للرفق بالقوارير
- دعونا نستولد منها ... الثورات
- الفن.. وخلخلة الضريح
- القهر والزمن فى الزينى بركات
- مهجة.. وهنادي
- نحو عقد ثقافى جديد
- وكلاء الله..والمراهقة السياسية
- التنازلات تبدأ تباعا..
- البوابة الذهبية للأنوثة..
- المفاهيم الخاصة بالمرأة فى وسائط الإعلام


المزيد.....




- الملكة رانيا والشيخة موزة وإمام الأزهر يشاركون بقمة حول الطف ...
- البندورة الحمرة.. أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سا ...
- هنري علاق.. يهودي فرنسي دافع عن الجزائر وعُذّب من أجلها
- قطر: تم الاتفاق على إطلاق سراح أربيل يهود قبل الجمعة
- الفاتيكان يحذر من -ظل الشر-
- عاجل | مصادر للجزيرة: الشرطة الإسرائيلية تعتقل الشيخ رائد صل ...
- الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من -ظلاله الشر ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ودعوات لتكثيف الرباط بالمسجد ...
- قائد الثورة الاسلامية: لنتحلّ باليقظة من نواجه ومع من نتعامل ...
- قائد الثورة الاسلامية: العالم يشهد اليوم المراحل الثلاثة للا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أماني فؤاد - سُحقاَ للتبعية