لندن-
تجربة الاحزاب الاسلامية في تركيا العلمانية نافعة للاسلاميين في العراق ايضا
فهؤلاء استطاعوا ان يتاقلموا مع محيطهم العلماني، كما تأقلموا- من قبل- مع محيطهم الاسلامي
ووسط الغام العلمانيين المختلفة استطاعوا بتكييف نمط خطابهم السياسي ان يسيروا وسط حقل الالغام ويحققوا ما حققوه.
فماهو الدرس الذي يجب ان يتعلمه الاسلاميون في العراق من التجربة التركية؟
ان يكون الاسلام دين الاكثرية الساحقة للعراقيين، هل يبيح للاسلاميين، مصادرة اراء الاخرين؟
او الغاء وجودهم السياسي؟
او مسح تاريخهم الكفاحي في مقارعة الديكتاتوريات؟
لابد للعمل السياسي من لغة مرنة تواكب الزمان والمكان مع حفظ الاصول العامة
ليكن الاسلامي اقرب اليكم من العلماني
وليكن العلماني العراقي اقرب اليكم من العلماني الاجنبي
وهكذا فليكن لديكم سلم اولويات في علاقاتكم السياسة
فلا يجوز ان تتحالفوا مع غير الاسلاميين على حساب التيار الاسلامي
انك عندما تتحالف مع غير الاسلامي تعطيه شيئا وتاخذ من شيئا
فلماذا لاتاخذ وتعطي مع الاسلاميين؟ اقول للاحزاب الاسلامية العراقية: انكم-جميعا- مستهدفون، فلا يتصور احدكم-اذا غازلته واشنطن- بانه قد اصبح القّيم على الاخرين بلا منازع، فمن استعان بغير الله ذل، الامة في العراق تعرفكم جميعا،تعرف نقاط قوتكم كما تعرف نقاط ضعفكم ، وهي واعية لكل ماتقومون به، وستصّوت غدا لتياراتكم الاسلامية وليس لاحزابكم وواجهاتكم، فلا تضيعوا هذه الفرصة بحرتقات ومعارك جانبية، تجعل من شعبكم ميالا لغيركم.
ان تراثكم عظيم جدا، فلاتضيعوا دماء شهدائكم بثمن بخس
تصرفوا من خلال عظمة التراث الذي يحمي ظهوركم
وطهارة الدماء التي قدمتموها من اجل عراق مسلم حر ابي
وميزان الدم المنتصب امام اعينكم وهي تطالبكم ان تكونوا اوفياء للقيم والمناقبيات التي ضحوا اصحابها من اجلها
وتركوا هذه المسيرة المضمخة بقوافل الشهداء الابرار امانة في اعناقكم
ينظرون اليكم من جنان الخلد ليروا ماذا انتم فاعلون؟
كونوا بمستوى المرحلة ، وبمستوى المسؤولية
والا
اتركوا الساحة طوعا لغيركم
اتركوها لمن هم - ربما- اقل كفاءة منكم ولكنهم اكثر اخلاصا، واصدق عزما واربط جأشا ،واقل حبا لذواتهم.
واذا اصررتم على مواقفكم
فان الله سبحانه يستبدلكم بخير منكم،ولن تجدوا لسنة الله تبديلا.