أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الكبير الداديسي - ما نجحت فيه الأحزاب الإسلامية هو تقسيم الشعوب العربية















المزيد.....

ما نجحت فيه الأحزاب الإسلامية هو تقسيم الشعوب العربية


الكبير الداديسي
ناقد وروائي

(Lekbir Eddadissi)


الحوار المتمدن-العدد: 4202 - 2013 / 9 / 1 - 22:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما نجحت فيه الأحزاب الإسلامية هو تقسيم الشعوب العربية
ذ.الكبير الداديسي

الكل يتذكر كيف كانت انطلاقة الربيع العربي بخروج شباب شبكات التواصل الاجتماعي إلى الشوارع متذمرا من الفساد، في وقت كان للإسلامين في مختلف البدان العربية موقف متردد من احتجاج الشباب ، ولما بدأت الكفة تميل لصالح الحركات الاحتجاجية نزلت الأحزاب الإسلامية للشوارع بكل ثقلها وتمكنت من الركوب على الثورة ، وبما أن يستحيل لكل حزب سياسي منافسة الأحزاب الدينية التي توظف خطابا دينيا يقوم على الإيمان بالمسلمات ، ويجتمع خمس مرات في اليوم ويعقد جمعه العام مرة في الأسبوع فقد تمكنت تلك الأحزاب من اكتساح أصوات ناخبين فقدوا الثقة في كل الساسة ، فرأوا في رجل الدين منقذهم وهي التي تغلغلت في بنية المجتمع ،مما مكنها من تسلق الدرجات إلى أعلى قمة في السلطة فهل حققت الأحزاب الدينية ما وعدت به ناخبيها ؟؟ وما أهم ما نجحت فيه تلك الأحزاب ؟؟
كان من نتائج الربيع العربي وصول أحزاب إسلامية إلى أعلى هرم في السلطة وتمكنت من التحكم في دواليب الدولة بعد قلب الأنظمة (تونس وليبيا ومصر ) أو أصبحت مساهمة في التسيير بعد توافقها مع الأنظمة الحاكمة ( المغرب والأردن ) ويبقى القاسم المشترك بين كل هذه الدول التي نجحت فيها الأحزاب الإسلامية هو فشل هذه الأحزاب في تحسين أوضاع المواطنين وشؤون حياتهم المعيشية ، وأن من وصل للحكم مارس الفساد الحكومي، ومن لم يصل له بعد ظل يلوح بالعنف والترهيب إما بحمل البندقية لقتل كل من يقف أمامه أو توعد الحاكمين بخسارة الدنيا والآخرة .
كما أثبتت التجارب في أفغانستان ، باكستان ، السودان ، الصومال أن الأحزاب القائمة على أساس ديني ( مثلما هو الأمر في الدول العربية ) بقدر ما كانت قادرة على اكتساح أصوات الناخبين كانت فاشلة وعاجزة عن تسيير شؤون البلاد والعباد ، وأن نجاحها في الانتخابات كان دائما يقابله فشل ذريع في تدبير الشأن العام ، لأن لها شعارات رنانة خادعة تدغدغ العواطف والأحاسيس وليس لها برامج اجتماعية وسياسية قادرة على حل المشاكل ، فقد ينخدع الناخب وتجعل الشعارات الإنسان البسيط - الذي اعتاد رؤية بعض الإسلاميين يقدمون خدماتهم في المساجد أو خارجها ، في القرى النائية ،أووسط المدن المكتظة وخاصة في أحيائها الشعبية ، تحت أعين السلطة حينا ، وفي سرية أحيانا كثيرة - تجعله يرى في الإسلاميين منقذيه من الضلال ، بعد أن تظاهر عدد منهم أمام عينيه بالزهد في الحياة ، وتفضيل شظف العيش على رغده فاقتنعت الملايين بأنهم يحملون الإسلام بين جوانحهم وقد يعيدون الخلافة الرشيدة ، ويكون الحاكم منهم فاروق عصره ، أو نسخة مما يروى في الكتب عن عمر بن عبد العزيز . لذلك إذا تقدم أي إسلامي للانتخابات سيكون لا محالة فائزا لأن الناخب يعتقد أن الإسلاميين إذا تقلدوا مناصب الحكم سيجتثون جذور الفساد، ويفضلون المصلحة العامة ، وينتصرون للفئات المستضعفة ، ويمحون الجماعات المارقة التي اقتبست علم وثقافة التمدن الغربي وصناعة الغرب الكافر فتشبهت بالكفار في اللباس ونمط العيش ، وقد يعيدون الحضارة الإسلامية إلى قيادة قطار الحضارة الإنسانية.... هكذا بدأت الأحلام تكبر ، ومن حق الكل أن يحلم ...خاصة بعد هبوب نسائم الربيع العربي ، الذي كان الفرصة المواتية لوصول الإسلاميين للحكم بعد سنوات من الاضطهاد
لكن وما أن تبوأ الإسلاميون كراسي الحكم في عدد من الدول العربية ، حتى تبين أن الشعار غير الممارسة ، والكلام غير الفعل ، التنظير غير التطبيق .... فالخطاب الديني واحد من السهل توظيفه لإحاطة صاحبه بهالة من القداسة تجعل من الصعب انتقاده وإبراز عيوبه ، كما يسمح له بجمع كل السلط تحت جبته ، ومن انتقده فهو كافر خارج عن الملة والجماعة ، ومدسوس هدفه تقويض الشريعة ، وتشويه الإسلام... وأن كل منتقد أو رافض أو مختلف ليس سوى من الدمى والطائرات الورقية التي يتحكم الغرب والصهيونية في خيوطها ، متناسيا أن السياسة فن الممكن ، وليس مجالا لأحكام القيمة المطلقة ، وأن السياسي معرض للخطأ والمحاسبة وفي القول المأثور ( أنتم أدرى بشؤون دنياكم ) خير دليل على أن أمور الدنيا تتطور وتتغير في مجالاتها الاجتماعية والاقتصادية مع ثبات مجالاتها العقدية والدينية ....

فإذا كانت من فضائل للربيع العربي فأهمها أنه قذف بالإسلاميين للحكم ونزع عنهم تلك القداسة التي يحاولون الظهور بها بأن جربوا الحكم كغيرهم وفشلوا في تدبير الشأن العام ، وأفسدوا وطبخوا الدساتير في عجلة لم يشهد لها التاريخ مثيلا ، واضطروا في حالات كثيرة إلى تقديم الوعود والكذب والتبرير فظهروا كأي أناس عاديين قد يصيبون وقد يخطئون ، وقد تعوزهم الوسائل والإمكانيات فيضطرون لتقديم صور غير حقيقية عن الواقع... فكان من الطبيعي خروج الجماهير تدعوهم للرحيل ، بعدما كانت تلك الجماهير تعتقد أن الإسلاميين سيجعلون بلادهم جنات نعيم تجري الأنهار من تحتها ، وتجعل الفقراء في عيشة راضية ....
انقشعت غيوم الربيع العربي ، وظهر الإخوان أناس لا يهمهم إلا الكراسي والحكم ، ولو اقتضى الأمر إحراق مصر والمصريين واستباحة مقدسات ورموز ومؤسسات من هم خارج صفهم ... فغاب ما كانوا يتظاهرون به من تكافل وتآزر ،ودود عن قيم المواطنة والتسامح والديمقراطية ... وكرسوا اختزال الوطن والدولة في طائفة دينية همها تهميش وإقصاء الآخر في وطن متعدد الأعراق والأديان ، بالاعتماد على تجييش الجماهير الأمية الجائعة التي لا تعرف أن تسيير البلاد يكون بالبرامج والخطط وليس بالكلام والشعارات ، وقد سبق في تركيا - القائمة على قوانين حديثة – حل حزب الرفاه القائم على أسس دينية رغم اكتساحه للانتخابات البلدية والتشريعية بحجة انتهاكه للدستور ، وقبل نجم الدين أربكان الحكم ولم يسع إلى إحراق تركيا وكان بإمكانه ذلك كما تم حل حزب الفضيلة وقبل أعضاؤه القرار ، فيما رفضت الأحزاب الإسلامية العربية فهم الدرس السياسي فأشعلت جبهة الإنقاذ النار في الجزائر لأكثر من عقد من الزمن ، وقسمت أحزاب كحزب الله ، وحماس والإخوان المسلمين البلاد تقسيما إذ قضت حماس على الوحدة الفلسطينية ، وجعل حزب الله لبنان دولتين في دولة واحدة و قسم مرسي المصريين وهم بذلك يحققون ما لم تحققه الصهيونية و أشد أعداء مصر وفلسطين ولبنان ، بل إن العدو الخارجي ( إسرائيل ) كان في الغالب عامل وحدة للشعوب العربية وها هي أحزابه الإسلامية تهدد بتقسيم البلاد بعدما قسمت العباد ...
الخروج من النفق المظلم الذي تعيشه مصر اليوم ليس بالوقوف إلى جانب طرف ضد طرف آخر وإنما بسن قوانين - دولة عصرية الوطن فيها للجميع والدين لله- تمنع الترخيص بإنشاء أحزاب على أسس عرقية ، دينية ، جنسية أو قبلية ، لأن السياسة تقوم على النسبية ، والمراوغة ، والوعود ، ولأن السياسي معرض باستمرار للنقد والتعريض .... فيما الدين يرتكز على المطلق والتقديس والعصمة... ورجل الدين لا يجوز وضعه موضع نقد، ومن فعل فهو كافر ملحد جاحد مرتد وحكم المرتد المرتد المارق عن الجماعة هو القتل ففي الحديث فال محمد : لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمارق من الدين التارك الجماعة".



#الكبير_الداديسي (هاشتاغ)       Lekbir_Eddadissi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العفو على مغتصب الأطفال في المغرب بين القانون والرقص على حبا ...
- العرب المسلمون أو الولع بقتل النخبة !!!
- قضايا رمضانية
- الجنس في السينما المغربية الجزء 1
- جنون التسوق يعطي صورة مغلوطة عن مستوى المعيشة
- ليالي رمضان بين الترويح والتراويح
- بعض قضايا الربيع العربي الجزء الأول
- الوزيرة والرئيس انتهى عرض الغزل سيدي
- من البنية التبعية إلى البنية العبودية
- تأثير الساعة المضافة على التلاميذ
- بيان المغرب بعد صدور القرار الأممي حول الصحراء
- الدم من القداسة إلى النجاسة
- هزيمة المغرب أمام طنزانيا رب ضارة نافعة
- هل اقتربت ساعة الأغنية المعصرية في المغرب
- أكبر من صدفة أن يقطع رأس طه حسين والمعري في نفس الوقت
- الإقبال المتزايد على البضائع والملابس المستعملة
- التقبيل بين الحب والتضليل
- كرتنا التي تنهزم بشرف
- عارك عليك أستاذ
- المغاربة يخلدون رأس السنة الأمازيغية في غياب أي احتفال رسمي


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الكبير الداديسي - ما نجحت فيه الأحزاب الإسلامية هو تقسيم الشعوب العربية