شاكر الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 4202 - 2013 / 9 / 1 - 18:34
المحور:
حقوق الانسان
اذا كان عليك ان تبرر الاخطاء الكارثية التي تقع فيها والتي ترتقي في بعض الأحيان الى مستوى الجرائم الكبرى، فما عليك سوى اختلاق قصة مناسبة مع تفسير فضفاض، قد يكون مملا، لا بأس، ولكن ستجد من يقتنع به في خاتمة المطاف.. وهذا ما سعى اليه المالكي لتبرير ما حدث في تظاهرات يوم أمس حين قال المالكي (هذه التظاهرات تزامنت مع توقعاتنا بشن ضربة عسكرية على سوريا من قبل القوات الأمريكية التي ستنعكس بشكل كبير على العراق)
اذا كان هذا التبرير الباهت يكشف عن شيء ما فانه يكشف، قطعا، عن غياب الرؤية السياسية والقراءة البائسة للوضع السياسي العالمي من قبل المالكي ومن يحيط به. فمنذ بدء الحديث عن ضربة جوية لسوريا من قبل امريكا او شن عمل عسكري ضدها، فان الشكوك تحيط بهذه العملية التي اصحبت لحظة إنقسام بين دول العالم الكبرى ومثار للشكوك لانها تفتقد للأدلة القطعية التي تسمح بالاقدام على عمل عسكري. ولذلك نجد ان امريكا صاحبة مشروع العمل العسكري لم تتمكن حتى هذه اللحظة من حسم قراراها وخيارها العسكري بشكل نهائي.
اكثر المالكي، من مديح المظاهرات "المنضبطة والملتزمة"، معتبرا ان "خروج التظاهرات السلمية والتعبير بطريقة حضارية هي نقطة قوة للدولة". ودون ان ينسى أيضا تكرار حديثه عن " اصحاب الأجندات الذي يحاولون حرف مسار التظاهرات...." ولكنه لم يتحدث عن الإنتهاكات القمعية والإعتقالات التي مارستها قوات مكافحة الشغب التي تخضع لسلطته المباشرة يوم امس ضد التظاهرات السلمية في بغداد والناصرية. وكل ما قاله كان مبررات لممارسة القمع ومواجهة الإحتجاجات بعنف مفرط. لم يخبرنا المالكي عن سر الغاء ترخيص تظاهرات الناصرية واعلان حالة حظر التجوال منذ فجر يوم امس في هذه المدينة!!!! او عن الضغوط التي مورست على محافظ ذي قار ودفعته لالغاء ترخيص التظاهرة حسب ما صرح به هذا اليوم!!!!
الممارسات الإجرامية التي قامت بها قوات القمع الحكومية، يوم امس، في بغداد والناصرية، والتي كشفت عن حقيقة هذه الحكومة التي لاتتردد عن استخدام العنف حين يتعلق الأمر بوجودها وسياساتها وممارساتها ساحقة كل الإدعاءات حول الديمقراطية وحرية التعبير وممارسة الحقوق السياسية لمن تحكمهم، دفعت وستدفع بالكثير من العراقيين للمضي قدما في مشروعهم الهادف لارغام الحكومة ومجلس النواب على الإنصياع للمطالب المشروعة والعادلة التي يرفعونها ويطالبون بتحقيقها.
اصبح يوم 31 آب من عام 2013 علامة فارقة في تاريخ العراق، علامة هامة وحاسمة أسقطت الكثير من مشاريع الفرقة والإنقسام التي تمت برعاية السلطة ومجلس النواب والاحزاب المتنفذة والمؤسسات الدينية. في يوم امس اصبحت المطالب الإنسانية المشروعة، التصدي للفساد ونهب المال العام، الغاء إمتيازات الرئاسات الثلاثة، الغاء الرواتب التقاعدية لاعضاء مجلس النواب التي ترهق ميزانية الدولة في حين يعاني الملايين من العراقيين من الفقر والبطالة والحرمان من مستلزمات الحياة والمعيشة الإنسانية الكريمة، هي الاهداف التي اجتمع حولها الكثير من العراقيين وعبروا عنها في مظاهراتهم واحتجاجاتهم السلمية. لإنها المطالب الحقيقة التي تمس حياتهم ومستقبلهم، بعيدا عن الإنقسامات الطائفية والسياسية، وهي ذاتها المطالب التي سيجتمعون من اجلها مرة اخرى مهما كانت اساليب السلطة وإجراءاتها القمعية.
http://www.alsumaria.tv/news/81914/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A-%D8%B3%D9%86%D9%86%D8%A7%D9%82%D8%B4-%D9%85%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84/ar
#شاكر_الناصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟