أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - على طريق الإصلاح الديني-3



على طريق الإصلاح الديني-3


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4202 - 2013 / 9 / 1 - 15:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


* الإسلام والتاريخ، أيهما يصنع الآخر؟

بحسب الرؤية السماوية للإسلام، يقسم المسلمون التاريخ إلى قسمين منفصلين متضادين- ظلام الجاهلية ونور الإسلام؛ وباستثناء ذرية متناثرة من رسل ورسالات سماوية بعضها من بعض تمتد عبر إبراهيم- أبو الأنبياء- انتهاءً إلى آدم، أبو البشر أجمعين، يكاد الإسلام أن يرسم بداية التاريخ ذاته من يوم ميلاد الطفل محمد بن عبد الله نفسه أو، بدقة أكثر، من يوم هجرة النبي محمد وأصحابه الأولين من مكة إلى المدينة هرباً من اضطهاد أهاليهم قبل 1434 سنة. كل التاريخ قبل ذلك، في نظر المسلمين، لا يعدو كونه توطئة لهذا الميلاد الميمون ثم الدعوة الإسلامية الغراء؛ وما تلاه سرد لسلسلة من الفتوحات وشواهد الانتشار المستمر لهذا الدين الحق حول الأرض إلى اليوم- تاريخ الإسلام ذاته. كأن العالم، في نظر المسلمين، قد انشقت عنه الأرض فجأة منذ عرفوا أنفسهم كمسلمين فقط وقبل ذلك كان عدماً أو، في أحسن الأحوال، ظلاماً جاهلياً. في عبارة أخرى، الإسلام منفرداً قد صنع التاريخ.

بالطبع يستطيع أي فرد وأي دين أن يتصور نفسه والعالم كيفما شاء، سواء في صورة ظلام جاهلي أو حتى في صورة تنين عملاق، وأن يفرض على نفسه وأتباعه تصوره مهما كان شاذاً. في جميع الأحوال، تستطيع كافة المفاهيم والتصورات أن تعيش وتتكاثر وتزدهر طالما لم تبرح حدود المخيلة أو تنزل عن أسطر الكتب؛ لكن حتماً سوف يتغير الوضع حين تضطر في لحظة ما إلى الاصطدام بالواقع- حينئذٍ لابد أن تتوفر درجة معقولة من التطابق بين الفكرة النظرية في الرأس وتجسيدها الموضوعي على الأرض أو يتحول الأمر كله إلى عبث وهراء لا طائل ولا جدوى ترجى منه. هكذا، حين النزول به إلى أرض الواقع، التصور النظري أن يكون الإسلام قد صنع التاريخ فعلاً سوف يواجه تحديات هائلة.

لا شك، على سبيل المثال، أن الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية في ذلك الزمان واقعتان تاريخيتان أصيلتان وكان لهما، رغم عدائهما المعلن له، تأثيراً جلياً على نشأة ومنحنى تطور الإسلام وتاريخه. هل يعقل أن هذا المحيط المسيحي والوثني الواسع لم يكن له أي أثر، ولو عكسي، على الإسلام؟! على نفس المقياس، ألم يكن لوقائع وأحداث تاريخية موروثة من عصور الجاهلية مثل اللغة العربية والشعر، الرق والعبودية، الحج والكعبة، الصوم والصلاة، الأوس والخزرج، الهاشميين والأمويين، مكة والمدينة واليهود، وحتى أبو جهل وأبو لهب وأبو سفيان أي أثر، ولو عكسي، على الإسلام فيما بعد؟ هل يمكن أن تسقط هكذا بسهولة أربعين عاماً من عمر النبي نفسه قبل نزول الوحي، ومن الصحابة والمسلمين الأوائل قبل دخول الإسلام؟! ثم ماذا عن وقائع وأحداث تاريخية جساماً لاحقة مثل غزوات واختراقات وتلاقحات المغول والتتار والصليبيين والدول الاستعمارية الحديثة حتى الحرب العالمية الثانية، هل يمكن أن يصدق أن هي جاءت ثم مضت في حال سبيلها دون أن تترك ورائها حتى جرح أو ندب صغير في الرأس أو الجسد أو التاريخ الإسلامي؟!

في مثال أكثر معاصرة وواقعية، لمن قد يكون التأثير الأكبر في منحنى تطور التاريخ وربما الدين الإسلامي ذاته في العصر الحاضر والمستقبل-- قوات الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش حين احتلت العراق وأطاحت بالشريعة الإسلامية الطالبانية في أفغانستان وأعلنت الحرب على التطرف والإرهاب الإسلامي في كل مكان بالعالم، أم خطب شيخ الأزهر بمصر وفتاوى مفتي السعودية؟



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على طريق الإصلاح الديني-2
- على طريق الإصلاح الديني
- المقدمة إلى الإصلاح
- ليبرالية مفلسة من داخل الصندوق
- خرافة الليبرالية الإسلامية والتفكير من داخل الصندوق
- ليس دفاعاً عن الإخوان
- مشكلة ضمير البرادعي
- عن فوائد الحروب
- ليبراليون في بيادة العسكر
- عن ديمقراطية الإسلام السياسي الموعودة
- 2- الإسلام السياسي يُحارب، لا يُسترضى
- مراهقة ليبرالية مصرية أم سذاجة في تحليل الحروب؟
- بعد فشل مشروع النهضة، الأخوان يطلقون مشروع الشهيد
- النسبية العلمانية والأصولية الدينية
- أنا رب الكون
- رهان أوباما الخاسر على الإخوان
- وهل الرُسُل بشر أيضاً؟
- مصر تسقط إرهاب السياسة الإسلامية
- المصريون يخرجون على الشرعية
- هنا القاهرة 30


المزيد.....






المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - على طريق الإصلاح الديني-3