منتظر العمري
الحوار المتمدن-العدد: 4202 - 2013 / 9 / 1 - 15:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عذراً بيروت .. فلم نعد نقرأ !!
منتظر العمري
بعد التطور الذي شهده العالم من تقدم في وسائل التكنولوجيا حدثت هناك هجرة كبيرة للقراءة الورقية والتوجه نحوَ القراءة الإلكترونية ، لكن هذا النوع من القراءة يعدهُ الكثيرين أنه لا يمنح فائدة للقارئ كما في القراءة الورقية .. وكذلك الصحف هُجرت وتحول عدد كبير منها الى صُحف إلكترونية والبعض الآخر تم غلقها بسبب مشاكل اغلبها مادية . و تُعتبر الصحيفة احد أهم الوسائل لنشر الثقافة والوعي بين الجمهور لما فيها من تنوع الموضوعات بتعدد أبوابها وكتابها حيث يجد اغلب القراء ظالته فيها .. وهذا الهجر للصُحف وقراءتها جاء من قبل جميع الشرائح وخاصة شريحة الشباب ، مما أنتج لنا عدد كبير من الشباب أصحاب ثقافة محدودة ، او ثقافة مقنعة تكون شكلية فقط لا يحملون في جعبتهم إلا الشي القليل لا يصمد أمام المناقشة ، وان صمد لا يصمُد طويلاً لانه لا يمتلك الرصيد الكافي والثقافة العميقة ، سطحي بطبعه يعتمد كثيراً على ما يسمعهُ لا ما يقراءه .
هذه الهجرة للصحف من قبل الشباب وتوجههم نحو مواقع التواصل الاجتماعي وقضاء جل وقتهم في تصفحها ، أنتجت شريحة واسعة لا تقرأ ، وهذه الشريحة لا تكتب أيضاً . وما يدل على ذلك انه لم يخرج عدد كافي من الكتاب الشباب ممن يقدرون ان يحلوا محل الرواد من كتاب القرن المنصرم .
الهجرة للصحف والمجلات ستنتج جهل او نقدر ان نطلق عليه " جهل مستتر " و هذا الشيء ينذر بكوارث اجتماعية وأزمات متنوعة ومتكررة ، فان حيثما يكون الجهل يكون هناك التعصب الذي تعاني منه أكثر المجتمعات . هذا التعصب يبث ويشحن في هذه الأجواء مما يولد لنا انهيارات كبيرة في المنظومات الاجتماعية . لكن اذا ما اردنا ان ننقذ ما يمكن أنقاذهِ وتحصينه هو من خلال وضع السبل الكفيلة في جذب الشباب وتثقيفهم وفق برامج معينة وكذلك الحث على الإقبال على شراء الصحف كجعل أسبوع عالمي للصحافة الورقية ومسابقات وجوائز عالمية .
#منتظر_العمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟