|
انتفاضة 15 نيسان الأحوازية, الخلفيات, الإنجازات و الدروس
ابو هيام الأحوازي
الحوار المتمدن-العدد: 1201 - 2005 / 5 / 18 - 10:59
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
انتفاضة 15 نيسان 2005:
انتفض أبناء شعبنا العربي في الأحواز ضد الظلم و الاحتلال و ممارساته اللاانسانية التي تمارس منذ ثمانون عاما و وصل ذلك الاضطهاد و الحرمان إلى ذروته في وقت حكم الملالي في طهران و هذه المرة يضطهد الأحوازي و يعدم في الشوارع. و صودرت أراضيه و مياه باسم الدين و الإسلام و أهل البيت. هذه الانتفاضة النيسانية الشجاعة ليست الأولى في تاريخ الاحتلال كما تصورها البعض و ربطها بتواجد القوات الأمريكية و تحريكها بأيادي أجنبية من اجل الضغط على إيران و لكن الوضع و الحقائق تقول عكس ذلك تماما. كانت الانتفاضة أمر محتوم لابد منه نتيجة لعدة عوامل مرتبطة بشكل مباشر بالصحوة الأحوازية و الوعي الوطني و القومي المتنامي والمتمثل بالأحواز كـ "وطن مغتصب" و الشعور بضرورة استرجاع الحقوق المصادرة من جهة و تصاعد النبرة العنصرية عند الشوفينيين الفرس و التي تطبقها السلطات الإيرانية من خلال سياساتها اليومية المتمثلة بـ الظلم و الاضطهاد بحق الأحوازيين و الإصرار على حرمان العرب الأحوازيين من جميع حقوقهم بكل أشكاله من جهة ثانية, شكلت تلك الحقائق ظاهرة متناقضة على ارض الأحواز و وصل بالشارع الأحوازي إلى حالة الغليان يحتاج إلى شرارة لينفجر الوضع. و في هذا الظرف الحساس و المتناغم جاءت الشرارة و انفجر الشارع الأحوازي وانتفض . و كانت شرارة الانتفاضة هذه المرة هي سند صادر من مكتب رئاسة الجمهورية الإيرانية في فترة حكم محمد خاتمي و تحمل توقيع مستشار خاتمي, محمد علي ابطحي و موجهة إلى منظمة التنمية و التخطيط ( دكتور نجفي) و وزارتي الاستخبارات و الزراعة, مفادها تهجير ثلثي العرب من المنطقة و استبدالهم بغير العرب من الفرس و أتراك الأذربيجانيين بفترة عشرة سنوات و تغير ما تبقى من أسماء المدن و الأحياء و القرى من العربية إلى الفارسية.
الخلفيات و الأسباب:
انتفض شعبنا العربي في الأحواز في يوم الخامس عشر من شهر نيسان ليس للمرة الأولى و بالطبع لن تكون الأخيرة. هذه الانتفاضة جاءت نتيجة التراكمات المتمثلة باحتقار العرب و مخططات و سياسات أهمها: مصادرة الأراضي العربية:
صادرت السلطات الإيرانية و في ظل ما تسمى بالجمهورية الإسلامية الآلاف الهكتارات من الأراضي العربية بغية الوصول إلى أهدافهم المشئومة في الأحواز بمشاريع استيطانية خبيثة و هجرت أكثر من 120 قرية أحوازية نتيجةً لتلك المشاريع و أهم تلك المشاريع هي: مشروع استيطان رجال الدين من الشمال و الشمال الشرقي للمحافظة صادرت السلطات الإيرانية أكثر(6 آلاف ) هكتار من الأراضي العربية. مشروع قصب السكر, صادرت السلطات الإيرانية أكثر من 20 ألف هكتار من الأراضي الزراعية لعرب الأحواز. مشروع الثروة السمكية ( شيلات), صادرت السلطات أكثر من 25 ألف هكتار من الأراضي العربية باسم مشروع الثروة السمكية. مشروع "ايثار ?ران" اي الفدائيين ( في الحرب الإيرانية العراقية), صادرت السلطات الإيرانية في هذا المشروع 47 ألف هكتار وهذا المشروع في منطقة الجفير. مشروع مستوطنة شيرين شهر: حسب الوثائق المؤكدة يوجد هناك مشروعا استيطاني باسم "شيرين شهر" الواقع بين مدينة الأحواز و عبادان و تضم أكثر من 500 ألف مستوطن فارسي و هذا المشروع تم بطلب احد كبار المسئولين من وزير الزراعة في الحكومة السابقة. و هناك العشرات المستوطنات التي زرعت في زمن الشاه المقبور مثل ( سبيدار بقرب من مدينة الأحواز – يزد نو بقرب من مدينة الحويزة و....) و تمت تكملة تلك المشاريع و المستوطنات في زمن الجمهورية الإسلامية مثل مستوطنة ( شيرين 1 و شيرين2 بقرب من المحمرة).
مصادرة المياه:
صادرت و تصادر الحكومية الإيرانية مياه انهر الأحواز مثل مياه نهري كارون و الكرخة إلى مزارع الفستق في مدينة رفسنجان وسط إيران الذي يمتلكها هاشمي رفسنجاني رئيس الجمهورية الإيرانية الأسبق و رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام حاليا و إلى محافظات يزيد و إصفهان و شيراز و بيع قسم كبير من مياه الأنهر إلى دول الخليج مثل الكويت و قطر. و ما تبقى من مياه نهري الكرخة و كارون استخدم إلى مشاريع سياسية استيطانية ظاهرها اقتصادية مثل مشروع قصب السكر الذي يسحب سنويا أكثر من مليارين و نصف المليار متر مكعب من مياه نهر كارون و يعود بفضلاته الملوثة إلى النهر نفسه و هذه المياه الملوثة العائدة من فضلات مشروع قصب السكر تستخدمها الناس للشرب و حاجاتهم الأخرى. أهمية الانتفاضة أنها جاءت بمناسبة مهمة و بتخطيط دقيق من قبل أبناء شعبنا العربي الأحوازي جاءت في ذكرى الثمانون لاحتلال الأحواز ليذكر إيران و العالم انه يعيش ذكرى أليمة و حزينة, ويؤكد لإيران انه رافض للاحتلال و سياسة الاحتلال. أيضا جاءت في ظرف حرج يمر به إيران بسبب الانتقادات و الضغوط الدولية حول ملف حقوق الإنسان المنتهك في إيران و أيضا ملف النووي و مباحثاته مع أوروبا و أمريكا. و الأهم من ذلك جاءت في منعطف تاريخي مهم تمر بها المنطقة. البطالة:
أحدى أهم مأساة أبناء شعبنا الأحوازي و رغم وجود الثروات الهائلة في الأحواز من بترول ( يصدر إيران يوميا أكثر من 4 ملايين برميل) و غاز و مياه و أراضي صالحة للزراعة لكن السياسة الإيرانية هي تتجه نحو حرمان أبناء شعبنا من كل الإمكانيات و فرص العمل, الآلاف العمال يجلبهم النظام الإيراني من مدن الفارسية و يستخدمهم في الشركات النفط و المشاريع الاستيطانية. و حسب الإحصائية الرسمية لعام 1999 حجم البطالة في الأحواز قدرت بأكثر من 46% !!! .البطالة تصل في المحمرة في سبيل المثال و ليس حصرياً 50% . مدينة دزفول في نفس الإقليم العربي و الذي يقطنها الاكثرية من غير العرب حجم البطالة فيها 7% فقط!! هذا يبين بوضوح العنصرية الفارسية العمياء و الحقد الدفين و تعاملهم المزدوج مع العرب و غير العرب.
الادمان:
تستخدم السلطات الإيرانية المواد المخدر كـ احد المخططات الهادفة لتذليل هذا الشعب و النيل من مقاومته. توزع الجهات الخاصة المرتبطة بالاستخبارات يوميا المئات الكيلو غرامات لتخدير طاقات الشعب و خاصة الجيل الشاب من اجل إن لا يكون عنصرا ناشطاً و مطالبا لحقوقه العادلة. و حسب الإحصائيات الرسمية من مركز مكافحة الإدمان في الأحواز تزامن إدمان الشباب مع ارتفاع معدل الجريمة حيث القتل والسرقة أصبحت في الأحواز وبسبب كثرة المعتادين هي الأعلى في إيران. كما وارتفعت نسبة الوفيات الناتجة عن الإدمان عند الشباب حسب إحصائية ما يسمى بـ مركز مكافحة الإدمان" إلى 44% خلال 6 اشهر مقارنة مع الستة اشهر السابقة من عام 2003 حيث تجاوز عدد الوفيات في الستة اشهر الماضية حدود 1834 حالة وفات ناتجة عن الإدمان على المخدرات.
سياسة التفريس:
تمارس السلطات الإيرانية منذ يوم الأول للإحتلال حتى يومنا هذا سياسة تفريس بكل أشكاله بدءا من تغيير أسماء المدن و القرى و الأحياء العربية إلى الفارسية و مرورا بمنع العرب من الدراسة باللغة ألام اللغة العربية و وصولا بمنع العرب بتسمية أطفالهم بأسماء عربية!! و هناك الكثير من المخططات التي تمارسها السلطات الإيرانية بحق الأحوازيين لإخضاعهم للأمر الواقع مثل القتل و الاعتقالات و..... التي ليس لها حدا و لا إحصائية. كل تلك الأمور هي ظلم و حرب شاملة ضد شعب لا ذنب له إلا انه وقع تحت احتلال لدولة جارة تدعي الإسلام دينيا. و الظروف الدولية في الماضي و الحاضر لا تسمح له بالتحرك أو إثارة القضية الأحوازية لانها ليس بصالح القوة المهيمنة في العالم. و إلا كيف نفسر دعم و مساندة دولية و تحت غطاء الأمم المتحدة لشعوب مثل التيمور الشرقية و لجنوب السودان و كثير من الشعوب ؟ هل هؤلاء هم أفضل من الشعب الأحوازي أو الظروف الاقتصادية و السياسية تفرض نفسها في الدعم و المساندة لشعب ما و تمنع ذلك لشعب ثاني؟ علينا الاستفادة من كثير من الوسائل و الآليات المتاحة لدينا بشكل صحيح و بذلك نستطيع تغيير كثير من موازنة القوة و المصالح الدولية التي هي بدورها ساهمت في كثير من مأساة شعبنا العربي في صمتها لما يجري في الأحواز و تواطئها من اجل الوصول إلى أهدافها الاقتصادية و السياسية.
14-05-2005
#ابو_هيام_الأحوازي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد
...
-
حدود العراق الغربية.. تحركات لرفع جاهزية القطعات العسكرية
-
وقف الحرب في لبنان.. فرص الاتفاق قبل دخول ترامب البيت الأبيض
...
-
أرامكو ديجيتال السعودية تبحث استثمار مليار دولار في مافينير
...
-
ترامب يرشح أليكس وونغ لمنصب نائب مستشار الأمن القومي
-
بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش
...
-
Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
-
-القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
-
-المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
-
إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|