أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - التصويتات على تأديب الأسد















المزيد.....

التصويتات على تأديب الأسد


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4202 - 2013 / 9 / 1 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حادثتين واقعيتين و حقيقيتين, و لكن تحتاج كل منهما للبحث و التحليل, وردتا في العديد من الأخبار و الكتب التي تتناول سيرة صعود حافظ الأسد إلى قمة هرم السلطة في سورية و بقائه فيها رغم كل التحديات و الصعوبات الداخلية و الخارجية التي تعرضت لها خلال النصف الثاني من القرن الماضي.
سـأستشهد هنا بأهم كتاب هذه الفترة, باترك سيل بكتابيه الصراع على الشرق الأوسط و
(فان دام) الصراع على سورية.
تقول الحادثة الأولى:
بعد التخرج فرز الملازم الطيار حافظ الأسد إلى مطار المزة، وانغمس كلية في العمل السياسي. يحدثنا أحد زملائه عن رحلة سرية لحافظ رافقه بها إلى بريطانيا، حيث كان التقرير أن لديه بعض التحليلات الطبية هناك، فمضى مع مرافقين إلى بريطانيا. ولكن المذهل في الأمر أنهم وجدوا وزير الدفاع البريطاني ينتظرهم مستقبلاً في المطار، أما المرافقان فقد مضيا إلى أحد فنادق العاصمة تروح وتجيء عليهما وجبات الطعام. وأما حافظ أسد فلا يدرون أين ذهب، حيث أمضى ثلاثة أيام دون أن يروه بحجة إجراء التحليلات الطبية، والمعالجة، وبعد ثلاثة أيام عاد إليهم، وتوجهوا بعدها عائدين إلى دمشق بوداع وزير الدفاع البريطاني.
الحادثة الثانية:
يقول باتريك سيل صفحة 167. الصراع على السلطة في سوريا "ومع اقتراب بوادر البت في النزاع القائم بين الضباط وبين القيادة القومية بقي الأسد بعيداً، إما بداعي النفور، أو بداعي الحذر. ولمثل هذه الأسباب أخذ في ذلك الصيف إجازة من مهماته كآمر للقوة الجوية، وذهب إلى لندن لمدة ثلاثة أشهر، واصطحب معه أحد كبار ضباط السلاح الجوي ناجي جميل، وآمر الشرطة العسكرية حسين ملحم، والطبيب يوسف صايغ.... ، وأقام الرجال الأربعة في شقة بمنطقة (كنزنغتون). والذي عرف حتى الآن أن اتصال الأسد الوحيد بالرسميين البريطانيين كانت زيارة لوزير الدولة للشؤون الخارجية جورج طومسون في مكتبه بالوزارة".

من خلال تلك الحادثتين سنقوم بجملة أسئلة منطقية و مفصيلية لتركيب تصور لحدث الأسبوع الماضي و هو رفض مجلس النواب البريطاني لقرار المشاركة بالضربة التأديبية للنظام الأسدي و حدث الأمس قرار أوباما بتوجيه هذه الضربة بعد تصويت الكونغرس الأمريكي عليها.

- لماذا يستقبل الوفد من قبل وزير الدفاع البريطاني؟
- أين ذهب حافظ الأسد خلال ثلاثة أيام؟
- لماذا لم يتم التحقيق مع الملازم حافظ الأسد وقتها من قبل السلطات العسكرية؟
- ما سر إخلاء سبيل حافظ الأسد من سجن المزة العسكري بعد أن قبض عليه في لبنان إثر هروبه إليه بعد انسحاب البعثيين من تمرد 28 آذار 1962؟
- لماذا رقي حافظ الأسد غداة الثامن من آذار 1963 من رتبة نقيب إلى رتبة مقدم ليتسلم قيادة مطار الضمير العسكري ثم يرفع لرتبة لواء ليتسلم آمر القوى الجوية و الدفاع الجوي لاحقاً ثم وزيراً للدفاع بعد حركة 23 شباط 1966 و كان عمره خمس و ثلاثين عاماً؟
- ما علاقة قائد السلاح الجوي في سورية حافظ الأسد بوزير الخارجية في بريطانيا، وأن يقيم لمدة ثلاثة أشهر في لندن ببريطانيا وسورية تعج بأخطر التطورات والصراعات؟
لا ينسى باترك سيل أن يؤكد أن المرض الذي مضى الأسد ليتعالج منه هو صورة ظاهرية، وحقيقته مرض دبلوماسي. فهو يرى أن هذه الزيارة غامضة مليئة بالأسرار. ولذلك يكتفي بالقول "والذي عرف حتى الآن". فلم يئن الأوان بعد لكشف الأسرار السياسية، ووزارة الخارجية لبريطانية لا تفصح عن وثائقها إلا بعد مرور ثلاثين عاماً على الأحداث الغامضة.
و أيضاً نتساءل:
- لماذا يختار حافظ الأسد بريطانيا ليرسل ابنه المدلل بشار لمتابعة دراسته في اختصاص طب العيون مع أن روسيا تتمتع بأكبر سمعة في العالم في هذا المجال؟
- لماذا يعود بشارالأسد بعد مقتل أخيه باسل إلى سورية و لم يستكمل دراسته بعد حوالي سنتين في بريطانيا؟
- من أين لهذا الشاب العصابي من قدرات ليستحوذ على مفاتيح و أسرار الدولة و النظام في سورية و لبنان فيكون الحاكم بأمره بعد إقصاء أي معارض لهذا الوضع من أقرب المقربين لأبيه المريض آنذاك؟
- كيف يشارك الرئيس الفرنسي شاك شراك في التسويق لبشار الأسد في المحافل الدولية و بحكم صداقات رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري بشراك؟
- كيف يعدل الدستور السوري بخمسة عشر دقيقة و أمام أعين العالم و يخفض سن رئيس الجمهورية و هو ما لم يفعله الأسد الأب عشية حركته التصحيحية 1970؟
- من أين و كيف حدثت قصة زواج بشار الأسد بالبريطانية من أصل سوري أسماء الأخرس؟

لكن أهم التساؤلات و أكثرها إلحاحاً اليوم:
- لماذا يحتاج رئيس الوزراء البريطاني و دون سند قانوني لموافقة مجلس العموم البريطاني للمشاركة بالضربة التأديبية للأسد بعد استخدام أسلحته الكيماوية ضد الشعب السوري أطفالاً و نساءً و شيوخاً قبل أن يصيب الثوار المقاتلين؟
- لماذا ينتظر الرئيس الأمريكي عودة الكونغرس من عطلته يوم التاسع من أيلول ليعرض عليهم التصويت على قراره بالضربة التأديبية و هو ليس بحاجتها دستورياً؟
- لماذا علينا أن نصدق كل هذا الكذب و الهراء مع كل يوم على حساب دمنا و دمار وطننا؟
- لماذا ننتظر ممن ساند كل الطغاة العرب أن ينقذونا من إجرامهم فينا؟
- لماذا لم يتحرك العالم و لو بشكل إنساني أو أخلاقي للتعبير عن غضبه عن قتلنا منذ آذار 2011 و تمسك بتوصيف ثورتنا بالحرب الأهلية منذ أول يوم؟
- لماذ امتنع العالم بضغوط أمريكية عن تزويد ثوار سورية الحقيقيين و الوطنيين بالسلاح الذي يفكك مفاصل هذا النظام الأمني الهمجي العفن؟
- لماذا عمل الجميع على إقصاء العسكريين المنشقين الشرفاء من قيادة العمل العسكري و وضعوهم في فنادق و شقق فخمة في دول الجوار؟
- لماذا أصر الكثيرين على شرزمة الكتائب المسلحة و لكل منها ولاؤها الخاص دون تشكيل قيادة للثورة الشعبية المسلحة؟
- لماذا ظهور جبهة النصرة المفاجئ و التسويق لكل الكتائب ذات الطابع الاسلامي رغم أن الثورة انطلقت بأهداف مدنية وطنية من أجل كل السوريين؟
- لماذا تعلن الولايات المتحدة جبهة النصرة تنظيماً إرهابياً؟
- لماذا تصدر دول العالم عناصر إرهابها للداخل السوري عبر تركيا و العراق و الأردن و يفتح المالكي أبواب سجن أبو غريب لأكثر من خمسمائة قيادي من القاعدة و يدفعهم للشرق السوري؟
- ما هي دولة العراق و الشام و لماذا لا يقصفها النظام أسوةً بكتائب الجيش الحر و المدنيين السوريين؟
- لماذا لم ينتقل عناصر الائتلاف الوطني كقيادة مفترضة للثورة إلى المناطق المحررة كالرقة و غيرها لقيادة الثورة من الداخل و تنظيم أموره و كبديل للنظام؟
؟.
؟.
؟.
أدرك أن لكل واحد منا أسئلة كثيرة و الجزم هو أن لدينا جميعاً كسوريين أجوبة مقنعة و أليمة لما وصلنا إليه من حالة يمكن أن نقول أنها آخر الزمان, حيث يقف السوريين بين من يريد أن تكون الضربة العسكرية الأجنبية اليوم قبل الغد, وآخرون لا موقف لهم و شبيحة نظام ينتظرون يوم محاسبة من ساند الثورة كخونة كانوا سبباً لضرب بلادهم متعامين عن سنتين و نصف من دمار و قتل و تهجير و حصار و تجويع كسياسة منهجية لنظام موغل بالدم و اللصوصية و الحقد و العمالة.
نظام يقوم بنقل مقراته الأمنية و العسكرية إلى المدارس و الملاعب في المناطق المدنية و حتى بين قرى الساحل معقل مواليه رغم الخطر العظيم الذي سيتعرضون له في حال قصفهم في الضربة التأديبية.
خلاصة القول:
- هذا النظام العائلي الأسدي هو الأخطر على سورية منذ أن اختفى حافظ الأسد ثلاثة أيام في بريطانيا مروراً بمجازر الثمانينيات إلى مجازر الغوطة.
- ليس هناك سوري وطني واحد يقبل بقيام دول بضرب بلده لولا أنه وقف بين موته و دمار وطنه و بين بقاء نظام وحشي همجي.
- ليس فينا سوري واحد يرضى بتدمير سلاحه و جيشه الوطني سوى أن تحولا لكابوس موت لا يتوقفان. صدمة السوري فينا, بجيشه الذي صوب بندقيته نحوه بعيداً عن اعداء الوطن المتربصين به على الحدود.
- كل سوري فينا يعرف أن هناك الكثير من الشرفاء و الوطنيين في الجيش و البعيدين عن دم إخوتهم السوريين و لكن مصيبتهم لا يحسدون عليها.
- ليس فينا سوري يثق بالغرب و بأمريكا و بروسيا و بالصين و بإيران و بتركيا و دول النفط لأن كل دولة تسيرها فقط, مصالحها و ما هذه التصويتات سوى عهر سياسي و أن الضربة التأديبية ستنفع النظام إذا لم تسقطه.
- ليس في سورية وطني واحد يقبل أن تعود سورية إلى تاريخ حكم الخلفاء و قطع الأعناق منذ أن جعلها أبو سفيان توريثاً و ليست شورى.
- ليس من الممكن لأي سوري بعد كل الذي حدث أن يرجع إلى ما قبل الخامس عشر من آذار 2011 لأنه بذلك سيفقد انسانيته و أخلاقه و وطنه إلى الأبد.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضربة التأديبية, فأين المفر؟
- الخمسين, بين ماضي الهزائم و حقيقة الانتصار
- في حضرة الموت السوري, ستولد الحرية
- التاج يسقط في الشام
- حصار الشعب الذي يريد
- من أين جاؤوا هؤلاء؟؟
- تقاطعات بين استراتيجيتين على حساب ثورة السوريين
- عيد ميلاد كندا و الولادة العسيرة لسورية الجميلة
- الرحمة للمناضل و الإمام المغيب الشهيد موسى الصدر.
- القصير.. الثورة لا تسقط
- إعادة هيكلة و ليس مهزلة
- شعار الثورة (الموت و لا المذلة) كهدف استراتيجي
- كلاب مسعورة في ريف بانياس
- مصر و العراق..دروس هامة للثورة السورية.
- تصحيح المسار لا يعني الفشل.
- جبهة النصرة..لنا أم علينا؟
- مآلات الثورة السورية 4
- الثورة السورية على مدار عامين (المقالة 3) – الجزء الثاني
- الثورة السورية على مدار عامين (المقالة 3) – الجزء الأول
- التمثال الغبي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - التصويتات على تأديب الأسد