|
الأصولية بين الإرهاب والتكفير.. مرتضى القزويني مثا
فهد المضحكي
الحوار المتمدن-العدد: 4201 - 2013 / 8 / 31 - 11:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المشكلة الأساسية كانت ولاتزال ان الاصولية الدينية سنية كانت ام شيعية تكفيرية اقصائية ولا تختلف في منهج التعامل مع الديني فهي تحاول استعماله كأداة لفرض سيطرتها لاقامة سلطة دينية! او بالاحرى كما يقول الباحث المغربي عبدالله الحريف في بحثه «في مسألة تعامل اليسار مع الأصوليين» تستعمل المقدس كأداة لفرض مشروع ماضوي رجعي مناهض للديمقراطية وحقوق الانسان وخاصة حقوق المرأة ويقول ايضاً: ان الجذور التاريخية للحركات الاصولية الدينية التي أُنشئت او استعملت عن وعي من طرف الامبريالية وخاصة الامريكية والرجعية ضد القوى الديمقراطية والتقدمية والاشتراكية لازالت في اغلبيتها الساحقة تعتبر أن التناقض الاساسي مع القوى العلمانية وفي مقدمتها القوى الاشتراكية وليس مع الانظمة والطبقات السائدة المسؤولة عن المآسي والتخلف المريع والتدهور المخيف الذي ترزح في ظله الشعوب في البلدان العربية والاسلامية! ورغم بعض التناقضات بين الاصوليتين السنية الجهادية التي تطالب بالحاكمية التي تعتقد ان السلطة ينبغي ان تستمد مصدرها من الشريعة وليس من الشعب ــ الاخوان المسلمين في مصر وتونس مثالاً ــ والشيعية الولائية التي تتبع ولي الفقيه فان الاصوليتين تشتركان في تكفيرالرأي الآخر والاستقطاب الطائفي والتعصب! ونحن حين نتحدث عن الاصوليتين أو السلفيتين نتحدث عن الجماعات الدينية المتشددة التي تنفي الآخر. والمقصود من هذه المقدمة ان المتتبع لخطاب الاصوليتين يجد أنه يدعو الى التكفير وقتل المخالفين عبر فتاوى عنيفة تؤكد على دموية الفكر لدى الطرفين! وسط هذه الفتاوى المحرضة على القتل او الاغتيال السياسي الارهابي اهدر دم المفكر حسين مروة في الضاحية الجنوبية في لبنان وكذلك المفكر مهدي عامل وفي مصر اعتدي على الأديب نجيب محفوظ وكفر الكثير من المثقفين والادباء ورجال الفكر مثلما حدث للروائي حيدر حيدر بالنسبة لروايته «وليمة لأعشاب البحر» والدكتور سيد القمني لكتابه «رب الزمان» وخليل عبدالكريم لكتابه «شدو الربابة في احوال الصحابة» وليلى العثمان ود. عالية شعيب من الكويت وكذلك كفر الكثير من نجوم السينما وفي مقدمتهم الهام شاهين وعادل امام وغيرهم! ويفهم من ذلك ان الحريات مصادرة باسم الدين او كما يقول د. احمد البغدادي: ان الدول العربية بشكل عام وبسبب ارهاب الجماعات الاصولية تشهد حرية التعبير والرأي فيها تردياً واضحاً وان المؤسسة الدينية تمارس دوراً رقابياً متنامياً يهدد الفكر والثقافة». ويجدر ايضاً الاشارة هنا الى الاغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية التي اقدمت عليها الثورة الخمينية ابان اندلاعها 1979 حيث طالت تلك التصفيات حلفاء الثورة من ديمقراطيين ويساريين وتقدميين وشيوعيين وكل مخالف لفتاوى محاكم التفتيش الايرانية ولا يختلف الامر بالنسبة للاخوان المسلمين الذين قاموا بأكبر واخطر جرائم القتل بحق الشعب المصري. وفي اطار الفتاوى التكفيرية يردد اليوم في العراق وعلى لسان رجل الدين العراقي الطائفي مرتضي القزويني ــ عبر قناة الانوار الطائفية ــ دعوة تحريض على قتل الشيوعيين في العراق وفي كل بقاع الارض!! ومرجعية هذه الفتوى المعادية للتعددية السياسية والحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان المرجع «محسن الحكيم» المعروف بعدائه ضد الشيوعية والتي قال عنها اثناء حكم عبدالكريم قاسم «الشيوعية كفر والحاد» فكيف ندهش من داعية عرف الفشل منذ بدء حياته! كيف تدهش من رجل دين لم يتردد يوماً في بث الكراهية وسموم الطائفية بين ابناء الشعب العراقي الواحد!! كيف ندهش من اصولي متشدد موالٍ لطهران لا لبغداد؟ كيف ندهش من داعية عدواني او كما كتب عنه الكاتب المستنير «سلام ابراهيم عطوف كبه» في مقال نشر في موقع الحوار المتمدن عنوانه «مرتضى القزويني يكافح الارهاب عبر قتل الشيوعيين والنفس المطمئنة» السيد مرتضى القزويني رجل دين وخطيب حسيني وعدواني زمرت وتزمر له القنوات الفضائية الطائفية الشيعية ومنها قناة الأنوار القذرة! وهو الذي فشل في دراسته بجامعة الازهر في مصر خمسينيات القرن المنصرم فاضطر للعودة الى كربلاء ــ مسقط رأسه ليلتحق بالحوزة العلمية فيها واستهل نشاطه السياسي بالتطبيل واذاعة فتوى المرجع محسن الحكيم المعروفة ضد الشيوعية! اعتقله الزعيم الوطني عبدالكريم قاسم في بغداد بتهمه التخريب ومناهضة الجمهورية العراقية الفتية! ومنذ عام 1971 حتى عام 1980 اقام في الكويت لينتقل بعدها حاله حال زبانيته الى ايران الا انه هاجر الى امريكا عام 1985 وتجنس فيها ويؤسس هناك مشاريع تلو المشاريع!». ويضيف «عطوف»: ينبغي ان تقوم القوى الديمقراطية العراقية ومؤسسات المجتمع المدني في بلادنا هذه الايام بحملة ادانة لتصريحات القزويني والمطالبة بمحاكمته وغلق قناة الانوار الفضائية الطائفية». وهذا ما يجب ان تقوم به القوى الديمقراطية واليسارية والشيوعية وكل الاقلام الشريفة تجاه الارهاب الأصولي التكفيري الذي يدعو الى قتل المخالف سواء كان هذا الارهاب منبعه طهران او القاعدة او الاخوان او اي نظام عربي مستبد.
#فهد_المضحكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
امرأة من جورجيا
-
رحل العفيف الأخضر ولم يرحل!
-
إدانة الإرهاب مسؤولية وطنية
-
الاسلام السياسي والديمقراطية!
-
الطائفية واحدة من أخطر الآفات!
-
المدينة العربية «صورة لانتكاسة الحداثة»
-
احتجاجات تركيا من منظور ماركسي
-
حول الأزمة السياسية
-
مفهوم الدولة والدولة الحديثة
-
مصالح مشتركة
-
مستقبل النظام السياسي في إيران.. إلى أين؟
-
شهر العسل بين الأمريكان والأخوان لماذا؟ وإلى متى؟
-
محمد جابر الصباح قامة وطنية كبيرة
-
قانون الجمعيات الأهلية الجديد والقيود الإدارية!
-
حول الأزمة الاقتصادية الإيرانية
-
يوم المرأة العالمي 2013
-
شكري بلعيد.. ضحية قدر المتأسلمين
-
أوسكار نيماير
-
تسييس الدين وتديين السياسة!
-
رسالة من امرأة إلى رجل متأسلم
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|