الحزب الشيوعى المصرى
الحوار المتمدن-العدد: 4201 - 2013 / 8 / 31 - 10:35
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
جاءت التهديدات الأمريكية بضرب سوريا لتؤكد حقيقة التوجهات الامبريالية الامريكية تجاه المنطقة العربية من أجل ترسيخ نفوذها الاستعمارى ولخدمة مصالح العدو الصهيونى على السواء, غير عابئة بأى من القيم الأخلاقية التى يتشدق بها أوباما وعناصر ادارته.
فلقد جاءت تلك التهديدات بدون انتظار لانتهاء التحقيق الذى يقوم به مفتشو المتحدة وظهور نتائجه, وفى الوقت الذى تنكر فيه سوريا قيامها باستخدام الأسلحة الكيماوية فلقد قالت دوائر رسمية روسية بأن من قام باطلاق الصواريخ المحملة بهذا السلاح الفتاك هم مسلحو المعارضة. وهناك أخبار تتحدث عن أن روسيا قد قدمت للحكومة الألمانية وثائق تثبت أن قطر قد قدمت أسلحة كيماوية الى المعارضة المسلحة فى سوريا. فضلا عن تشكيك كثير من الجهات الصحفية الغربية فى حقيقة أن من نفذ هذه الجريمة هو النظام السورى.
كما أن هذه التهديدات والاستعدادات قد جاءت قبل انعقاد اجتماع مجلس الأمن لمناقشة هذه القضية, وعندما اجتمع المجلس ولم يصل الى قرار معين بشأن تلك الواقعة أعلنت الولايات المتحدة عن عزمها فى المضى قدما فى توجيه هذه الضربة رغم عدم توفر أى غطاء قانونى أو أخلاقى.
وهو ما يعكس اصرارا وارادة مسبقة لدى الادارة الأمريكية فى ضرب سوريا والمساهمة فى قلب موازين القوى العسكرية على الأرض لصالح مسلحى المعارضة بعدما تمكنت القوات النظامية السورية من تحقيق انتصارات كبيرة. ويأتى هذا الاصرار بالرغم من تراجع عدد من حلفاء الولايات المتحدة مثل انجلترا وكندا عن المشاركة فى هذا الهجوم.
ويؤكد هذا الاصرار حقيقة المخطط الأمريكى الرامى الى تحطيم دول وجيوش البلدان العربية القادرة على الوقوف فى وجه عدوانية الدولة العبرية, وهو عين ما حدث فى العراق من قبل, تحت ذريعة امتلاكه لأسلحة دمار شامل وقد تبين كذب كل تلك الادعاءات التى سيقت لتبرير الغزو .
ان حزبنا اذ يرفض ويستنكر هذه التهديدات العدوانية تجاه القطر السورى الشقيق فانه يلفت النظر بقوة الى ما يراد لمنطقتنا, بل ولمصرنا من محاولات الاغراق والتقسيم والتفتيت عبر اثارة التناقضات الداخلية من عرقية وطائفية واستثمار جرائم الأنظمة الدكتاتورية فى مواجهة شعوبها من اجل الاجهاز على أية قوة عربية, فاذا فشلت هذه الوسائل الرخيصة فان الامبريالية لن تجد مناصا من التدخل بذاتها لتحقيق تلك المهمة. ولعل هذه التهديدات مرتبطة بفشل مخطط سرقة مصر وتقسيمها وتقزيمها على أيدى جماعة الاخوان العميلة بفعل الثورة المجيدة التى قام بها الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو , حيث وجدت الولايات المتحدة لزاما عليها, ثأرا لهذه الهزيمة اظهار قوتها وبأسها فى مواجهة سوريا الشقيقة, ريثما تتاح الفرصة مرة أخرى لتدمير مصر وجيشها.
عاشت سوريا وتسقط العدوانية الامبريالية.
#الحزب_الشيوعى_المصرى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟