|
اتدرون لماذا نسي العراقيون كيف يتظاهرون ؟؟؟ الجزء الاول
نوري جاسم المياحي
الحوار المتمدن-العدد: 4200 - 2013 / 8 / 30 - 13:15
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لاتتصورا وانتم تقرأون هذا العنوان انني ادعوكم لعدم التظاهر غدا السبت 31/8 وانما بالعكس احثكم واطالب كل عراقي وعراقية ان يخرج ويطالب بحقوقه المشروع .. فما ضاع حق وراءه مطالب .. التظاهر .. حق شرعته القوانين الدولية لحقوق الانسان ولكن للاسف الدول الاستعمارية تتعامل معه بمعايير مزدوجة ..في سوريا ومصر والعراق بمعيار ..وفي البحرين مثلا بمعيار اخر .. فالتظاهرالسلمي والمطلبي ..حق مشروع للمواطن ولكن للاسف هذا الحق وكبقية الحقوق الاخرى قد سلبت من العراقيين بالقمع والاضطهاد والقتل والملاحقة ..من قبل السلطويين وعبر العقود الماضية ومنذ العهد الملكي .. سؤال بسيط قد يطرحه اي شاب او شابة عراقيان في يومنا هذا ..قرأ او سمع انه كان في العراق ايام زمان رئيس وزراء اسمه نوري السعيد ..وفي انقلاب 1958قتل وسحلت الجماهير جثته في شوارع بغداد..ويتساءل عن سبب السحل وقد يجيبه احد كبار السن مثلي ..ان الرجل كانوا يعتبرونه عميلا للانكليز ..و(جملة اعتراضية) اثبتتها الايام فيما بعد ..ان الرجل اعتبره شخصيا اليوم اكثر وطنية واخلاص للعراق والامة العربية من كثير من حكام اليوم العملاء حقا وحقيقة للاجنبي والذين لايستحقون الحياة .. اليوم ليس موضوعي سيرة هذا الرجل الذي تحمل كل اخطاء تلك الحقبة من الزمن ودفع الثمن سحلا ومن الاخطاء كانت ولاسيما كرهه الشديد للشيوعية والشيوعيين ..وقمع الشرطة للمتظاهرين في زمانه .. وللتاريخ اذكر ...في زمن المرحوم عبد لكريم قاسم اعدم ثلاثة عراقيين ادينوا من قبل محكمة الثورة برئاسة المرحوم فاضل المهداوي ..وهم المرحوم سعيد القزاز ..وزير داخلية سابق ..والمرحوم بهجت العطية مدير امن عام سابق والمرحوم الثالث .....فهمي (نسيت اسمه ) كان يشغل منصب مدير شرطة بغداد ..اعدموا لقمعهم المظاهرات الشعبية وقتل عدد من المتظاهرين .. اليوم ..نجد الكثير من الشباب العراقي الذي يراقب تظاهرات واحتجاجات الشعوب ..ويستغرب صمت وسكوت مواطنينا .. البعض يكرر عبارة ( شعب جبان وشعب نائم واخر يصفه بالمخدر .. واخر ينصحك بعدم تضيع وقتك لانه لاحياة لمن تنادي ) انا شخصيا لا الوم هذا الجيل لانه لم يعش ايامنا التي كانت تتميز بالحيوية والثورة العارمة وحب الوطن .. كانت هناك قيادات واحزاب وطنية تربي الجماهير وتقودهم للمطالبة بحقوقهم ..كانت هناك قيادة تقود ليس من اجل منصب او منفعة انانية شخصية او زعامة حزبية ..كانت القيادات تتصدر التظاهرات وتتعرض للقتل وللملاحقة والتعذيب في غياهب السجون ..للاسف هذه القيادات اختفت وماتت مع موت المشاعر الوطنية الصادقة وعندما اصبح المجد الشخصي اهم من المجد الوطني .. سحل المرحوم نوري السعيد لانهم اعتبروه عميل للانكليز واليوم الكل تتوسل وتبيع عرضها ووطنها لكي يقبل الانكليز بهم كعملاء والامثلة على هؤلاء كثيرة وانتم تعرفونهم بالاسماء وربما احسن مني وخصوصا مزدوجي الجنسيتين ...والولائين اولهما وطن المهجر وثانيهما الولاء لجيوبهم وبطونهم .. اليوم وبعد مرور اكثر من نصف قرن ...اتذكر وبحسرة ايام الخير والبركة في كل شيء ..كانت بغداد تزهو حتى بالفقر والفقراء وتتغني بالحبوالجمال والعطف والحنان ..لان حتى الفقير كان ابي نفس ويعتز بوطنيته العراقية .. كنا تلاميذ في الابتدائية ولانفهم بالسياسة شيء ..واتذكر في الاربعينات من القرن الماضي انني كنت احد تلاميذ مدرسة العوينة الابتدائية وهي تقع في وسط بغداد القديمة وفي المحلة المسماة باسمها وكنا نصل اليها عبر الازقة الضيقة (الدرابين ) ..وفي كثير من الاحيان تصاحبنا في الذهاب والاياب امهاتنا ..حرصا على سلامتنا .. اتذكر ونحن اطفال كنا نفرح عندما نسمع هتافات المتظاهرين ( الذين لايتجاوز عددهم العشرات ) وهم يقفون امام باب المدرسة وهم يهتفون ويصرخون ويهددون ادارة المدرسة اما باقتحام المدرسة او اخراج التلاميذ .. وبعد ان كبرت وفهمت السبب وراء هذه الحركة ا للامقبولة منطقيا في تفكيرنا هذه الايام .. اذ ما علاقة اطفال الابتدائية الصغار والتظاهر ..؟؟ وتبين لي ان الهدف كان اجبار الادارة للسماح للمعلمين بترك الدوام والمشاركة بالتظاهر على اساس ان الادارة اجبرت على اغلاق المدرسة في اثناء الدوام الرسمي كنوع من التحايل على القانون .. وثبت فيما بعد ان المعلمين والمدرسين كانوا رأس الحربة في الاحتجاج والتظاهر لكونهم مثقفين وعددهم كبير نسبيا مقارنة بالمحامين والاطباء والمهندسين .. اضافة الى طلبة الكليات ولاسيما الحقوق.. نحن الاطفال كنا نفرح لانتهاز هذه المناسبة واكرر لم نكن حتى نفهم شيء مما يدور حولنا ..المهم نترك المدرسة ونركض مع الراكضين ونهوس مع المهوسين .. بالرغم من كون عدد المدارس في بغداد في تلك الفترة قليلة جدا ..ولكنها تعتبر كثيرة مقارنة مع عدد المدارس في هذه الايام اذا أخذنا بنظر الاعتبار الازدياد في عدد سكان بغداد ..المهم لنعد لتلك الايام الحلوة ..ايام الخير والبركة .. كانت الاكثرية منا تعود للبيت والبعض منا يلحق المظاهرة وكنت احد هؤلاء الشياطين الصغار..لانني في احداها عوقبت اكلت بسطة عراقية من (اخي الكبيرالله يرحمه والذي ايضا كان مشاركا بالمظاهرة لانه كان طالبا في كلية الحقوق ومندفع وطنيا ) وبقيت هذه البسطة خالدة في ذهني حتى يومنا هذا لانها كانت بتوجيهات المرحومة امي ومستخدمة بالضرب كربة سعف ..( حتى البسط انذاك كان باسلوب تخويفي هاديء ) في احدى المظاهرات وربما كانت تتعلق بفلسطين ؟؟لانني نسيت نفسي وذهبت مع المتظاهرين الكبار واندفعت معهم الى ان وصلت شارع الرشيد لذي كان لايبعد عن بيتنا اكثر من 50 متر ..وعندها فقدت الوالدة ( الله يرحمها ) وكل العائلة اعصابهم من القلق علي ..وهيجوا الهوايج (وكما يقال بالبغدادي )بمحلة المربعة وعكد راس الثور والصدرية وباب الشيخ والخلاني والعوينة وسيدسلطان علي والمحلات المجاورة لها..لان الطفل نوري ابن الحجي ضاع بالمظاهرة .. الى ان وجدني احدهم واعادني اليهم وعمت الفرحة الجميع ..لقد كان اناس بسطاء وطيبين ويتميزون بالمحبةوالشيمة والحمية ..عكس هذه االايام الحقيرة .. وبحكم قلة الكثافة السكانية انذاك .. كان عدد المشاركين بالمظاهرات لايتجاوز المئات وربما قد تصل الى الالاف عندما تتطور الازمات وتتصاعد وتهيج الجماهير غضبا ضد الحكومة ..وكما حدث في دكة الجسر ( الجسر العتيق والذي سمي فيما بعد الثورة بجسر الشهداء .. تخليداً للشهداء الذين أطلقت عليهم الشرطة في زمن الحكومة الملكية الرصاص وسقطوا من على هذا الجسر, واسقطت مظاهرات جسر الشهداء الحكومة العراقية في 1948 وتم تبديل الوزارة نتيجة لذلك الحادث. أسقطت الشرطة كم كبير من الفتلى بعد أن نصبت الرشاشات والبنادق فوق البنايات والمساجد المطلة علي الجسر وخاصة جامع حنان وجامع الاصفية الواقعة في أكتاف الجسر واخذت تحصد المتظاهرين فوق الجسر, سقط خلالها عشرات الشهداء ومئات الجرحي .. وكثير من اهالي بغداد ..ارخوا هذه الحادثة ( بدكة الجسر ) وكما ارخوا ثورة 1941 بدكة ( رشيد عالي الكيلاني) .مشيا على عادة البغدادين في توثيق الحوادث التاريخية ايام زمان .. واذكر ان الحكومة كانت تسقط ( اي تستقيل لتهدأةالمواطنين واستجابة للتظاهرات البسيطة ) ويقال ان عدد الوزرات التي شكلت في العهد الملكي 48 وزارة خلال 37 سنة فقط من الحكم الملكي ..اي ان عمر الوزارة كان لايستمر لاكثر من سنة ..وللاسف فقدنا هذه الميزة الديمقراطية الرائعة بزوال العهد الملكي .. واصبح رئيس الوزراء كانه لزكة جونسون المشهورة عراقيا ..يريد يبقى رئيس وزراء طول عمره ..ولهذا بقي العراق يتخلف يوم بعد يوم ومن سيء الى اسوأ ..لعنة الله على البريطانين والامريكان الذين ورطونا بهذه الورطة .. كانت المظاهرات تخرج عفوية ويشارك فيها الجميع ..دون الحاجة الى الاعلام والفيس بوك والموافقات المسبقة كما يحدث اليوم .. هذا هو الجزء الاول ويليه الحزء الثاني اللهم احفظ العراق واهله اينما حلو او ارتحلوا
#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لاتصدقوا اكاذيب البريطانين والامريكان لتبرير العدوان
-
الخيار السوري ..اما الاستسلام باقل الخسائر اوالصمود الانتحار
...
-
من هم المحرضين على قتل الابرياء والمساكين ؟؟؟
-
سؤال يحيرني . عن شليلة وراسها ضايع
-
اذن من طين واذن من عجين
-
اتدرون من يقتل الابرياء كيمياويا في سوريا ؟؟
-
شعبنا نايم ورجله بالشمس
-
هل تعتقدون ان التظاهر السلمي يأتي بنتيجة ؟
-
على الشعوب ان تتجنب التصرف كقطيع
-
اجيبوني ..ماذا يريد الارهابيون بقتلنا في العيد ؟؟
-
السفارة الامريكية وصناعة الصدمة والرعب
-
ظاهرة الصراع الازلي بين الراعي والرعية
-
الاكاذيب تكشفها الحقائق
-
ياناس مصيبة مصيبتنا ...نحجي تفضحنا قضيتنا ..نسكت تكتلنا علتن
...
-
اللحم العراقي لقمة سائغة للبزازين
-
متى سيغرق المركب السياسي بركابه ؟؟؟
-
الوزير كيري خري مري ويا اسرائيل اؤمري
-
قصة الفخ الطائفي
-
اهو اهمال عسكري ..ام خيانة ؟؟؟
-
يا مالكي ترة (الحمى تجي من الرجلين )
المزيد.....
-
هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش
...
-
القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح
...
-
للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق
...
-
لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
...
-
مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا
...
-
رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
-
الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد
...
-
بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق
...
-
فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
-
العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|