عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)
الحوار المتمدن-العدد: 4199 - 2013 / 8 / 29 - 14:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يستوطن الإستهلاك في بلادنا العربية ويأخذ أشكالاً شتّى تتوحد في كونها تعطي هوية واحدة وحدوية لشعوبنا، لم تستطع السياسة والثورات أن تؤمنها؛ هوية مجتمعات مستهلِكة غير منتجة.
ولا يتوقف الإستهلاك عند حدود المأكولات والمشروبات وسوائل التنظيف وأدوات الزينة ووسائل الإتصالات والمواصلات والأجهزة الإلكترونية ومناهج التعليم والتنظيم الإداري وغيرها الكثير، فهو يمتد أيضاً إلى استهلاك من نوع آخر؛ عقائدي أصولي يريد لنا ان نعود ألف عام إلى الوراء إيماناً منه بالتخلّف بديلاً عن التقدم، ولو أعطيت له مسميات براقة كأصول الدين والسلف الصالح، تستهدف تكبيل عقول العباد، وتشكيلهم كالعادة في خانة العبيد.
تفرد الفضائيات ساعات بث طويلة للغاية لكلّ نوع من أنواع الإستهلاك، وتعاونها صفحات الإنترنت، فيغرق المواطن العربي في لجج ادعاءاتها ويقولب حياته وفقا لها، ويتغافل عن دور حقيقي له في المجتمع كعنصر فعال ضمن مجموعة كاملة من الأفراد تسعى إلى البناء لا إلى الهدم. مجموعة متكاملة متراصة تسعى إلى تشكيل الحس العام البعيد عن الوصفات الجاهزة المقدمة للمواطن العربي في هيئة اقتصاد سوق حيناً يتعاون مع شيوخ الفضائيات بوضوح... وبهيئة تخلّف كامل أحياناً أخرى يريد له أن "يعبد" رجال الدين ويعطل تفكيره كلياً، بانتظار الجنة الموعودة التي يعيشها في الوقت الحاضر أمراؤه وسلاطينه ووعاظهم وزبانيتهم وحواشيهم دونه؛ أولئك الذين يقاتلون بغير أجسادهم، ويحرضون لحساب موائدهم.
#عصام_سحمراني (هاشتاغ)
Essam_Sahmarani#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟