أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل حسني - ما هو الحزب الديني ؟














المزيد.....

ما هو الحزب الديني ؟


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 20:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا شك أن قادة حزب النور يعرفون جيدا أن الزلزال الذي أطاح بأبناء عمومتهم الإخوان قد أطاح بتيار الإسلام السياسي كله وعلى رأسه حزبهم الميمون، ومع ذلك فإنهم يعيشون حالة من الإنكار تثير الشفقة من ناحية، وتضعف قدرة شباب التيار الإسلامي على استيعاب معطيات ثورة 30 يونيو والتفاعل معها من ناحية أخرى.
ولقد كان أحرى بقادة هذا الحزب إن أردوا الإستمرار في ممارسة العمل العام أن يعترفوا بالأمر الواقع، وأن يمارسوا نوعا من النقد الذاتي، وأن يعلنوا في شجاعة عن إجراء مراجعة شاملة لنظريات ودعاوى الإسلام السياسي، وعن تجميد نشاط الحزب إلى حين الإنتهاء من تلك المراجعة.
إلا أنهم وربما بغريزة حب البقاء على شاشات الفضائيات يصرون على إنكار النتائج الماحقة لثورة 30 يونيو، ويتمسكون بكافة المقولات والشعارات التي ثبت تهافت أكثرها ورفض الأغلبية الساحقة من جماهير الشعب له، فيخرج علينا نادر بكار مؤكدًا أنهم أنشأوا حزبهم من أجل إقامة الشريعة الإسلامية وأنهم ماضون في نفس الطريق، ويؤكد شريف طه المتحدث باسم الحزب إصرار الحزب على المادة 219 السيئة السمعة والمحتوى والصياغة، وكأن الليلة مثل البارحة، وكأن شيئا لم يحدث على أرض المحروسة.
غير أن اللافت للنظر في حديث طه إلى جريدة المصري اليوم أنه لا يعترض على منع قيام أحزاب على أساس ديني لكنه يدعي أن حزب النور ليس حزبا دينيا، فالأحزاب الدينية عنده هى الأحزاب التى تشترط فى عضويتها دينا أو مذهبا معينا، وهذا تعريف منقوص للحزب الديني فضلا عما يتضمنه من تدليس على الرأي العام يجدر بنا تصحيحه حتى لا نؤتى من ذات الجحر مرتين.
فإذا كانت الوثائق الرسمية لحزب النور لا تتضمن نصا مكتوبا يشترط في أعضائه دينا أو مذهبا معينا إلا أن مرجعية الحزب الدينية بما تتضمنه من تكفير للأديان والمذاهب الأخرى، والإنتقاص من حقوق أتباع هذه الأديان والمذاهب في إقامة شعائرهم الدينية والدعوة لأديانهم ومذاهبهم والترشح للمناصب القيادية في الدولة، تجعل من المستحيل على أي مواطن لا يؤمن بمرجعية الحزب المذهبية أن ينضم لعضويته طوعا.
وإذا كان الحزب السياسي يعرف بأنه "تنظيم يضم مجموعة من الأفراد تجمعهم رؤى سياسية ومصالح مشتركة ويهدف إلى الوصول إلى السلطة من أجل تحقيق الصالح العام"، فالذي يجعل هذا الحزب مدنيا هو أن مرجعيته تتشكل من رؤى سياسية ومصالح اقتصادية يجمع حولها أفراد من أديان وأعراق وألوان مختلفة، ومن ثم فهو لا يفرق بين المواطنين على أساس الدين أو العرق أو اللون، كما يعترف لهم بنفس الحقوق والواجبات والتطلعات.
أما الحزب الديني فهو يرتد بالمجتمع قرونا إلى الوراء إذ يقدم الإنتماءات البدائية (الدين والعرق والقبيلة) على الإنتماءات الحضارية المدنية الحديثة (المبادئ والحقوق والمصالح) فيتخذ من الدين مرجعية له، ومن ثم فهو لا يعبر إلا عمن يتبع مذهبه الديني من المواطنين، وإذا قدر لهذا الحزب أن يصل إلى السلطة فإنه لن يستطيع أن يعبر عن كل المواطنين ناهيك عن قيادتهم، وهو ما حدث مع الإخوان.
كما أن اتخاذ أي حزب لمرجعية دينية يضع قيادة هذا الحزب بالضرورة في يد الكهنوت الديني القادر على تحديد صحيح الدين في كل مسألة مما يجعل منه حزبا دينيا صريحا دون أدنى شك.
من هذا المنطلق يمكننا تعريف الحزب الديني بأنه "تنظيم يضم مجموعة من الأفراد تجمعهم رؤية دينية مذهبية واحدة، وتتولى قيادته مجموعة من فقهاء الدين، ويهدف إلى الوصول إلى السلطة من أجل تطبيق أحكام المرجعية الدينية للحزب بقوة القانون باعتبارها الطريقة الأمثل لتحقيق الصالح العام".
ومن ثم يصبح حزب النور وكافة الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية أحزابا دينية صريحة، ويشكل استمراها وبقاءها أخطارا مؤكدة على الأمن القومي والسلام المجتمعي، ويجب أن يتم حلها وحظرها على الفور بموجب الدستور الجديد.



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة بين الخيانة والعشوائية
- خطوات عملية لاجتثاث الفكر السلفي
- اجتثاث الفكر السلفي هو المعركة الحقيقية
- يوم صاحت مصر -واشعباه- وليس -وامعتصماه-
- هل يتعظ السلفيون بمصير الإخوان ؟
- مصر تحتفل بسقوط دولة الإخوان
- مذبحة الشيعة المصريين
- ماذا يريد العريان من الإمارات ؟
- الكوميدية الإثيوبية
- وزراء الإخوان المسلمين
- مصر تخضع للإرهاب
- طارق البشري يفضح تآمر الإخوان على مصر
- الإخوان وإسرائيل إيد واحدة
- الإقتصاد الإسلامي في دولة الإخوان
- الحضارة الإسلامية بين الحقيقة والإدعاء
- هل الدين هو المشكلة ؟
- بين وعد بلفور ووعد مرسي
- ربط التصويت بالمؤهل العلمي
- ليلة تقطيع الأصابع
- صفعة على وجه الوطن


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل حسني - ما هو الحزب الديني ؟