أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان طالب - الموقف الروسي حجر الزاوية في الحدث السوري















المزيد.....

الموقف الروسي حجر الزاوية في الحدث السوري


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 19:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا وإلى أي حد تغير الموقف الروسي :
على أعتاب القرار الأمريكي الأوروبي بتوجيه ضربات عقابية للسلطة السورية برز تطور هام جدا لفت نظر المراقبين والمحللين وأثار تساؤلات عديدة ألا وهو الموقف الروسي تجاه حليفه السوري: حيث جاءت تصريحات السيد لافروف وزير خارجية روسيا تعليقا على الأنباء الواردة من واشنطن وباريس ولندن بنية بناء تحالف دولي للدول المؤيدة لقرار مرجح بتنفيذ ضربات موجعة ومؤلمة لدمشق ، عقابا لما تأكد لهم القيام به من هجوم بالسلاح الكيميائي على الريف الدمشقي وتحديدا الغوطتين الشرقية والغربية ما أسفر عن سقوط المئات من الضحايا والآلاف من الاصابات. 21-8-20013.
كان الوزير لافروف كعادته باردا كقطعة ثلج في مؤتمر صحفي عقد بعد الهجوم بأيام . وجاء رده مخيبا لآمال الموالين للرئيس بشار الأسد: لن ندخل في حرب مع أحد في حال تم توجيه ضربة عسكرية غربية للنظام السوري وأكد ذات العبارة مرتين . وكان من المتوقع ـ على الأقل لمن رفعوا شعارات شكر روسيا في الساحات والميادين السورية الموالية لحكم الأسد أن يكون الرد حاسما وحازما وقويا بالوقوف لجنب حليفهم الرئيس كما كان عليه الحال طيلة سنتين ونصف والتصدي في مجلس الأمن ثلاث مرات ضد قرارات تدين نظام الأسد، وربما سيقف الفيتو الروسي مرة رابعة وخامسة ألا أن ذلك لن يحول دون الوصول للاحتمال الراجح بتوجيه ضربات غربية ضد النظام في سوريا .
كما يعلم الكثيرون فإن أكبر مخاوف روسيا الاتحادية المسيحية هي وصول المد الإسلامي لجمهورياتها الاتحادية وتحريضها على شق عصى الطاعة والانفصال عن موسكو وتمكين الإسلاميين من الحكم في الدول الناشئة. أيضا تخشى موسكو استغلال السياسة الدولية كوسيلة للإطاحة بما تبقى من دكتاتوريات موالية لها. لقد استطاعت الدبلوماسية السعودية بعد تدخلها القوي والمباشر في تغيير الحكم المدني الناشئ في مصر بعد ثورة 25 يناير واستبداله خلال أيام بحكم أخر مختلف تماما لا يشبه سابقه لا من قريب ولا بعيد ولعل أهم نقاط التغيير الصادمة هي تحول منظومة الحكم من الإسلاميين إلى الليبراليين المعادين للحكم الإسلامي والناقمين بشدة على حكم الإخوان المسلمين. لقد كان ذلك الحدث الجلل مؤشرا قويا وبارزا لروسيا الاتحادية المتخوفة من المد الإسلامي ورسالة لا لبس فيها بأن الداعم الرئيس للثورة السورية ـ المملكة العربية السعودية ـ لن توافق على إقامة حكم ديني بعد سقوط نظام الأسد وأبعد من ذلك، لن تسمح المملكة وحلفاؤها في الخليج العربي ـ الكويت والإمارات بصورة رئيسية ـ لن يمرروا منظومة حكم تستولي على سوريا تكون الغلبة فيها للإسلاميين المعتدلين وهو ما كان يطلق عادة على الإخوان المسلمين قبل 30 يونيو 2013
وجاءت زيارة الأمير بندر لموسكو في 1-8 -2013 ولقاؤه بالرئيس فلاديمير بوتن لتضع القيادة الروسية في أجواء التوجه السعودي الجلي بمحاربة الإرهاب في كافة أنحاء العالم وبداية في المنطقة العربية . ما يعني تلاقي المصالح الروسية والسعودية في هذا الاتجاه، وما تصريح المللك السعودي عبد الله بأن المملكة تدعم الدولة المصرية في مواجهة الإرهاب إلا دلالة واضحة على مسار التوجه السياسي للدبلوماسية السعودية.
هكذا تلاقت المصالح الروسية بالسعودية التي تبدو ظاهريا متباعدة جدا بل ومتناحرة ، ما أعطى الروس ضمانات مؤكدة لما يمكن حصوله بعد سقوط حاكم دمشق بعدم القبول بقيام حكومة إسلامية بل نظام سياسي هو أقرب ما يكون من نظام علماني مشابه لما يدبر له الأمر في مصر ما يعني منع امتداد رياح الصحوة الدينية وتيار الأسلمة الجارف نحو الديار الروسية.
النقطة الثانية على ما يبدو فإن القيادة الروسية سئمت من تجاهل القيادة السورية لنصائحها ـ كما تردد ذلك مرارا عبر تصريحات مسؤولين روس ـ بإحداث تغييرات جوهرية على النظام السياسي السائد وتقديم تنازلات حقيقة ضمن سلسلة حقيقة من الإصلاحات الجوهرية وليس الصورية . وربما كانت هناك تحذيرات روسية واضحة لدمشق بعدم تجاوز الخط الأحمر للرئيس أوباما ولقد أكد الوزير لافروف أكثر من مرة بأن القيادة السورية لن تستخدم السلاح الكيميائي كما أنها تحافظ عليه بأيدي أمينة ومحمي بشكل جيد. وأتت الصور الصادمة من ريف دمشق مخالفة لما أفاد به رئيس الدبلوماسية الروسي بطريقة لا تدع مجالا للشك فالسلاح الكيميائي استخدم ولم يعد بأيدي أمينة ونجم عنه سقوط أعداد مرعبة من الضحايا ما حذا بالرئيس الإيراني الجديد ليقول بأن استخدام السلاح الكيميائي حصل في غوطة دمشق دون ذكر لمن قام بذلك الفعل الشنيع،
أن الشخصية العنيفة والمتهورة والراغبة بإنهاء الصراع الدائر فوق الأراضي السورية بأي ثمن كان، هي التي غلبت أخيرا متجاهلة أهمية رأي المستشار الروسي. فجاء الموقف الروسي بتلك الصورة المفاجئة بعد أن طفح الكيل
ولقد كان لعجز الرئيس الأسد عن إخماد التمرد العسكري المتنامي وامتداده لفترة تجاوزت العامين بعد كل الدعم السخي واللامحدود ، إشارة موحية للروس بضرورة البحث عن بديل بالاتفاق مع السعودية أولا والولايات المتحدة الأمريكية ثانيا، فإذا كان ذلك الجيش العرمرم وهو بكامل قوته وعتاده وعديده فشل حتى في تحقيق انتصارات حاسمة تغير مسار المعركة لصالحه من بداية الثورة المسلحة يوم كان الثوار في طور التكوين والبناء فكيف سيكون الحال في ظل دعم جدي وحقيقي للثوار بالعتاد العسكري واللوجستي والمادي من قبل أعداء نظام الأسد ومناصري الثورة السورية المسلحة ، لاشك بأن الوضع أصعب بكثير ولا شك بتراجع مذهل بقدرات جيش النظام رغم كل الادعاءات بالقوة والسيطرة من قبل إعلام منحاز بصرامة لمقولات الجهات الرسمية السورية.
وهنا أيضا لا يستطيع المتابع تجاهل التفاهمات الروسية الأمريكية التي غالبا ما تكون هي الأساس في تحركات الطرفين بناء على المصالح القومية والإستراتيجية للطرفين ، ( لقد أهدر الأسد الفرصة الأخيرة ) تلك كانت كلمات مقتطعة من تصريح للوزير جون كيري بعد إلغاء الإدارة الأمريكية للقاء كان مقررا اليوم بين مسؤولين روس وأمريكيين لبحث المسألة السورية ، لقد آن الأوان لوضع حد لتلك المأساة تحفظ مصالح الجانبين المتنافسين، ( إن أسعد الناس بالفيتو الروسي هم الجانب الأمريكي فالروس يؤدون ما تريده أمريكا دون الظهور بمظهر المناصر للظالم والجاني ) اليوم ربما يقوم الأمريكيون بما ينبغي القيام به دون ظهور الروس بمظهر المتخاذل الذي تخلى عن حلفائه وقت الشدة
لقد استنفذت الحرب الدائرة في سوريا الدولة والمجتمع وأرهقت الاقتصاد وأهلكت العباد وباتت الأرض مهيأة لقبول حل دولي لا مكان لنظام الأسد فيه ، فلابد من انهاء المسألة قريبا خلال شهور والبدء بتجهيز البديل الانتقالي دون تأخير وطالما وصلت الصواريخ والطائرات الأطلسية إلى الأجواء السورية فلن تتوقف عند ضرب النظام فقط بل ستتابع مهمتها في ضرب من تعتبرهم إرهابيين برعاية دولية وسيكون لما تقوم به في المستقبل من تدمير للإرهاب حسب تصنيفها أمرا مشروعا بل ومطلوبا ليس من حلفاء الثورة السورية بل ومن أعدائها الدوليين أيضا.
أخير لا يمكن تجاهل العنصر الإسرائيلي في مجمل الموضوع بل لا يمكن اعتباره هامشيا على الإطلاق ، لقد بات معلنا رغبة إسرائيل بالتخلص من نظام الأسد ، فمن استخدم السلاح الكيميائي ضد شعبه لا يوجد ما يمنعه من استخدامه ضد أعدائه المحتملين ، ولقد أثبت الحدث السوري عدم قدرة نظام الأسد على التخلي أو الانفكاك عن المشروع الأيديولوجي الفارسي أو الخروج من تحت عباءة الولي الفقيه الإيراني. كما أثبتت أنه لم يعد كما كان نظام قاهر قادر لا تستطيع أي جهة داخلية أو خارجية التصرف أو الانطلاق من حدوده الجغرافية دون إرادة منه أو دون إذنه المباشر .
في السياسة لا ثوابت والمتغيرات سيدة الموقف حتى لو بدى موقف ما شديد الرسوخ أو الوضوح



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الهوية وإشكالية الانتماء الكوردي العربي
- انتظريني لا تغادري حتى أعود
- الاستقطاب في مواجهة الأكثرية الشعبية
- الدولة والسلم الأهلي *
- السلم الأهلي والأمن الاجتماعي ودور شبكات الأمان
- المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية 5 من 5
- دور المجتمع المدني في الثورة السورية والمرحلة الانتقالية 4 م ...
- سوريا كساحة لتصفية الحسابات وممر للمشاريع السياسية والطائفية ...
- الأفكار الانفصالية وكيفية الحفاظ على وحدة التراب السوري 2 من ...
- عامان على الثورة السورية : مراجعات وعلاجات 1 من 5
- في مفهوم الدولة المدنية بين الإسلام السياسي والعلمانية
- حماية سوريا
- افتقار الخطاب الرسمي السوري للعقلانية
- الثورة تواجه عيوب الديمقراطية
- الطائفية في ميزان العقل الفحص الفلسفي للطائفية
- العدالة الانتقالية خطاب الانتقالية والتحول الديمقراطي *
- مونولوج إيراني روسي ، طهران والحوار الوطني السوري
- فائض القوة والإرهاب الثوري 2 من2
- الجيش الإسلامي الحر في سوريا 1 من 2
- فوق سحابات هاربة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان طالب - الموقف الروسي حجر الزاوية في الحدث السوري