مارتن كورش
الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 16:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الكرسي المصري!
يحز في نفوسنا ونحن نقرأ الظرف الدموي الذي تمر به مصر. يطرح السؤال التالي نفسه، هل أصاب السحَّارُ الكرسي المصري السحر؟
من المعروف من خلال نظرة نجار ماهر بأن كل كرسي له مواصفاته لكن ما الذي جعل كرسي الرئاسة في مصر موضع صراع. هل قد طلاه النجار بلمسات سحرية حتى غدا الجالس عليه لا يقو على تركه. وبعد تداول الرئاسة نشاهد العنف الذي وقع منذ سنة ونيف فشطر الشعب إلى نصين متقاتلين، ليبقى الجيش المصري كما عهدناه باسلا مضحيا، الذي حطم إسطورة ( خط بارليف) وهو يقف جدارا متماسكا بين المنقسمين حقنا للدماء. تمسك الطرف الأول بالشرعية. فيما أصر الشعب مطالبا بحقه في التغيير. كأنهما المدعى عليه والمدعي يقفان أمام محكمة! القاضي فيها هو الجيش.
أنها مرحلة الخريف العربي التي في بساتينها تزهق أرواح ورود وأزهار مصر، شبيبتها عنفوانها عمودها الفقري، لتدخل مصر مرحلة الإنقسام بدا الشعب فيها يتقاتل فيما بينه. ولن يقف نزيف دم هذه المرحلة إلا عندما يقف الرئيس محاطا من قبل أبناء شعبه فيبدو للأنظار كالبستاني الذي يقف مرفوع الرأس وسط بستانه( شعبه) فرحا سعيدا محاطا بوروده ( أبنائه) وأزهاره (بناته) وقد سقاها عند القحط بدموع عينيه! الدولة بستان وأبناء الشعب ورود وأزهار. الدولة بيت، والشعب عائلة. وما يجمعهما هو الإخلاص للوطن وإحترام الدستور وأكثرها كلها هي المحبة. ليس لنا إلا أن نصلي من أجل مصر الحبيبة. يا رب أعطي الحكمة لطالبها( وَفَاقَتْ حِكْمَةُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةَ جَمِيعِ بَنِي الْمَشْرِقِ وَكُلَّ حِكْمَةِ مِصْر) " سفر الملوك الأول4: 30".
المحامي والقاص
مارتن كورش
#مارتن_كورش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟