|
أخونة حركة 20 فبراير في عز قوتها هي التي وقفت وراء الصراعات التي قادت إلى ضعفها.....!!!.....1
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 10:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد هذا الذي جرى في ليبيا، وما جرى في مصر، وفي تونس، وفي سوريا، أكد للعام، والخاص، أن التنظيم الدولي / الإرهابي، لما يعرف بالإخوان (المسلمين) المجرمين، الذين لا يصح أن نسميهم بالمسلمين، لأن الإسلام منهم براء، هو الذي وقف وراء ما صار يعرف كذلك ب(الربيع العربي)، وقد دفع بالتنظيمات المؤدلجة للدين الإسلامي، إلى الخروج إلى الشارع، وإسقاط الأنظمة القائمة، وإجراء الانتخابات، في إطار ديمقراطية الواجهة، التي لا تختلف نتائجها عن أي انتخابات مزورة، ولكن هذه المرة، لصالح التنظيمات المؤدلجة للدين الإسلامي، الذين يصلون إلى مراكز القرار، ويعملون على السيطرة على السلطة، باسم شرعية الصناديق، في أفق استغلالها لفرض استبداد بديل، عن طريق ما يسمونه بإقامة الدولة (الإسلامية)، التي تعمل على تطبيق (الشريعة الإسلامية)، وحتى لا يقال بأن الثورات الشعبية، قام بها مؤدلجو الدين الإسلامي، المنخرطون جميعا في التنظيم الدولي للإخوان (المسلمين) المجرمين، فسحوا المجال أمام مختلف التيارات اليسارية، والمتياسرة، وأمام الجمعيات الحقوقية، والثقافية، وغيرها، من أجل الانخراط في (الربيع العربي)، الذي تحكم فيه الإخوان (المسلمون) المجرمون، من أجل إعطاء الشرعية لتحركاتهم، باعتبارها تحركات شعبية، حتى يبعدوا عنهم شبهة التحكم في مختلف التظاهرات، التي عرفتها البلاد العربية، عملوا على فسح المجال أمام انخراط كافة مكونات المجتمع، في كل بلد من بلدان (الربيع العربي) كما صار يسمى، وخاصة فصائل اليسار، التي لعبت دورا كبيرا في محاصرة أهداف الأحزاب، والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، كما حصل في حركة 20 فبراير، التي حاولت كل الأحزاب، والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، جعلها مطية لتصريف أدلجتها للدين الإسلامي، ومجالا لتثبيت شعاراتها، ووسيلة لتحقيق أهدافها، المتمثلة، بالخصوص، في إسقاط النظام القائم، من أجل أن يخلو لها المجال، من أجل التمكن من الوصول إلى رأس السلطة، وخاصة عبر صناديق الاقتراع، من أجل فرض الاستبداد البديل، الذي يسمونه ب(الحكم الإسلامي)، الذي يعمل على إقامة الدولة الإسلامية، التي تشرف على تطبيق (الشريعة الإسلامية)، كأفضل وسيلة لقهر الشعوب، وإخضاعها، للقبول بهذا الاستبداد البديل، على أنه (حكم الل)ه الذي اصطفى مؤدلجي الدين الإسلامي، لتطبيقه على شعوب المسلمين، في البلاد العربية، وفي غيرها من بلدان المسلمين، ومنها المغرب، الذي عرف حركة 20 فبراير، كمجال اصطدم فيه مؤدلجو الدين الإسلامي، مع غالبية التوجهات اليسارية، التي كانت تحرص، باستمرار، ومنذ قيام حركة 20 فبراير 2011، على محاصرة هيمنة التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، على الحركة، والحيلولة دون رفع شعاراتها، وتحويل تلك الشعارات، إلى شعارات للحركة، والوقوف سدا منيعا، دون تمكينهم من تحقيق أي هدف من أهدافهم، بواسطة الحركة، والدفع ببعضهم إلى الكشف عن تحالفه الإستراتيجي مع الطبقة الحاكمة، وضمنها المؤسسة المخزنية، وإحراج التوجهات الأخرى، التي تسعى إلى فرض استبداد بديل، مما اضطرها إلى الانسحاب من حركة 20 فبراير، دعما للتوجه المتحالف مع الطبقة الحاكمة، ومع المخزن، والذي صار يقود حكومة التحالف المخزني / الرأسمالي / الإقطاعي المتخلف، الذي ادعى أنه قادر على القيام بالإصلاحات اللازمة، على جميع المستويات، مما أدخله في صراع مع مختلف مكونات الطبقة الحاكمة، ومع المعارضة البرلمانية الرسمية، التي لها، بدورها، مصلحة في تأبيد الاستبداد القائم، الذي يتميز بتكريس كافة أشكال الفساد لاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، والإداري، الذي يستفيد منه التحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف، كما تستفيد منه الطبقة الوسطى، المتكونة من العاملين الأساسيين في الإدارة المخزنية العامة، ومن الإدارة في القطاع شبه العمومي، ومن الإدارة في القطاع الخاص، التي تعتبر، بدورها، مكرسة للفساد الذي ينخر كيان المجتمع المغربي، على مدار الزمن.
فلماذا لم تتمكن التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، من أخونة حركة 20 فبراير، مع أنها تمكنت من أخونة المجتمع المغربي، على نطاق واسع، من خلال تقديم أنفسهم، على أنهم، هم الذين هم الذين يجسدون حقيقة الدين الإسلامي، دون سواهم؟
وما هي دواعي حرصهم على أخونة حركة 20 فبراير؟
وما هي دواعي حرصهم على أخونة حركة 20 فبراير؟
ومن هي الجهات التي تدعمهم في ذلك؟
وما هي الأسباب التي حالت دون تمكنهم من أخونة حركة 20 فبراير؟
ولماذا تم الانسحاب منها؟
وهل توقفت حركة 20 فبراير، بعد انسحابهم منها؟
ومن هي الجهات التي عملت على ضمان استمرار حركة 20 فبراير، في العديد من المواقع؟
وهل هناك أمل في تحقيق مطالبها؟
وما هي الدواعي التي تقف وراء قوة استمرار حركة 20 فبراير؟
لقد حاولت مختلف التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، على اختلاف مشاربها السياسية، السيطرة على حركة 20 فبراير، على مستوى التأطير، والتوجيه، وعلى مستوى الشعارات، وعلى مستوى تحديد الأهداف، وعلى مستوى الفعل الميداني، نظرا للدور الرئيسي، الذي قام به اليسار على اختلاف توجهاته، حتى تستمر حركة 20 فبراير، حركة شعبية مستقلة، عن كل التوجهات الأيديولوجية، والسياسية، ونظرا لكون غالبية الشعب المغربي، المتدين بالدين الإسلامي، المخلص في تدينه، يرفض أن يستغل الدين الإسلامي، لتحقيق أهداف آنية، وهو ما جعل مختلف التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، تلجأ إلى ممارسة العمالة الطبقية، كما هو الشأن بالنسبة لحزب العدالة، والتنمية، الذي صار زعيمه رئيسا للحكومة، للعمل على تأبيد الاستبداد القائم، أو إلى الانسحاب من حركة 20 فبراير، دعما لحزب العدالة، والتنمية، والوقوف وراء إضعاف حركة 20 فبراير، كما هو الشأن بالنسبة لباقي التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، وفي مقدمتها: العدل، والإحسان. ووحدهم المخلصون للشعب المغربي، والمرتبطون به، والعاملون على تجسيد طموحاته، يعملون على ضمان استمرار حركة 20 فبراير، بأرضيتها المطلبية المتطورة، وبشعاراتها، وبأهدافها، وبممارستها الميدانية، حتى تتمكن من فرض الاستجابة لمطالبها.
ودواعي حرص مؤدلجي الدين الإسلامي ،على أخونة حركة 20 فبراير، كما يتمثل ذلك من خلال الشعارات الخاصة بهم، ومن خلال حرصهم على فرض تصورهم للحركة، ومن خلال سعيهم الدؤوب إلى تحقيق أهدافهم، تتمثل في:
1) التزامهم بالتوجيه الذي يتلقونه من التنظيم الدولي للإخوان (المسلمين) المجرمين، الذي تبين، بالملموس، أنهم جزء لا يتجزأ منه، تنظيما، وتوجيها، وتمويلا.
2) نفيهم لكل من ليس مؤدلجا للدين الإسلامي، بما في ذلك كل العلمانيين، وكل اليساريين، وكل الديمقراطيين، الذين يعتبرونهم كفارا، وملحدين.
3) حرصهم على تطييف المجتمع، انطلاقا من طائفة المومنين، وطائفة الكفار، وطائفة المسلمين، وطائفة اليهود، وطائفة المسيحيين، وطائفة السنة، وطائفة الشيعة، وطائفة المالكية، وطائفة الشافعية، وطائفة الحنفية، وطائفة الحنبلية... وهكذا.
4) سعيهم الدؤوب، إلى تجييش المجتمع، من خلال عملهم على إقناع جميع أفراده، بأن الأخذ بأدلجتهم للدين الإسلامي، هو الذي يشكل الإيمان الصحيح، بالدين الإسلامي، وما سوى تلك الأدلجة، لا علاقة له بالإيمان.
5) اعتماد ذلك التجييش، للعمل على الوصول إلى السلطة، لتأبيد الاستبداد القائم، أو العمل على فرض استبداد بديل.
6) تصويرهم للعلمانيين، والديمقراطيين، واليساريين، على أنهم يشكلون خطرا محدقا بالدين الإسلامي، نظرا لكفرهم، وإلحادهم، حسب ما يرونه.
والجهات التي تدعمهم، في ممارساتهم الفكرية، والميدانية، وفي تشكلهم، وسعيهم إلى السيطرة على السلطة، في كل بلد يتواجدون فيه، هي:
1) التنظيمات المؤدلجة للدين الإسلامي، في نفس البلد، وفي باقي بلدان تواجدهم؛ لأن الوصول إلى السيطرة على السلطة، يعتبر قوة لمؤدلجي الدين الإسلامي، أينما كانوا.
2) الدول المؤدلجة للدين الإسلامي، التي تستثمر الدين، لدعم أدلجة الدين الإسلامي، باعتبارها هي الدين، كما تستثمر إمكانيات الدولة، المؤدلجة للدين الإسلامي، لدعم التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، داخليا، وخارجيا.
3) الدول الرجعية، المتخلفة، التي لا يحرجها دعمها لهمجية مؤدلجي الدين الإسلامي، ماديا، ومعنويا، حتى وإن كان، ذلك، في غير صالحها.
4) المقتنعون بأدلجة الدين الإسلامي، غير المنظمين في الإطارات المؤدلجة للدين الإسلامي، المعتبرين تلك الأدلجة، هي الإسلام الحقيقي.
5) عامة الناس، المضللين بأدلجة الدين الإسلامي، الحالمون بتطبيق الشريعة الإسلامية، باعتبارها وسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية.
6) الدول الرأسمالية العالمية، التي تلتقي مصالحها، مع مصالح الرجعية المتخلفة، التي تعتبر التنظيمات، المؤدلجة للدين الإسلامي، جزءا لا يتجزأ منها.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل صارت الجرائد (المستقلة)، المغربية، جرائد للإخوان المجرمين
...
-
هل صارت الجرائد (المستقلة)، المغربية، جرائد للإخوان المجرمين
...
-
هل من مهام أساتذة التربية الإسلامية، ومن خلال جمعيتهم، إصدار
...
-
هل من مهام أساتذة التربية الإسلامية، ومن خلال جمعيتهم، إصدار
...
-
من لم يكفر عصيد فهو كافر: من فتاوى أساتذة التربية الإسلامية
...
-
هل يمكن لحكومة تقوم مكوناتها بدور المنفذ والمعارض أن تخدم مص
...
-
بعد مهاجمة الأستاذ عصيد: أليست البرامج الدراسية منتجة لفكر و
...
-
أحزاب الحكومة، وأحزاب المعارضة: هل يوجد فرق بينها؟...!!!
-
تفاقم مظاهر الاستغلال الهمجي في ظل تعاظم أمل الشعب المغربي و
...
-
بين المصلحة العامة و المصلحة الخاصة مسافة ينتعش فيها الانتها
...
-
المناضلون الأوفياء للوطن والمحترفون ل (اللا وطنية) من أجل ال
...
-
توظيف (الدين)، وتوظيف (النضال)... أية علاقة؟ وأية أهداف؟....
...
-
توظيف (الدين)، وتوظيف (النضال)... أية علاقة؟ وأية أهداف؟....
...
-
النضال من أجل الجماهير، ومع الجماهير، والنضال من أجل تحقيق أ
...
-
النضال من أجل الجماهير، ومع الجماهير، والنضال من أجل تحقيق أ
...
-
ألا فليعلم الملتحون، أن زمن النبوة والرسالة، قد انتهى بموت م
...
-
ألا فليعلم الملتحون، أن زمن النبوة والرسالة، قد انتهى بموت م
...
-
مسؤولية اليسار، وآفاق الحراك الشعبي...
-
كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....4
-
كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....3
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|