أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زردشت صابر - الحركة الكردية في سوريا...لابد من اوسع التحالفات















المزيد.....

الحركة الكردية في سوريا...لابد من اوسع التحالفات


زردشت صابر

الحوار المتمدن-العدد: 1200 - 2005 / 5 / 17 - 10:32
المحور: القضية الكردية
    


لست من أنصار نظرية المؤامرة ولا من المروجين لها في الشرق الأوسط وبين الكرد ,رغم أن تاريخ الشعب الكردي مليء بالمؤامرات الدولية التي أتعبته إلى درجة الإنهاك ,وأوصلته الى ماهو عليه الآن ,بعد معاناة قاسية جدا ,لم تتحملها بعض الشعوب ,فزالت من الخارطة وسجلت في قائمة الشعوب والأقوام التي عاشت على هذه الأرض ,لكن رغم ذلك لا بد من لفت أنظار شعبنا ,حركات سياسية وجماهير ومثقفين ,إلى أن الأفق السياسي في سوريا لا ينبيء إلا بممارسات قد تكون نتائجها أكبر من مؤامرة ,تستند إلى تهميش الحركة السياسية الكردية ,والتغزل ببقايا المجتمعات القديمة ,في محاولة شق الصفوف وخنق الصراع بجعله كرديا كرديا داخليا ,وإنكار القوى السياسية الكردية ,وزرع مسافة تخلق حالة من إنعدام الثقة بين الحركة والجماهير .
الوضع الراهن للحركة الكردية في سوريا ,أحزابا ومنظمات , يشكل أرضية كل هذه الألاعيب والمحاولات ,لكن هذا لايمنح المنظمات السياسية ,مثلما لا يمنح النظام ,حق التصرف بهذا الشكل إزاء قضية شعب لم يعد أحد قادرا على تجاهله في ظل المعطيات الجديدة في العالم والمنطقة ,وهنا أود الإشارة الى تجاهل النظام الجدي والمبرمج والمخطط للحركة السياسية الكردية ,بمن فيها حتى تلك التي تخلت عن مصالح الشعب من أجل التعاون مع النظام ,في محاولة منها لإستغلال " الفرصة "التي تراها هي سانحة لها , لتقتطع بالتحالف مع النظام ,ورقة التحدث بإسم الشعب الكردي ,وهي بذلك ,تريد أن تلعب لعبة النظام مع النظام بإسلوب النظام ,على حساب الشعب .
هذا التجاهل الفظيع والمريع وغير المبرر ,خصوصا بعد أحداث آذار وتداعياتها ,وتأكيد الجماهير الشعبية الكردية بأنها قوة فاعلة يجب ان يحسب لها ألف حساب ,وأنها قادرة على أن تقول كلمتها في وقتها لتقلب كل الحسابات الخاطئة رأسا على عقب ,لا يمكن تجاهله أو الإستصغار منه .
وعود كثيرة غير رسمية عبر نشر الدعايات المختلفة حول إصلاحات جادة ستطال الوضع الكردي ,ودعوات مشبوهة للمنظمات الكردية في الخارج من قبل السفارات ,تترافق مع الإعلان عن حوار مع العشائر الكردية والعربية ,لا يعرف إن كان سيتحقق أم لا,كل هذا وسط تجاهل الحركة السياسية الكردية بشكل مخزي ومريب بهدف تهميشها نهائيا , فتجاهل حركة كهذه تفوق في حجمها وتأثيرها - رغم كل أمراضها - الكثير من القوى السياسية المعترفة بها على الساحة ,بمن فيها ما تسمى أحزاب" الجبهة الوطنية التقدمية ",وإختفاء الشيخ معشوق الخزنوي قد يكون في إطار هذه اللعبة ,وبأبعاد أكثر مما نتصورها ,كمحاولات للتلاعب بالمصير الكردي ,أما كان من الأجدر ب "ممثل " للحركة الكردية أن يدخل الجبهة الوطنية التقدمية كممثل ل "جزء مهم من النسيج الإجتماعي السوري ".
لقد مل شعبنا من حكايات السياسة المخادعة ,من أين كانت آتية ,وبات - عن حق - لا يثق إلا بخطوات عملية جادة لها ضماناتها القانونية والدستورية , والمطلوب في هذه النقطة بالذات أن تكف بعض أطراف الحركة السياسية الكردية عن جزء من ممارساتها ومواقفها الذيلية والداعمة في جوهرها للإستمرار في الوضع الراهن ,وأن تترك سياسة خلق آمال للجماهير بامكانية قيام النظام ورغبته في إجراء تحولات جادة في وضعه كشعب أصيل مشارك في هذا الوطن ,لانها بذلك تتحول الى إمتداد مباشر موضوعيا لخدمة أهداف النظام وسياساته .
الحركة الكردية في سوريا مطالبة ليس بالحوار فقط مع ما تسميه القوى الديمقراطية العربية السورية ,بل بانتزاع مواقف جادة تتهرب منها هذه القوى خوفا من بطش النظام أومراعاة لمصالحها الحزبية والشخصية ,والأخطر من ذلك أن الكثير منها لا تبتعد في سياساتها ومواقفها العملية عن رغبة النظام نفسه في تجاهل الكرد كشعب على الاقل .
الحركة الكردية تستطيع فرض نفسها ومطالب جماهيرها إن امتلكت القوة والفاعلية ,وانسجمت مع المطالب الديمقراطية العامة التي تحددها لوائح حقوق الإنسان في ظل تأمين المواطنة المشروعة المضمونة دستوريا لهذا الجزء من الشعب السوري بهويته الخاصة الكردية ,فالكردي السوري الاصيل الذي يمتلك هويته الأصيلة ,هو القادر على حماية الوطن لا الاخرين ممن يستسلمون للإنكار أو يعرضون للتهميش ,ومن هذا المنطلق فإن الحركة السياسية الكردية التي لا تزال تتصارع في دائرة إشكالات تشابه أسماء الأحزاب ,لكثرتها غير المنطقية وغير المبررة ,والتي لا يستطيع أحد أن يبررها بالغنى الثقافي أو السياسي لشعبنا ,أو إشكالات التوصل الى وثيقة عمل مشترك .
لا بد للمنظمات الكردية أن تستند الى حقائق وأسس تشكل متطلبات العمل الأساسية في مراحل الأزمات والإنعطافات الهامة والدقيقة مثلما أكدتها التجربة السياسية السورية عشرات المرات ,أولها أنه لا بد من الإعتراف بالحقائق والبنى التنظيمية الموجودة على الساحة ,والتخلي عن مواقف الإنكار والإلغاء ,وثانيها العمل على بناء صيغ تحالفية عملية وفعالة تحترم مصالح شعبنا الأساسية بعيدا عن الغرق في الحزبية الضيقة والمصالح الأنانية والذاتية ,وخلاصا من العقليات الإنقسامية التي تدخل في خدمة الاخرين ,وثالثها طرح برنامج عمل ديمقراطي على المستوى الكردي والسوري بشكل عام ,وإن كان في حدود القبول بالقاسم المشترك الأصغر الذي يتمثل في تأمين حقوق الشعب الكردي الديمقراطية بهويته الخاصة ,وأخيرا وهو ما يجب التركيزعليه ,الا وهو التخلص من الاتهامات المتبادلة ,وتجنب المواقف التي تخلق الإتهامات ,والإحتفاظ بالبعد الوطني الكردستاني العميق ,واعتبار ذلك عمقا استراتيجيا هاما يمنح الحركة الكردية في سوريا قوة هائلة ,وإذا كانت هناك اتهامات بهذا الصدد فإنها غايات مبيتة من الآخرين للإستفراد بشعبنا في هذا الجزء بالذات ,خصوصا إذا أعدنا شريط الحركة الكردستانية ككل ,يمكننا أن نرى ودون الدخول في حسابات بسيطة أن شعبنا قدم في هذا الجزء كل ما يملك دعما للأجزاء الأخرى وخصوصا في العراق وتركيا ,ولا بد أنه سيحظى في هذه اللحظة التاريخية من حياته ,بدعم ومساندة جماهير تلك الاجزاء وحركاتها وهو ما حصل فعلا وإن لم يكن بالمستوى المطلوب في حملات التضامن مع شعبنا في أحداث آذار مع وبعد انتفاضة القامشلي .
مهمات حياتية في هذا الظرف الإستثنائي الذي لم يبدأ مع خروج سوريا من لبنان ,ولن ينتهي مع المؤتمر القطري لحزب البعث ,الذي لن ياتي بالجديد على مستوى القضية الكردية ,وهو نفسه الذي يعقد مؤتمره في ظل قانون الطواريء المستمر منذ اربعين سنة .
ربما لأنني مهتم بالجانب الكردي أكثر أقول هذا ,لكن قد يسأل الاخرون مثلما سأل جحا ذات يوم عندما سرق حماره ,وبعد أن اتهمه الآخرون بالإهمال واللامبالاة وظلم الحمار وعدم إتخاذ التدابير ,أجل هذه كلها عيوبي ,لكن أما من شيء تقولونه لمن سرق الحمار ,أي أما من قول يمكن أن يقال للنظام والقوى الديمقراطية العربية وجماهير الشعب العربي في سوريا ,بالطبع هناك الكثير ,فهي مجبرة إذا كانت جادة فى دعواها الديمقراطية , أن تعترف بالحقائق بجرأة كافية وتتحرك وفق مقتضيات الحركة الديمقراطية ,وتكون متأكدة أنه ما من ديمقراطية ,وما من تطور جاد دون حل القضية الكردية ,لأنها تمثل كل المقاييس بدءا من حقوق الإنسان الفردية وإنتهاء بحق الشعوب ,فهي قضية سياسية تقافية إنسانية أخلاقية ديمقراطية بامتياز .
وبهذا تكون القضية الكردية معيار الديمقراطية في كل البلدان التي يعيش فيها الأكراد ,فهل ستكون القوى الكردية والعربية بالإضافة إلى كل التجمعات الأخرى الديمقراطية قادرة على أن تنجح في الإمتحان الصعب القادم ,لترسم ملامح المجتمع الحر ؟



#زردشت_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة المريضة في سوريا ومهماتها
- الحركة الابوجية بين النقد والاتهام
- شعارنا في سوريا نعم للتغيير .. لا للتجميل
- صرخة لاحترام الكلمة
- لماذا لا يتغير الكرد
- سورية والكرد .... الى اين ؟


المزيد.....




- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زردشت صابر - الحركة الكردية في سوريا...لابد من اوسع التحالفات