|
الخيار السوري ..اما الاستسلام باقل الخسائر اوالصمود الانتحاري
نوري جاسم المياحي
الحوار المتمدن-العدد: 4197 - 2013 / 8 / 27 - 23:14
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لقد تكالبت كل قوى الشر واقذرها وابشعها عدوانية .. لتركيع سوريا قيادة وشعبا .سوريا التي اعتبرها قلعة الصمود العربي وعنوان اباءها وشعبها العربي الاشم ... المؤشرات والمعطيات اولا – اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بصراحة ..ان اسرائيل ستدمر ترسانة السلاح الكيمياوي السوري ..اي كشف الهدف الحقيقي من العدوان المدبر .. ثانيا – يبدو ان زيارة بندر بن سلطان لروسيا قد اثمرت واتت اكلها .. واقنعهم بان الروس ليس من صالحهم ان يتورطوا في الازمة السورية وانما يكتفوا بالادانة وكما فعلوا مع صدام والعراق ..اي اعطوا الضوء الاخضر بالعدوان على سوريا .. ثالثا -- العالم اجمع متاكد ان توقيت استخدام الكيمياوي هو توقيت لبدأ العدوان العسكري ..وتمثيلية التحقيق قضية محسومة ضد النظام ..وايضا كما فعلوا مع العراق .. رابعا – طيلة سنتين ونصف مارسوا استنزاف مستمر لكل صمود الشعب السوري والجيش السوري .. بدءا من الحصار وتدنير المصانع والاقتصاد ونهبها وبشاعة قتال العصابات والفتنة الطائفية ..والهجمات النوعية الاسرائيلية على منصات الصواريخ ..بالتاكيد انهكت الدفاع والصمود السوري .. خامسا -- انتشار عصابات الشر والقتل في كافة انحاء سوريا ونشرالقتل والتشريد والرعب والخوف بين المواطنين ..وفي حالة بدأ القصف الجوي والصاروخي وتقطيع اوصال التراص الدفاعي السوري ..سيسهل الانهيار ..اي ان تزامن العدوان بين فعاليات العدو في الداخل والقصف الجوي والصاروخي من الخارج ..سيعجل في قتل الشعب وتدمير ما تبقى من مرافق خدمية وكما فعلوا بالعراق .. سادسا – اعتقد ان الدور الايراني سيكون دور محدود واعلامي خطابي ..وقد يرسل بعض الاسلحة و ربما قد يرسل متطوعين ..وهذه لن تنقذ الشعب السوري من ورطته ..وانما هي باعتقادي عملية توريط لسوريا وشعبها ..وتركها لتقاتل وحدها .. اما كانت جادة فعلا ولو اتخذت ايران قرار بدخول الحرب الى جانب سوريا بالهجوم على القواعد الامريكية في الخليج العربي ومهاجمة منابع النفط ووسائل نقله في دول الخليج وغلق مضيق هرمز كما كانت تردد دائما ربما كانت هذه التهديدات اذا كانت جدية مما يدفع الولايات المتحدة والسعودية لاعادة النظر بقرار الهجوم على سوريا ..اما ان السلطان قابوس وقيلدمان الامريكي ...حمامات السلام ..واستجابة الايرانين ..فهذا الواقع لن يخدم السوريين ..(كما اعتقد ) وكل المؤشرات تؤكد وتشير ان ايران ودورها بانتظار التدمير قادم وسياتي عاجلا او اجلا ما دام الملف النووي مفتوح ..وللاسف هم يقدمون سوريا كبش فداء لهم ...من اجل كسب الوقت سابعا – اما عن حزب الله كقوة مقاومة اثبت جدارة وبقتالات محدودة وصمود بطولي في منطقة محدودة وبمناسبات معروفة ..اثبت مواقف جديرة بالتقدير والاحترام ...ولكن هل يستطيع الصمود في حرب نظامية تشترك بها جيوش نظامية جرارة ومرتاحة ..كالجيش الاسرائيلي والتركي والتركي والاردني ..اضافة الى جيوش مثل الامريكي والبريطاني والفرنسي والدعم الكندي والالماني ..فهذه مسألة يجب التفكير فيها مليا ..وعلى الحزب الخيار اما الحياة او الموت .. واعداءه داخل لبنان يتربصون به .. ثامنا – فعلى قيادة النظام السوري الان التفكير بهدوء وروية ..ويدرسوا السيناريو الذي نفذ بالعراق ..قرار الحرب اتخدته القيادة البريطانية الامريكية الاسرائيلية ..واية وعود او تطمينات من هذا الفريق الروسي او ذاك الايراني فهو يدخل في باب المناورات واعادة الحسابات لاعداد اساس النجاح للهجوم ..وكما فعلوا بشعبنا العراقي ..حتى طائراتنا المؤمنة عندهم صادروها .. تاسعا—على القيادة السورية ان لاتعول الامال على اية وعود وتطمينات عراقية تاتيها سواء عن قيادات حزبية طائفية عراقية او عن طريق القيادة الايرانية ..العراقيين اعجز من ان يحمون انفسهم تجاه الارهاب الداخلي ..فكيف بهم بصد هجوم دولي مكثف على الشعب السوري ؟؟؟ عاشرا – المراهنة على الاحتجاجات الشعبية القومية العربية ..فهذه اكذوبة كبرى .. فزمن الرئيس الراحل عبد الناصر ذهب وولى ولن يعود ..وسرطان الطائفية البغيض نخر عظام الامة العربية ..فالتعويل على هذا العامل ..ايضا مدمر ..ومخيب للامال الخيارات السورية المتاحة ( وجهة نظرية شخصية ومحبة للشعب السوري المظلوم ) انني ارى امام القيادة السورية عدة خيارات وتجرعها امر من السم والعلقم ..ولكن مصلحة ومستقبل الشعب السوري يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار ..علينا دائما ان نضع امام اعيننا الحقيقة المرة وتجربة العراق الكارثية ..فليس عيبا ان نقبل اليد التي لانستطيع قطعها ..( هذه وجهة نظر شخصية مستقلة وتحليلية صرفة) فلو تصرفت القيادة العراقية حينذاك وقبل الهجوم بنوع من العقلانية الواقعية والمناورة الاستراتيجية بدلا من العنجهية وركوب الراس لخرجنا باقل الخسائر ..ولكان الشعب العراقي افضل حالا مما هو عليه ..على الاقل لحافضنا على جيشنا ..ولكن العناد والقرارات الشخصية المنفردة أفقدنا كرامتنا وحريتنا و ضيع كل شيء علينا .. الخيار الاول توسيط روسيا والصين واصدقاء سوريا لحماية مصالح الشعب السوري ومنع تدميرها كليا كماهو مخطط حاليا .. وتسليم السلطة الى الجيش العربي السوري ( وكما فعل حسني مبارك في مصر ) وترك سوريا واللجوء الى بلد يؤمن الحماية لللاجئين من عدم ملاحقتهم قضائيا وكما فعل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح .. الخيار الثاني الاستسلام لمنطق القوة والتفاهم مباشرة مع الولايات المتحدة و بريطانيا وهم الممثلين الشرعيين لاسرائيل .. والاتفاق على اتفاقية شبيهة باتفاقية صفوان العراقية السيئة الصيت ( وهذه كارثة ما بعدها من مصيبة وذل وهوان ) .. الخيار الثالث الصمود والقتال الى اخر نفس ..اي بمعنى الانتحار ..واقتياد الشعب السوري للدمار الشامل والرجوع الى القرن الخامس عشر بالتخلف ( مثلنا نحن العراقيين)...وكما يخطط الاعداء له ..وهذا الخيار وارد وذلك بناء على القول العربي المأثور ( اما حياة تسر الصديق او ممات يغيض العدا ) .. وهذا قرار لايمكن اتخاذه من اناس امثالي ( متفرجين ) وانما يتخذ من قبل اصحاب القرار الحقيقين وهم ( النظام السوري وحزب الله ) واهمال اي رأي خارجي ... وهنا لدي ملاحظة .اعتقد انها مهمة .. المخاطرة بمصير شعب ليس امرا هينا ومسؤولية تاريخية يحاسبنا عليها الله والتاريخ ..عندما ..شنت اسرائيل هجومها الاخير ..هدد الرئيس بشار الاسد بفتح جبهة الجولان امام المقاومة ..ولكن هذا التعديد لم ينفذ ..ومن الناحية النظرية وفي مثل هذه المواقف الخطيرة ..يعتبر التردد خطير وومردوده قاتل ..اما التأني وان انتظر الفرج من الاخرين لكي يعطفوا علي واتحمل الضربات بانتظار رحمة الاخرين فهذه جريمة بحق الشعب السوري ..ونتائجها وبيلة ..وايضا كماحدث للعراقيين .. القرار الصحيح في التوقيت الصحيح في مثل هذا الموقف الحرج ..لا والف لا للترد اما الاستسلام واما المبادأة..اي البدأ بالهجوم على العدو القريب ( هذا طرح نظري يحتاج الى دراسة مواقف عسكرية استراتيجية معمقة وعلمية وتعتمد على حسابات دقيقة جدا )..وفي هذه الحالة المفروض استهداف الجيش الاسرائيلي بتعطيل قواه الجوية والصاروخية وقواعده الجوية والصاروخية وفي ان واحد ( فهل تتوفرهذه الامكانية عند السوريين ..فلا اعتقد ذلك والروس يعلنون ان السوريين يمتلكون اسلحة للدفاع وفي هذا الصراع المسلح ..الموقف الدفاعي لا ينفع وكما اعتقد شخصيا )..وقبل ان يفرض طيران العدو فائقيته الجوية والسيادة على الاجواء السورية ..عندها تتمكن المعارضة السورية من تادية دورها بالتقاط الاهدااف الارضية وقتل كل عناصر النظام السوري الحاكم وبهدوء .. وهنا اقول ان الحسم لن يكون بالضرورة للصواريخ والطائرات من الجو وكذلك ليس للجيش العربي السوري بالنتيجة وانما تتوقف على عوامل عديدة اهمها المباغتة والمباداة ودقة معلومات الاستخبارات والقيادة والسيطرة المتوفرة عند الاسرائيلين والتي يفغقد اليها السوريين بعد قتال وحرب اهلية لمدة سنتين ونصف ..ولكن انا واثق ان الغرب الاستعماري سيوقف الحرب خلال ايام ..انا اعلم ان الروس سينصحون السوريين بالتريث وانتظار الامريكان بالضربة الاولى وكما فعلوا مع عراق صدام حسين الى ان ورطوه وهو الاخر ورط شعبنا الى يومنا هذا.. ان اسلوب التوسل والترجي والامل الدبلوماسي السوري الذي يتبعه النظام الان لن ينقذه من المصير المرسوم له ..وبالتاكيد لن يردع وزير الدفاع الامريكي حاك هيغل او وزير الخارجية جون كيري أونتنياهو سلطان بن بندر او اردوغان عن شن الحرب وتدمير سوريا .. وعلى القيادة السورية التفكير بجدية وواقعية وبحياة الشعب السوري ومستقبله ..اكرر واقول عليهم دراسة التجربة العراقية وان لا يثقوا باحد .والثقة بعدالة القضية و صمود الشعب..خسارة معركة افضل من خسارة حرب .. قال العرب ان القوة الغاشمة تغلب الشجاعة وتركع اصحاب الحق ..ولكم في العراقيين والفلسطينين خير اسوة فلا تكونوا مثلنا ..يوميا ندفع ثمن اخطاء الاخرين .. الخلاصة بكلمتين ..الروس والايرانين والعراقيين لن يقاتلوا العالم من اجل النظام السوري ..وحتى لومات الشعب كله ..اقول للنظام ادرسوا امكانيتكم الذاتية على الصمود والمطاولة ولا تجعلوهم يخدعوكم بانتظار قرارات لجان الفحص الكيمياوي ( لانها خدعة ونتائجها معروفة فبل وصول اللجنة لدمشق ) ..وتذكروا ان الاسرائيليين يراهنون على حرب ايام وليس اشهر ولن يعرضوا شعبهم للقلق والخوف وتعلموا منهم ذلك ..والخيار امامكم اما بالمبادأة بالهجوم ..وربما سيحسم نتائج المعركة لصالحكم ..او ان تستسلموا والخروج باقل الخسائر ..فليس عيبا من عرف قدر نفسه .. حياة الشغوب اهم من حياة الافراد .. الخزي والعار لتجار الحروب والحقد الطائفي وللخونة قادة العرب الذين اجتمعوا في جامعة الدول العربية او الاردن ( العربي الهاشمي ) .. والسلطان التركي ..والذي يريد تصفية حساباته مع الاكراد .. اللهم احفظ سوريا واهلها اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ..
#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من هم المحرضين على قتل الابرياء والمساكين ؟؟؟
-
سؤال يحيرني . عن شليلة وراسها ضايع
-
اذن من طين واذن من عجين
-
اتدرون من يقتل الابرياء كيمياويا في سوريا ؟؟
-
شعبنا نايم ورجله بالشمس
-
هل تعتقدون ان التظاهر السلمي يأتي بنتيجة ؟
-
على الشعوب ان تتجنب التصرف كقطيع
-
اجيبوني ..ماذا يريد الارهابيون بقتلنا في العيد ؟؟
-
السفارة الامريكية وصناعة الصدمة والرعب
-
ظاهرة الصراع الازلي بين الراعي والرعية
-
الاكاذيب تكشفها الحقائق
-
ياناس مصيبة مصيبتنا ...نحجي تفضحنا قضيتنا ..نسكت تكتلنا علتن
...
-
اللحم العراقي لقمة سائغة للبزازين
-
متى سيغرق المركب السياسي بركابه ؟؟؟
-
الوزير كيري خري مري ويا اسرائيل اؤمري
-
قصة الفخ الطائفي
-
اهو اهمال عسكري ..ام خيانة ؟؟؟
-
يا مالكي ترة (الحمى تجي من الرجلين )
-
شتان بين دعاة السلام ودعاة الحرب
-
ولاء كم ووفاءكم لمن يا مزدوجي الجنسية؟؟
المزيد.....
-
دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك
...
-
مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
-
بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن
...
-
ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
-
بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
-
لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
-
المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة
...
-
بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
-
مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن
...
-
إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|