القرآن 11: الأخطاء اللغوية – دعوة للقراء

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

الحوار المتمدن-العدد: 4197 - 2013 / 8 / 27 - 21:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هذا ليس مقال بقدر ما هو دعوة للقراء حتى يمدوني بما لديهم من مقالات أو معلومات حول موضوع الأخطاء اللغوية في القرآن إما من خلال التعليقات أو على عنواني الخاص
[email protected]

وهذا هو ما كتبته في مقدمة طبعتي العربية للقرآن التي اعمل عليها ليلا نهاراً، وحاليا أضيف إلى هوامش هذه الطبعة ما توفر لدي من معلومات حول أخطاء القرآن اللغوية:

يقول القرآن: لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (61-41 : 42). ومن الصعب على المسلم المؤمن، عالماً كان أو جاهلاً، تقبل مجرد احتمال أن القرآن قد يحتوي على أخطاء لغوية لأن ذلك إلغاء لمصدره الإلهي وتقويض للإسلام بأكمله. وهذا ما جعل المسلمين يتشبثون بعدم تغيير إملاء القرآن لكي يتناسب مع الإملاء المتعارف عليه، فتغيير الإملاء يعني انتقال الى نص أفضل من النص الحالي وانتقاص من كمال الله. وعلى النقيض من ذلك، يرى الباحث المتجرد أن كل نص مهما كانت قدسيته عند أتباعه هو نص بشري يقبل الخطأ والصواب. ولذلك يخضعه للفحص والتدقيق كما يفعل مع أي كتاب بشري.

وقد أشار البعض إلى وجود أخطاء لغوية في القرآن، وقد تم تصحيحها أحياناً من خلال اختلافات القراءات. ويحاول المسلمون جاهدين تقديم تبريرات لهذه الأخطاء ضمن ما يسمى مشكل إعراب القرآن. فهم على علم بوجود اعتراض على لغة القرآن، ولذا وجب الإشارة إلى موقف الطرفين. ولا ندعي في كتابي هذا أني استوفيت البحث في أخطاء القرآن اللغوية. فطبعتي هذه مفتوحة أضيف إليها ما أكتشفه من معلومات، واغتنم هذه المناسبة لكي اشجع قرائي على تقديم ملاحظاتهم في هذا المجال كما في غيره لتحسين هذه الطبعة مستقبلاً. وحسب علمي ليس هناك كتاب شامل متخصص في أخطاء القرآن من طرف المنتقدين، بينما نجد كتباً حول اعراب القرآن تعبر عن وجهة نظر الطرف الآخر. فآمل ان يقوم الباحثون في استعراض شامل للموضوع من وجهة نظر الطرفين، بكل تجرد ودون أي تعصب أو انحياز لطرف منها.

وفي كتابي هذا أعتمد حصريا على النص القرآني برواية حفص وهي المتداولة في مصر وكثير من الدول الإسلامية الأخرى، فلم أتعرض لما جاء من أخطاء في الروايات الأخرى، كما لم أتعرض للأخطاء التي وقعت في المخطوطات المتوفرة للقرآن والتي قد يكون سببها سهو النساخ. وأحيل القارئ إلى ما قلته في مقال سابق بخصوص اختلاف القراءات.

ومن بين ما قد يعتبر أخطاء لغوية في القرآن كتابة بعض الكلمات بصيغ مختلفة إما بسبب تعدد النساخ أو لأسباب أخرى تفنن المؤلفون المسلمون في البحث عن تبريرات لها. ولكني لم أستعرض هذه الأخطاء لكثرتها ولتفادي تكرار ما جاء في الهوامش فيما يخص اختلاف القراءات. وأكتفي هنا بذكر بعض الأمثلة:
- ابراهيم: كتبت 15 مرة ابراهم (من دون حرف ي) في سورة البقرة (87-2) و 54 مرة ابراهيم (مع حرف ي) في السور الأخرى
- ميعاد: كتبت مرة واحدة ميعد (من دون حرف ا) و ميعاد (مع حرف ا) في السور الأخرى
- كلمة: كتبت 21 مرة كلمة (مع حرف ت مربوطة) ومرة واحدة كلمت (مع حرف ت مفتوحة)
- نعمة: كتبت 24 مرة نعمة (مع حرف ت مربوطة) و 11 مرة نعمت (مع حرف ت مفتوحة)
- امرأة: كتبت 4 مرات امرأة (مع حرف ت مربوطة) و7 مرات امرأت (مع حرف ت مفتوحة)
- سُنة: كتبت 8 مرات سنة (مع حرف ت مربوطة) و5 مرات سنت (مع حرف ت مفتوحة)
- بقية: كتبت مرتين بقية (مع حرف ت مربوطة) ومرة واحدة بقيت (مع حرف ت مفتوحة)
- جنات: كتبت 65 مرة جناة (مع حرف ت مربوطة) و مرة واحدة جنات (مع حرف ت مفتوحة)
- شجرة: كتبت 17 مرة شجرة (مع حرف ت مربوطة) و مرة واحدة شجرت (مع حرف ت مفتوحة)
- لعنة: كتبت 11 مرة لعنة (مع حرف ت مربوطة) و مرتين لعنت (مع حرف ت مفتوحة)
كما اني لم ألتفت إلى الاختلاف بين الإملاء العادي والإملاء العثماني والذي اعطيت بعض الأمثلة عنه في كتابي.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك من يرى سراً إلهياً وراء الرسم العثماني المخالف للرسم الإملائي. غير أن ابن خلدون يرفض هذا الادعاء ويعتبر الإملاء القرآني عيباً ناتجاً عن كَتَبتِه الذين كانوا يجهلون الكتابة الصحيحة، وتداول الكتبة اللاحقون نفس الأغلاط تبركاً بالماضي. فهو يقول:

"وانظر ما وقع [...] في رسمهم المصحف حيث رسمه الصحابة بخطوطهم وكانت غير مستحكمة في الإجادة فخالف الكثير من رسومهم ما اقتضته أقيسة رسوم صناعة الخط عند أهلها ثم اقتفى التابعون من السلف رسمهم فيها تبركاً بما رسمه أصحاب النبي من بعده المتلقون لوحيه من كتاب الله و كلامه. كما يقتفى لهذا العهد خط ولي أو عالم تبركاً ويتبع رسمه خطاً أو صواباً. وأين نسبة ذلك من الصحابة فيما كتبوه فاتبع ذلك وأثبت رسماً ونبه العلماء بالرسم على مواضعه. ولا تلتفتن في ذلك الى ما يزعمه بعض المغفلين من أنهم كانوا محكمين لصناعة الخط وأن ما يتخيل من مخالفة خطوطهم لأصول الرسم ليس كما يتخيل بل لكل منها وجه. يقولون في مثل زيادة الألف في لا أذبحنه [48-27 : 21]: إنه تنبيه على الذبح لم يقع وفي زيادة الياء في "بأييد" [67-51 : 47] إنه تنبيه على كمال القدرة الربانية وأمثال ذلك مما لا أصل له إلا التحكم المحض. وما حملهم على ذلك إلا اعتقادهم أن في ذلك تنزيهاً للصحابة عن توهم النقص في قلة إجادة الخط. وحسبوا أن الخط كمال فنزهوهم عن نقصه ونسبوا إليهم الكمال بإجادته وطلبوا تعليل ما خالف الإجادة من رسمه وذلك ليس بصحيح. واعلم أن الخط ليس بكمال في حقهم إذ الخط من جملة الصنائع المدنية المعاشية كما رأيته فيما مر. والكمال في الصنائع إضافي وليس بكمال مطلق إذ لا يعود نقصه على الذات في الدين ولا في الخلال وإنما يعود على أسباب المعاش وبحسب العمران والتعاون عليه لأجل دلالته على ما في النفوس".


د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي
http://www.sami-aldeeb.com
--------------------------------------
أطلبوا كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا كتابي عن الختان http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
موقعي http://www.sami-aldeeb.com
مدونتي http://www.blog.sami-aldeeb.com
عنواني [email protected]

#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات