غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 4197 - 2013 / 8 / 27 - 16:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طبول الحرب.. تساؤل...أسلمة العالم.. مخطط أمريكي ـ صهيوني؟؟؟...
هل ستقوم جحافل دولة العراق والشام الإسلامية, حقا الدولة الإسلامية في سوريا, بمساعدة عرابها السامي, باراك حسين أوباما, رئيس الولايات المتحدة ألأمريكية, الذي وصل إلى الحكم, بعد جورج بــوش الابن. ببركات ممولة واسعة النطاق.. وهــابــيــة... وهل هناك عمليات وهبنة(من الحركة الوهابية) أوسع في المشرق والمغرب.. تطمئن الأوساط المالية والعسكرية في واشنطن.. يعني بـركــات دولة إسرائيل.. ورضاها وموافقتها. كالمتفق بين الحليفتين الأساسيتين, على أي تغيير جذري سري سياسي أو اقتصادي أو إثـنـي وتهجيري وعسكري في المنطقة. لسلامة دولة إسرائيل لمئات السنين القادمة في المنطقة... ومنها ما يجري من تحركات إســلاموية سياسية قتالية تفجيرية في ســـوريـا. حيث كان هذا البلد درع من كرتون وهمي مدروس التركيب.. والتي درسته وتحضرت لـه واستحضرته وحضرته أجهزة المخابرات والدراسات المخابراتية المستقبلية البعيدة المدى : الولايات المتحدة الأمريكية ودولة إسرائيل...
أتــــســــاءل!!!...
أتساءل.. وتساؤلي يأتي من مجريات الأمور وتسلسلها في المنطقة من بداية الثمانينات في السياسات الغربية والمشرقية والعربية والإسلامية, والتغييرات التي تتحرك وتتغير بهذا الاتجاه.. والتي رافقتها هجرات اضطرارية أو مبرمجة إسلامية واسعة النطاق, جاءت من بلاد عربية مختلفة. انطلقت منها هجرات وتغييرات, فتحت لها البلاد الأوروبية أبوابها. رغم توالي المشاكل الاجتماعية التي كانت تتفجر محليا بسبب هذه الهجرات الجماعية التي تتكتل في مناطق غالبا غير متطورة, محصورة بثبات تجمعاتها ومحافظتها على عاداتها وتقاليدها وعاهاتها الاجتماعية ورفضها للتطور أو قبول أنظمة البلاد المضيفة وشرائعها وقوانينها. رغـم أن هذه البلاد الأوروبية كانت تتراجع دوما أمام هذه الاختلافات الاجتماعية, باسم احترام الحريات الفردية وطقوس الآخر..بينما الآخر والآخرون, لم يحاولوا إطلاقا التأقلم مع الآخر ــ صــاحــب البلد الأصلي ــ واحترام قوانينه وشرائعه المتطورة التي تحترم ــ مبدأيا ــ التعددية والديمقراطية وحقوق الأقليات, وتساويها قانونا ومبدأيا, بكل حقوق المواطنة الطبيعية.
**************
قدمت هذه المقدمة الواقعية البسيطة, حتى أكرر كيف أن العديد من هؤلاء المقاتلين الإسلامويين, التكفيريين منهم والسلفيين, وغيرهم من التشكيلات الجهادية المختلفة, بعد الشيشان, جاءوا من أحياء ومناطق تجمعات سكنية غير مختلطة تحيط بالمدن الكبرى الأوروبية. والعديد من الأوروبيين العاطلين عن العمل الذين اعتنقوا الإسلام, وذهبوا إلى ســوريـا وممارسة الجهاد.. وإعادة القدس إلى الإسلام, كما كانوا يظنون في بدايات التزاماتهم.. مع العديد من الأوروبيين ذوي أصـول عائلية قادمة من شمالي أفريقيا.. نزحت إلى أوروبا أيام الاستعمار, وبعد الاستعمار.. وانخراطها في البناء والصناعات.. كيد عاملة, ضعيفة الأجر غالبا, بعد إعادة بناء أوروبا, الخارجة من الخراب والموات والفقر, إثــر نهاية الحرب العالمية الثانية.. وبدء مشروع مـارشــال الأمريكي الرأسمالي لإعادة بناء أوروبا.. بما فيها ألمانيا التي خسرت الحرب.. وخرجت منها مدمرة مهدمة كليا.
***********
هل هناك مشروع أسلمة الشرق الأوسط بكامله, مع محاولات أنتشاره ونشره في أوروبا؟؟؟...إسلام تكفيري وهابي ملتزم بالشريعة الإسلامية التي يطبقها آل سعود.. لغاية تجميد هذه المجتمعات, وخلق حالة جهل وفقر اجتماعي وفكر.. وبلبلات إثنية ومشاكل مستمرة. تحركها الولايات المتحدة الأمريكية, كجهاز فتنة تهيمن عليه كيف تشاء وأينما تشاء.. وهـذا يمكنها من إثــارة وزرع الفتن الطائفية, في أربعة أقطار العالم.. وحتى في روسيا والصين... كنوع من أخطر انواع ســلاح الدمار الشامل... وهل هناك سلاح أخطر من الانتحاريين الذين يفجرون أنفسهم. وهل هناك أخطر من مجموعات تذهب إلى الموت باختيارها.. ظانة أنها ترحل فورا وآنيا للجنة والأنهار والحوريات...غيروا بهذا أنظمة الحرب والرعب والهيمنة, عن كافة أشكالها التقليدية.. بالإضافة أن الذين يموتون, هم من الشعوب التي تحتقرها, ولا تهتم بمصيرها. إذ أن أمريكا لا تحترم العرب ولا تشاركهم ولا تقدرهم ولا تعتبرهم... وتوازيهم مع الهنود الحمر الذين قضت نهائيا عليهم خلال مائتي سنة من تاريخ أمريكا ووجودها الكياني والتاريخي والاجتماعي... وهي اليوم, لا تحترم أي شعب آخر سوى شعب اسرائيل التي شاركوا بخلقها مع كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا... روسيا التي عندما يتكلم مسؤولوها عن مسؤولي الولايات المتحدة الأمريكية, يسمونهم شــركاءنا....واليوم نحن بضاعة وســلــع مفاوضات في بورصة مصالح الأمم... وأمواتنا ومهجرونا وبيوتنا ومدننا وأوطاننا.. هل لها أية قيمة في جلسات هذه المفاوضات والمشاورات التي لا تنتهي.. بـأســواق النخاسة هذه...
وهل تشجع أمريكا المملكة الوهابية السعودية؟.. أو ابنة عمها الهاشمية الأردنية وتحميها وتشجع امتداد إسلامها وشرائعها, حــبــا بالإســـلام.. أو لأن مواقع هذه البلدان ومستودعاتها, تشكل الأحجار, في لعبة الشطرنج والمصالح الرأسمالية, واستعمال الدين, وتفرقاته, وتحزباته, وخلافاته, وما يتفرع منه من غباء تاريخي متواصل, كلعبة دومينو مصفوفة مرصوصة.. تحرك صورة تداول انهيارها المتتابع.. حين تــرغــب. وكل هذا لا يكلفها فلسا واحدا... حيث أننا نعلم ولا يخفى على أحد أن السعودية وقطر تدفعان كل تكاليف المؤامرات والحروب والاغتيالات والتفجيرات التي تخططها وتشنها وتفجرها أمريكا وإسرائيل... والسعودية وقطر.. تدفع... توقع شيكات النفقات.. تتبع كالنعاج.. كالعبيد في ظــل حماية السيد.
نــعــم... مع الأســف الشديد اصبح الإسلام, بيد الأمريكان والصهاينة, سلاح دمار شــامـل. نقتل بــه بعضنا البعض. السنة ضد الشيعة.. والشيعة ضد السنة.. والإسىلام الإرهابي ضد الشعوب و الركائز المسيحية في المشرق والعالم العربي. والٍإســلام الذي أصبح الإسلام الوهابي التكفيري, ضد كل الآخرين... ضد الحضارة.. ضد الإبداع والتطور نحو الأسمى والأحلى والأفضل... يختار الجمود وشريعة الجمود والتصحر الكامل...
وهذا التطور السلبي الخلفي نحو العتمة الكامل, أكبر ضمان وأفضل أداة مضمونة لأمريكا وإسرائيل, أن هذه الأمم لن تقوى ولن تصبح منتجة قوية, وليس لها أي أمل بالتطور... بلا أمن ولا أمان.. ولا أي مستقبل.
لهذا هما.. أمريكا وإسرائيل, تشجع وتساعد هذا الإســلام الجديد القديم, على هواها, وحسب أجنداتها المرسومة المتطورة... ونحن نسير نحو الفناء... ومن هذه الأجندة الماكيافيللية كان تفجير العراق وخرابه وتقسيمه, وبعده تونس و ليبيا.. تقسيم السودان.. حرب أفغانستان.. تفجير لبنان... الحرب في سوريا ومئات آلاف القتلى وملايين المهجرين.. الاضطرابات في مــصــر ومجازر الأقباط والخلافات الطائفية... وما يتبع.. وما يتبع.. وما ســوف يتبع...حسبما ضحكوا على لحانا المغبرة.. وسموه لنا الربيع العربي.. وكان الخريف المعتم التكفيري..... ونحن في بداية بدايات هذه النكبة التي سوف تحمل حتما اسم المشروع الأمريكي ــ الصهيوني لأســلــمة الــعــالــم......
**************
آخر خبر هذا الصباح
أمريكا وحلفاؤها فرنسا وبريطانيا تقرع طبول الحرب ضد سوريا. دون انتظار نتائج لجنة التحقيق الأممية, حول استعمال المواد الكيميائية الممنوعة...لأنها تريد الحرب ضد سوريا, مهما كانت نتائج التحقيق. ولا ننسى أن السيدة كارلا ديل بونتي Carla Del PONTEالقاضية الإيطالية, ورئيسة لجنة تحقيق أممية سابقة في سوريا, أكدت بتقريرها منذ سنة أشهر أن المحاربين القاعديين الإسلاميين هم من استعملوا الغازات السامة حينذاك بشكل بدائي وحشي ضد المواطنين السوريين.. حتى يربكوا السلطات السورية... واليوم تتردد نفس الاتهامات... ولكن أمريكا وبريطانيا وفرنسا, تريد الحرب ولا شيء سوى الحرب.. رغم اعتراض نسبة كبيرة من شعوبهم, لكنهم يحرضون ويدفعون الإعلام المضخم المغرض على اختيار الحرب...الــحــرب... بما فيها من خراب آثم... وضحايا ســورية بريئة........
إذ أن كل الدلائل الظاهرة, وتهويلات وسائل الإعلام الأمريكية والغربية, تشير أن قوى هذه الدول التي تأتمر بالغطرسة الأمريكية, سوف تهاجم سوريا بأشكال حربجية مختلفة... رغم وجود عدم أدلة صحيحة أن الفوات السورية قد استعملت موادا كيميائية ممنوعة... وأن جميع الدلائل تثبت أن المحاربيين النصرويين والقاعديين هم الذين استعملوها.
لأن مشروع الأسلمة والتصحير... والخراب والتهجير... ســـائر... ســائر... والموت يــتــهــيــأ لابتلاع هذا الشعب... في سبيل مصالح أمريكية ــ إسرائيلية فقط... وكاميرون وفابيوس, لن يحصلا سوى على فتات المائدة... والــعــار وحصيلة الجريمة الإنسانية.....
ناموا يا مـؤمـنـيـن ... نـامـوا مـطـمـئـنـيـن ... أمــريــكــا ســاهرة عليكم!!!...
بـــــالانـــــتـــــظـــــار.......
للقارئات والقراء الأحبة.. كل مودتي ومودتي وصداقتي ومحبتي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا
*توضيح ضروري :
عندما أتكلم عن أسلام أو أسلمة. أعني طبعا وحتما عن هذه القوى السياسية الرجعية التي تتعامل سرا وعلنا وتنفذ سياسة الولايات المتحدة الأمريكية السرية والعلنية.. والإسلام الصحيح بـــراء منها... وهي منذ البداية صنيعتها.
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟