أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - دولة الشعب الإسرائيليّ!














المزيد.....

دولة الشعب الإسرائيليّ!


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4197 - 2013 / 8 / 27 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يعتقد اليمين الإسرائيليّ أنّ بإمكان إسرائيل "العظمى" القويّة عسكريّا واقتصاديّا وبمؤازرة الإدارة الأمريكيّة وبريطانيا وفرنسا و...، أن تقضي على حقّ تقرير المصير القوميّ للشعب الفلسطينيّ، من خلال تحسين الوضع الاقتصاديّ للفلسطينيّين في الأراضي المحتلّة (الجزرة)، وبالتلويح بالبندقيّة الموجّهة إلى صدورهم (العصا)، إن لم تنفع الجزرة.
يدخل هذا اليمين المفاوضات مع الفلسطينيّين كالمعلّم الجاهل للتربية وللبيئة المحيطة به، الذي يدخل على تلاميذه في الصفّ الدراسيّ حاملا بيديه: عصا قصيرة، وعصا طويلة، وصولجانًا وكرة، وطبلاً وبوقًا... ويقول في نفسه إذا شاغب أحد التلاميذ الصغار أضربه بالعصا الصغيرة؛ فيتراجع للخلف فأضربه بالعصا الطويلة، فيفرّ من بين يديّ؛ فأضع الكرة في الصولجان وأرميه بها فأشجّ رأسه؛ وإذا احتجّ بعض التلاميذ وقاموا إليّ ليدافعوا عن زميلهم؛ فأضرب الطبل وأنفخ البوق فيسمع أهل الدرب ( من الأمريكان والبريطانيّين والفرنسيّين و... المتنوّرين ) فيسارعون إليّ ويخلصونني منهم!!
تتهرّب القيادة الإسرائيليّة من البحث والخوض في مبدأ حق ّ الشعب الفلسطينيّ في تقرير مصيره، وتطرح، بين الفينة والأخرى، إمكانيّة قبولها بحكم ذاتيّ مقلّص، تحت سقف دولة إسرائيل الكبرى، لإثارة البلبلة والشغب وصرف الأنظار وربّما الفتنة.
توخّى الساسة الإسرائيليّون من الفلسطينيّين، في حروبهم: في 1948، وفي 1956 وفي 1967 ، ومهّدوا لهم الطريق، أن ينزحوا بجموعهم إلى الدول العربيّة، مهزومين مأزومين محطّمين بلا عمود فقريّ سياسيّ، وبلا رجاء وأمل بالعودة ... وما زالت أفكار الترحيل القسريّ معشّشة في رؤوس القيادات الحاكمة في إسرائيل، لذلك نراهم يقرعون طبول الحرب وينفخون أبواق الرحيل والتبادل السكانيّ!
يحاول بنيامين نتنياهو/بيبي أن ينتزع، من خلال المفاوضات، من الطرف الفلسطينيّ حقّه في تقرير المصير، واعترافه بحقّ الشعب اليهوديّ لوحده في دولة قوميّة خاصة به!
حقّ تقرير المصير غير مرتبط بنسبة الأقليّة من الأكثريّة، وهو حقّ لا يمكن لشعب أن ينتزعه من شعب آخر، أو أن يفرضه عليه؛ فإن عجزت القيادة الصهيونيّة عن فرضه على بعض الدول الأوروبيّة وتحقيقه في أوروبا، قبل الحرب العالميّة الثانية؛ فهو لم يتحقّق في فلسطين نتيجة لمطالب ولنضالات عادلة؛ بل تحقّق بفضل مؤامرة الثالوث الدنس والتواطؤ الدوليّ المخزيّ!
ليعلم المنكبّون على دراسة قانون تعريف دولة إسرائيل، أنّ في إسرائيل شعبين، أي مجموعتان قوميّتان-عربيّة ويهوديّة، والمجموعة العربيّة متمسّكة ببيتها وأرضها ولن ترحل عنهما، مهما ساءت الأحوال، واشتدّت الأهوال، وعظمت فظائع وجرائم الحروب، هذا وطننا ونحن أل-هنا ولسنا أل-هناك!
فاعتراف الهيئات الدوليّة بحقّ الشعب الفلسطينيّ بتقرير مصيره، لا ينهي حقّ إسرائيل في الوجود والتطوّر، كما يشيّع اليمين الإسرائيليّ، لكن، أيّ تسوية سياسيّة للنزاع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح وحقوق الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة والأصليّة في إسرائيل، تلغي حقّ الأكثريّة اليهوديّة بتقرير المصير، أي أنّها تعمل على نقل الصراع القوميّ إلى داخل حدود المجتمع الإسرائيليّ الواحد، المركّب من مجتمعَين.
مصالح وحقوق الأقليّة العربيّة الوطنيّة الفلسطينيّة هي جزء لا يتجزّأ من تعريف دولة إسرائيل، ولا يتعارض مع حقّ تقرير المصير القوميّ للشعب اليهوديّ.
تعريف الدولة على أنّها "دولة يهوديّة" هو تعريف استعماريّ ومعناه المزيد من القمع والاضطهاد القوميّ للأقليّة العربيّة، وبالتالي سيعمّق الخلاف ويثبّت التناقض وينمّيه بين شعبي ودولتي.
القيادة الصهيونيّة لا تحتاج إلى عصي وطبول وأبواق؛ بل تحتاج لعقلاء يعرّفون الدولة بأنّها "دولة ديمقراطيّة" ثنائيّة القوميّة، ذات أكثريّة يهوديّة وأقليّة عربيّة.
هكذا يمكن بناء جسور التفاهم بين شعبَي البلاد، والبدء ببناء دولة الشعب الإسرائيليّ!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مرجلة- إمبراطوريّة الارتباك
- لا يسير الاحتلال والسلام معًا
- أمّا الرؤساء فأغلى!
- هل نستطيع أن نحمّل إسرائيل مسؤوليّة الفشل؟
- كالماء كان وكالماء صار
- الافتتان بالكلمة والتلاعب بالأسئلة
- على طريق البرازيل، يا مصر!
- مصلحة الأمّة فوق مصلحة الجماعة
- باسم الانقسام
- بيبي لا يحبّ اللون الرماديّ
- لا يكفي أن نعرف الهدف ونرغب به
- مسايرة المحتلّ تشجّعه على التمادي
- يمينيّ بالقول وبالفعل
- -القادير-
- بكاء الميزانيّة وتجاهل تكاليف الاحتلال
- كيف سنتذكّر العدوان؟!
- المصالحة والممالحة قبل الزيارة
- الصابرون على لسعات الضمير
- أحمد سعد فارس الشمس
- لن تنتهي الحرب إلاّ إذا انتصرنا للحقّ


المزيد.....




- بكلفة مئات الملايين من الدولارات..ما أبرز اللحظات بحفل زفاف ...
- أردى بعضهم قتلى.. غموض بعد جريمة صادمة لأب أطلق النار على وا ...
- باكستان تعلن عن حصيلة القتلى والجرحى في الهجوم على مسجد بسلط ...
- Politico: نموذج السويد للتجنيد العسكري يجذب الدول الغربية وس ...
- يوم عاشوراء في مصر.. من المياتم والأحزان إلى البهجة وأطباق ا ...
- بايدن وترامب -مدمنان- على السلطة - صحيفة التايمز
- بيربوك تروج من السنغال للشراكة الأوروبية الأفريقية
- إعادة انتخاب المحافظة المالطية ميتسولا رئيسة للبرلمان الأورو ...
- لقطات من داخل سيارة -لادا أورا- يقودها بوتين أثناء تفقده طري ...
- حريق الغابات المميت يلتهم منطقة سياحية في إزمير غرب تركيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - دولة الشعب الإسرائيليّ!