أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق الجابري - العرب يحرقون تاريخهم














المزيد.....

العرب يحرقون تاريخهم


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4196 - 2013 / 8 / 26 - 21:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إنعدام النضج أمام اللّاعبين السياسين حرك الجماهير بصورة عاطفية وسطحية , جعل من الديموقراطية هشة ودموية , من تونس ثورة الياسمين البيضاء ومن ثم صدامات خفيفية في مصر الى حمامات الدماء في ليبيا واليمن وسوريا الى اليوم , القادة القدماء والجدد صنعوا وقود لمحارقهم من الشعوب بتمسكهم بالسلطة ولا يمكن الأنتزاع الاّ بالقوة , مفاهيم رسخت في المجتمعات وزج فيها الكادحين وكأنها تحقق أمالهم , أدخلت المنطقة في مرحلة جديدة من المخاضات العسيرة والولادات المشوهة , والأضطرابات العنيفة والقمع من قوى لا ترى وجودها . في مصر لقي ما يقارب 900 شخص معظمهم من إنصار محمد مرسي في سته أيام مع 25 شرطي , لم يترددوا من حمل السلام وإحراق المنشأت الحكومية و السيطرة على الحكم بالسلاح , تحول خطير في كل المنطقة يغذيها فتاوى العجائب والغرائب التي (تمنع نوم النساء بجانب الحائط لكونه ذكر ) , وتقسم الحياة الى ذكورية وانثوتة وكان البشر يتحرك بشذوذ لا يتعامل مع الجنس الأخر من حيوان ونبات وجماد , وبذلك فقد جزء كبير من الشعوب عقليته وهو ينظر الى ما حوله وإن ممارساته كانت محرمة , لذلك عليه ان يتشبع بالدماء للتكفير عن تلك الذنوب , وينغمس بالغرائز كي يصل الى درجة الإشباع والحيوانية حتى لا يعود لها , وبعد ذلك ينطلق للصالحات المتمثلة بحرق الأجساد وتقطيع الأطفال والتخلص من وجودها للأبد, المنطقة تحولت بالتدريج الى بروز الأخوان والقاعدة وفروعها ومشتقاتها , ومصادرتها للثورات وإنقسام في المحيط العربي والعالمي , في البداية كان مرسي يؤدي قسمه الدستوري في ساحة الميدان واليوم يأخذ القرار من رابعة العدوية وفتاوى القرضاوي وترك الأزهر الشريف , وتعلن التشوه الفكري وتستهدف كل من يخالفها وتضعه في القائمة السوداء , حركة الاخوان وضعت الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في هذه القائمة , وقامت بمداهمته وإحراق مكتبته والوثائق النادرة لتاريخ مصر , وإمتد هذا الفكر من العصابات في دول اخرى وحملاتهم المنظمة ضد الأحياء ومن في بطون الأمهات وقبور الأموات والحضارات السابقة , التي تجردت من ملابسها وإعتنقت أديان أخرى لينتظروا لها إنها احجار خليعة مثار للغرائز , و عصفت بالمنطقة وأولها العراق صاحب التجربة الأعنف منذ عشرة سنوات , أستهدف علمائه واطبائه ومفكريه وإجبروا على الهجرة , وحصد مئات الألاف وهجر الشباب , وفي سوريا يقدر ما قتل بلغ 100 ألف شخص وما لا يقل عن مليوني مهجر منذ 2011م .
الحروب الداخلية لا يوجد فيها رابح , وتعيش شعوبها أنظمة قلقة وصراعات فكرية تمتد الى الدموية , وهذه الأنظمة التي جاءت على إنقاض ارض محروقة سلمها السابقون وقدموا التنازلات من شعوبهم , لم يكن الفكر الجديد أكثر نضوج منهم واحتواء للأخر , ومثلما وجد إن مبارك لديه 700 مليون دولار , قام مرسي ببيع سيناء بمبلغ 8 مليار دولار , وعوض ما فاته طيلة 85 سنة في عام واحد , الرياح تتحرك بشكل عاصف في الشرق والغرب العربي , وتونس البيضاء تصادم بين المعارضة والحكومة الأسلامية وتمسك شديد من الطرفين رغم المحادثات , وفي اليمن المحادثات مستمرة وأزمة الجنوب شائكة وعقدة في الحلول , ليبيا تهددها المليشيات وتفرض قوانينها , وفي سوريا أعلن عن فيتو صيني وإتضح إنه صراع عالمي في ساحة العرب تدفع الشعوب ثمنه , وهذه الشعوب يبدو إنها لم تدرك الأليات الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة والأغلبية والأقلية ورأي الأخر , ولا تحتكم الاّ الى لغة السلاح والعنف وتغيب عنها مفاهيم التسامح والقبول , ومن يدعي فيها إنه كان مظلوم أصبح ظالماً ومن كان مستضعف أصبح مستبداً متفرداً , وعلى إستعداد للتخلي عن كل التحالفات والتاريخ والجغرافية في المنطقة , وحرق كل حضارة المنطقة نيابة عن الأجندات العالمية .
الحلول لا تنفع بإنصافها والإنجازات بتجزئتها وحصرها لطرف على حساب الأخر , وترك العلاقات القيمية والمجتمعية والسياسية وويلات الشعوب سلم التسلق للسلطة .



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سياسة البوليسية الى سياسة اللصوصية
- الأرهاب والفساد حليفان متلازمان
- بغداد لا ترتمي في حضيرة السفاحين
- الهجرة أمل الشباب
- المقدمات لتأجيل الإنتخابات
- إزدواجية التعامل الأمريكي يعرقل ديموقراطية العرب
- الشعوب العربية تواجه نفسها
- شركاء الولاية الثالثة ؟!
- إنهم يقتلون الأطفال
- خسائرنا شهيد واحد !!
- متى كان القتل لإختلاف وجهات النظر ؟
- العيد والوعيد
- المفخخات تحصد الأرواح والسيطرات تقطع الأرزاق
- إنهيار قائمة دولة القانون
- وطن وأيّ وطن
- الرأي العام يتنزع تقاعد البرلمان والوزراء
- حملة كبرى لأقالة المفسدين
- المالكي يحتاج الى معجزات
- ماهو المقابل لدماء الأبرياء
- مسلسل التفجيرات ومسرحية عفتان في البرلمان


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق الجابري - العرب يحرقون تاريخهم