أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - بين أنصار المخلوع وانصار المعزول حبل من مسد















المزيد.....

بين أنصار المخلوع وانصار المعزول حبل من مسد


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4196 - 2013 / 8 / 26 - 16:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قيل: المنتصرون يكتبون التاريخ، أما الوقائع والأحداث فهي التاريخ بحد ذاته، ومن داخلها تتبلور العبارات والاصطلاحات سواء كانت هذه الأحداث عبارة عن حروب أو ثورات أو مظاهرات، خاصة اذا كانت شعبية عارمة.
من بين العبارات التي أفرزتها ثورة 25 يناير في مصر الإشارة الى مبارك بالرئيس المخلوع ولجماعته بالفلول خاصة من الحزب الوطني، على الرغم من أن الثورة المذكورة قامت بفضل وقوة وتنظيم الملايين من الشباب والمفكرين والمبدعين وطلاب الجامعات وأبناء العشوائيات والطبقات المسحوقة، الا أنهم سريعا ما أبعدوا وحرموا من تحمل مسؤولية قيادة ثورتهم لتحقيق أهدافهم.
أبعدوا رغم كونهم النبض الحقيقي للشعب المصري الذي كان منهكا يرزح تحت وطأة التدخلات الاجنبية الحارسة لطغيان المخلوع وكادت ان تصادر الاستقلال والأمن القومي لكافة المصريين، حرم هذا الشعب من الحد الأدنى للحياة الكريمة، لأن مبارك وحزبه من رجال الأعمال الذين كانوا أشبه بالعصابات نهبوا وسلبوا ثروات البلد بكاملها، فتحول الخبز والماء والغاز والطاقة لكماليات يتمناها المواطن.
الثورة التي فجرها الشعب المصري في يوم 25 يناير أعادت مصر الى الوراء بدلا من تحريكها ودفعها الى الامام، وسبب ذلك يعود الى سيطرة طاغوت جماعة الاخوان المسلمين على الحكم في غفلة من الزمن كما حدث في الجزائر مطلع تسعينيات القرن الماضي، لقد منحهم قطاع من الشعب المصري ثقته بهم، مع ان هذه الثقة فرضت فرضا بمساعدة الولايات المتحدة وقوى أخرى من القيادات السياسية المصرية التقليدية، بعد ان تسللت داخل صفوف الثورة مستغلة التعددية الحزبية، وحالة الانفلات والفوضى التي عاشتها البلاد. أوصلت هذه القوى بإيحاء من سفيرة امريكا في القاهرة تدعمها المخابرات الامريكية المصريين الى مفترق طرق اجبرت المواطن ان يقف امام خيارين كلاهما أسوأ من الآخر، إما اختيار ممثل الاخوان المسلمين في صناديق الانتخابات واما اختيار ممثل فريق الفلول المدعو احمد شفيق، يجب على الجميع أن يعترفوا بأن الثورة وقياداتها الحقيقية هي المسؤولة عن هذا الخلل وفقدان التوازن الذي أدى الى فقدان البوصلة.
رغم أن المعزول فاز بأغلبية ضئيلة بين الناخبين لم تتجاوز 51% ممن لهم حق التصويت، لكن هؤلاء آمنوا بأنهم اختاروا الأقل سوءا لأن نواياهم كانت حسنة، مع ذلك فأن هذا لا يعفيهم من خطيئة تاريخية قاموا بارتكابها، كان يجب على الثورة الرفض بالوقوف امام هذين الخيارين.
الخطأ تجسد باختيار جماعة تاريخها أسود وقفت دائما في الجهة المعادية لاستحقاقات الشعب المصري، لم تساهم هذه الجماعة في دعم الشعب المصري عندما كان يناضل لانتزاع استقلال مصر من قبضة الاحتلال البريطاني، رفض قادتها المساهمة في الاعمال البطولية التي قام بها الفدائيون المصريون في منطقة قناة السويس عشية قيام ثورة 23 يوليو وبعدها والتاريخ يشهد على ذلك. لم يشاركوا في رفع مصر من تحت ركام التخلف خلال العقدين الاولين من عمر الثورة، العكس هو الصحيح فقد دعموا دائما أعداء الثورة وانتظروا فرص القضاء عليها، وقد كشفت الارشيفات البريطانية بأنهم تأمروا مع حكومة انتوني أيدن اثناء العدوان الثلاثي على مصر لأن الأخيرة اقدمت على تأميم قناة السويس، وفي زمن السادات تعاونوا معه لضرب قوى اليسار الليبرالي المصري من ناصرين وشيوعيين وكافة القوى التقدمية المختلفة. اما في زمن مبارك فكانوا يتصرفون كالحرباوات، يتظاهرون بأنهم يعارضونه في نفس الوقت كانوا جزءا من العملية السياسية داخل الشارع المصري، كما أنهم خضعوا دائما لبيت الطاعة الامريكي.
غالبية قياداتهم تواجدت في امريكا طوال فترة وجودهم لم يحددوا سياسة خاصة بهم، لم يشاركوا بالتصدي للمشروع الامريكي الصهيوني المصري السعودي الخليجي لإقامة شرق اوسط جديد، وقفوا دائما خارج ساحات ودوائر المواجهة، سياستهم حياكة الدسائس والعمل داخل انفاق مظلمة لانهم جبناء يفتقدون الى أي منهج او مشروع وطني قومي اقتصادي او جماعي واضح.
عندما قررت الامبريالية الصهيوامريكية بالتعاون مع الرجعية العربية تدمير آخر قلعة عربية قومية صامدة وهي سوريا، سارعوا كعهدهم بوضع كل ثقلهم التآمري للمشاركة في تدمير شام العرب، وقد جندوا لهذا الشأن شيوخ الفساد والعهر وسفك الدماء بقيادة رأس الأفعى القرضاوي لشرعنة تدمير هذا البلد العربي الحضاري. اليوم بعد ان شعر القرضاوي بالإفلاس وان طريق سوريا هو طريق الانتصار، قام بعض "رحله" كما تفعل الأبل في مواسم التزاوج، فقد قام هذا الشيخ الخرف بإطلاق وابل من الفتاوى الضلالية اباح من خلالها سفك دماء ابناء شعبه من المصريين خاصة القوات المسلحة لأنهم قاموا بتنظيف مصر من دنس اتباعه، حتى أنه فضل جيش الاحتلال الاسرائيلي على الجيش المصري! جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي يقتل ويهدم ويدمر يوميا الشعب الفلسطيني والذي له التاريخ الحافل بالموت في ذاكرة المصريين ها هو القرضاوي بفتواه يفضله على جيشه.
قام الشعب المصري مدعوما بجيشه بعدما ايقن أن هذه الفئة الضالة لا تستحق ثقته المقدسة، لأنهم لا يفهمون من الدين الا ما يخالف الدين، وبأنهم يستغلون وجودهم بالسلطة للعمل على سلب هوية مصر العروبة مصر الحضارة مصر عبد الناصر ومصطفى كامل وسعد زغلول بهوية غريبة عن العرب والعروبة، لا وجود لها في القاموس الديني القومي الاسلامي والمسيحي، لفظهم هذا الشعب بجبروته وعزمه الذي أذهل العالم، فتم دحر رئيسهم الفاشل حتى أصبح يعرف بالرئيس المعزول.
ان تخليص الشعب المصري من هذين الرئيسين المخلوع والمعزول قد وحد انصارهما حول هدف واحد محاط بحبل من "مسد" والمسد هو طوق من حديد او من الليف الخشن أعد لتناول وغرف النار من جهنم، كما ورد في سورة المسد، اليوم يلتقي انصار المخلوع والمعزول امام خطين متوازيين يسيران باتجاه واحد وهدف واحد وهو تدمير مصر، أنصار المخلوع يحاولون منذ ابعادهم عن الحكم اثارة الفوضى والاعتداء على أمن المواطنين من خلال اثارة الشغب وقطع الطرق وحرق المؤسسات وارتكاب المجازر كما حدث في استاد بور سعيد، اليوم انضم انصار المعزول حاملين حبال من مسد الملتهبة محاولين حرق مصر بكاملها، هذا يحدث اليوم في مصر، لكن ما يثير الدهشة دحرجة قوى متطفلة ضائعة لا يختلف في تاريخها وممارساتها عن الاخوان المسلمين، قوى عبارة عن ظواهر صوتية واجسام مجهرية لا تحسن سوى اثارة الفرقعات، دواليبها لا تدور الا في فراغ تتباكى على الاسلام وهي اكثر من فرط به، لا تتقن سوى الردح واللطم والبكاء الكاذب على الفاشيين الجدد في مصر بعد ان فضحهم الشعب المصري وكشف عن جرائمهم في سيناء وكافة المدن المصرية، بإيحاء من المؤسسات الامنية في اسرائيل يقومون كل يوم بالتظاهر يعبرون من خلالها عن تضامنهم مع حلفاء امريكا واسرائيل، يشدون على ايادي قتلة اباحوا دماء كل العرب مسلمين ومسيحين داخل مصر وسوريا واقطار اخرى.
يقول المثل الشعبي (لو جحا بداد بدد في بلاده) ونحن نقول لجناحي الحركة الاسلامية هنا في الداخل، ناضلوا من اجل قضايا شعبكم هنا في الداخل، شعبكم الذي يرزح تحت نير الاحتلال اتركوا مصر لأهلها وللشرفاء، انتم لستم اكثر من ظاهرة صوتية سريعة الانقشاع انكم عاجزون عن تغيير مسيرة الثورة التي انعم الله فيها على الشعب المصري، لا تكونوا طرفا في الأخذ بحبال المسد التي يستخدمها انصار المخلوع والمعزول خوفا من التفاف هذه الحبال حول اعناقكم اللهم اشهد فقد بلغنا.



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد هو الجانب الآخر للحقيقة
- قاطرة المفاوضات تبحث عن سكة حديد واضحة
- تركيا واسرائيل توأم سيامي في قهر الشعوب
- مصالحة نتنياهو اردوغان سكاكين جديدة فوق الجسد الفلسطيني
- في حكومة نتنياهو تعددت الضفادع والنقيق واحد
- طقع حكي بماركة صهيونية
- اليمين الاسرائيلي يريد انتفاضة ثالثة
- لكل قديس نزوة
- الجيش خاسر إن لم يربح الحرب والمقاومة رابحة إن لم تخسرها
- الازمات تلد الهمم
- حق القوة لا يهزم قوة الحق
- عباس فرط بكل الثوابت الفلسطينية وماذا بقي ؟؟؟
- السجن في الوطن ولا الحرية في المنفى
- من مذكرات معلم سابق (1): مدير ليوم واحد .. !
- أمريكا تحصد زرعها..!
- نتنياهو ومرسي ينفخان في قرب الخداع
- الحشاشون الجدد
- مبروك لمصر بعد أن استقر مرسي تحت عباءة عبد الله وإبط كلنتون
- صمام أمان القومية العربية مربوط بأيدي حماة الديار .
- صمام أمان القومية العربية مربوط بأيدي حماة الديار


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - بين أنصار المخلوع وانصار المعزول حبل من مسد