أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد الحنفي - هل صارت الجرائد (المستقلة)، المغربية، جرائد للإخوان المجرمين؟.....2















المزيد.....

هل صارت الجرائد (المستقلة)، المغربية، جرائد للإخوان المجرمين؟.....2


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 4196 - 2013 / 8 / 26 - 12:08
المحور: الصحافة والاعلام
    


ومعلوم، أن الأزمة الحادة، التي يغمض منتجو الجرائد (المستقلة) أعينهم عنها، والتي تعرفها المجتمعات في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، ناجمة عن نفي مؤدلجي الدين الإسلامي، لكل من لا يتقبل خطابهم المؤدلج للدين الإسلامي، موظفين في سبيل ذلك التكفير، والتلحيد، والإفتاء بالقتل، مما يعتبر تحريضا في صفوف الأتباع، الذين يتولون مهمة تنفيذ الفتوى / الحكم الإرهابي.

ومنتجو الجرائد (المستقلة)، المغمضين أعينهم، عن ما يقوم به مؤدلجو الدين الإسلامي من ممارسات إرهابية، وبطريقة انتهازية فجة، يصدق عليهم قوله تعالى: (فإنها لا تعمى الابصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).

أما الموظفون للدين الإسلامي أيديولوجيا، وسياسيا، فيصدق عليهم قوله تعالى: (لا تقولوا آمنا، ولكن قولوا أسلمنا، ولما يدخل الايمان في قلوبكم)؛ لأن انتماءهم إلى الإسلام، ليس من أجل الإيمان به، المفضي إلى التحلي بقيمه النبيلة، المانعة لممارسة الإرهاب ضد البشرية بصفة عامة، وضد كل من يقول ربي الله، من مختلف الديانات السماوية، وخاصة في الديانة اليهودية، والديانة المسيحية، والديانة الإسلامية.

وكما لا يرى منتجو الجرائد (المستقلة)، الممارسات الإرهابية لمؤدلجي الدين الإسلامي، لا يرون، كذلك، أن توظيفهم الأيديولوجي، والسياسي، يؤدي إلى تحريف الدين الإسلامي، عن طريق جعله معبرا على لسان مؤدلجي الدين الإسلامي، المنتظمين في حزب معين، أو في جماعة معينة، فكأن الله منحاز إليهم ضد البشرية، وضد كل من لا ينتظم في تنظيمهم من المسلمين، الذين يخالفونهم الرأي. وهو ما يعني أن الجرائد المستقلة، لا تنهج نفس نهج مؤدلجي الدين الإسلامي.

وهؤلاء المنتجون للجرائد (المستقلة)، لا يرون، كذلك، أن وصاية مؤدلجي الدين الإسلامي، أنى كانت هويتهم، وادعاؤهم علم الغيب، يعتبر شكلا من أشكال النبوة، والرسالة، ونحن نعلم، ومعنا منتجو الجرائد (المستقلة)، أن زمن النبوة، والرسالات، قد انتهى بموت محمد ص، وأشكال النبوة، والرسالة هذه، تمارس في القرن الواحد والعشرين، من ميلاد المسيح عليه السلام، وفي عصر تطورت فيه العلوم في مستوياتها المختلفة، إلى درجة اقتحامها للجزئيات الدقيقة في هذا الكون، وإلى كل الكائنات الملموسة، التي صارت في متناول الإنسان، مهما بعدت.

وهذه الصحافة (المستقلة)، الإخوانية، لا تتناول الجرائم التي يرتكبها هؤلاء المؤدلجون للدين الإسلامي في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وفي كل أرجاء العالم، ابتداء من تحريف الدين الإسلامي، وتأويل نصوصه المختلفة، حسب هوى مؤدلجيه، ومرورا بالإرهاب الفكري، والنفسي، الذي يمارسونه على البشرية، وعلى من يخالفهم الرأي من المسلمين، وعدم تناوله لممارساتهم الإرهابية، التي لا تتوقف على مدار الساعة، والتي يتأذى منها كل إنسان تربى، ونشأ على احترام الرأي الآخر، الذي يقود إلى احترام المعتقدات المخالفة، والتعامل على أساس ما هو مشترك بين جميع أفراد المجتمع، في كل بلد من البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين.

وسكوت الجرائد (المستقلة)، المغربية، عن ممارسات مؤدلجي الدين الإسلامي الإرهابية، وعن اعتداءاتهم المستمرة على الإسلام، والمسلمين، في كل أرجاء الأرض، يعتبر، في حد ذاته، إرهابا في حق البشرية، مهما كانت معتقداتها.

وهذا السكوت عن الممارسات الإرهابية، لمؤدلجي الدين الإسلامي، يعتبر دليلا على أن الجرائد المغربية (المستقلة)، تتلقى عمولات منهم، مقابل تمجيدهم، وعدم التعرض إلى ممارساتهم المسيئة إلى إنسانية الإنسان، في هذا العالم. وإلا، فإن هذه الجرائد (المستقلة)، المغربية، إذا كانت لا تتلقى عمولات من مؤدلجي الدين الإسلامي:

ـ فلماذا لا يكون إعلامها موضوعيا؟

ـ ولماذا لا تفضح الممارسات الإرهابية، التي يقوم بها مؤدلجو الدين الإسلامي؟

ـ لماذا تعتبر وصايتهم على الدين الإسلامي من المسلمات، التي لا تجب مناقشتها؟

ـ لماذا تعتبر تكفير، وتلحيد العلمانيين، والمتنورين، والاشتراكيين، من المسلمات التي يجب الأخذ بها؟

ـ أليس من واجب الصحافة المستقلة، فعلا، أن تكون موضوعية في إعلامها، وأن لا تتحيز إلى أية جهة، وكيفما كان لونها؟

وهذا السكوت عن الممارسات الإرهابية، لمؤدلجي الدين الإسلامي، لا يمكن اعتباره إلا مؤامرة في حق شعوب البلاد العربية، وفي حق شعوب باقي بلدان المسلمين، وفي حق شعوب العالم. والمؤامرة لا يمكن أن تقف إلا وراء إذلال الشعوب، عن طريق التضليل الذي تمارسه الصحافة (المستقلة) في حقها.

والصحافة (المستقلة)، بممارستها لمؤامرة الصمت، وتمجيدها لمؤدلجي الدين الإسلامي، تصير متكلمة باسمهم، وعلى لسانهم، في جميع الشروط، ودون بذل أي مجهود مادي، أو معنوي فيها، لتصير بذلك ضد جميع مكونات المجتمع، التي تصير كافرة، وملحدة، ما دامت تخالفها الرأي.

والممارسة التي ينهجها منتجو الصحافة (المستقلة)، التي لم تعد مستقلة، لا يمكن اعتبارها إلا خيانة لمبدإ الاستقلالية، الذين ادعوا الالتزام به، في إصدار صحافتهم. وخيانة من هذا النوع، وفي هذا المستوى، يجب أن تحاكم جماهيريا، وأن يحاسب منتجو الصحافة المستقلة، على خيانتهم لاستقلالية صحافتهم.

وفي أفق إعادة الاعتبار للصحافة المستقلة، يجب إعادة النظر في انحياز الصحافة(المستقلة)، لمؤدلجي الدين الإسلامي، الذي لا يمكن اعتباره إلا انحيازا من قبل منتجي الصحافة (المستقلة)، لمؤدلجي الدين الإسلامي، من أجل تجاوز وضعية الانحياز، نحو تكريس استقلالية الصحافة الفعلية.

والصحافة التي يعاد الاعتبار لاستقلاليتها، وبصدق المنتجين لها، تصير وسيلة للتفريق بين حقيقة الدين الإسلامي، وحقيقة أدلجة الدين الإسلامي، حتى يميز المسلمون في المغرب، بين حقيقة الدين الإسلامي، وبين أدلجة الدين الإسلامي، وأن الدين الإسلامي إيمان، وأن الإيمان شأن فردي، وما هو شأن فردي، يبقى بين المومن، وخالقه، ولا شأن لغيره به. أما أدلجة الدين الإسلامي، التي لا علاقة لها بالإيمان به، فهي توظيف أيديولوجي، وسياسي للدين الإسلامي، بواسطة حزب، أو توجه سياسي معين، مما يجعل أدلجة الدين الإسلامي شأنا حزبيا / جماعيا، والفرق كبير بين كون الإيمان شأنا فرديا، وبين كون أدلجة الدين الإسلامي شأنا حزبيا / جماعيا.

فالمومن يتحلى بالقيم النبيلة، التي جاء بها الدين الإسلامي، إرضاء لله تعالى، ورجاء لثوابه يوم القيامة.

أما أدلجة الدين الإسلامي، فلا علاقة لها بالقيم النبيلة، ولا تسعى إلى إرضاء الله تعالى، بقدر ما تستغل الدين الإسلامي، لتجييش المسلمين، في أفق الوصول إلى السلطة، للاستبداد بحكم المسلمين.

ـ فهل يرجى من الصحافة المغربية، أن تقوم بدور معين، في اتجاه ممارسة الاستقلالية الفعلية، التي يدعيها منتجوها؟

وهكذا، تبين لنا، أن منتجي الصحافة (المستقلة)، يعيشون في المغرب، ويعرفون ما يجري في المغرب، وفي البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، ويتتبعون ما يجري في العالم، وفي البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، ويمتلكون القدرة على التحليل، والتفكيك، وإعادة التركيب، واستنتاج ما يجب، ويدركون أن معاناة العرب، والمسلمين، وكل البشرية، ناجمة عن استفحال أمر أدلجة الدين الإسلامي، وتسييسه. كما أنهم يدركون جيدا، أن الأزمة الحادة، التي تعرفها المجتمعات في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، ناجمة عن نفي مؤدلجي الدين الإسلامي، لكل من يخالفهم الرأي، وتكفيرهم له، وتلحيده، ويفتون بقتله. وهؤلاء يعلمون جيدا، أن توظيف الدين الإسلامي، أيديولوجيا، وسياسيا، من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي، يؤدي إلى تحريف الدين الإسلامي، كما يعلمون، أن وصاية مؤدلجي الدين الإسلامي، على الدين الإسلامي، وادعاؤهم علم الغيب، لا يمكن أن يعتبر إلا شكلا من أشكال النبوة، والرسالة، في القرن الواحد والعشرين. وهؤلاء المنتجون للصحافة (المستقلة)، لا يتعرضون إلى مؤدلجي الدين الإسلامي، وإلى ممارساتهم في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وعلى المستوى العالمي، لحاجة في نفس يعقوب، كما أن سكوتهم عن ممارساتهم، لا يمكن اعتبارها إلا مؤامرة على الشعوب، مقابل العمولات التي يتلقونها، كما تؤكد الممارسات ذلك، ما دامت صحافتهم (المستقلة)، معبرة على لسان مؤدلجي الدين الإسلامي، وخيانة لاستقلالية الصحافة (المستقلة). وهو ما يعني ضرورة قيام منتجي الصحافة (المستقلة)، إلى إعادة النظر في ممارساتهم الإعلامية، المتحيزة إلى مؤدلجي الدين الإسلامي؛ لأن إعادة النظر تلك، تعيد الاعتبار لاستقلالية الصحافة المستقلة، التي تصير وسيلة لفرض الإعلام الموضوعي، الذي يعرض وجهات النظر الإعلامية، المتناقضة أحيانا، وبشكل موضوعي.

فهل تعرف صحافتنا المستقلة تحولا في اتجاه الموضوعية، المؤكدة للاستقلالية؟

وهل تعمل على انعتاق الدين الإسلامي من الأدلجة، حتى يصير الدين الإسلامي، كما نفهمه، لنا جميعا، بدل أن يبقى محتكرا من قبل مؤدلجيه، المحرفين له؟

أم أن هذه الصحافة ستبقى مجرد واجهة إعلامية، غير مباشرة، لمؤدلجي الدين الإسلامي، لتفقد بذلك استقلاليتهأ، وإلى ما لا نهاية؟

ابن جرير في 22 / 8 / 2013

محمد الحنفي



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل صارت الجرائد (المستقلة)، المغربية، جرائد للإخوان المجرمين ...
- هل من مهام أساتذة التربية الإسلامية، ومن خلال جمعيتهم، إصدار ...
- هل من مهام أساتذة التربية الإسلامية، ومن خلال جمعيتهم، إصدار ...
- من لم يكفر عصيد فهو كافر: من فتاوى أساتذة التربية الإسلامية ...
- هل يمكن لحكومة تقوم مكوناتها بدور المنفذ والمعارض أن تخدم مص ...
- بعد مهاجمة الأستاذ عصيد: أليست البرامج الدراسية منتجة لفكر و ...
- أحزاب الحكومة، وأحزاب المعارضة: هل يوجد فرق بينها؟...!!!
- تفاقم مظاهر الاستغلال الهمجي في ظل تعاظم أمل الشعب المغربي و ...
- بين المصلحة العامة و المصلحة الخاصة مسافة ينتعش فيها الانتها ...
- المناضلون الأوفياء للوطن والمحترفون ل (اللا وطنية) من أجل ال ...
- توظيف (الدين)، وتوظيف (النضال)... أية علاقة؟ وأية أهداف؟.... ...
- توظيف (الدين)، وتوظيف (النضال)... أية علاقة؟ وأية أهداف؟.... ...
- النضال من أجل الجماهير، ومع الجماهير، والنضال من أجل تحقيق أ ...
- النضال من أجل الجماهير، ومع الجماهير، والنضال من أجل تحقيق أ ...
- ألا فليعلم الملتحون، أن زمن النبوة والرسالة، قد انتهى بموت م ...
- ألا فليعلم الملتحون، أن زمن النبوة والرسالة، قد انتهى بموت م ...
- مسؤولية اليسار، وآفاق الحراك الشعبي...
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....4
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....3
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.....2


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد الحنفي - هل صارت الجرائد (المستقلة)، المغربية، جرائد للإخوان المجرمين؟.....2