ناظم الزيرجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4196 - 2013 / 8 / 26 - 08:02
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
المعرفة أول مثالاً يمارسها الإنسان تتسم بالبساطة والتعقيد في الوقت نفسه، ولذا عنيه الفلاسفة والمفكرين بالمعرفة حتى استحالت نظريتاً وبحثاً مستقلاً من مباحث الفلسفة الثلاث ، الفلسفة نظرياً تنقسم الى مبحث الوجود الذي يهتم بالوجود ككل ومبحث القيم الذي يدرس الحق والخير والجمال ، وأخيراً بحث المعرفة الذي يضمن جزئياً او كلياً ، كلاً من البحثين السابقين .شغلت المعرفة بالإنسان ولا سيما الفلاسفة الذين اهتموا منذ أقدم العصور بقضية المعرفة من خلال البحث عن طبيعتها وشروط تكوينها ، واختلفوا في هذا الصدد وسلكوا دروب شتى فمنهم من سعى الى البلوغ الحقيقية وجوهر الشيء كالفيلسوف اليوناني سقراط ، ومنهم من رأى ان مجرد أن امكانية معرفة ألاشياء وجوهرها أمراً مستحيل ، ومنهم من أنكر المعرفة تماماً أمثال بيرن بينما رأى فلاسفة أخرون أن الحواس الخمسة وحدها هي مصدر المعرفة كالفلاسفة التجريبين أمثال ديفد هيون وفرانسس بيكون ، اما الفلاسفة العقلانيون امثال ديكارت ، أنه يقول أن العقل مصدر المعرفة وسبيل الحقيقة الوحيدة . وفي الفكر الإسلامي لم يكن فلاسفة المسلمون بمنى عن دراسة هذه القضية فقد قال الغزالي عن الشك باعتباره مصدر من مصادر المعرفة واليقين ، فيقول أن لم يشك لا ينظر وأن لم ينظر لم يبصر وان لم يبصر يبقى في العمى والظلام . اما ابن خلدون فيرى أن الإنسان يولد خالياً من كل معرفة غير انه يملك الاستعدادات والوسائل التي تمكنه اكتساب المعرفة وان الحواس هي نقطة الانطلاق الى المعرفة وبهذا ترجع المعرفة الى اسس تقوم على التجربة ، وهنالك صور اخرى للمعرفة تدخل في اشراق العلوم الضمنية . اما كيف الوصول اليها ، لا يكون الابالتعقل ، ولكن هل المعرفة ممكنة . تبين اراء الفلاسفة والمفكرين بأنشاء المعرفة ، فمنهم من اكد ان المعرفة ممكن الوصول اليها اذ اتبع الإنسان منهج العقل بينما رأى أخرون أن اتباع منهج القلب هو السبيل، في حين رأى فريق أخر أن المعرفة نسبتاً يحددها الإنسان الفرد فلاوجود بما يسمى الحقيقة المطلقة هكذا تتنوع الاجابات وتختلف الدروب ويضل الإنسان يسعى ويسأل كيف اننا نعرف الحقيقة . اسئلة سوف تبقى مثاراً للجدل والنقاش لربما مادامت السموات والارض قائمة .
#ناظم_الزيرجاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟