عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4196 - 2013 / 8 / 26 - 03:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما تنتقد الاوضاع السلبية وغياب الامن والامان في ليبيا بعد 17 فبراير، يرد عليك البعض بالقول، المهم أن الطاغية مات،وليبيا بخير. مثل هذا الكلام قد يكون صحيحا إلى حد كبير إلا أنه لا يكفي لإعادة بناء الدولة الليبية .
قطعا ليبيا اليوم ليست هي ليبيا الأمس، ولا يختلف اثنان في أن ليبيا بدون القذافي وأبنائه وزمرته أفضل .. ولكن ما يؤلم القلب ويضيق به الصدر ما يجري هذه الأيام بطول البلاد وعرضها من تجاوزات، وأفعال خارجة عن القانون كال أذاها معظم الليبيين..
أنقلبت الموازين واختلطت الامور، وأصبحنا نعيش غياب الأمن العام، وهيبة الدولة ،والحكومة القوية التي تمتلك بجهاز امن منظم بمقدوره أن يمنع كل اعتداء وتجاوز .
فالآن لا يستطيع مدير أو رئيس أي مصلحة حكومية أو شركة عامة، أن يعاقب موظفا أو عاملا ، تجاوز ، خوفا من الاعتصام والمطالبة برحيله هو! .. وهكذا اصبح الوزير و المدير و رئيس مركز الشرطة و القاضي ، و المحامي و مدير المدرسة ، و ضابط الجيش ، و الاعلامي أمن، و شرطي المرور، و الحرس البلدي و مدير المصرف خائف وعاجز عن اتخاذ أي إجراء .
لأن هناك من يريد فرضٍ منطق القوة في التعامل مع الآخر.. وممارسة الضغوط مع من يخالفهم الرأي بالتهديد والوعيد، ويقتحم بشكل متكرر مؤسسات الدولة، ويتهجم على من فيها بقوة السلاح حتى وصلت الأمور الى حد إرتكاب جرائم القتل والخطف، بحق العديد من المواطنين، والموظفين العموميين.
غياب الأمن، يشل كل جوانب الحياة، فأنت إذا أردت اليوم ، شراء احتياجاتك الضرورية من السوق أو شراء الخبز، أو توصيل أولادك للمدارس، أو أهلك لزيارة عائلية، أو الذهاب لعملك، أو تفقد مزرعتك خارج المدينة، أو عيادة مريض بالمستشفى، أو الجلوس في مقهى، تفتقد الأمن الذي تحتاجه.
إن أي دولة محترمة، تفقد القدرة على توفير الأمن لمواطنيها ومسئوليها ، وتأمين حدودها، تتدهور لتصبح في النهاية دولة فاشلة بامتياز.. بداية علاج المرض هو الاعتراف بوجوده، ثم تشخيصه، ومن ثم، البدء في إعطاء الدواء المناسب له.
وبالتالي نحتاج الى مبادرة جادة فـعـالـة،جماعية، من أجل إرساء الامن والامان والاستقرار .. ذلك هو الأمل الوحيد لذي يقي للناس، لأن لا حياة ولا مستقبل لهم ولوطنهم بدون ذلك
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟