|
لمصلحة من تُعادي القوى الظلامية والتكفيرية الإسلامية الشعب الكوردستاني؟؟
احمد رجب
الحوار المتمدن-العدد: 4196 - 2013 / 8 / 26 - 01:26
المحور:
حقوق الانسان
يتحدث التاريخ القديم والحديث عن الحروب والصراعات التي ازهقت حياة الآلاف والملايين من الشعوب والجنس البشري منذ آلاف السنين والتي تمتد من عصور ما قبل التاريخ القديم والعصور الوسطى وصولاً إلى حروب العصر الحديث لتكون الاساس في عمليات القتل الجماعي ومنها إبادة الأوكرانيين و الأرمن والهولوكوست والجزائريين والكومبوديين والبوسنيين وإبادة الكورد ومواطنو اقليم دارفور في السودان وغيرها. لقد تعرض الشعب الكوردستاني على مر التاريخ للإبادة الجماعية وكان آخرها عمليات الأنفال السيئة الصيت، وهي العمليات التي قام بها النظام العراقي الدكتاتوري وحزب البعث العربي في عهد الدكتاتور الارعن صدام حسين فعلى مرأى ومسمع من العالم قامت قوات فيالقه وقواته من الحرس الجمهوري وجحوشه المرتزقة بإزالة القرى والقصبات والمدن الكوردستانية وضربها بالسلاح الكيمياوي المحرم دولياً مثلما حصل في مدينة حلبجة (ههڵ-;-هبجه) وقرى سيوسينان وباليسان وقرى منطقة بادينان، وخلال تلك العمليات الجبانة تم إعتقال ما يُقارب (182) الف مواطن في كوردستان جرى تصفيتهم دون مُحاكمات ودفنهم في قبور جماعية في الصحارى ومختلف المناطق النائية من العراق. بعد سقوط نظام الحكم الدكتاتوري في بغداد يقوم اليوم النظام الدموي في سوريا بقتل المواطنين العزل ومن ضمنهم الكورد، وهذا العمل امر طبيعي لنظام الاسد الدكتاتوري وحزب البعث العربي لأنهما النسخة البديلة لنظام صدام حسين وحزبه، ولكن الملفت للنظر في الوضع السوري هو قيام الجماعات التي حملت السلاح ضد النظام السوري في محاربة الكورد الذين يحملون السلاح معها في وجه النظام. في بداية الشهر الجاري قال المدعو عبدالجبار العكيدي ""قائد المجلس العسكري"" في حلب: أنه لا إتفاق بعد اليوم مع (الاكراد) ، وأكد العكيدي امام جماعته قائلاً: لم يعُد رحمة مع (الاكراد) ولو إضطر الامر لقمنا في إفنائهم عن بكرة ابيهم. ان ابناء الشعب الكوردستاني عندما يسمعون وفي العلن من يتجرأ ويتوّعدهم بالإبادة الجماعية وسحقهم عن بكرة ابيهم يتخيلون بدون شك الأيام السوداء التي مرّت على وطنهم جرّاء سياسة التعريب والتبعيث والتهجير، وأيام الإعتقالات العشوائية والإعدامات وحرق القرى والمدن واستخدام السلاح الكيمياوي، وهم يتذكرون الاعداء والوحوش الكاسرة من مصّاصي الدماء الذين تلوّثت عقولهم العفنة بالافكار الرجعية والعنصرية والشوفينية. ان ما صرّح به عبدالجبار العكيدي وهو مسلم إخواني و ""قائد عسكري"" في"" الجيش الحر"" تصعيد خطير، ودعوة صريحة لافناء الشعب الكوردستاني، وقوله هذا تأكيد على أنّ ""للجيش الحر"" دور في محاربة أبناء شعبنا، وليس بمقدور احد أن يتنّصل من دعوته، ولا يُمكن دحضه، وتأكيده يُظهر مدى شوفينيته وعنصريته التي تصُب في بوتقة الاعداء، وهي دعوة صريحة للتفرقة والقتل الجماعي.. يعتقد أبناء شعبنا الكوردستاني بأنّ الشوفيني عبدالجبار العكيدي حاله حال جميع العنصريين والشوفينين لم يسمع بمجازر الدكتاتور صدام حسين، ولم يسمع بالمدينة الكوردستانية البطلة حلبجة التي ابيدت بالسلاح الكيمياوي، وهنا نذّكر العكيدي وزبانيته من أعداء شعبنا ونقول لهم إن كانت حلبجة على بُعد منهم ولم يسمعوا بها، ولكن ألم يسمعوا بما حدث في عامودا المدينة الكوردستانية التي تقع في غرب كوردستان، ألم يسمعوا بضحايا سينما شهرزاد عام 1960حيث راح ضحيتها جيل من الاطفال في بداية بلوغهم قرابة (285) طفل, ذهبوا اليها وأشتروا التذاكر دعماً للثورة الجزائرية وأثناء الحريق قام سكان عامودا صغارها وكبارها بمظاهرات تندد بسياسة الحكومة تجاه الكورد وقاموا برفع العلم الكوردي لأول مرة في سوريا، ألم يسمعوا بإنتفاضة شعبنا في آذار عام 2004، ألم يسمعوا بالحزام العربي عام 1965 الذي يُعتبر طوق الخناق على شعبنا، والذي تمّ بموجبه طرد الكوردستانيين من أراضيهم وتفريغ مناطقهم.. فقد تعرض الشعب الكوردي في سوريا إلى القمع والظلم وأنكر عليه حقه وسحبت منه الجنسية السورية، وأستخدم كل أنواع القمع والإضطهاد بحقه، إلا أن هذا الشعب كان يناضل ومازال يطالب بحقوقه وبحرياته بالوسائل السلمية.. وأمام الأعداء في النظام السوري الدموي و""الجيش الحر"" قامت القوى الظلامية والتكفيرية من دولة العراق والشام الاسلامية وجبهة النصرة وأحرار الشام بحملة شرسة مستخدمة دبابات وناقلات جند والإعتداء الآثم على المناطق الكوردستانية وبالأخص على قرية (سهری-;- كانی-;- و كری-;- سپی-;-) وغيرها، والقيام بإقتحام منازل المواطنين فيها، ومن ثمّ نهبها وتهجير سكانها، والقيام بتفجيرات إرهابية استهدفت المنازل ومقرات الاحزاب وحرق السيارات وإطلاق النار على السكان الآمنين. وممّا لاشك فيه انّ القلق يساورنا كثيراً على ارتكاب المجازر وتهجير المواطنين الكورد وقطع رؤوسهم والتهديد بإنهاء الوجود القومي الكوردي من قبل مقاتلي ومرتزقة المنظماتالإسلامية المتطرفة ذات التوجهات الإرهابية التي غايتها زرع ونشر الرعب والخراب في المجتمع وإراقة الدماء دون أي إعتبار للواقع التاريخي والوجود الجغرافي والحقائق الإنسانية على الارض، ودون أي إحترام لحقوق الأقوام والشعوب. بعد توافد الجماعات التكفيرية والإرهابية من كل حدب وصوب إلى سورية تشّوهت صورة الثورة السورية ضد النظام الإستبدادي، فالاخوان المسلمون والسراق والمهربون وقطاع الطرق والقوى الظلامية والتكفيرية استولوا على الثورة ولجأوا إلى الإرتزاق بدعم ومباركة الجهات الخارجية كالدولة التركية وقطر والسعودية، وطبقاً لتلك الممارسات والتوجهات الخاطئة أصبح ما يُسّمى بـ ""الجيش الحر"" بيدقاً بيد الجميع، وإنّ هذه الجماعات تهاجم الشعب الكوردستاني وتحاول سرقة ممتلكاته، وتقوم بخطف الاطفال والشيوخ والنساء، ولا يكتفون بذلك، وها هي قواهم التكفيرية تعلنها حرباُ شعواء ضدهم وتُحلل دمهم وعرضهم ومالهم. إنّ أعداء الشعب الكوردستاني في إزدياد وبتسميات متنوعة فبالإضافة إلى ""الجيش الحر"" ظهرت جبهة السنة ""العمق الإستراتيجي"" للإخوان المسلمين ودولة العراق والشام الإسلامية وجبهة النصرة وأحرار الشام ولواء التوحيد وحركة الفجر، وتستند هذه القوى الإرهابية والتكفيرية إلى الترهيب بحجة تطبيق الشرع الإسلامي وإلى فتاوي ظلامية قناعاً لأعمالها الوحشية الإجرامية، وتحاول إلى تحقيق أحلامها في إقامة دولة دينية متطرفة على غرار دولة طالبان في افغانستان فجبهة النصرة لأهل الشام هي منظمة سلفية، وهي ترتبط بالقاعدة والإسلام السياسي، وفي الآونة الاخيرة أعلنت تبعيتها بكل وضوح للقاعدة تنظيمياً وإعلانها البيعة علناً لأيمن الظواهري رئيس تنظيم القاعدة. وممّا يُؤسف له أنّ العديد من الكتائب الكوردية ومنها آزادي، لواء صلاح الدين، كتائب يوسف العظمة وقوات الكومه لة كانت ضمن الكتائب المشاركة بالهجوم على المناطق الكوردية،ويُسّمي البعض المشاركين بالجحوش والمُرتزقة التابعين للإسلاميين المتشددين. أن قوى المعارضة الأخرى في الساحة السورية إلتزمت الصمت، وصمتها مُريب ويتناغم مع الصوت الدولي المُريب أيضاً فلا أحد يرفع الصوت تجاه كل هذه العمليات الإجرامية التي شهدتها المناطق الكوردستانية، وهي شبيهة بعمليات الانفال التي قام بها النظام الدكتاتوري في العراق. وأخيراً يجب التأكيد بأنّ الأنظمة الدكتاتورية ذات التوجهات الرجعية والشوفينية والعنصرية لم تنجح في كسر صمود شعبنا الكوردستاني ومصادرة إرادته النضالية، وستبوء بالفشل كل محاولات الإرهابيين والتكفيريين الإسلاميين، وسيكون النصر للشعب. 25/8/2013
#احمد_رجب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حاربوا التخريب
-
مجداً أيّها الشيوعي الخالد سيد باقي
-
اغلبية كانت بسيف الحياء وليست بسيف الجهل (وكان مدادها الفقر
...
-
ايها المتأسلمون --- وجوهكم بغيضة- واغلبيتكم مزيفة - ووجودكم
...
-
شركاء فى الوطن
-
هل نتيجة انتخابات مجلس الشعب 2011 فى مصر تعبر فعلا عن (الارا
...
المزيد.....
-
الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو وجالانت لارتكا
...
-
الجنائية الدولية تصدر أمر اعتقال بحق قائد كتائب القسام محمد
...
-
حيثيات تاريخية لإصدار أمر اعتقال نتنياهو وجالانت لارتكاب جرا
...
-
وزيرة إسرائيلية تصف مذكرات الاعتقال الدولية الصادرة ضد نتنيا
...
-
بن غفير يدعو إلى فرض السيادة على الضفة الغربية ردا على مذكرا
...
-
قيادي لدى حماس: مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت تؤكد أن العدال
...
-
المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ويوآ
...
-
المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الجنائية الدولية: توجيه تهم ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية ل
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|