أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - فتوى الكنيسة: الشيوعية كفر والحاد














المزيد.....

فتوى الكنيسة: الشيوعية كفر والحاد


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4195 - 2013 / 8 / 25 - 23:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان يسألهم على دوي محرك الشاحنة، بعد ان اوقفهم في الطريق، عن عدد ركعات صلاة الفجر، فلم يعرفوا، وكان لابد لذلك الملتحي المترب، الذي يرفع فوهة بندقيته الى السماء، ان يقطب غضبا في سبيل الله، اخذ الثلاثة الى جانب الطريق، اجلسهم سوية على الرمل، ثم فتح النار عليهم من الخلف ورفاقة يهتفون "الله اكبر".

لم اميز بين هذه الهتافات، واجراس كنائس القرون الوسطى، في اوربا، فقد كانت هي الاخرى تقتل العباد من غير المؤمنين بنفس الروح الايمانية، ابتغاء مرضاة نفس الاله.

في ظل هذه الاجواء الايمانية، وعندما تشتد هكذا، رغبة الاله للقتل، اصدر السيد اية الله مرتضى القزويني فتواه بان الشيوعي كافر وملحد ويجب الاقتصاص منه باقامة الحد.

والحد هو القتل الذي يقوم به المسلم المؤمن ارضاءا لرغبة الاله، وهو اقصر طريق للجنة، الجنة ذلك المكان الذي سيجمع رجال الدين المسلمين، الداعين للقتل، من شاكلة ذلك المغبر اللحية في شريط الفيديو، والسيد القزويني، مع رجال الدين المسيحيين من من كانوا يعدمون الاخرين على الخوازيق (لم يكن الله قد علمهم على استعمال البنادق بعد، انذاك).

فحسب السيد القزويني ان اللص الذي يبنى امبراطورية مالية من قوت الشعب المعدم، ويترك العوائل الفقيرة تعاني العوز، ليس كافر، لانه مؤمن يقيم الصلوات باوقاتها، فالوزير الفاسد، الذي يسرق الاموال المخصصة لبناء المستشفيات، مثلا، ويستورد ادوية فاسدة تقتل الناس هو غير كافر لانه مؤمن بذلك الاله ويقيم الصلوات له باوقاتها.

واعضاء البرلمان الذين يسرقون اموال الملايين، من كومسيونات سحت، الى رشى فساد، ويقرون لانفسهم رواتب مدى العمر ككنوز الاربعين حرامي، ليسوا كفرة لان اكثرهم من الملتحين، وعندما يتحدثون الى الشاشات تراهم مطرقي الابصار بخشوع والحركة الوحيدة التي يؤتونها هي تدوير محابس الايمان في بناصرهم.

الميليشيات الطائفية، ايضا، ليست كافرة، تلك التي تهجر العوائل من مناطق سكناها وتلقيهم في المجهول بدون سبب، تحرم الابناء من المدارس، والمعيلين من اعمالهم، وتقطع ارزاق عوائل فقيرة، حسب فتوى القزويني، لأنهم يقيمون الصلوات لذلك الاله.

ومن يدعي نسبا زورا، على اساس انه قريشي، ومن نسل محمد ابن عبدالله، من اجل جمع اموال الخمس من الفقراء وبناء امبراطوريات عقارية في الخارج، ومن ضمنهم السيد مرتضى القزويني نفسه، فهذا ليس كفرا.

ومن ترك ساحات "الجهاد" طلبا للغنى فاستوطن الكويت في ذروة رخائها، ثم انتقل الى ايران بعد وصول "السادة" الى الحكم، ثم انتقل الى الغرب طلبا للترف والحياة الناعمة، مثل اية الله مرتضى القزويني نفسه، الذي انتقل الى امريكا مقيما في لوس انجلوس، بالقرب من هوليوود، منذ العام 1985، وعاد بعد 2003، الى مغارة علي بابا قرب الاضرحة، فانه ليس كافرا.

فالسارق حسب فتوى مرتضى القزويني غير كافر، والقاتل غير كافر، والمحرض على القتل بفتاوي كنسية في هذه العصور غير كافر، حتى مرتكبي المجازر بحق الانسانية، من مسلمي هذه العصور، كلهم غير كفره حسب فتواه.

ومع ان الشيوعية هي مرحلة اقتصادية بحتة، ولا علاقة لها بالدين، ولا تدنو من عالم الكهنوت باي صورة من الصور، الا ان الشيوعي، وان لم يصل للحكم، ولم يسرق، ولم يشكل ميليشيات قتل طائفية، ولم يسمع احد منه ولو شتيمة لاحد، الا انه وحسب تحريض القزويني هو الكافر.

ورغم اني على ثقة بان القزويني، ومن يؤيد فتواه بحق الشيوعيين، لم يقرأ كتابا عن الشيوعية، ولم يمتلك الفرصة في يوم من الايام لمعرفة هذه النظرية الاقتصادية، ولو بشكل سطحي، بل وربما لم يلتقي بشيوعي واحد في حياته، الا انه لم يمهل نفسه برهة تفكير وتروي قبل اصدار فتواه.

هذا كان سلوك رجال الدين الكنسيين، فمن اعدم غاليليو لم يقرأ كتابه، ولم يكلف نفسه التقصي في حقيقة ما كان يقول، تماما مثل الذي يحرض ميليشيات الملتحين هذه الايام، ضد الشيوعيين.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غازات سامة ليس لها صاحب
- السوريون بانتظار رامبو
- عيد اسود على الاخوة في المنطقة الخضراء
- هل اصوم من اجل ارضاء الاصدقاء؟
- ملعب الشعب وتصدير الكهرباء
- سوات وجه المالكي
- قراءة في تهديدات السيد الشهرستاني لاسرائيل
- المالكي واجواء حرب الكويت
- للاردن.. نفط وفوقه بوسه!
- لا للحرب في كردستان
- عبد الامير الزيدي هو رجل المرحلة
- اللطم مقابل الغذاء
- -صفعات- الاسلحة واعادة العسكرة الى اين تقود العراق؟
- صفقة الاسلحة الروسية.. ثمن رأس بشار الاسد
- امسية شعرية في المركز الثقافي العراقي في لندن
- اللعب بالشبك.. ستراتيجية المالكي لمجابهة الارهاب
- المالكي وتوريط موريتانيا!
- كتب شارع المتنبي -الارهابية-
- عمليات دجلة... خطوة على طريق تقسيم العراق
- حرب المالكي ضد كردستان.. خطأ تاريخي ام ضرورة للتوازنات الامر ...


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - فتوى الكنيسة: الشيوعية كفر والحاد