أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف الأسعد - الاسلام السيسي.. تجربة الاخوان














المزيد.....

الاسلام السيسي.. تجربة الاخوان


يوسف الأسعد

الحوار المتمدن-العدد: 4194 - 2013 / 8 / 24 - 22:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد عدا الكثيرون يختزلون نجاح الإسلام في مصر في نجاح الإخوان و فشل الإسلام في مصر في فشل الإخوان وهم مخطؤون تماما.
بعد إلغاء مصطفى كمال أتاتورك الخلافة في سنة1924 ظهرت مجموعة من الحركات المتأسلمة التي تدعوا الى الخلافة الاسلامية طامعة في وراثة الخلافة وحكم المسلمين باسمها، و طمع بعض قادة هذه الجماعات في أن يكون هو الخليفة المنتظر، فاعتبر الجهاد سنة مؤكدة وجب إحياؤها لمواجهة أعداء الجماعات من قادة و مفكرين.فأُسفِكت بذلك دماء و مازالت تُسفك و اٌزهِقت الارواح وما زالت تُزهق و انتُهِكت حرمات ومازلت تُنتهك.
ما يحدث اليوم في مصر يمكن إدراجه في هذا السياق بعد فشل جماعة الإخوان المسلمين في تدبير الشأن السياسي في البلاد ،ولم تكن فشل التجربة الاخوانية في إدارة الحكم هي الأولى في التاريخ المعاصر، فقبلها دولة الطالبان في أفغانستان التي دمّرت الشعب وعكرت صفو أجواء البلد بالهمجية و البدائية وجعلت الشعب يبدو وكأنه يعيش في غياهب قرون ما قبل التاريخ ؛ و كما فشل المشروع الأفغاني فشل المشروع الإسلامي الجزائري قبله والذي كبل الجزائر آلاف الضحايا من كل شرائح المجتمع صغارا وكبارا رجالا ونساء كذالك نموذجي الصومال و السودان.. الى غير ذلك من الأمثلة التي أبانت عن فشل مشروع الدولة الدينية، باستثناء التجربة الأردوغانية-تجربة الحكم الإسلامي في تركيا-، فللحكم في تركيا خصوصية علمانية محمية من طرف المؤسسة العسكرية تكبح أية نوايا تسعى الى تغيير نمط الحكم وفقا لميولاتها او إيديولوجياتها.
لعل من أبرز أسباب فشل هذه الجماعات في الوصول الى تأسيس الدولة الدينية هو عدم القدرة على التلاؤم مع معطيات الحياة المعاصرة ، وعدم القدرة على التأقلم واستيعاب ضرورات المجتمع، حيث لا يمكن تسيير مجتمع في القرن الواحد و العشرين بأحكام صدرت قبل مئات السنين؛ نظرا لخلو الساحة الدينية من الاجتهاد في القضايا السياسية و تطور السلوكيات الاجتماعية و الاقتصادية و الفكرية للمجتمعات. ولعل أسباب فشل تجربة الاخوان في مصر هي التضييق على الممارسات السياسية المعارضة التي تقودها حركات او أحزاب سياسية و تقييد الصحافة و الإعلام و استخدام لغة الخطاب و المراوغة، كما ظلت كل مؤسسات الدولة في عهد مرسي كما كانت في عهد مبارك، ولم يأتي مرسي بأية قرارات ترفع الظلم و تعيد كرامة المواطن المصري الذي سئم من العبودية، بل كانت اختيارات مرسي لمن يتبوءون المناصب العليا جديرة بتكريس نوع جديد من العبودية الدينية التي تجعل من الإخوان هم أولى و أقرب من الله و كأن الرسالة أرسلت إليهم دون غيرهم، مما أدى الى انتفاض الشارع و بدء المواجهات.
إن تاريخ الإسلام السياسي كله صراعات وتحزبات منذ وفاة عمر ابن الخطاب. وربما هذه الأسطر لاتكفي للتعمق في هذا الموضوع وبخلاصة الدين منظومة اخلاق ومجموعة من المواعظ و المبادئ النبيلة التي ترقى بالإنسان الى أسمى ما يمكن أن يصل اليه ،و السياسة مكروخداع و لعبة قذرة تنزل بالإنسان الى احط مايمكن إن ينزل اليه ، وممارسة السياسة بالدين أو تديين السياسة لايمكن أن يؤدي إلا إلى جرد الدين من أهدافه السامية التي جاء من أجلها ، وتحريفه وتحويله الى حروب لا تنتهي ، و الى اعتبار سفك الدماء عملا من إعمال الجهاد و تبرير العدوان بالايات وشرعنة الظلم مما يؤدي الى النفور من الدين . ليس كل من يدين بالدين الإسلامي يريد أن يعيش بموجب الشريعة الإسلامية. لذلك وجب فصل السلطة عن الدين.
العلمانية تنهي الصراعات اللامنتهية الناتجة عن المتاجرة بالدين بل و تحميه، ونموذج الولايات المتحدة خير دليل على ذلك.كما صرح "توماس جيف رسون" ثالث رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية في تعريف مختصر للعلمانية قائلا : " إن الإكراه في مسائل الدين أو السلوك الاجتماعي هو خطيئة واستبداد، وإن الحقيقة تسود إذا ما سمح للناس بالاحتفاظ بآرائهم وحرية تصرفاتهم". ولولا العلمانية لما انتقل الغرب من ظلمات العنصرية و الاستبداد الديني الى نور التطور الديمقراطي.
إلا أنه للأسف العلمانيون العرب أو بالأحرى العلمانجيون العرب أخرجوا العلمانية عن سياقها و أكسوها طابعا تكفيريا و الحاديا ،وحولوا مجراها من حماية الدين الى الدحض فيه، مما يؤدي الى النفور منها و رفضها وهي نتيجة طبيعية لما في ذلك من زعزعة عقائد الناس وأمنهم الروحي و يجب على العلمانجيين الوعي بالأمر .
إن حاجة الشعوب العربية اليوم أكثر من أي وقت مضى هي دول مدنية علمانية كفيلة بترسيخ الدموقراطية و إرساء مبادئ حقوق الإنسان و الحرية.كما يجب عدم الدخول مع الإسلاميين في صراع وإلا سينتهي الأمر بما انتهى به في فلسطين منقسمة الى دويلتي رام الله العلمانية و غزة الاسلامية و ما انتهى به الأمر في السودان و الله أعلم ما ستؤول اليه الأمور في مصر.



#يوسف_الأسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف الأسعد - الاسلام السيسي.. تجربة الاخوان