جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4194 - 2013 / 8 / 24 - 20:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لاا يهمني في الحقيقة كم مرة تصلي باليوم الواحد او اذا كنت تصوم الرمضان ام لا او تقرأ القرآن و تستمع الى تجويداته و تذهب الى المسجد لاداء صلاة الجمعة الخ لان هذا شانك الشخصي الخاص و ليس لي دخل في ذلك و لكن الذي يهمني هو الحياة االعامة و الثقافات و العلم و الاقتصاد و اللغات الاخرى:
اولا الحضور: يعني الحضور الوجود و المشاركة في الحاضر. المشكلة مع الاسلام هي حضوره و تدخله في جميع نشاطاتنا الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية و اللغوية يوميا من خلال الصلاة و الصوم و الاعياد و الافراح و الاحزان و اسماء البشر و اللغة و الكتب المدرسية الخ. لا يترك الاسلام ناحية الا و تدخل فيها. توصف الانجليزية هذا النوع من الحضور الشامل التوتاليتاري من الناحية الدينية بـ omnipresent كالرب و من الناحية الدنيوية بـ ubiquitous و تسميها الالمانية بـ allgegenwä-;-rtig.
ثانيا المساحة: عندما لا يعطي شخص للاخرين مجال او مساحة للتصرف تصفه الالمانية بانه يحتل مساحة كبيرة و الاسلام يحتل (نعم كلمة يحتل هي الكلمة المناسبة) مساحة كبيرة في حياتنا اليومية سواء كنا متدينين او ملحدين - مسلمين او غير مسلمين.
لربما لا تنتبه الى خطورة المسألة الا عندما تكتشف بان الحضور (الحاضر) يشير الى الزمن و المساحة الى المكان. تعتبر الفلسفة مسألة الزمن و المكان مسألة اساسية في وجود و هوية الانسان لذا تحتل الدول المعتدية مساحة الشعوب المغبونة و تنفي حضورها او تحدده.
لقدا بدأت دراسة جديدة اتت من التعاون بين علماء الانثروبولجيا (علم الانسان) و علماء اللغة تقول: كل لغة تتعرض الى الهلاك او يتقلص دورها بالقوة ليست فقط كارثة ثقافية للبشرية فحسب بل ايضا كارثة علمية و اقتصادية لان الشعوب تخزن في لغاتها كنوز من خبرتها و علمها و مراقبتها للطبيعة مهمة لاقتصاد و رفاه البشرية بصورة عامة تضيع بهلاكها. راجع:
http://www.econ.kuleuven.be/ew/academic/intecon/home/workinggroupseminars/files/economic%20development%20and%20languages.pdf
كم لغة سامية و غير سامية دمرها الاسلام كليا او قلصها الى لغات هامشية لتحل محلها العربية؟ كم لغة اغرقت بالمفردات العربية لتحل محل مفرداتها الاصلية بعد الاسلام! يجب انعاش اللغات التي تضررت من وراء الاسلام لفترة طويلة من الزمن لاهمية دورها الثقافي و العلمي و الاقتصادي و لاجل التنوع اللغوي كما تحاول ايرلندا اليوم انعاش لغة گيلية و انقاذها من الانقراض بسبب هيمنة الانجليزية. راجع:
http://en.wikipedia.org/wiki/Goidelic_languages
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟