أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - الثورة المصرية.. نتائج وتوقُّغات















المزيد.....


الثورة المصرية.. نتائج وتوقُّغات


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4193 - 2013 / 8 / 23 - 21:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




في 27 تموز المنصرم، كتبت:
فجر اليوم لفظت ثورة 25 يناير أنفاسها الأخيرة!
التاريخ يُسجِّل الآن النهاية الدموية الفاشية لثورة الخامس والعشرين من يناير؛ ففي فجر السابع والعشرين من تموز 2013 اغتال بينوشيه مصر (الجنرال الفاشي السيسي) هذه الثورة الشعبية المصرية العظمى، والتي هي مركز الثقل الثوري في "الربيع العربي".
لقد أغرقها الحكم العسكري الفاشي المصري في بحرٍ من الدَّم بعد دقائق من حصوله على "التفويض الشعبي" من ملايين المصريين الذين احتشدوا في ميدان التحرير، والذي أراه الآن، بعيون الضحايا الأبرياء، على هيئة مقبرة، دُفِنَت فيها ثورة الخامس والعشرين من يناير، وكأنَّ قدرها أنْ تُدْفَن في مسقط رأسها؛ وأرى هذا الحشد الشعبي الكبير في الميدان على هيئة جنازة تَضُمُّ، بحكم تعريفها، النعش والميِّت والمشيِّعون.
هؤلاء الملايين هُمْ قسم كبير من الشعب المصري، وقد يكونوا قسمه الأكبر؛ لكنَّهم ليسوا بـ "شعب يناير"، ليسوا بـ "الشعب الثوري"؛ إنَّهم مطايا امتطاهم الفاشي السيسي..
قوى الثورة المضادة في مصر إنَّما تشمل الآن كل يساري، وكل شيوعي، وكل علماني، وكل قومي، وكل ناصري، انضمَّ إلى الفاشي السيسي، وارتضى أنْ يكون مطية للحكم العسكري الفاشي، الذي هو نفسه حكم مبارك وقد حُقِن بمصل الفاشية.
هؤلاء ما عادوا، بدءاً من "المجزرة الفاشية"، يساريين، ولا شيوعيين، ولا علمانيين، ولا قوميين، ولا ناصريين؛ فالثورة المضادة (لثورة الخامس والعشرين من يناير) انتصرت أوَّلاً في عقولهم، وفكرهم، وتفكيرهم، ومشاعرهم؛ فعداؤهم لجماعة "الإخوان المسلمين"، والتي هي في مَيْلٍ فطري إلى الفاشية الدينية، أعمى أبصارهم وبصائرهم، حتى أنَّهم ارتضوا أنْ يكونوا وقوداً للثورة المضادة، ومطايا للحكم العسكري الفاشي؛ فاليوم أُعْلِن براءة الشيوعية واليسار والعلمانية والقومية والدولة الديمقراطية المدنية منهم؛ فما أرخصهم في سوق السياسة!
كنتُ سألومكم كثيراً، وكثيراً جداَ، لو لم تخاصموا مرسي، وعهده، وجماعته، وحزبه، وحلفائه، ونهجهه؛ أمَّا الآن فأتبرأ (مع كل فكر تزعمون الانتماء والانتساب إليه) منكم، وأُعْلنكم جزءاً من قوى الثورة المضادة التي أعادت عهد مبارك، بعدما شحنته بطاقة الفاشية؛ فما السيسي إلاَّ مبارك، في نصفه الأسفل، وبينوشيه، في نصفه الأعلى.
لم أتوقَّع أنْ تسقطوا هذا السقوط، وإنْ كنتُ أتوقَّع أنْ يجد الجنرال الفاشي السيسي حلفاء له في رأسي الأزهر والكنيسة القبطية؛ فالفاشي يميل بالفطرة إلى التحالف والتعاون مع المؤسسات الدينية.
الثورة المضادة انتصرت فيكم (أيْ في دواخلكم) أوَّلاً؛ ثمَّ انتصرت على ثورة الخامس والعشرين من يناير العظمى..
جماعة "الإخوان المسلمين" سطت، من قبل، على ثورة يناير، وعاثت فيها فساداً؛ وأنتم اليوم كنتم جُنْداً للجنرال الفاشي السيسي في قضائه عليها؛ وإذا ندمتم عمَّا قريب، ولسوف تندمون، فلن يكون ندمكم إلاَّ ندم الأغبياء؛ فإنَّ غباؤكم هو الرَّحْم الذي منه خرج هذا الجنرال الفاشي ضيِّق الأُفق. كنتم تتوقَّعون ولادة أتاتورك، فإذا بكم تُرْزقون بينوشيه المصري!

وفي 24 تموز المنصرم كتبت:
السيسي أشعل فتيلها!
العسكري إنَّما هو إنسان على هيئة بندقية؛ فإذا اشتغل بـ "السياسة"، ناصَب مكيافلِّي العداء، وداس كتابه "الأمير"، وكَفَر بالسياسة إذا ما أخْبَرتهُ أنَّها بِنْت العِلْم والفنِّ معاً، وآمن بها إذا ما نَفَثوا في رَوْعه أنَّها "ما يَنْبُع من فوهة البندقية (مِنْ حلٍّ أو تغيير..)"؛ وفي آخر المطاف، وبعد خراب البصرة، وانهيار المعبد على شمشون وأعدائه معاً، يمكن أنْ يَفْهَم النصيحة "إنَّكَ تستطيع فِعْل كل شيء بالحراب عدا الجلوس عليها". لقد قالها نابليون، ناصِحاً كل مَنْ يَسْتبد برأسه وَهْم "كلُّ شيء بالقوَّة"؛ فهل قرَّر السيسي، أخيراً، الجلوس على الحراب؟!
السيسي، أوَّلاً، وبصفة كونه وزيراً للدفاع، انقلب على رئيسه عسكرياً، والذي هو في الوقت نفسه رئيسه مدنياً، بصفو كونه موطِناً. لقد انقلب على محمد مرسي، أول رئيس مدني مصري منتخَب، وعزله عن منصبه، واحتجزه في مكان لا يَعْلَم به إلاَّ هو ومجموعة صغيرة من الذين يَثِق بهم، مُسْتَذْرِعاً، في عزله، بنزوله (مع المؤسسة العسكرية) على إرادة الشعب الذي نزل إلى الشارع في الثلاثين من يونيو مطالِباً بـ "انتخابات رئاسية قبل أوانها"، ومُسْتَذْرِعاً، في احتجازه في هذه الطريقة، بالحرص على "سلامته الشخصية".
ثمَّ استحضر السيسي موسوليني والفاشية، فقرَّر، وكأنْ لا سلطة في البلاد أعلى منه ولو من الوجهة الشكلية، دعوة الشعب (أو "المصريين الشرفاء") إلى النزول إلى الشارع لـ "مبايعته" ونصرته والوقوف إلى جانبه في الحرب التي يعتزم شنها على "الشعب الآخر"، المعتصم في "رابعة العدوية"، وغيرها من الأماكن في القاهرة وسائر مصر، بدعوى إنقاذ مصر من خطر "العنف والإرهاب" الذي يتهدَّدها.
إنَّها المرَّة الثانية في أقلِّ من شهر واحد التي يقرِّر فيها السيسي، وكأنْ لا وجود للأعلى منه سلطةً (ولو من الوجهة الشكلية) كرئيس الدولة المؤقَّت، ورئيس الحكومة الانتقالية؛ ولقد كانت السيادة في دعوته لضمير المتكلِّم "أنا"؛ فهو قال "أَطْلُب من الشعب.."، ولم يَقُل "نطلب (أيْ الجيش) من الشعب..".
وطَلَب من "الشعب (أو مِمَّن دعاهم "المصريين الشرفاء")" أنْ ينزل إلى الشارع، لـ "يُفوِّضه" في "اتِّخاذ الإجراءات اللازمة" لمواجهة "أعمال العنف والإرهاب"، وكأنَّ "المرحلة الانتقالية"، مع "خريطة الطريق" التي أقْسَم أنْ يظلَّ وفياً لها، هي الرداء للأحكام العرفية، ولحالة الطوارئ، والتي بدايتها إسقاط مصر في قبضة العسكر، وإنزال الدبابات إلى الشوارع، بعد مغادرة "المصريين الشرفاء" الشارع؛ أمَّا نهايتها فلا يَعْلمها إلاَّ علاَّم الغيوب!
لقد توجَّه السيسي إلى "الشعب"، بصفة كونه مَصْدَر الشرعية، طالباً منه النزول إلى الشارع لمنحه "الشرعية الشعبية (الثورية)" التي لا تعلوها شرعية؛ وإنَّها لمهزلة ما بعدها مهزلة أنْ نرى ممثِّلي وأبطال "الخريف (التاريخي) العربي" يصارِعون الآن، ويقاتلون، بأسلحة "الربيع العربي"؛ وها هو السيسي يطلب "مليونية" خاصة به؛ وقد يجيبونه قائلين: "غالٍ والطلب رخيص"!
ولحرب السيسي المقبلة شرعية أخرى، تشبه "الشرعية الدولية"، فهو خاطب، ضِمْناً، العالم قائلاً: لقد دعوناهم إلى أنْ يجنحوا للصلح، فأبوا واستكبروا، وتمادوا في غِيِّهم، ولم يبقَ لدينا، من ثمَّ، من علاجٍ إلاَّ آخره، وهو الكيِّ!

وفي 8 تموز المنصرم كتبت:
إنَّها الثورة المضادة يقودها بونابرت صغير.. فالحيطة والحذر!
في فجر الثامن من تموز 2013، وحيث أوشكت كفَّة خيوط النهار ترجح على كفَّة خيوط الليل، بدأ (واتَّسَع) فَرْز وتمييز خيوط الحقيقة من خيوط الوهم في مصر التي أنجبها "الثلاثون من يونيو"؛ وكلُّ "مَنْ يطلب دليلاً"، بعد مجزرة الحرس الجمهوري، إنَّما هو كمثل مَنْ يطلب دليلاً على وجود النهار والشمس قد كبدت السماء.
هل أنتَ مع مرسي (المُعْتَقَل، والذي هو أوَّل رئيس مصري مدني مُنْتَخَب) وحزبه وجماعته ونهجه في الحكم؟
هذا سؤال خُذْهُ من أفواه سائليه وارمِهِ في المزبلة؛ لأنَّه سؤال الثورة المضادة، التي يقودها العسكر، متسربلين ومتدثِّرين بخليط شعبي، يشبه، شكلاً، شعباً ثائراً نزل إلى الشارع، وتركَّز في "الميدان ـ الرَّمْز"، ميدان التحرير العظيم؛ فما أكثرهم في "الميدان"، وما أقلهم في "السياسة"!
أوَّلاً، اسمحوا لي أنْ أوضِّح "أمْراً شخصياً"؛ فأنا كاتب هذه المقالة لا جامِع يجمعني (فكرياً) مع كلِّ الأحزاب والجماعات والقوى السياسية (والفكرية) الإسلامية، التي تجتهد في اشتقاق "السياسة" من "الدِّين (الإسلامي)"، وفي مقدَّمها جماعة "الإخوان المسلمين"، وحزبها؛ وإذا اتَّخَذْنا "العلمانية" مقياساً نقيس به الرُّؤى فإنَّ لديَّ من "العلمانية" ما يسمح لي بالطَّعْن والتشكيك في "علمانية" المصريين المتطرِّفين في "علمانيتهم"، وفي "علمانية" ألد أعداء مرسي من "العلمانيين"، وإنَّ لديَّ من الانحياز إلى "الدولة الديمقراطية العلمانية المدنية (دولة المواطَنَة)" ما يمنعني من قبول وتَقَبُّل أي "حكم إسلامي" ولو أتى من طريق انتخابات حُرَّة نزيهة، وحظي بأقوى شرعية انتخابية.
لكنَّ كل هذا لا يمنعني من أنْ أرى الأمور في حقيقتها التي لا تُفْسدها، ولا تشوِّهها، ولا تغشاها، أوهام، وأنْ أقول، من ثمَّ، إنَّ السؤال الذي ينبغي لنا الآن إجابته هو سؤال "ثورة الخامس والعشرين من يناير العظمى"؛ وهذا السؤال هو: هل أنتَ مع الثورة ("الشعبية") المضادة التي تقودها البيروقراطية العسكرية برئاسة السيسي، والتي شرعت تؤسِّس لـ "حُكْم بونابرتي"، سيشتد ويَعْظُم مَيْله إلى الأساليب والطرائق الفاشية في الحكم، توصُّلاً إلى العودة بمصر إلى "عهد مبارك"، بجوهره وأساسه، ولو اقتضى الأمر (ولسوف يقتضي) بقاء مبارك (مع بعض رجال حكمه) مُنَحَّىً عن الحكم؟
ليس كل ما يلمع ذهباً؛ وينبغي لنا، من ثمَّ، أنْ نَنْظُر في (وإلى) هذا "الحشد (أو الخليط) الشعبي" المناوئ للرئيس المعزول المُعْتَقَل مرسي، وأنْ نسأل أسئلة من قبيل: "مَنْ هُمْ هؤلاء؟"، "مِنْ أين جاءوا؟"، "لِمَ نزلوا إلى الشارع؟"، "ما هي دوافعهم الحقيقية؟"، "كيف نزلزوا (أو أُنْزِلوا)؟"؛ فإذا كانت كل "ثورة شعبية" تعني "نزول الشعب إلى الشارع"، فإنَّ هذا لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، أنَّ كل نزولٍ للشعب إلى الشارع يجب أنْ يكون "ثورة شعبية"؛ وإلاَّ أصبح أمْراً منطقياً أنْ نقول: إذا كان كل البرتقال فاكهة، فهذا إنَّما يعني، ويجب أنْ يعني، أنَّ كل الفاكهة برتقال.
إنَّ العسكر يَسْتَثْمِرون الآن في كل ما هو سيئ من عواقب وتبعات حكم، أو طريقة حكم، مرسي، مع التذكير بأنَّ قسماً كبيراً من هذه العواقب والتَّبِعات (السَّيِّئة) يتحمَّل مسؤوليته العسكر، وقوىً مضادة للثورة عملت في استمرار، بالسِّر والعلن، لإعادة مصر إلى عهد مبارك، وقوىً أعماها العداء لحكم مرسي حتى استسهلت التعاون والتحالف (ولو كان من نوع "السَّيْر على حدة، والضَّرب معاً") مع شياطين العهد القديم. لقد تركوه يحكم؛ فإمَّا أنْ يأتي حكمه بما يقيم الدليل على أنَّه "عاجِزٌ" و"فاشِلٌ"، بمعياريِّ "الحكم السليم الرشيد" و"الإنجاز الثوري"، وإمَّا أنْ يتصرَّفوا هُمْ بما يضطَّره إلى أنْ يحكم بطريقة تأتي بنتائج سيئة، تُسهِّل عليهم تأليب الشعب عليه، وجَعْل القوى والجماعات الليبرالية والعلمانية واليسارية والقومية أكثر تَطَيُّراً منه، فيتهيَّأ لـ "الانقلاب العسكري"، وجهاً مدنياً، وغطاءً "شعبياً ثورياً"؛ وها هو السيسي يقود "عربة" قوَّتها 22 مليون سيسي، بلا كوابح، عائداً بها إلى الوراء؛ وها هُمْ يهتفون بحياة هذا "المُنْقِذ"؛ فالسيسي هِبَةُ الجيش، الذي هو هِبَةُ مصر، التي هي هِبَةُ النيل، الذي هو هِبَةُ الله!
مُذْ أعلن عمرو سليمان أنَّ مبارك تنحَّى عن الرئاسة، ناقِلاً سلطاته وصلاحياته إلى "المجلس العسكري الأعلى"، والمؤسَّسة العسكرية تعمل، وفي طرائق شتَّى، لإنهاء الثورة، وللدفاع عن بقائها "دولة في داخل دولة"؛ وأقول لكل من يستبد بعقله وَهْم "الشعب والجيش يد واحدة"، إنَّ قانون العمل السياسي للبيروقراطية العسكرية المصرية هو "خلع كل رئيس يتسبب بأزمة يمكن أن تعصف بدولة العسكر"؛ فالعسكر لا يمتثلون، ولا ينتصرون، لإرادة الشعب؛ وهُمْ بدلاً من أنْ يتغيَّروا بما يجعل إرادتهم من إرادة الشعب، هيَّأوا من الأسباب والأحوال والأوضاع ما حَمَل "الشعب"، أيْ جزءاً كبيراً منه، على أنْ يريد ما يريدونه هُمْ؛ وهُمْ إنَّما يريدون دائماً "رأساً مدنياً" تحرِّكه "الرَّقبة العسكرية"..

وفي 6 تموز المنصرم كتبت:
مِنْ "مرسي" إلى الأَمَرِّ منه.. "المُرْسيسي"!
مصر، الآن، أيْ بعد الثلاثين من يونيو، وبدءاً منه، ولنتائجه وعواقبه الكثيرة المتكاثرة، هي "تجربة ثورية جديدة"، وجيِّدة، إذا ما وَقَفْنا على معانيها، وخَرَجْنا منها بالدروس والعِبَر؛ وأحسبُ أنَّ تبريد الرأس الساخنة، أو النَّظر إلى الأمور في موضوعية، وبعيون لا تغشاها أوهام، هو الطريق إلى ذلك.
ما أكثر "الربيع العربي"، وما أقلَّ "ثوراته"؛ ولقد التبست علينا كثيرٌ من الأمور؛ وكان أوَّلها، وأهمها، هو "الثورة".
"الثورة"، ولجهة معناها ومفهومها، ليست دائماً مرادفاً لـ "الثورة الشعبية"، أيْ الثورة التي يَنْزِل فيها الشعب، أيْ قسماً كبيراً منه، إلى الشارع. و"الثورة"، على ما أريد أنْ أقول الآن موضِحاً، ليست دائماً مرادِفاً لنزول الشعب إلى الشارع؛ فإذا كانت "الثورة الشعبية"، أيْ كل "ثورة شعبية"، تعني نزول الشعب إلى الشارع، فليس كلُّ نزولٍ للشعب إلى الشارع يعني، أو يجب أنْ يعني، أنَّ هذا الحدث هو "ثورة".
"الربيع العربي"، وحتى الآن، كثيره "سَوْرة (سَوْرة غضب شعبي)"، وقليله "ثورة"؛ وتجربته (أو تجاربه) إنَّما تقيم الدليل على سهولة (ويُسْر) إنزال الشعب الغاضِب إلى الشارع (فنرى، من ثمَّ، "سَوْرَة الغضب الشعبي") وصعوبة (واستعصاء) أنْ تُتَرْجَم "سَوْرَة غضبه" بـ "ثورة"، تَهْدِم "الأُسُس"، مؤسِّسَةً لمجتمعٍ جديد (في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والقلم..).
أين مَكْمَن "الأزمة (التاريخية)" في "الربيع العربي"، وفي "ميدانه المصري" على وجه الخصوص؟
أزمته إنَّما هي، في المقام الأوَّل، أزمة "قيادة ثورية"؛ فإنَّ عدم وجود "قيادة ثورية"، أو عجز الشعب الثائر عن استحداث "قيادة ثورية"، منه وله، تتمثَّل سياسياً وفكرياً معاني "الربيع العربي"، وتَعْرِف كيف تجسر الهوَّة بين "سَوْرَة الغضب الشعبي" و"الثورة"، وتقي الشعب الثائر شرور قوى (بعضها دولي وإقليمي) تتوفَّر على تسيير الرياح الثورية بما تشتهي سفنها، أيْ مصالحها وأهدافها، هو ما جَعَل "السَّيْر الثوري" لشعوبنا يشبه السَّيْر في "فضاء آينشتايني"، تسير فيه في خطٍّ مستقيم (على ما ترى وتظن) فإذا بكَ تعود إلى النقطة التي منها بدأتَ السَّيْر.
مصر ما بين 25" يناير" و"30 يونيو"، عَرَفَت "فترة (أو مرحلة) انتقالية"؛ لكنَّ معنى "الانتقالية" لم يكن الانتقال بمصر (وشعبها) من "سَوْرَة الغضب الشعبي" إلى "الثورة". معناها إنَّما كان، وعلى ما أَخْبَرَنا "الواقع"، "رَفْع منسوب العداء الشعبي (متعدِّد الدافع والسبب)" لجماعة "الإخوان المسلمين"، ولـ "حُكْم الرئيس مرسي"؛ مع أنَّه أوَّل رئيس مصري مدني منتخَب (في انتخابات حُرَّة نزيهة، حتى بشهادة خصومه ومناوئيه).
لقد عَجِزَ مرسي وأُعْجِز في آن؛ عَجِزَ عن جَعْل رئاسته "قوَّة استقطاب شعبي ثوري"؛ فحكم في طريقة لم تسمح له بالتأسيس لائتلاف شعبي وسياسي ثوري يضم كل من له مصلحة (ولو كان من الجماعات اليسارية والعلمانية والقومية) في المضي في الثورة قُدُماً حتى القضاء التام على عهد، أو بقايا عهد، مبارك، بكل ما يعنيه ويمثِّله هذا العهد. أمَّا المتربِّصون بالثورة الدوائر (وفي مقدَّمِهم بقايا عهد مبارك في الشارع وفي أجهزة ومؤسسات الدولة، وأخُصُّ بالذِّكْر منهم "البيروقراطية العسكرية") فقد توفَّروا على "الضَّرْب معاً"؛ فَهُمْ، وعلى ما يُفرِّقهم، دافعاً وغايةً، التقوا (على نحوٍ عفوي تارةً، وعلى نحوٍ منظَّم طوراً) على "إعجاز" الرئيس مرسي، أيْ جعله عاجزاً، أو أكثر عجزاً؛ فَلَمْ نرَ، في "الفترة الانتقالية"، إلاَّ سياسة "الضَّرْب معاً"، وظاهرة "انخفاض منسوب العداء الشعبي لعهد مبارك، وارتفاع منسوب العداء الشعبي لحكم مرسي وحزبه وجماعته".
لا تُسَبِّحوا بحمد المؤسسة العسكرية؛ إيَّاكم أنْ تقدِّسوا، أو تتمادوا في تقديسها؛ تذكَّروا، ولا تنسوا، "البيروقراطية العسكرية المصرية" التي تسيطر على الجيش، وتُحْكِم قبضتها عليه؛ تذكَّروا أنَّ هذه البيروقراطية هي فئة ضئيلة من ذوي الامتيازات، لها من المصالح الخاصة بها ما يجعل لها وجهة نظر في كل أمر وشأن سياسي، وأنَّ هذه المصالح الفئوية الضيقة هي الميزان الذي به تَزِن كل "مصلحة عامة"، وأنَّها (أيْ البيروقراطية العسكرية) تنحاز دائماً إلى مصالحها عندما يشتد النزاع بينها وبين المصالح العامة.
وتذكَّروا أنَّ لهذه البيروقراطية صلاتها السياسية (والإستراتيجية) مع القوى الدولية التي تموِّل وتُسلِّح وتُدرِّب جيشها.
إيَّاكم أنْ تَنْظروا إلى هذه البيروقراطية على أنَّهم أبناء السماء، ومبعوثي العناية الإلهية، الزاهدين في الحياة الدنيا وملذَّاتها، وفي الحكم والسلطة؛ فهؤلاء لهم من النفوذ السياسي والاقتصادي.. ما يجعلهم دولة في داخل دولة.
لا تخدعوا أنفسكم، ولا تخدعوا الشعب؛ فالمؤسسة العسكرية ليست فَوْق كل نزاع أو صراع كبير في داخل المجتمع؛ إنَّها ليست منزَّهة عن السياسة وألاعيبها وأوساخها.
هي في أوقات الضيق والشدة تبرز في ثياب الحريص على الشعب والوطن والمصلحة العامة. إنَّها تلبس هذا اللبوس حتى تتمكَّن من تسيير الصراع بما يخدم مصالحها، ومصالح أسيادها في الداخل والخارج.
في ميدان التحرير العظيم، رأَيْتُ شباب الثورة فَرِحين محتفلين منتشين، يُصَفِّقون لشيخٍ وبابا يتوسَّطهما جنرال؛ وسمعتُ امرؤ القيس يهمس بأذانهم جميعا قائلاً: اليوم خمر، وغداً أمر!
وتذكَّرتُ جورج أورويل إذْ قال "إنَّ خير عمل ثوري، في زمن الخداع، هو قول الحقيقة"!
كما تذكَّرْت نابليون إذْ قال: "هناك نوعان من الناس في الثورات: الذين يصنعونها، والذين يستفيدون منها"؛ ولقد رَأَيْتُ صُنَّاع الثورة في ميدان التحرير العظيم؛ أمَّا المستفيدون منها فرَاَيْتُهم في تلك القاعة: السيسي والشيخ والبابا..
وتذكَّرتُ هيجل إذْ قال ما معناه أنَّ الفَرْق بين "المأساة" و"المهزلة" هو نفسه الفَرْق بين "أتاتورك" و"السيسي".
أمَّا التاريخ فلن يغفر لأُمَّةٍ تسمح لكل عابر سبيل باغتصاب ثورتها؛ و"الثورة" هي الشيء الوحيد الذي مهما اكتمل يظل ناقصاً!

وفي 29 حزيران الماضي كتبت:
مصر التي توشك أنْ تودِّع مصر!
مطلبهم الآن هو انتخابات رئاسية قبل وقتها وموعدها وأوانها؛ وقبله بسنوات؛ و"عدم شرعية" انتخابات الرئاسة السابقة (والتي فاز فيها مرسي، فكان أوَّل رئيس مدني منتخَب في مصر، ومن جماعة "الإخوان المسلمين") ليس هو حيثية مطلبهم المعلَنة؛ فهذه الحيثية هي "فشل (وإخفاق)" الرئيس مرسي في تأدية "عمله الرئاسي"، في السنة الأولى من رئاسته، و"عجزه" عن ذلك؛ وهذا "الفشل (والإخفاق والعجز)" سيُسْتَذْرَع به لإعلان "عدم شرعيته".
كل معارضي حكم مرسي، واستمراره في الحكم، هم الآن أسرى هذا المطلب؛ وأحسب أنَّهم لن يتمكَّنوا (ولو أرادوا) من التفلُّت منه؛ فبألسنتهم قيَّدوا، أو تقيَّدت، أيديهم؛ لن يكون حوار، ولا تَفاوُض، ولا لقاء، ولا حل وسط، بينهم وبين "الرئيس"، أو "الطرف الآخر"؛ فـ "الطرفان (وهم أطراف)" تجاوزا "نقطة اللاعودة"؛ "القطار (ولا أعرف ماهيته)" انطلق، وبسرعة متزايدة؛ انطلق بلا كوابح إلى حيث لا نَعْلَم؛ وكلُّ ما أعلمه الآن هو أنَّ مصر توشك أنْ تودِّع مصر!
إنَّهما طرفان، والجيش ثالثهما؛ ولقد تطرَّف الطرفان في عداء كليهما للآخر، وأوقدا من نار العداء بينهما ما جَعَل مصر "شارعين" متأججين، يغليان، تضيق، في استمرار، وفي سرعة متزايدة، "مسافة الأمان" بينهما؛ وها هي مصر الآن على شفير حرب أهلية؛ وقد أُعِدَّ لها من قوى العداء لثورة الخامس والعشرين من يناير ما يجعلني أخشى أنْ تكون هذه الثورة الضحية الأولى لهذه الحرب القذرة.
أمَّا "الطرف الرابع"، وهو "عهد مبارك"، أو البقية القوية الصلبة منه، فهو الكامن في شارع المعارضين، وفي المؤسَّسة العسكرية، وفي القوى والأجهزة الأمنية، وفي سائر مؤسَّسات الدولة؛ وهو الذي يسكب الزَّيْت على النار، ويدفع بالطرفين إلى أتون الحرب الأهلية؛ إنَّه "الطَّرف الشمشوني"، الذي يُعلِّل نفسه بالنجاة من مخاطر الثورة بالحرب الأهلية، وبعودة العسكر إلى تولِّي زمام الأمر والحكم.
كنتُ أتمنى أنْ يخاطِب الرئيس مرسي معارضيه قائلاً: تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألاَّ يكون لهذا "الطَّرف الرابع"، أيْ لبقايا عهد مبارك، من الرجال والمؤسَّسات والنهج، مكان في مستقبل مصر؛ فَلْنَقْطع جميعاً كل صلة لنا، أكانت ظاهرة أم مستترة، بهذا العهد، وَلْنَتَمَثَّل جميعاً، حُكْماً ومعارضَةً، في مجلس ثوري واسع عريض مؤقَّت، يستمد شرعيته من ثورة الخامس والعشرين من يناير، بما تُمثِّل من غايات وأهداف ومطالب، فيُعَدِّل الدستور، ويقيم حكومة ثورية انتقالية مؤقتة، تتمتَّع بجُلِّ صلاحيات وسلطات السلطة التنفيذية، فتُجْري استفتاءً شعبياً لإقرار الدستور الجديد المعدَّل، تُجْرى بموجبه انتخابات برلمانية، فتُقام "حكومة برلمانية"، تملك حصَّة الأسد من السلطة التنفيذية.
أمَّا إذا رفضوا، وظلُّوا مُصِرِّين على انتخابات رئاسية قبل أوانها، فيَدْعوهم إلى الاتِّفاق على استفتاء شعبي عاجِل، يجيب فيه الشعب عن سؤال واحد هو: هل تريد بقاء مرسي رئيساً حتى نهاية ولايته؟
إنَّ شعار ثورة الخامس والعشرين من يناير هو الآن "احْذَروا العسكر، واجتنبوا الحرب الأهلية، واقطعوا كل صلةٍ مع عهد مبارك، وانتصروا جميعاً للشرعية الثورية حتى تنتصروا".

وفي مقالة قديمة عن ثورة يناير كتبتها في السادس من شباط 2011.
كتبتها قبل خمسة أيام من تنحِّي مبارك.
كتبتها لَمَّا كان الشعب (والثوار في ميدان التحرير) يهتف "الشعب والجيش يد واحدة".
كتبتها قبل أنْ تختطف جماعة "الإخوان المسلمين" الثورة.
كتبتها لَمَّا كان التشكيك في "المؤسسة العسكرية" في عداد المحرَّمات.
كتبتها قبل ظهور البونابرت السيسي بنحو سنتين ونصف السنة.
وفي الآتي مقتطفات من تلك المقالة القديمة التي عنوانها:
لِتَحْذَر الثورة "الحل البونابرتي" و"لصوص الثورات"
نخشى على الثورة (الشعبية الديمقراطية) المصرية من الاغتيال والذبح، ومن أنْ تُغْرَق في بحرٍ من الدم؛ فنظام حكم الدكتاتور حسني مبارك فاجأ العالم كله إذ أثبت، بأعماله الإرهابية، وبما ارتكب من جرائم بشعة في حق الشعب وثورته وثوَّاره، أنْ ليس كمثله نظام حكم دكتاتورياً فاسداً لجهة ما يدَّخره من وحشية سياسية ليومه الأسود؛ وينبغي للمعتصمين في عاصمة الثورة، ميدان التحرير، ألاَّ يعلَّلوا أنفسهم بوهم أنَّ قيادة الجيش، وقيادته العليا على وجه الخصوص، يمكن أنْ تنحاز إلى الشعب وثورته ضد مبارك، أو ضدَّ نظام الحكم الذي يمثِّله مبارك، أو الذي يستأثر مبارك الشخص بحصَّة الأسد من سلطته الفعلية والحقيقية..
أقول هذا وأنا أعْلَم أنَّ المؤسَّسة العسكرية يمكن أنْ تلجأ أخيراً إلى "الحل البونابرتي"، فتُنحِّي الدكتاتور مبارك، مع المكروهين شعبياً من أركان نظام حكمه، عن الحكم، لعلَّها توفَّق في تحويل المدِّ الثوري إلى جَزْر.. فإنَّ "الحل البونابرتي"، الذي يذهب بطرفي الصراع معاً، أي بالدكتاتور والثورة، هو الذي تميل إليه، بالفطرة، المؤسَّسة العسكرية.
وحتى الآن (أقول "حتى الآن") لا أرى من "بونابرت" يمكنه قيادة "الثورة المضادة"، أي "الحل البونابرتي"، إلاَّ عمر سليمان (نائب الدكتاتور) والذي أراه أخطر من مبارك على مصر وشعبها وثورتها؛ فحذار المفاضلة بين الرجلين؛ احْذروا مبارك مرَّة، واحْذروا سليمان ألف مرَّة!
هذا "البونابرت"، وإذا ما قُيِّض له أنْ يُرغِم الدكتاتور مبارك على أنْ يخلي له سُدَّة الحكم، أو أنْ يُقْنِعه باستعمال صلاحيته الأولى، ألا وهي صلاحية التنازل عن صلاحياته لغيره، أي له..
وإنِّي لأخشى على ثورة مصر العظمى، العظمى في نُبْلِها ونبلائها، من السفهاء، وهُمْ كثر، ويتكاثرون دائماً بين عهد يموت وعهد يُوْلَد.
أخشى عليها من مغتصبي ولصوص وسُرَّاق الثورات..
الآن، ينبغي لهم أنْ يصحِّحوا هذا الخطأ التاريخي الكبير، وأنْ يجعلوا من ثورتهم زمناً للثورة التي يصنعها الشعب بنفسه، ولنفسه، وليس لأقلية من السفهاء، واللصوص والسُّرَّاق.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التناقُض المُدمِّر لثورات -الربيع العربي-!
- في -الإشكالية الدستورية- المصرية
- في -الفاشية- و-البلطجة-!
- -مفاوضات- في -لحظة تاريخية فريدة-!
- هذا ما بقي لإنقاذ مصر!
- كيف تُؤسَّس -النَّظريات-؟
- الجدل الذي تخيَّله ماركس بين عامِل ورب عمل!
- وما -الرَّوح- إلاَّ من أساطير الأوَّلين!
- النسور يَطْلُب مزيداً من الضرائب!
- النمري الذي يُسِيءُ فهم ماركس دائماً!
- لماذا الماركسي لا يمكن أنْ يكون -ملحداً-؟
- -الإسلام السياسي-.. -حقيقة- تَعرَّت من -الأوهام-!
- طريقكَ إلى الثراء في الأردن.. جريسات مثالاً!
- عندما أَغْمَض كيري عَيْنَيْه حتى يرى السيسي!
- بين -رئيسَيْن سجينَيْن- يدور الصراع ويحتدم!
- كيري يسعى لحلِّ المشكلات من طريق الاحتيال عليها!
- أُعْلِن استقالتي من -الصحافة الأردنية- كلها!
- فجر اليوم لفظت ثورة 25 يناير أنفاسها الأخيرة!
- مقالة قديمة عن ثورة يناير
- هكذا يُفْهَم الصراع في مصر الآن!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - الثورة المصرية.. نتائج وتوقُّغات