أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسنين سلام - المقدس الديني بين وجوب فرضه كأساس اخلاقي و بين قيمه و اهدافه و تأثيرها على الاجيال














المزيد.....

المقدس الديني بين وجوب فرضه كأساس اخلاقي و بين قيمه و اهدافه و تأثيرها على الاجيال


حسنين سلام

الحوار المتمدن-العدد: 4193 - 2013 / 8 / 23 - 17:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ذكرت في مقال سابق سؤالا جدليا يقف عنده اغلبية البشر المتحيرين و المتفكرين بالوجود و خلقه و وجود خالق و نفيه و هو ان الاله في ظل تعدده في كتبه المقدسة و اديانه يطلق احكاما مسبقة على الانسان الذي يولد لدين غير الدين الذي ارتضاه للبشر و المشكلة هنا ان هذا الاله يزعم مرة ان الاسلام هو الدين الذي ارتضاه لنا في القرأن و اخرى ان المسيحية هي الدين الاكمل و اخرى اليهودية مما رسخ لدى اتباع تلك الديانات الايمان المطلق بأن دينهم هو الافضل و هو الاكمل و هو دين الله المرتضى لهم فاذا كيف سيطمئن الانسان من انه على الدين الحق الذي سياخذ بيده الى جنات الخلد ؟ الاله يزعم بان الدنيا اختبار للأنسان ليحكم من خلالها علىه اما بدخوله الجنة او النار و هو يطلق احكامه مسبقا قبل ولادة ذلك الانسان اين هو ذلك الاختبار اذن ؟ اذا كان مصيره النار قبل ولادته فلماذا خلقته اذا ؟

ليس فقط في الاسلام ان من يلد لدين غير الاسلام فان مصيره الى جهنم و بئس المصير بل هناك شواهد اخرى من ايمان اتباع الديانات الاخرى بأن دينهم هو الدين الحق و من تلك الشواهد هذا المقطع الذي كتبه ايزاك وات ( 1748 – 1674 ) و فيه يشكر الله لانه ولد مسيحيا

ربي انها رحمتك
وليس الصدفة مثلما يقولون احيانا
ما جعلني الد في بلد مسيحي
و ليس في بلد وثني او يهودي

ما يحيرني ليس خصوصية الموضوع و لكن منطقه . بما ان العديدون ولدوا لاديان اخرى ليست مسيحية فكيف قرر الله من هم الذين سيكونون سعداء المستقبل ليمنحوا تلك الولادة المفضلة لديه ؟ لماذا فضل ايزاك وات و هؤلاء الذين توقع انهم سينشدون تلك الترتيلة ؟ على اية حال , و قبل ان يخصب وات في رحم امه , ماذا كان وضع الفئة المفضلة ؟ تلك امور محيرة , لكن ربما ليست محيرة كثيرا للعقول التي تربت على الدين . نشيد ايزاك وات يذكرنا بثلالث صلوات يومية من قبل ذكور اليهود الاثوذوكس المحافظين و ليس المجددين و التي تتلى بالشكل التالي

مبارك انت لانك خلقتني غير وثني
مبارك انت لانك لم تخلقني انثى
مبارك انت لانك لم تخلقني عبدا

ما اود قوله هنا ان الدين قوة للتفرقة و بدون شك و ذلك احد الاسباب الرئيسية التي تؤخذ عليه . الكتب المقدسة مخطط لأخلاقيات الافراد داخل المجموعة مع تعليمات لذبح و استعباد ما هو خارجها و السيطرة على العالم , ولكن الكتاب المقدس ليس شريرا بقيمه و اهدافه او حتى تعليماته للقتل و الظلم و الاغتصاب و السبب ان العديد من الاعمال القديمة فيها ما يشابه ذلك , الالياذة و القصص الايسلانديه و حكايات السوريين القديمة و مخطوطات المايا القديمة امثلة على ذلك , و لكن لا احد يدعوا لان تكون الالياذة كأساس اخلاقي و هنا تكمن المشكلة . الكتاب المقدس يباع و يشترى على انه الطريقة التي يجب على الناس ان يعيشوا بها حياتهم . و تجدر الاشارة الى ان هذه الكتب الاكثر مبيعا عبر التأريخ

احاول هنا ان احدد الفرق بين ان يكون الدين عبارة عن قيم و اهداف كأي ايديولوجيا اخرى ليست دينية و بين ان يفرض كأساس اخلاقي و طريقة للعيش يفرض اتباعها على جميع بني البشر و الخطورة شديدة للغاية في ان يكون الدين اساس اخلاقي و السبب الاهم في ذلك ان الاجيال ترثه و ترث ذلك الفرض و تلك التعاليم معه . فأن الاطفال يولدون ابرياء من أي تاريخ و من أي صراعات دينية عبر التأريخ لكن بمجرد ان يملى عليه طريقة حياة معينة على اساس الدين و بالاخص التربية الدينية للأطفال و المناهج الدراسية الدينية التي تفرق بين الناس و تبني العداوات التأريخية و الثأر المتوارث و الا ما كان سيجلبه لنا ان يرث الطفل الفلسطيني حقده و كرهه لاسرائيل و حماسته و رغبته في الثأر لأرضه و دينه ؟

المشكلة ان هناك من يدعوني للتعرف على الوجه الجميل للدين و انا لا ارى ذلك الوجه ابدا و اتمنى حقيقة ان اراه لكن للأسف لا وجود له الا اذا بقي الدين مجرد تعاليم و قيم فكرية و ليس اساسا اخلاقيا و هذا غير موجود في جميع الاديان و خاصة الاسلام فمع كل تلك الوجوه الدموية و التعاليم التي تبث العداوة و الظلم و القهر و الاستبداد و الاستعباد يفرض علينا كأساس اخلاقي


[email protected]
حسنين سلام



#حسنين_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن ضحاياك يا الله
- التخلف الاجتماعي .. قهر الانسان و موته
- حواري مع الله
- المتشابهات و المختلفات بين مواطني مصر و العراق في ظروف الثور ...
- كلمة موجهة الى الشباب العراقي في الاسبوع الاخير قبل اجراء ال ...
- الشعب يريد اسقاط ( النبي )
- عزف نسائي .. طرح ثنائي ولون اخر
- اطلبوا الحب من المهد الى اللحد


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسنين سلام - المقدس الديني بين وجوب فرضه كأساس اخلاقي و بين قيمه و اهدافه و تأثيرها على الاجيال