أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - الاصلاح بين عدالة القانون والضمير














المزيد.....

الاصلاح بين عدالة القانون والضمير


ثائر الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4193 - 2013 / 8 / 23 - 14:57
المحور: حقوق الانسان
    


ان فكرة محاربة الفساد الذي تحول من ممارسة انفرادية منبوذة حقيرة يسلكها ذوي النفوس الضعيفة المنحرفة الى ظاهرة مقبولة ادارياً واجتماعياً ،وثقافة ينتهجها الانسان وكانها جزء من موروث تاريخي يتفخر به ،فهوليس وليدة ساعتها, والسبب يعود لاسباب عديدة منها سياسية ,واجتماعية ,واقتصادية ،وخلل يصيب المنظومة القيمية والخلقية لشريحة واسعة من المجتمع ،حتى قيل في المثل (الي ما يسرق موسبع,والشاطر ليعبي بالسكلة ركي),ان قوة القانون وحدها لا تعطي النتائج الملموسة للإصلاح والتماثل للشفاء من هذا المرض الخطير،لأن سلامة الضمير وإصلاحه هو النقطة الجوهرية التي ينطلق منها المرء في اصلاح مامن حولة بعد اصلاح ذاته ,فالقانون هوالحد الادني الذي يحكم الاخلاقيات ,لانه يحكم على الاعمال الظاهرة الملموسة والتي لها دليل مادي يثبتها ,كما ان هنالك من يؤول القانون ويفسره وفق ماتشتهيه نفسه ومصالحه الشخصية ,بينما الضمير هو الحد الاعلى للأخلاقيات فهو يحكم ويراقب ويتابع اولاً بأول حركة الفكر والنية وحتى على مشاعر القلب الداخلية الامور التي لايمكن ان يصل اليها القانون ,فهو اسمى بكثير من القانون ,فعملية الاصلاح تبدأ من النفس الانسانية قبل كل شيء ،من خلال تحريرها من العقد والمشاكل والانانية التي تكبل الفرد وتجعله اسيراً لنزوات وشهوات حيوانية ،وقول الباري عز وجل ))إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)) الرعد:11, فقد حمل كل الأنبياء والرسل امانة الإصلاح على اكتافهم غير مبالين بما يلاقونه من الهمج الرعاع ,لينشروا العدل والمساواة بين البشر والعيش بسلام وطمأنينة بعيداً عن واقع الغابة ,فهم جميعاً متفقين من حيث المبدأ في العمل لهذا العنوان خدمة للانسانية ,بغض النظر عن الانتماء العرقي والطائفي والديني ،لكن التطبيق يختلف من نبي ورسول لآخر ,حسب طبيعة المجتمع والظروف التي تحيط بالمصلح او المنقذ الذي وكلت اليه مهمة الاصلاح،فهم منزهين من العقد الذاتية لديهم اكتمال نفسي ,فمن غير الممكن ان يضع الله خاتمة الارض وإصلاحها ومقدرات البشرية ومصائرهم وكراماتهم بيد طغاة ومستبدين وظلمة لا يعرفون اي شيء عن حرمة الانسان,وهذا يعززه قول الباري (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) الانبياء (105), فقد استخدم الرسول محمد (ص) منهج الاصلاح كمعيار اساسي في دعوته الاسلامية مبتدئاً في تهذيب النفس من الافكار الجاهلية التي تدعوا للتعصب القبلي والعلو عن الاخرين من العبيد وغيرهم ,والخرافة التي تسيطرعلى اذهانهم وتحت عناوين عديدة ,فقوله (إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم) هذا يعني ان لكل فئة من المجتمع كان لها نمط واسلوب خاص بها في عملية الاصلاح ،فهنالك من أصلحه عن طريق الحوار والمجادلة والنقاش الفكري ,وهنالك جاء به للاسلام عن طريق المال والصدقات وهم المؤلفة قلوبهم,واخرين عن طريق الاعجاز الماورائيات , واستخدام السيف كان آخر المطاف مع الذين يؤثرون على مشروع الاصلاح الالهي ,فالكثير منا ينظر الى الاصلاح حسب فهمه الانطباعي وثقافته ,ورؤيته للزاوية التي يتحقق من خلالها ,وليس كما يريد هو الاصلاح تطبيقه على ارض الواقع ,فهنالك من يغض ويعفو ويتسامح لانه يترفع عن صغائر الامور ،واما الاخرين فيجدون في إيذاء الناس والنفاق عليهم ,وكتابة التقاريرعن كل صغيروكبيرة ورصد تحركاتهم ,وابلاغ المسؤول عنها اولاً بأول هو الاصلاح ,وهنالك من يبني ويعمر ويزرع وينجزعمله في اسرع وقت ,ويتسارع في قضاء حوائج الناس ،وآخر يريد الاصلاح بتفجير السيارات المفخخة وقتل الابرياء بأي ذنباً اقترفوه ؟مقطعين الاوصال متناثرين الاجساد ,ويغتال ويقتل على الهوية بدم بارد , ونجد هنالك من يعطل ويؤخر توقيعه على تنفيذ مشروع معين بحجة الخوف من المساءلة على تبعات الفساد والبلد بأمس الحاجة اليه ,فمنع الصرف افضل منه ,انهم يفسرون الاصلاح حسب اهوائهم الشخصية ,وآخر لديه الوطن محطة عبور بمعنى ترانسيت ينطلق منها لوطن آخر ,ولايهمه ان قامت الدنيا وقعدت المهم انه في منأى عن الخطر ،وعند سؤالهم يقولون هذا هو الاصلاح بأم عينه , الى متى سيبقون بعيدين عن الانظار وهم يرتكبون الاخطاء والذنوب ؟ ان جواب لهم وضعه الامام علي (ع) قائلاً لكل الذين يرتكبون المعاصي في الخفاء ويرتدون قناع الفضيلة ليستتر خلفه وجههم الحقيقي(اتقوا معاصي الله في الخلوات فأن الشاهد هو الحاكم ) .



#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة بين الحكم واللطم
- ايهما اقوى المسؤول ام مدير المكتب ؟
- كلا لنهج الطغاة المستبدين ،ونعم لطريق الاصلاح والمصلحين
- الدولة المدنية ،والدولة الدموية ،ودولة الرسول وعلي
- الشعوب العربية ومحنة الابداع
- ثقافة الحوار وادب المناضرة
- المعلم بين سطوة المستبد وبناء الدولة
- اخلاقيات رجال الاعمال والتحول الديمقراطي
- عمائم رحمة ،وعمائم نقمة
- دماء جديدة ،ودماء قديمة
- قرار زيارة أمي للإمام الرضا بأثر رجعي
- علي وغاندي وثقافة الحب والتسامح الى اين ؟
- ثورة هادئة وثورة صاخبة
- سيارات مفخخة وخطابات ملخمة
- وعاظ وطغاة من يصنع من ؟
- خطوط ساخنة وخطوط شائكة
- القرار العراقي والقرار الامريكي والاقيلمي
- فساد اخلاقي وفساد سياسي
- العراق مشروع دولة ام بناء حكومة ؟
- سلطة المثقف وسطوة المستبد


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - الاصلاح بين عدالة القانون والضمير