|
لماذا الكيماوي ؟
لينا سعيد موللا
الحوار المتمدن-العدد: 4193 - 2013 / 8 / 23 - 10:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يمكن فهم تصعيد النظام في حربه مع الشعب، ياستعماله السلاح الكيماوي على نطاق واسع ، إلا كرسالة تتجاوز الظاهر فيها من قتل و إجرام، إلى قرار بإدخال السلاح الكيماوي في الحرب من اليوم فصاعداً، في تحد سافر للارادة الدولية الرخوة، على اعتبار أن أسلحة الدمار الشامل تعتبر سلاحاً ممنوعاً يترتب استعماله على أسوأ العواقب .
لكن السؤال : لماذا عمد النظام على استعمال هذا السلاح وبهذا الشكل السافر، وهو يستضيف أعضاء لجنة تقصي الكيماوي (( مهما قللنا من إمكانية هذه اللجنة )) ؟
لماذا في التوقيت، ولماذا في التصعيد ؟
تشير معلومات صحفية الفيغارو الفرنسية نشرت البارحة، أن جهوداً فرنسية أميركية إسرائيلية (( الاسرائيية أقحمت لاثارة البلبلة )) قد أثمرت في تدريب فرق كوماندوس خاصة بالجيش الحر ، في منطقة حدودية أردنية سورية، عداد كل فرقة 300 عنصر ودربت بشكل ممتاز، هذه العناصر اختيرت بعناية وبعيدة عن التطرف الاسلامي، وأن فرقتين منها قد اخترقوا الحدود ما بين البلدين واستطاعوا تحرير عدة مراكز حدودية بشكل خاطف، وأنهم قد غيروا في تركيب الجيش الحر، وأعادوا ترتيب أولويات الجبهة الجنوبية في المنطقة الجنوبية، دربوا وسلحوا بحيث يستطيعون التقدم إلى دمشق تدريجياً، حال وصول واكتمال تعزيزات جديدة لهم .
هذا التقدم الكبير في الجبهة الجنوبية (( والبعيد عن الضوضاء الاعلامية )) قد تسبب في زيادة الضغط على جبهة غوطة دمشق، سواء في جبهة جوبر أو الست زينت أو القابون أو مجمل الغوطتين الشرقية والغربية وهي جبهات عرفت انتكاسات مرعبة لقوى النظام مع مرتزقة حزب الله . ولأن الجبهات نتائج المعارك على الجبهات المشتعلة والتقدم الذي يحرزه الثوار في جميع المناطق السورية باتوا ينذرون بسقوط وشيك ومفاجئ للنظام، بعد أن عادت روحهم المعنوية للانهيار، مما استدعى خروج نصرالله كبطل تلفزيوني على الشاشات بين اليوم والتالي رافع سبابته ومطلقاً التهديدات .. لكن أي تهديات باتت قادرة على منحه المصداقية ومقراته الأمنية وفي عقر مناطقه (( المحمية أمنياً ))، تتعرض للتدمير عبر متسللين .. ورجاله يتعرضون للاغتيال، والعزلة الداخلية تضيق عليه شيئاً فشيئاً .. وفي هذا الصدد نقلت قناة “روسيا اليوم” عن يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران قوله أن الرئيس السوري بشار الأسد “على بعد بوصات من استكمال نصره الإرهابيين . وهي محاولة يائسة روسية إيرانية أخرى لرفع معنويات المقاتلين الايرانيين واللبنانيين والسوريين وسواهم .
إن استعمال النظام للسلاح الكيماوي وفي هذا الظرف بالذات، يشير أنه يتعرض إلى تهديد بنوي حقيقي، بحيث لا يمكن ردعه بما يملك من سلاح تقليدي، وهي رسالة روسية إيرانية للعالم أجمع بأن إسقاط النظام مرفوض، ولو استدعى الأمر استعمال الكيماوي، الأمر الذي سيضغط على المجتمع الدولي للخروج بتحالف خارج مجلس الأمن، وإنشاء قوة عسكرية تقاتل بشكل مباشر أو غير مباشر النظام، وهو أمر سيحاول تطويقه في الأيام القادمة لأثره السلبي على السلم الدولي ومصالح الدول الكبرى .
الواضح أيضاً أن التركيبة الدولية الحاضرة بمختلف تلويناتها، ليست على عجلة في إسقاط النظام، لأن الثورة لم تنجح حتى اليوم في ايجاد قوة معتدلة متماسكة تملك رؤية واضحة تدافع عنها و يمكن مساعدتها والتعاون معها، فهي بالتالي (( أي التركيبة الدولية )) لا تسعى لانشاء أو تأسيس قوة على الأرض غير موجودة، ولا تملك الرغبة حتى في المساهمة في خلقها .
أمام الثورة السورية عدة تحديات أولها : - إيجاد نموذج للحكم الذاتي في إقليم سوري ناجح في إدارة شؤونه، بمعزل عن النظام وحتى الارادات الخارجية، فتكون قراراته وطنية خالصة ونابعة من أهداف الثورة التي قام بها، نموذج يعيش المواطنون فيه بإخاء ومساواة ودون ضغائن . - تشكيل قوة سياسية واحدة نابعة عن الشعب الثائر مباشرة ودون إملاءات خارجية، يلتف حولها كل السوريين بكافة أطيافهم، ويعتبرونها طوق الخلاص من الحرب الدائرة، قوة قادرة على إدارة الدولة السورية بعد سقوط النظام . - توحيد كافة الفصائل المقاتلة تحت قيادة واحدة، ووفاءها خالص للمبادئ الثورية والقيادة السياسية الشعبية، وعدم قبول أي فصيل لا يشاركها الايمان ذاته، هذه القيادة تشكل الأخ التوأم للقيادة السياسية بحيث بستطيعان سوية صنع لبنة سوريا القادمة التي يطمئن لها السوريين، قيادة مشتركة يوليها السوريون ثقتهم ويشكلون الاطار الحامي لها .
إن الحديث عن انتصار على النظام قبل تحقيق هذه التحديات، سيبقى أمراً محفوفاً بالمخاطر، لأن الدولة وبعد انهيارها ستفتقد لمن يخلفها كجهاز كفؤ، وهي ستعاني الفوضى، مما يتطلب منا الابتعاد عنه بكل قوتنا، سيما أن تأمينها هو بمتناول اليد، لكنه يحتاج إلى صدق ووطنية وابتعاد عن الشعارات والمصالح الذاتية .. وهي خصال مجبولة فينا .
إنه رهاننا وسننجح .
قادمون
لينا موللا صوت من أصوات الثورة السورية
#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حقائق كونية ودعوة للتأمل
-
الداخل دوماً
-
خطة لتحديد الأولويات وتقديم الحلول العملية
-
خيار حمل السلاح
-
الخطة B لانهاء النظام
-
مضمون الدولة السورية القادمة
-
الشعب وإكليل الغار
-
السيناتور جون ماكين
-
موقف الدول الراعية والمشاركة في جنيف 2
-
عن حضور مؤتمر جنيف 2
-
صناعة المستقبل السوري
-
إذا صمت المثقف
-
رحلة إلى الماضي
-
لو قدر لمؤتمر جنيف 2 أن يتم
-
الأسد قائداً لحرب العصابات
-
حول المؤتمر المكمل لجنيف
-
قراءة أولية في الضربة الاسرائيلية
-
المطب الكبير
-
فرصة من ذهب
-
في انتظار اتفاق دولي
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|