أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين الصالح - لماذا المدنية .. ؟؟














المزيد.....


لماذا المدنية .. ؟؟


حسين الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 4192 - 2013 / 8 / 22 - 23:44
المحور: المجتمع المدني
    


المدنية هي ليست ايدلوجية او دين لكي تعتنق او يؤمن بها , هي الية ادارة الحياة اي اشبه بماكنة يديرها كادر عمل, لذلك هي متغيرة وقابلة للتجديد والتحديث وفقا لتحديات اللحظة , وهذا مايفرقها عن الايدلوجية التي تكون ثابتة وغير متغيرة على الاغلب وتحتاج الى اتباع ومريدين لكي تستمر وتنمو وهذا بالتاكيد على حساب ايدلوجيات اخرى , فكل ايدلوجية لابد من وجود فكرة بالضد منها مما يجعلها في صراع دائم مع الاخر ..
اما المدنية فهي نقية من الافكار وغنية بالاليات التي من شأنها تنظم عمل الايدلوجيات المتصارعة المذكوره اعلاه وهذا التنظيم يهدف الى رسم صورة متناسقة للمجتمع من خلال نظام ادارة للدولة مبني على لبنة اساسية وهو (الفرد) , فالانسان هو الغاية وراء كل تشريع وكل قانون ..
العقبة الكبيرة امام تحقيق المدنية في مجتمعاتنا تتلخص في نظرتنا للانسان , لان المدنية تنظر للانسان بتجرد اي انها لاتنظر الى قوميته او دينه او لون بشرته وحتى جنسه ايضا , لذلك لايمكن لها ان تخرج لنا بقانون او الية عمل تتوافق مع نوع معين من البشر دون الاخر , وجانب التخصيص فيها ياتي في ايجادها للاليات التي من شأنها اتاحة الفرصة لكل نوع من البشر لممارسة حرياته الفردية وفقا لايدلوجيته من جهة والقيام بدوره الفعال في المجتمع وفقا لمبدأ خدمة الانسان من جهة اخرى وهنا نعود لعمومية المدنية وبعدها الانساني ..
والمدنية لاتتعارض مع الدين لانها تتفق معه في اهم نقطة وهي (الانسان هو القيمة العليا) , فالاديان جائت بخطاب فردي بحت بين الانسان وربه , فلايوجد اي الية واضحة لادارة الدولة ولا حتى خطاب موجه للقادة بل اغلب ماتنصه هو تعاليم فردية والتي بالتاكيد ستضمنها المدنية مادامت فردية.
ناتي للنقطة الاهم في الموضوع هو فهم فلسفة الرب ومقصده في اعتباره للانسان كقيمة عليا , فهذا المبدأ عام وليس خاص بالتالي فلايمكن لنا ان نجزم بان خير الانسان ممكن ان يختزل في فكرة معينة او متطلبات معينة , بل هو متغير مع تحديات البيئة وعاملا الزمان والمكان ..
مثالا على ذلك لو عدنا لقصة بداية الخلق عند الاديان نجد ان البشر انحدروا من نسلي ادم وحواء , وفي وقتهم قد اجاز الرب لاولادهم التكاثر اي ان الاخ اضطر للزواج من اخته حتى يستمر نسل الانسان بالنمو , ولو نقارن هذه الاجازة مع ماتنصه ادياننا المتاخرة زمنيا سنجد انها تتعارض كليا معها لا بل هذه الاجازة اليوم تعتبر خطيئة كبرى , لكن لماذا ارادها الرب في حينها ياترى ؟؟ السبب واضح هو لخدمة الانسان ليس الا ,وفي حينها وعي الانسان لايعتبر هذا الامر مقززا ولا خطيئة لان ذهنه غير محمل بافكار مسبقه عنه بل مادفعته هو غريزته ليس الا, اذن فان قيمة الانسان متغيرة من زمان الى اخر ..
عليه فان ماتقدمه المدنية اليوم من قوانين قد لاتكون بالضرورة متناغمة مع روح النص الديني بسبب قدمه , لكنها في نفس الوقت (يجب) ان تخدم الانسان وتقدم مصلحته كقيمة عليا قبل اي مسمى اخر , بالتالي التخوف من المدنية لايتعدى مجرد سراب يزول حالما نصل اليها.

كل مانحتاج اليه هو التخلي عن الحكم المطلق , فالانسان المثالي ليس له وجود اصلا , ومانعتبره نحن الافضل قد لايعتبره الاخر , واختلافنا عن الاخر لايعني انه اسوء منا , ومن يحاول ان يفرض عقيدة معينة على الشارع او على شخص اخر فعندها سيسرق دور الرب لان الرب وحده من يعرف خبايا النفس البشرية وماهو افضل واسوء للانسان , فحتى لو اعطت المدنية الحرية للمختلف في ممارسة تفاعلاته البشرية فهذا لن يضرنا الا في حال لو انه تجاوز على حيزنا الفردي وحرياتنا الشخصية ..




#حسين_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوبيا الخوف
- الدين الشعبي ام دين الله .... ؟
- هل سنخوض تجربة الثقب الاسود ام نسلم لقضاء المجرة ام نعبر لمج ...
- التاثير العاطفي على الطرح الجدلي ..
- التغيير التراكمي ..
- الحظ يبتسم مرة اخرى لرئيس البؤساء ..
- عذرا أيتها الالهة
- الاحتكار المقدس ..
- أعلويون نحن أم أمويون ... ؟؟؟
- الغرور الفكري .. لماذا ؟
- الحسين بين الميثولوجيا والواقع ..
- وهم اليقين ..
- الدونية الفكرية .. لماذا؟
- الصمم الفكري
- التنوع والاختلاف ...
- التنوع والاختلاف ....
- بين الانسان وربه ...
- لقد وقعنا في الفخ ..
- في البدأ كان الانسان ..
- الموروث وانعكاسه على جمود المجتمعات الشرق اوسطية


المزيد.....




- استشهاد 3 أطفال رضع في خيام النازحين بغزة
- الحرس الثوري الإيراني يعلن اعتقال جاسوس في مدينة أردبيل
- الداخلية الأردنية تكشف عدد اللاجئين السورين العائدين إلى بلد ...
- تعذيب أسر أورهان من قبل صوفيا.. احداث ناريه في مسلسل المؤسس ...
- استخبارات حرس الثورة تعلن اعتقال شخص كان يتجسس لصالح دولة جا ...
- سوريا: 17 قتيلا في اشتباكات بريف طرطوس أثناء محاولة اعتقال ض ...
- احتجاجات أمام السفارة الأمريكية في بنما ضد تصريحات ترامب بشأ ...
- رئيس الموساد السابق: كان علينا الاستنتاج منذ فترة طويلة بأن ...
- 17 قتيلا في اشتباكات بريف طرطوس أثناء محاولة اعتقال ضابط بار ...
- السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق اثنين من مواطنيها


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين الصالح - لماذا المدنية .. ؟؟