|
الشيعة العرب هم الخاسرون !
سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 1199 - 2005 / 5 / 16 - 11:06
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
وفق مبدأ المحاصصات الطائفية والقومية الذي أشيدت عليه حكومة الدكتور ابراهيم الاشيقر ( الجعفري ) يظهر أن الشيعة العراقيين من اصول عربية هم الخاسر الأكبر في تشكيلة حكومة النيابة تلك . ففي الوقت الذي قامت به القائمة الكردستانية على اساس قومي واضح ، لكننا نجدها مع ذلك قد ضمت في صفوفها احزابا ذات توجهات دينية ، وعلمانية من غير الحزبيين القوميين ، الكبيرين ، وأعني بهما الحزب الديمقراطي الكردستاني ، والاتحاد الوطني الكردستاني ، وبذات التوجه نُظر للحركة القومية التركمانية ، وعلى أساس من أنها تتكون من مذهبين دينيين هما : مذهب السنة ، ومذهب الشيعة . وعلى هذا فقد تمَ النظر الى الكورد من زاويتي هما : القومية والدين ، مثلما نٌظر الى التركمان من ذات الزاويتين كذلك ، بينما ظل الحال مختلفا مع العرب في العراق ، والذين يشكلون الأغلبية فيه ، فقد عُد قسم منهم على أنهم من العرب السنة ، كما يحلو لاعلام الدولة العراقية الواقعة تحت الاحتلال الامريكي اليوم أن يسميهم بذلك ، بينما نجد الاعلام ذاته يبتعد في منحاه هذا عن تسمية القسم الاخر من عرب العراق بالعرب الشيعة ، هؤلاء الاغلبية الذين نُظر اليهم من زاوية واحدة ، وهي زاوية المذهب الشيعي ، ولم ينظر لهم على أنهم عرب وشيعة حالهم حال العرب السنة ، أو التركمان السنة والشيعة ، أو الأكراد الذين لم تغفل قائمتهم الاحزاب الدينية والعلمانية الكوردية في تركيبتها ، ويبدو أن الابتعاد عن تسمية ( العرب الشيعة ) ، كان هدفه هو ابعادهم عن تسنم المناصب المهمة في حكومة ابراهيم الجعفري ، وذلك من أجل أن يحكم باسمهم الشيعة العراقيون من غير الاصول العربية ، والذين نصبوا أنفسهم حكاما باسمهم ، رغم أن العرب الشيعة هم أغلبية التكوينات الاجتماعية التي يتألف منها المجتمع العراقي ، فإذا ما نظرنا الى مجلس رئاسة جمهورية العراق لم نجد أحدا من أعضائه يمثل الشيعة العرب فيه ، مثلما هو الحال في رئاسة الوزارة ، ونواب رئيس الوزراء ، هذا مع أن نسبة الشيعة من صول غير عربية تكاد تكون معدومة بين شيعة عرب العراق ، فلماذا أُستخدم الشيعة العرب من العراقيين حصان طروادة ليعبر عليه الى حكومة النيابة شيعة في أكثريتهم ينحدرون من اصول ايرانية وغير ايرانية ؟ ومن ذا الذي يتحمل مسؤولية اغفال حق اغلبية كبيرة في المجتمع العراقي من التمتع بحقوقها المشروعة في الحكم ، ووفقا للمبدأ المحاصصة التي قامت عليه تلك الحكومة ؟ لقد أُستغفل العرب الشيعة كلهم في هذا المجال ، تماما مثلما أُستغفل بعض الوزراء الكورد ، وذلك حين رددوا قسما لا يعترف لهم بحقوقهم القومية المشروعة ، وإذا لم يكن الحال كذلك ، فإن الذي صمم تلك الحكومة قد نظر الى شيعة العراق في اغلبيتهم المطلقة على أنهم أيرانيين ، مثلما يقول عنهم اعداؤهم ذلك ، ولهذا جاز أن يمثلهم شيعة عراقيون لا ينحدرون من اصول عربية مثل الشهرستاني والجلبي وغيرهما ! وعلى هذا الاساس يتوجب على العرب الشيعة ، خاصة العرب الشيعة في جنوب العراق أن ينهضون مطالبين بحقهم المشروع في الحكم والحكومة ، وعلى أساس من مبدأ المحاصصة الذي تقوم عليه الحكومات العراقية في العهد الأمريكي ، وأن يصدوا كل من يريد أن يحكم العراق باسمهم دون وجه حق ، وتحت هذا الانتماء الزائف لهذا البيت العربي أو ذاك ، أو لهذه القبيلة العربية أو تلك ، وهم في مطالبتهم هذه لا ينتهكون عرفا ، ولا يتحدون مرجعا ، فهم يطالبون بحق مضاع وفق شرعة المحاصصة التي شرعها من يحكم العراق نيابة عن الامريكان اليوم ، وعليهم أن يتذكروا أنهم قد اقصوا من حكم العراق على مدى سنوات طويلة رغم أكثريتهم ، وها هم اليوم يقصون من حكمه من جديد . وعلى اصحاب شرعة المحاصصة تلك أن يدركوا أن العرب الشيعة قد قدموا من الضحايا الكثير ، مثلما أهرقت دماء أبنائهم على مدى سنوات طويلة ، عجاف ، تلك السنوات التي رأوا فيها العزل القسري عن مؤسسة الدولة العراقية الحديثة، وعن مناصبها المهمة منذ ساعات قيامها الأول ، بحجج واهية تستند الى اتهامات باطلة تقوم على أن الشيعة جهلة ليس بينهم من هو أهل للحكومة والحكم ، أو أنهم معدان متخلفون لا يفقهون شيئا في قراءة وكتابة ، أو انهم ايرانيون غرباء عن العراق ! إن زمن اتهامات مثل هذه الاتهمات قد ولت ساعاته دونما رجعت ، وهاهم ابناء العرب الشيعة من العراقيين قد برعوا في مهن كثيرة ، وحازوا على شهادات في مختلف الاختصاصات التي تمكنهم من النهوض بمسؤولياتهم الوطنية التي قد تناط بهم ، وأنهم لن يرضوا بعد اليوم بقسمة ضيزى حتى لو كانت هذه القسمة من اتباعهم في المذهب ، أما القول من أن مراجع الشيعة لا يحسبون حساب لقومية الشخص ، فهذا قول يقصد من ورائه الغلب لا غير ، ولا يكون قول عدل إلا حين ينصف الناس في حقوقها وفق مبدأ المحاصصة الذي ارتضت به اطراف اللعبة السياسية في العراق ، ذلك المبدأ الذي لاقى هوى عند اغلب مراجع الشيعة في العراق ، مثلما حضي بمباركتهم .
#سهر_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إثنتان أرعبتا صداما وواحدة أرعبت صولاغا !
-
البعثية تهمة صارت تطارد عرب العراق سنة وشيعة !
-
حلفوا بقسم مزور !
-
العراق في العهد الأمريكي !
-
مواعيد صولاغ !
-
الحكومة البتراء !
-
الموت خبط عشواء !
-
الكربلائيون يتظاهرون ضد الهيمنة الايرانية !
-
نطقت عن اليمن وصمتت عن الأحواز !
-
هكذا تكلم رامسفيلد !
-
ملا رسول : المثيولوجيا والواقع !
-
دولة على ظهر حمار !
-
اللوبي الإيراني : اجتثاث البعث أم اجتثاث العرب ! ؟
-
الأعجميان وفوضى الحكم في العراق !
-
البصرة وضراط القاضي !
-
شيوعيون في ضريح الامام الحسين !
-
الى وزير خارجية العراق ونوابه !
-
الجعفري بين الرضا الانجليزي والحذر الامريكي !
-
قراءة أخرى في نتائج الانتخابات العراقية !
-
التوافقية !
المزيد.....
-
رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق
...
-
محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا
...
-
ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة،
...
-
الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا
...
-
قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك
...
-
روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
-
بيع لحوم الحمير في ليبيا
-
توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب
...
-
بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
-
هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|