مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1199 - 2005 / 5 / 16 - 11:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العلم لغة العصور نحو التقدم والحضارة وما امة بقت جاهلة بعيدة عن العلم ومتطلباته الا واصابها الخراب الروحي والمادي بينما نجد الامم التي ارتفعت بمستواها العلمي اصبحت سيدة نفسها وراحت تساهم في تشيد حضارة عالمية من اجل خدمة البشرية، وتقع مسؤولية نشر العلم على عاتق المؤسسات العلمية والتربوية حيث يساهم الافراد والجماعات متضامنين من جل تأسيسها واكتمال بنيانها العلمي حيث تصبح في آخر المطاف عبارة عن مصنع ينتج العقول العلمية والانسانية وهذه العقول هي ثروة غالية الثمن لأنها تستطيع ان تشارك بفعالية في البناء والتقدم..
من هنا تبرز بعض الاسئلة الملحة ظلت تدور في الذهن وبخاصة بعد الاخبار المتسارعة حول انشاء جامعة مفتوحة في الدنمارك بجهود شخصية ثم جماعية لكي تساهم في الاعداد البشري العلمي بما يخدم العراق والعالم في الوقت نفسه
1ـــ هل تكفي الجهود الفردية الكبيرة في نجاح هذا العمل العلمي الكبير؟
2 ــ كيف يمكن تأمين استمرار وديمومة هذا الصرح العلمي ؟
3 ــ هل تتحمل الدولة العراقية وحكومتها مسؤولية الدعم المالي والمعنوي لكي تباشر هذه المؤسسة عملها؟
4 ــ هل تخدم هذه المؤسسة العلمية عشرات الآلاف من العائلات العراقية وبخاصة ابناؤها الذين تركوا البلاد لأسباب عديدة؟
كما ان هناك اسئلة اخرى تتعلق بعمل وتطوير هذه المؤسسة لتكون مؤسسة عراقية علمية تخدم ليس العراقيين فحسب وانما جميع الذين يرغبون في تحصيل العلم وارتفاع مستوياتهم المعرفية..
كل فرد منا يستطيع ان يجيب على جميع الاسئلة المذكورة الا سؤالاً يبقى الجواب عليه محصور بالدولة العراقية والحكومة العراقية الجديدة او الحكومات التي تأتي بعد الانتخابات الثانية ولكن يجب ان تساهم الحكومة الجديدة في عملية تشيد هذا المجمع العلمي وتدعمه لكي يتقدم ويبقى ولا تهمله او تعتبره شيء عادي غير مجدي وترتفع بمستواها الوطني، على الحكومة الجديدة وبالذات وزارة التعليم العالي ان تقدم كل الدعم المعنوي والمادي لأن هذه المؤسسة الناشئة بحاجة الى هذين الدعمين حيث تستطيع ان تخدم بهما الجالية العراقية وطلاب العلم وبذلك تساهم بمجهودها واساتذتها وعلمائها وتقدم ما هو افضل واحسن لقضية العلم والحضارة وقد تكون كأول مؤسسة علمية وتربوية عراقية عالية خارج الوطن وهي اول مبادرة لتعريف العالم بان العراق ليس عراق الاسلحة الكيمياوية والحروب والدكتاتورية انما عراق الحضارة الاولى التي قدمت للبشرية الكثير في سبيل تقدمها ورقيها وهو مازال باستطاعته تقديم المزيد.
الحكومة العراقية ووزارة التعليم العالي وجميع المؤسسات العلمية في العراق يجب ان تقوم بدعم هذا العمل الجبار وهي مسؤولية تاريخية تقع على عاتقهم لنجاحها وعدم فشلها وبالتالي سيكون هذا الدعم تثميناً للجهود الدكتور وليد الحيالي والهيئة الدراسية التي تقف معه من اجل نجاح هذا الصرح العلمي المفيد.. كما تقع على المؤسسات الثقافية والتربوية خارج العراق مهمة اعلامية لتوضيح اهداف الجامعة المفتوحة لتكون نبراساً للجميع.
ننتظر بفارغ الصبر دعم الدولة والحكومة العراقية الجديدة ا السريع وبهذا نستطيع ان نقول ان نجم العراق سوف يبقى ساطعاً على الرغم من جميع الصعوبات التي توضع في طريق تقدمه ورقيه.
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟