فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 4192 - 2013 / 8 / 22 - 23:48
المحور:
حقوق الانسان
مع كامل احترامي للبشر كافة كـ"أشخاص"، انتقد "الأفكار". أعلمُ سلفًا أن لا مقارنة ثمة بين السيدتين في عنوان المقال. فالأولى تنتمي للفصيل الانتهازي الذي لا يستحقُ إهدارَ مداد الكتابة، بينما تنتمي السيدة الثانية للفصيل الذي يجب أن تُفرشُ الأرضُ تحت أقدامهن بالزهور، وتُكلّل هاماتُهن بأكاليل الغار والياسمين. الفصيل الأول أخذ كلَّ شيء، ولم يعطِ مصرَ إلا الخرابَ والتمزيق ومحو الهوية وقتل الأبرياء وتعذيبهم، والفصيل النبيل الثاني منح مصرَ أغلى ما لديه، فلذة الكبد، ولم يجن إلا محبة الناس وتعاطفهم. والحقّ أنني لم أرضخ لكتابة هذا المقال، إلا تحت سيل من رسائل مواطنين أزعجتهم تصريحاتُ السيدة أم أيمن، عزة الجرف، في برنامج "آسفين يا ريس" مع الإعلامي طوني خليفة، وطلبوا مني أن أكتب رأيي فيما قالت.
وسط لُجّة متلاطمة من المراوغة، والتهرّب من الأسئلة، وتكرار الكلام لإلهاء المُحاوِر، وابتسامات ادّعاء الثقة بالنفس، سألها طوني: "ماذا لو كنتِ أمَّ الصبيّ الذي ألقاه أحدُ أنصار مرسي من أعلى بناية بالأسكندرية، فسقط جثّة هامدة، لا تعرف بأيّ ذنب قـُتلت؟" فما كان من السيدة أم أيمن، بارك اللهُ لها في أيمن وأشقائه السبعة وأحفادها، إلا أن قالت: "محصلش، الفيديو مُفبَرك"!! ليست الكارثة هنا في كمّ الزيف والتغييب الذي تعيشه السيدة الإخوانية، التي طبخت لنا دستورًا يهين المرأةَ والطفل، ولا في تجاهلها اعتراف القاتل الملتحي الذي كان يحمل علم القاعدة وهو يُلقي الطفلَ بدم بارد، بل كان تعجبي من غلاظتها، كأم، وهي تتجاهل غضبَ أمّ هذا الصبي وهي تشاهدها على الشاشة ولم تسمع منها كلمة عزاء من أمٍّ إخوانية، إلى أمٍّ ثكلى!
أشكرُ اللهَ أنني اعتذرت عن دعوة البرنامج لأناظر الأخت التي تزعم أنها: "قائدة المرأة المسلمة في مصر والعالم العربي، لأنني لا أمتلك هدوء الأستاذة عزة كمال، التي بمجرد أن قالت لها أنها أسوأ برلمانية نسفت مكاسب المرأة التي كافحنا من أجلها، حتى هبّت أم أيمن وهربت من المواجهة بعد سيل من التطاول العاجز. لم يكن بوسعي تكرار التجربة التعسة بعد سجالي معها العام الماضي مع طوني خليفة في برنامج "أجرأ كلام". واجهتُها بآراء عرّابهم "حسن البنا" المهينة في المرأة، فواجهتني بابتسامتها الشهيرة التي كشفت جهلها بآراء الرجل الذي يقاتلون العالم من أجله!
أم أيمن شأنها شأن كلّ إخواني يعيش حالاً من "الإنكار"، تصيب المهزومَ الذي يرفض تصديق الواقع، فيعيش زيفًا من صنع خياله، ويصدّره للناس. تحيةً لأم الشهيد، وشكرًا للسماء التي نجّتنا من تلك الوجوه التي تبتسمُ في المصائب!
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟