|
الحوار الوطني خريف طويل في وطني
جهاد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 1199 - 2005 / 5 / 16 - 11:04
المحور:
المجتمع المدني
كثر الحديث في الاونة الاخيرة و خصوصا بعد صحوة الانظمة العربية التي جاءت بعد سبات عميق هذه الصحوة التي بدات منذ دخول الاسطول الامريكي الى العراق و سقوط نظام الديكتاتور المخلوع صدام حسين وانهيار هيبة الامبراطورية الافلاطونية التي بناها هذا الرجل على جماجم شعبه و هياكل التعساء في عصره سقط تمثال الارعن في وسط بغداد وذهبت تصريحاته النارية ادراج الرياح ولم يحرك ساكنا فاختبا في جحر ليداوي نكسته وليخفي تحت لحيته كل ما اقترفت يداه فبدا الحديث عن الاصلاح والحوار الوطني و امكانية هبوب رياح التغيير في الشرق الاوسط هذه المنطقة من العالم التي اصبحت ماوى للخارجين عن القانون ليعاقبوا الابرياء بجرم لم يرتكبوه وذنب لم يفعلوه وانظمة قمعية تحكم باسم الحجاج وتسلط سيفه على رقاب العباد ولا نستغرب ابدا ظهور تلك الافات والامراض الاجتماعية عندنا بل هي ولادة طبيعية لفلسفة القهر والاستبداد رغم كل الممارسات والسلوكيات الخاطئة تغلبت تلك الشعوب على قهرها واستطاعت ان تنسى آلامها وتدمل جروحها آملة ان تفتح مع انظمتها صفحة جديدة مبنية على الثقة المتبادلة والحوار الوطني المفتوح للوصول الى المصلحة العليا للوطن والامة الحوار الوطني يعني فتح الحوار مع جميع القوى السياسية في المجتمع وتبني ارائها ومشروعاتها السياسية من اجل بناء المجتمع المدني وفتح افاق مستقبلية جديدة تخدم مصالح الشعب بجميع فئاته واقلياته وتضع حدا للمصلحة الشخصية ومركزية القرار التي لن تؤدي الا لمزيد من التوتر والخراب في المنطقة الحوار الوطني يعني طاولة تجمع بين كل الاراء السياسية لحل مشاكل المجتمع و حل الازمات التي تقف عائقا امام مسيرة الدولة والمجتمع يعني انتقاد الاخطاء والعمل على تصحيحها ومحاسبة جريئة و صارمة لكل من يعبث بمقدورات الشعب ويحاول استدراج القيم الفاسدة و الرخيصة الى داخل المجتمع ويحاول المساس بقدسيته . الحوار الوطني يعني مراجعة الذات والاغتسال من اخطاء الماضي واثبات حسن النية في تقديم مشروع انساني جدي وبنّاء ولكن ما تم اكتشافه من خلال مجريات الاحداث هو عكس لكل ما كنا نطمح اليه فقد كانت الدعوة التي وجهها البعض لفتح هكذا حوار مجرد وسيلة للتهرب من الضغوطات التي تتعرض اليها تلك الأنظمة من الخارج والداخل ومحاولة رخيصة لاخفاء الحقائق فهل يمكن ان يجتمع الحوار مع سياسة التمييز العنصري التي تمارسها السلطات السورية مقدِمةً على المساس بهوية الشعب الكردي والذي تجلى من خلال الاحصاء الشوفيني عام 1962 او القيام بحملة تطهير عرقي من خلال الاحداث الاخيرة في القامشلي ومروراً باعتقال المئات من شبابه وزجهم في السجون اثر معركة كان فتيلها النظام وانتهاء باعتقال الشيخ محمد معشوق الخزنوي الذي ورد نبأ اختفائه مباشرة عقب القاء محاضرة جريئة في العاصمة دمشق ولن يجتمع الحوار مع هيبة الدولة وحصانة رجالات النظام الذين اذا ارادوا شيئا قالوا له كن فيكون لن يتحقق الحوار دون الاعتراف بحقوق الاخرين في الحرية والتعبير عن الرأي والحرية في المصارحة .لا نفي الآخرين لمجرد كشفهم لحقائق ووقائع كما حدث مع البروفيسور عارف دليلة اثناء القائه محاضرة عن الاقتصاد السوري وما يعصف به من مشاكل انها لمفارقة كبيرة بين الوعود والسلوكيات بين القيم التي ينادي بها النظام على مرئى الجميع وبين الممارسات القمعية والاستبدادية في التعامل مع الآخر ولكن ما يدعو للتفاؤل هو ان دعوة النظام لهكذا مشروع هو انجاز بعينه رغم انه جاء نتيجة ولادة قيصرية من جملة الضغوطات التي تعرض اليها ورغم عدم جديته في تحقيق ذلك فبعد عقود سوداء من القمع وبعد رفض قاطع لفتح مثل هذا الحوار يطالبون اليوم به متنازلين عن جزءِ من هيبتهم واستفرادهم في رسم مستقبل مجهول للشعب وتقرير مصيره بدلاً عنه لقد كان مشروع الشرق الاوسطي الكبير بالرغم من خفاياه وبالرغم من المصالح الامريكية في المنطقة ممراً لعبور الديمقراطية والحريات الى مجتمعاتنا وورقة ضغط على هذه الانظمة لتحقيق الاصلاح في تلك البلدان عدا عن وجود رغبة حقيقية وهبة شعبية واسعة لدخول وتمريق العدالة والحريات بكافة اشكالها الى داخل مجتمعاتنا تحية الى جميع سجناء الرأي والمعتقلين السياسين في سوريا تحية الى جميع من يناضل علانية وسراً خلف الكواليس لبناء المجتمع المدني في سوريا الحرية الكاملة للدكتور عارف دليلة والشيخ الخزنوي ولجميع السجناء والمعتقلين عاشت سوريا حرة ومستقلة
#جهاد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من المخطئ النظرية الماركسية ام فراخ الاشتراكية
-
الاصلاح شبح يلاحق السلطة
-
صدام انتهى ولكن لم تنتهي بغداد
-
كفى فملاك السلم يحتضر
المزيد.....
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
-
ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها
...
-
العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|