|
استمرار الثورة المصرية صعودا
عبد العالي الحراك
الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 13:49
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
تستمر الثورة المصرية في الطريق الذي رسمه لها الشعب بعد الخامس والعشرين من كانون الثاني 2011 لتحقيق اهدافها في الحرية والخبز والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية ولم تستطع حركة الاخوان المسلمين خطفها وافشالها, انما سارعت هذه الحركة في كشف نفسها والاعلان عن اهدافها الخبيثة ونواياها السيئة معتمدة على اسناد ودعم امريكا والغرب لها متناسية ان للشعب المصري قوته وقراره فأسقطها في الثلاثين من حزيران الماضي.تتسابق الثورتان المصرية والتونسية لاقتراب الحالتين في الوعي والثقافة والمعاناة فكما انتصرالشعب التونسي في ازاحة زين العابدين بن علي انتصرايضا شعب مصر في ازاحة حسني مبارك. غزى حزب النهضة في تونس ثورتها كذلك فعل الاخوان المسلمون في مصر والان انتصر الشعب المصري على الاخوان فهل سينتصر شعب تونس على اخوان النهضة؟ انه في ثورة الان, الجماهير لم تفارق الساحات والميادين والضغط السياسي مستمر على الحركة والحكومة وقائدها الغنوشي مستمر بعرض التنازلات دون جدوى وما لقائه الاخير في باريس مع القائد السبسي رئيس حزب نداء تونس وهو من بقايا النظام السابق التي سعت حركة النهضة لعزله سياسيا بموجب قانون يصدره المجلس التأسيسي التونسي الا محاولة للبقاء في البرلمان والصمود في الحكومة,لكن الاحداث اخرت الامر والطرفان يتفاوضان الان والخاسر جزئيا فيها سيكون الغنوشي رغم انه يسعى للخروج من ازمته الحالية وهي الاكبر والاخطروتقوية جبهته وتحالفاته لمقاومة الشارع التونسي والقوى السياسية الوطنية التي تقوده..نعود الى الثورة المصرية فبعد سقوط مبارك امل الشعب المصري ان تبدأ مرحلة بناء الدولة على الاسس الديمقراطية واضطرت الغالبية ان تنتخب الاخواني محمد مرس متجرعة السم في سبيل ان لا تبقي على اثر للنظام السابق ويشكك في صفائها ونقاوة اهدافها لكن حصل الذي حصل والخير في ما وقع ان اسرع الاخوان ورئيس جمهوريتهم في اعلان فشلهم وسقوطهم المدوي. لقد صبر الشعب المصري عاما كاملا على حكومة الاخوان والغباء الذي كان يتمتع به محمد مرسي وهو صبر ليس قليل فقد امتلأ صبرا من نظام حسني مبارك وما سبقه فتشكلت جبهة الانقاذ من الاحزاب والشخصيات الوطنية المصرية وهي خطوة مهمة على طريق استرداد الثورة وكان لحركتها دور مهم في تأجيج الشارع وتهيئته للثورة من جديد الى ان جاءت حركة تمرد لتفاجئ العالم بحسن التنظيم وسرعة الفعل والحركة المنضبطة والهدوء التام في عملها الدؤؤب التي استطاعت في فترة قياسية من جمع ملايين التواقيع للنزول الى الشارع لاسقاط محمد مرسي ونظامه وقد حصل ما فاق التصورليس فقط في الاعداد التي خرجت انما في انتظامها وانضباطها وهديرها كفيضان النيل وسلميتها الرائعة ومدنيتها وارتقاء وعي الشعب المصري عموما الذي اظهره خلالها. الفرق كان شاسعا في كل شيء بين حشود الشعب المصري خلالها في الشوارع وميدان التحرير خاصة وحشود اعوان مرسي في الشوارع وميداني رابعة العدوية والنهضة الذي سادتها الفوضى والارتباك والقذارة والعنف والبذاءة والتي انتهت الى ما انتهت اليه تلك الحشود ,فحشود الشعب انتهت الى انتصارالثورة وتعيين رئيس مؤقت للجمهورية وتشكيل حكومة مؤقتة ووضع خارطة طريق واضحة ومحددة بينما استمرت حشود الاخوان بالفوضى وانتهت بتبني الارهاب طريقا. الشيء الواضح في سلمية الثورة المصرية رغم اشتراك الجيش فيها حيث لم تطلق خلالها اطلاقة نار واحدة ولم يتبوء عسكري واحد موقعا في السلطة الا وزير الدفاع نفسه الفريق اول ركن عبد الفتاح السيسي الذي سبق نجاح الثورة بمساعيه المدنية والديمقراطية الحميدة دون جدوى, اي ان الرجل رغم حرفته ومهنته العسكرية الا انه تصرف كمدني سواء مع مرسي عندما كان رئيسا او بعد خلعه مما اضاف قوة للثورة وثبات رغم صعوبة الموقف واصطفاف الاعداء في الداخل والخارج. ان حنكة رئيس الجمهورية واتزان رئيس الوزراء وهدوء وزير الدفاع واصغاء وزير الداخلية ساعدت على نجاح الثورة واستمرار خطواتها الناجحة في المحصلة الحالية رغم المآخذ من البعض حول برودة هذه الاطراف وتأخرها في الحسم. الاهم في ذلك هو الذكاء الاستثنائي لقادة الشباب في حركة تمرد والحركات الاخرى وخطواتهم الجريئة المنضبطة والمحسوبة فقد فرضوا وجودهم بين الكبار وما مقابلة رئيس الجمهورية لهم في اكثر من مناسبة الا دليل على احترامهم واخذهم بالحسبان في اية خطوة تخطوها رئاسة الدولة او الحكومة كذلك الحال مع وزيرالدفاع وموقفه الواضح من الشباب الذين لابد ان يتبوؤا موقعا قياديا في الدولة والحكومة يناسب موقعهم وتأثيرهم في المجتمع.رغم صعوبة الظرف في مصر خاصة بعد فض الاعتصامات والضحايا الذي سقطوا والاعلام المعادي ومواقف الدول الاوربية وامريكا الا ان الحكومة مستمرة في اعمالها اليومية دون ان تهمل او تؤجل تنفيذ خطوات خارطة الطريق فقد اعلنت اخيرا عن اكمال لجنة التعديلات الدستورية اعمالها وسوف تتشكل لجنة الخمسين لدراسة التعديلات وتهذيبها لعرضها لاحقا على الشعب للاستفتاء ولابد ان يطلع ويعرف الشعب مواد الدستورالجديد بفترة زمنية كافية قبل ان يصوت وليس في ليلة وضحاها كما فعل مرسي. كان الخطأ الابرز في نتائج الثورة هو القبول بتعيين الدكتور محمد البرادعي نائبل لرئيس الجمهورية للشؤؤن الخارجية ضنا انه سيفيد مصر في هذا الاطار, لكن ضعف شخصيته وارتعاشه اساء للشعب اساءة كبيرة عندما حصر فض الاعتصام بفهمه الخاص ومفهومه الشخصي لما حصل دون ان يستطيع الربط بينه وبين المصلحة الوطنية المصرية, اي انه كان شخص لذاته وليس شخص دولة كبيرة كمصر.لم يكن بالامكان فض الاعتصام بخسائر اقل مما حصل رغم المهلة التي اعطيت للمعتصمين ورغم التدخلات والوساطات فالظرف المحلي كان صعبا والظروف الموضوعية الخارجية كانت تضغط ضد الدولة والحكومة المصرية الا ان حكمتها قد افشلت تدخلات الاخرين.ان انتشار العنف والارهاب واستفحال الوضع الامني في سيناء كان نتيجة حتمية لفشل جماعة الاخوان المسلمين ليس على المستوى المصري وانما عالميا فلابد والحالة هذه ان تستنفرالحركة قواها الكامنة في تاريخها وتعيد افكارومقولات مؤسسيها التي جمدتها لحظة الحكم والسلطة وتعيد تطبيقها ليس فقط للاضرار بمصر وشعب مصر وانما اعلانا لامريكا والغرب وكأن لسان حالهم يقول(اننا الارهاب بعينه وما القاعدة وايمن الظواهري الا جزء منا فما عليكم الا الاستعداد لضرباتنا) لهذا ترتجف امريكا والغرب وتندد بثورة مصر وتتردد في الاعلان الواضح عن موقفها ازائها وازاء الجماعة نفسها بل تطالب الحكومة بالمصالحة واشراك الاخوان من جديد في العملية السياسية الديمقراطية متناسية عنف الاخوان واتباعم وارهابهم العملي في الشارع المصري..ليس امام الشعب المصري وحكومته الا الاعلان الرسمي والشعبي عن حل جماعة الاخوان المسلمين لانها جماعة ارهابية في فكرها وفي ممارستها ومنع حزب الحرية والعدالة المصري لانه حزب يعتمد على فكر الجماعة ويأتمر باوامرها كذلك منع اي حزب سياسي يقوم على اساس ديني وبهذا تستطيع الحكومة حل مشكلة الارهاب على الارض المصرية ويستطيع الشعب ان يعيش حياته المدنية تحت ظل الحرية والديمقراطية ولتواجه امريكا والغرب ما ستواجهه من ارهاب الاخوان والقاعدة وسواهما,لانها غذت الارهاب في وقت من الاوقات وما زالت ترعاه بهذه الطريقة او تلك وهذا ليس ادعاء او اتهام وانما حقيقة عينية نعيشها الان من خلال العلاقة بين وامريكا والغرب وجماعة الاخوان المسلمين. اما موقف السعودية تجاه الدولة المصرية فرب ضارة نافعة ولا مانع من قبول مساعداتها وموقفها الايجابي على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاعلامية وهو موقف يساعد كثيرا للتصدي للاخوان المسلمين ويهدأ الموقف الامريكي والاوروبي وليستمر صراع السعودية في خطها الوهابي مع قطر وتركيا وغيرهما في من يسير في خط الاخوان المسلمين والى القير وبئس المصيرلكل رجعي متخلف. اما بخصوص المساعدات الامريكية والغربية للحكومة المصرية السابقة ولا استطيع القول انها كانت للشعب المصري التي يستخدمانها للتدخل والضغط وفرض الوصاية فهي مهينة للشعب المصري ولابد للحكومة المؤقتة الحالية ان تتخذ موقفا جريئا وواضحا يؤسس للاستقلال الوطني السياسي والاقتصادي على اسس سليمة وقوية حيث لم يقتصرالعالم على دولة امريكا ودول اوروبا الاستعمارية فدولة مصر كبيرة بحد ذاتها وشعبها شعب منتج والمساعدات الضرورية قد تأتي من دول اخرى لا تقل اهمية على المستوى السياسي والاقتصادي كروسيا والصين وغيرهما. ان استمرار نجاح الثورة المصرية يساعد كثيرا في نجاح الثورة التونسية والليبية وهما تغليان الان. وكلمة اخيرة اوجهها لبعض ادعياء الليبرالية او اليسارالذين ينتقدون قيادات الثورة المصرية وحكومتها وجيشها اقول لهم ابقوا في صوامعكم تحللون مع انفسكم تحليلاتكم الواهنة فقد سار الشعب المصري في طريق ليس طريقكم. يحيا الشعب المصري..يحيا الشعب التونسي..يحيا الشعب الليبي..يحيا الشعب السوري..يحيا الشعب العراقي..يحيا الشعب اليمني.يحيا الشعب اللبناني..يحيا الشعب الفلسطيني..تحيا جميع الشعوب العربية وشعوب العالم المناضلة في سبيل حقوقها وكرامتها.
#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشيخ احمد الطيب رجل دين معتدل
-
ثورة مصر
-
هنيئا للشعب المصري بفض الاعتصام
-
سقوط اخوان النهضة في تونس على الابواب
-
قطر والجزيرة والاخوان المسلمون والشر..اية علاقة؟
-
تعقيب على مقالة الكاتب السيد خالد الحروب
-
الحوار الوطني والمصالحة الوطنية
-
ما المطلوب؟
-
تعقيب على مقالة للدكتور قاسم حسين صالح
-
سقوط الاخوان المسلمين في مصر بداية لسقوط احزاب الاسلام السيا
...
-
تحية لشعب مصر العظيم
-
متى ترسو السفينة؟؟
-
العراق للعراقيين والعراقيون للعراق 2
-
لابد ان تحسما امريكما
-
الفرقاء السياسيون يعرضون البلاد الى حرب اهلية
-
اين رئيس الجمهورية؟ اين رئيس المحكمة الدستورية؟
-
أئتلاف الفاشلين
-
رسالة مفتوحة الى السيد المالكي والدكتور علاوي
-
اشكركم واعتذر اليكم
-
شعب ايران يرفض ولاية الفقيه
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|