جليل النوري
الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 23:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بسمه تعالى
أمريكا وسياسة المصالح.
بقلم جليل النوري.....
الاحداث المتسارعة التي يمر بها الشارع العربي هذه الايام، بعد ثورات الربيع العربي التي طالت اكثر من بلد، اخذت تتنامى ويزداد تعقيدها، بسبب تقاطع المواقف بين القوى العظمى عالميا من جهة، واختلاف وجهات النظر للحكومات العربية فيما بينها تجاه كل حدث في المنطقة من جهة ثانية.
الا ان الملفت للنظر بين كل هذه المواقف هو الموقف الامريكي المترهل المتجاذب المتناقض، والذي بدا واضحا للكل، اذ تراها تتخبط في سياستها في مكان دون مكان.
فمثلا رايتها الخفّـاقة في مكافحة الجماعات المسلحة المتشددة وضرورة القضاء عليها او اخماد فتيل قوتها ونشاطها، نجدها قد انتكست ولم يكن لها اية قيمة او اعتبار في سوريا، فهي تدعو بين حين وحين الى دعمهم ماليا وسياسيا بل وحتى عسكريا.
وهذا مخالف لما تدعيه من ثوابت في ما تطلق عليه مكافحة الارهاب.
اما في الجانب الاخر من الخارطة العربية فهي وقفت وقفة متشددة وصارمة مع جماعة الاخوان المسلمين، مع ما كل فعلته وتفعله من اعمال عنف وتخريب للموسسات المدنية والحكومية، وما يثار ضدها من حرق الكنائس.
اما في الجهة الاخرى من المعادلة العربية الشائكة، فهي لا زالت تصر على دعم الحكم الخليفي البحريني في مواصلة قمعه للثورة البحرينية السلمية، وهي لم تكتفِ بالصمت تجاه ما يحدث هناك، بل استمرت في تقديم كل اشكال الدعم لهذا الحكم الظالم لشعبه السالب لحقوقه.
وبين ما يحصل في سوريا ومرورا بما يجري في مصر والبحرين، ووقوفا عند احداث اليمن وتونس، وبداية فتيل الازمة في ليبيا، ومع احتراق العراق بيد الارهاب وبداية ذلك في لبنان، تستمر امريكا بسياستها العشوائية الملتوية البعيدة عن مبدا المصداقية والثابتية، مُتـّـكِئة في كل ما تخطط له وتصنعه الى مبدا المصلحة النفعية القائم على النظر الى نفسها دون غيرها وإنْ تطلّبَ ذلك منها مخالفة كل ما تؤمن وتعتقد به.
جليل النوري
يوم الثلاثاء الموافق للثاني عشر من شهر شوال للعام 1434
#جليل_النوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟