أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كهلان القيسي - لَمحَ الرعب مِنْ داخل عجلة الهمفي في العراق














المزيد.....

لَمحَ الرعب مِنْ داخل عجلة الهمفي في العراق


كهلان القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1198 - 2005 / 5 / 15 - 11:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لَمحَ الرعب مِنْ داخل عجلة الهمفي في العراق
آن سكوت تايسن*

ترجمة كهلان القيسي

اللطيفية- العراق -- قادَ العريف يوشع عجلة الهمفي في تأني َ تاركا مسافة بينه وبين العربةِ التي أمامه مستكشفا الطريقَ بعناية من القنابلِ أمام قافلةَ من الجيشَ الأمريكي كانت تتجه إلى المنطقةِ الفوضويةِ والتي عَرفتْ إلى الجنود بمثلث الموتِ.
في جنوب بغداد و على جانبي الطريق صف طويل من القرى المبعثرة و الأرضي الزراعيةِ و مركّباتِ وحداتِ الجيشِ العراقي القديمةِ و مصانعِ الذخيرةِ التي كانت قاعدةَ صدام حسين الصناعية العسكرية. اليوم تسمى هذه المنطقة "حنجرة بغداد" ونتيجة لقلة تواجد القواتِ الأمريكيةِ والعراقيةِ فقد استغلها المقاومون كقاعدة لتجمعهم وتنظيم هجمات على العاصمة.

قال العقيد ماك ماستر قائد فوجِ سلاحِ الفرسان المسلّحِ الثالثِ, هل ترى تلك المدينة على يسارك ؟؟ إنها مكان مرعب حقا. "ثم صاح بجنوده راقبوا المكان بحذر “قال ذلك بينما كانت القافلةَ تمر بمنطقة متربة، على ما يبدو كانت منطقة عسكرية مهجورة تسمى الملا فياض.

خلال ثواني حدث إنفجار قوي مزّقَ عجلة الهامفي التي أمامنا ببضع ياردات ثم إطلاق نار وارتفت غيمة من حطامِ العربة والغبار عاليا في الهواءِ.

أقسمَ العقيد ماك ماستر بصوت عالي، ثمّ صَرخَ، "توقّف! نحن نتوقع هناك انفجارات إضافية. ولكنها لم تحصل، عندها امر العقيد ماك ماستر بالتقدم للأمام بعيدا مِنْ منطقةِ الانفجار ويتخذون موضع الهجوم في حالة حصول هجمات أكثر.
الهمر التي كانت الهدف إنقلبَت على جنبها في خندق مجاور وضلت تتدحرج إلى أن توقّفت. ثم خرج منها جنديان يترنحان، واحدهم مغطى بالدمِّ. لقد رأيت الرعب والصدمة على وجوه هذين الرجلين، كان احد أبواب الهامفي مدمرا وتناثرت بقية الأجزاء على جانبي الطريق. وقد أدركتُ فوراً بأنّها كَانَت العربةَ التي أنا كُنْتُ أَرْكبُا فيها قبل 10 دقائقِ.

ثم صاح احدهم أين الرامي ابحث عنه: ثم انتشر الجنود وبدواء بإطلاق النار من مدافعهم على احد الاتجاهات, ثم قفز احد الجنود خارج العربة واخذ يطلق النار باتجاه المهاجمين لتامين وصوله إلى العربة المصابة ثم عاد بعد دقائق وعاد بأنباء سيئة لدينا مصابين الرامي إصابته خطيرة.
تعويذة وصلاة للطريق

قبل هجومِ صباح الأحدَ، كنا قد تجمعنا على شكل حلقة وطأطأنا رؤؤسنا, بينما القسيسَ، الرائد ديفيد كوسي،. ، يصَلّى إلى الله لكي يحفظنا من الأذى في الطريق: ((أيها السيد الإله “، نحن لَسنا سذّجَ لكننا نستمر بالحرب الغير مؤذية، لَكنَّنا نَصلّي ثانيةً لمهمّة آمنة."))

ثمّ فتح صندوق كارتوني واخرج أكياس بلاستيكية مملوءة بالحلوبات ( تسمى لولي)، و شوكولاته ملفوفة بقصاصات من الورق التي تَحْملُ قصصَ إلهاميةَ. "وزعها على من تصل يده إليهم ،ثم اخرج حقيبةً أخرى، هذه الحصّة معدن صغير وصورة المسيح المصلوب على الخشبِ. أما أنا فقد
أعطيتُ حقيبةَ الحلوى إلى احد الجنود الذي لم يحصل على أية بركات وأبقيتُ الصليبِ معي.

استقلينا أربعة عربات هامفي مسلّحة ونَزلنَا على الطريق الترابي، حيث تَوَقُّفوا في بابِ المعسكرِ لكي يحشوا أسلحتهم استعدادا للرمي ثمّ ركبنا الطريق الرئيسيِ السريعِ المؤدي إلى جنوب بغداد.

ثم قال لي العريف "إربطْ حزامَ مقعدكَ لكي لا تسقط عندما نستدير بسرعة ثم لا تغلق باب العربة "قضيب معدني الذي يَبقي البابَ مغلقا أثناء القتال.” “أُريدُ التأكّد من ذلك لأنه يتوجب علي القفز خارجا أثناء الهجوم.،

الجنود هنا يعرفون حساب التفاضل والتكاملَ القاتلَ هنا مِنْ التجوال في الطرقِ العراقيةِ. يَعْرفونَ إن المقعد الخلفي على جانبِ السائقَ الأكثر أماناً في الهمفي.و يَعْرفونَ إن العربةَ الأمامية في القافلة لا تضرب في أغلب الأحيان. ويتذكرون أسوأ حالات الطريق السريعِ، يقول لهم الضابط “ أبطء قليلا ولا تخرج راسك عاليا وحاول أن ترى أحدا.

"أنتبه هنا. هذا وعاءُ هنا. هذه منطقة خطرة كبيرة، " ثم دَخلنَا بلدةَ المحمودية، التي تسمّى بمثلثِ الموتِ. طبيعة هذه البلدة تجعلها حصينة وخطرة على القوات الأمريكية. لقد قتل فيها في الأيام القليلة أكثر من دزينة من الجنود الأمريكان, ونحاول الرد والهجوم عليهم بمساعدة الشرطة والحرس العراقيين.

فقدان الأمل بالحياة

بعد عشْرة دقائقِ، اتصل احدهم بالقائد" وقال بصوت مرعوب لقد ضُرِبنَا بمتفجرات وأسلحة خفيفة احتاج إلى مساندة من الطيران ِ وإسعاف فوري,
وصلت عربتا قتال برادلي تَحْملانِ التعزيزاتَ جاءتْ متجهة نحونا خرج منها. جنود المشاة وجَثموا بِجانب حائط لتَوجيه نارهم إلى بيت ريفي مجاور لحفرةِ القنبلةَ المزروعة. أطلقَت البرادلي النيران عدة مرات، وفرقة المشاةَ فتشت البيتِ وحَجزتْ خمسة رجالِ.

خلال 15 دقيقة وصلت مروحيتان هجوميتان الهجوميةِ تحلقان على ارتفاع منخفض لكي تتابعان المقاومين الفارين من موقع الحدث. كان المترجم العراقي الملقب بالعم وجهه مغطى بالدماء وقال لي انك محضوض, ثم حاول تنظيف وجهه من الدماء وهذا ثاني حادث له, وقد قلت له انك شجاع كي تبقى تعمل في هذه الظروف. أما العربة التي أصيبت فقد كان في داخلها جنديان مصابان وحاول الآخرين إنقاذهم بصعوبة , وتوفي احدهم نتيجة فقدانه كمية كبيرة من الدماء.

الرقيب أوّل ماثيو Hodges، عريف فصيلِ Knott الجندي القتيل، أَخذَ صليب خشبي و سبحةِ ووضعها على صدرَ الجندي وصلوا عليه . وبدا بعض الناس في قرية بالتجمهر. ثم قام الرقيب برش التراب على الدم وهو يقول سوف لن اترك لهم هذا الدم ليرقصوا عليه ليس اليوم ولا غدا فهم الذين فعلوا ذلك. لقد تذكر هذا العريف اول جندي قتل في قنابل الطريق وهو يقول انه شيء فضيع ان تموت في قنبلة على الطريق مزروعة لك في كل شبر.

* الواشنطن بوست 24 نيسان 2005



#كهلان_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة ما جرى في كلية الصيدلة
- لا تنخدع باختلاق الكذب في العراق
- دعْهم يَأْكلونَ القنابلَ- لأطفال العراق
- الغوص في الفلوجة – الجزء الثاني
- الغوص في الفلوجة – الجزء الأول
- صرخة عراقية ضد الأمر رقم 17
- الثوّار ُيقتلون امرأة عراقية كونها خائنة للإسلامِ
- اقتل أولاً ثم ادفع لاحقا -2500 دولار ثمنك يا عراقي
- هذا أنا , جندي المارينز ، قاتل المدنيون ”- رعاة بقر من الجحي ...
- إلى حزب التحرير: نعم كانت دولة الخلافة في بغداد ولكن ليست إر ...
- فيلق بدر يد إيران أم يد أمريكا الضاربة في العراق
- عزيزي مايكل, العراق لا يطاق.......أنا وخطيبتي سنطلب اللجوء إ ...
- الانتخابات سوف لن تنهي القتال في العراق
- ضابط استخبارات أمريكي: ألزرقاوي أسطورة وليس حقيقة
- كل عراقي هو رهينة اليوم – أولهم العلماء
- دعوة: تعلموا من ليونارد وولي وصموئيل نوح كريمر
- حال الجامعات العراقية
- اللورد بلير أمير كوت – العمارة
- قصة السجينة هدى العزاوي
- جهنم في شارع حيفا


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كهلان القيسي - لَمحَ الرعب مِنْ داخل عجلة الهمفي في العراق