|
وكلاء الله..والمراهقة السياسية
أماني فؤاد
الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 12:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وكلاء الله..والمراهقة السياسية
من أعطي الأخوان المسلمين أو الجماعات السلفية ترخيص وكلاء الله علي أرض مصر؟ كلاهما يلهو بالجماهير من منطلق عاطفي، يعتمد علي خلفية شديدة الحساسية لدي
المصريين، يتكئون علي مايدعونه مشروعا إسلاميا، من مرجعية دينية متسعة يتحالفون، وفي نفس الأطر فضفاضة التأويل تبرز التناقضات، فيتصارعون ويختلفون، وتلك طبيعة الأديان.
لقد باتت الرمال الناعمة التي يتقاسمون الوقوف فوقها تنهار، بدأت بالتحرك، وإن صدق حدسي ستبتلعهم في غياهبها مع اكتمال عملية النضج السياسي التي يعيش مراحلها طوائف الشعب المصري.
أصحاب اللحى والأقنعة يصدرون للجماهير ــ إدعاءاً ــ أخلاق الإسلام: التنزه عن المصالح الخاصة ، التحلي بأخلاق الرسل والصحابة، أقامة الشريعة والتسلح بحدودها، براءة الذمم، وسمو الأهداف ، وغيرها من شعارات براقة..
السياق السياسي الذي يتنافس فيه المتنافسون حركي الطابع، دنيوي المقاصدوالأهداف، بشري النوازع والغرائز، ومن طبائع الأمور المتغيرة النسبية أنه لا مناص من الاحتكاك والصراع، لقد اتاح لهم خروجهم من السجون والكهوف التحتية المظلمة الرؤية الواقعية للقضايا، و ترتب علي ذلك نشأة تعارض المصالح التي ما لبثت أن كشرت عن أنيابها بعد فترة من الكمون الجبري، ولذا تعرت الطبائع والسمات الحقيقية فوق ساحة الممارسة التي كانت تتطلب نضجا سياسيا لا يملكون مقدراته أو وسائلة وأدواته، والمعارك القادمة اكثر عنفا لا محالة، فهي لم تعد تقتصر علي السياسة وافتقادهم للخبرة فيها، لكنها امتدت أيضا إلي الموقف من زمن تطبيق الشريعة الإسلامية في الحدود، مواصلة الجماعة لمد العلاقات السياسية مع إيران وتخوفات السلفيين من المد الشيعي، كما أن الحياة في العلن كشفت عن صدوعات بعضهم الأخلاقية، وغلظة معاملاتهم ومعجمهم اللغوي ..وهي ميراث ثقافة صحراوية خاصة.
بدأ الأخوان إقصاء رموز من قيادات السلفية، تسربت إلي طبائعهم المتشككة خشيتهم من مبادرة تحاور"حزب النور"مع "جبهة الإنقاذ الوطني"، شعر الإخوان بالقلق علي مكتسباتهم بعد الثورة التي لحقوا بها، غنائمهم التي اُلقيت بحجورهم، فكان لابد ونتيجة طبيعتهم الإيقصائية التي تخاف الخروج من دوائرهم، والتي لا تؤمن بالتشارك، أوتداول السلطة ، أوالثقة في أحد خارج جماعتهم ــ وإن كان ينطلق من نفس الأيديولوجية ــ أن يتوالي الطعن في السلفين الذين تحالفوا معهم لفترات حين لم تتعارض المصالح ، وحين استخدموهم لتخويف المصريين من التطرف المتشدد، والضغط علي بعض المؤسسات بالدولة مثل الإعلام والقضاء ومحاصرتهما.
خططت الحرية والعدالة لإبعاد السلفيين من صدارة المشهد في توقيت حساس، نثرت الشك في نزاهة مقاصدهم دون أدلة واضحة تخرج بشفافية للرأي العام، اكتست لهجة مؤسسة الرياسة بنبرات التهديد التي تحمل ـ في طياتها ـ رائحة عفنة لذنوب تحالفات غير شرعية سابقة ، فلم تتخذ إجراءات محددة يحكمها القانون، وتصبح رادعة لكل من يحتل موقعا قياديا حساسا ويستخدمه بشخصنة استغلالية.
من جانبهم انطلق السلفيون يجأرون بما كانوا يؤثرون الصمت تجاهه، أنانية الجماعة واستحواذهم علي كافة مواقع السلطة المؤثرة.
نَشر أكثر من عشرة ألاف عضو من أعضائها أو الموالين لها تدريجيا في كافة مؤسسات الدولة، يمتلكون فيها سلطة اتخاذ القرار، أو يمثلون أعين رقابة مباشرة للاستحواذ المقنَّع.
تتمثل الخطورة الأن مع اقتراب موعد الانتخابات القادمة، لذا سنجد المحاولات الحثيثة لرأب الصدوعات بينهما، فهما إن لم يتمتعا بالذكاء وسعة الأفق ، إلا أنهما يتمتعان بخبث كيفية السيطرة، وتجميل الكذب بأقنعة الدين، بث الفرقة في المناوئين لهم، إلصاق أبشع التهم والصفات بهم، التحايل وتصديرالوئام بينهما ـ الجماعة والسلفيين ـ ؛ لكسب أرضية جماهيرية وحصد أصوات المصريين البسطاء، الذين تحركهم عاطفية الخطاب الديني، والعطايا والخدمات اليومية الضئيلة، وهي الأدوات التي يستخدمها كلا الطرفين بخبرة وتمرس.
من الجهل،من منظومة تعليمية متخلفة، تعتمد علي التلقين والنقل.. لا العقل والنقد والإبداع والقدرة علي المسائلة، أخذا الطرفان وكالة الله علي أرض مصر.
من الفقر والعوز، من موروث سياسي لم يرع العدالة الاجتماعية بين طبقات الشعب المصري، موروث أوجد العشوائيات، وتفشي الأمراض الجسدية والنفسية والأخلاقية، يتنازع الطرفان الأن وكالة الله علي أرض مصر
#أماني_فؤاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التنازلات تبدأ تباعا..
-
البوابة الذهبية للأنوثة..
-
المفاهيم الخاصة بالمرأة فى وسائط الإعلام
-
المرأة ثورة لم تنجز فى أدب -نجيب محفوظ-
-
العيد.. ودموع في المآقي
-
فلتكن رؤية بحجم اللحظة الثورية التي نعيشها
-
رسائل إلى الفريق السيسي
المزيد.....
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|