أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - -مرجلة- إمبراطوريّة الارتباك














المزيد.....

-مرجلة- إمبراطوريّة الارتباك


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 11:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




يعتري الارتباك الكثير من الكتّاب العسكريّين، والأكاديميّين من العلوم السياسيّة الإسرائيليّين السابحين مع التيّار الأمريكيّ، والمهلّلين لسياسات الإدارات الأمريكيّة الديمقراطيّة والجمهوريّة، والمروّجين لادّعاءاتها ودعاياتها و...، المتّبعة في الشرق الأوسط، والمنحازة لإسرائيل- شرطيّها الأقوى في المنطقة، والضامن لمصالحها وأطماعها.
على رأي هؤلاء، لقد فقدت إدارة أوباما كلّ اتصال بالشرق الأوسط! ويتساءلون بحيرة؛ ماذا جرى لخطاب أوباما في القاهرة ووعده بالديمقراطيّة، ولتصريحه بعدم السماح لإيران بامتلاك السلاح النوويّ؟! وما حجم تأثير الإدارة الأمريكيّة على مجرى الأحداث في سوريا ومصر؟! و...
يريد هؤلاء إيهامنا بأنّ أمريكا بريئة من كلّ ذنب، وبعيدة عن أحداث الشرق الأوسط الدمويّة؛ لانشغالها بقضاياها الاقتصاديّة والاجتماعيّة الداخليّة الملحّة.لذلك، ما يجري في مصر هو من إنتاج الشعب المصريّ وقياداته السياسيّة فقط؛ وذلك لابتعادهم عن الروح الديمقراطيّة التي نادى بها أوباما في القاهرة، والتي نسّمت على تونس وليبيا والرياض والدوحة و...!ا فالفوضى والحروب الدائرة في الدول العربيّة هي أهليّة محضة، وهي نتاج ثقافة الشعوب العربيّة، ولا دور فاعل لأمريكا فيها!
لا شكّ بأنّ هؤلاء يتوجّعون لفشل السياسة الأمريكيّة وارتباكها في الشرق الأوسط، ويتخوّفون من وصول النار إلى مأمنهم وظهورهم في عقر دارهم!
لكن، في الواقع، إنّ الأوضاع الخطيرة المهدّدة للشرق الأوسط الكبير والمدمّرة له؛ هي نتيجة لسياسات الرجعيّة العربيّة، الفاسدة والمفسدة، المدعومة والمتحالفة مع الجلاّدين من القيادات الصهيونيّة والاستعماريّة الطامعة بمقدّرات وكنوز الشعوب العربيّة الضحيّة.
وجود الضحيّة دليل على وجود جلاّد.
قد أتفق مع هؤلاء في تحليلهم وشرحهم المستفيض لأسباب الفشل الأمريكيّ في الشرق الأوسط الناتج عن قصر نظر، وعدم فهم المتغيّرات المتسارعة الحاصلة في الشرق الأوسط، لكن مهما طال نظر الإدارة الأمريكيّة، واتّسع فهمها، وعظمت قوّة حليفتها إسرائيل، ستبقى أمريكا عاجزة عن إيقاف حركة الشعوب نحو الحريّة والعدل والرقيّ و...، لا يمكن لأمريكا أن تصوغ الشعوب وقياداتها المنبثقة عنها بما يتناسب مع مصالحها؛ فأمريكا وأعوانها المعادون لشعوبهم يخطئون في حساباتهم، ويكرّرون أخطاءهم ويضيفون عليها استثمار الإرهاب وتشجيع حكم الدين السياسيّ.
لم يكن تدمير العراق وأفغانستان نتيجة لأزمة ثقة ولقصر نظر و...؛ بل جرى هذا التدمير عن معرفة وبتخطيط وعن سابق إصرار، ليكون عصا للسيطرة على مَن يعصى مِن شعوب المنطقة وقياداتها ويرفض الشروط الإسرائيليّة، والجزرة/المساعدات الماليّة الأمريكيّة وليفرّط بثروات بلاده وخيراتها وكنوزها، الماديّة والفكريّة، ولإخضاع دمشق والقاهرة و... ولتغليب الصراع الدينيّ الرجعيّ على القوميّ التحرريّ؛ وبالتالي للإجهاز على حقّ الشعوب في تقرير مصيرها وفي التقدّم والرقيّ، ولإنهاء الملف الفلسطينيّ الملهم والضاغط.
إنّ الواقع الصعب في سوريا هو دليل على فشل وإفلاس سياسة الفوضى الخلاّقة التي زرعتها واشنطن بالتعاون مع تل-أبيب وفلاسفتها في أوروبا وفي دول المنطقة؛ فأول مَن وقع في شباكها كانت المعارضة البديلة المحسوبة عليها، فنراها تمارس في سوريا دور العدوّ الأشرس لحقوق الإنسان، تتصرّف كمجرمة بحقّ الإنسانيّة في استخدامها للأسلحة الكيماويّة والمحظورة دوليّا، وفي اعتداءاتها المتكرّرة على المرأة والأقليّات الأثنيّة والدينيّة،. ونراها في مصر تدفع بمصالح الأمّة إلى حافة الهاويّة، تؤجّج النيران في الأزمات بدل تقديم الحلول لها!
في هذه الظروف، لم يعد بمقدور إمبراطوريّة الارتباك الأمريكيّة أن "تتمرجل" إلاّ على القيادة الفلسطينيّة، وتلزمها على استئناف المفاوضات المحكومة بالفشل والمحفوفة بالمخاطر والمنافية للأولويّات وللمنطق وللواقع وللحلّ؛ لتغطّي على عصبيّتها وعجزها وفشلها.
وللنصيحة نقول: تعدو الذئاب على مَن لا كلابَ له وتتّقي صولة المستأسد الحامي




#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يسير الاحتلال والسلام معًا
- أمّا الرؤساء فأغلى!
- هل نستطيع أن نحمّل إسرائيل مسؤوليّة الفشل؟
- كالماء كان وكالماء صار
- الافتتان بالكلمة والتلاعب بالأسئلة
- على طريق البرازيل، يا مصر!
- مصلحة الأمّة فوق مصلحة الجماعة
- باسم الانقسام
- بيبي لا يحبّ اللون الرماديّ
- لا يكفي أن نعرف الهدف ونرغب به
- مسايرة المحتلّ تشجّعه على التمادي
- يمينيّ بالقول وبالفعل
- -القادير-
- بكاء الميزانيّة وتجاهل تكاليف الاحتلال
- كيف سنتذكّر العدوان؟!
- المصالحة والممالحة قبل الزيارة
- الصابرون على لسعات الضمير
- أحمد سعد فارس الشمس
- لن تنتهي الحرب إلاّ إذا انتصرنا للحقّ
- كيف نجعل المادة التعليميّة رافعة للنجاح؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - -مرجلة- إمبراطوريّة الارتباك