|
مغالطات الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي فى تونس
ناظم الماوي
الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 08:08
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
مغالطات الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي فى تونس الفصل السادس من -الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف ( الجزء الثاني من الكتاب) .
" لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !"
العدد 12
ناظم الماوي
الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف ( الجزء الثاني من الكتاب) .
إنّنا نؤكّد بأنّ الماوية مرحلة جديدة فى تطور الماركسية – اللينينية و بدون الدفاع عن الماركسية - اللينينية - الماوية و بدون البناء على هذه القاعدة يستحيل الإنتصار على التحريفية و الإمبريالية و الرجعية عموما .
( " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984).
====== كلمة العدد 12:
فى هذا العدد 12 ننشر فصول الجزء الثاني من كتاب " الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف"( الفصول 5 و 6 و 7 و 8 + الملاحق الثلاثة ).
الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف .
" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمة مضاعفة أبدا..."
( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل؟ " ) .
============
" لقد منيت اشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة . وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام، بوصفها نزعة تحريفية... - ان ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، انما هي جذورها الطبقية فى المجتمع المعاصر . فإن النزعة التحريفية ظاهرة عالمية... - ان نضال الماركسية الثورية الفكرى ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التى ستخوضها البروليتاريا السائرة الى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام..."
( لينين- الماركسية و النزعة التحريفية-)
" إنّ لكلمة برنشتاين المجنّحة :" الهدف النهائي ليس بشيء ، الحركة هي كلّ شيء " ، تعبّر عن طبيعة النزعة التحريفية خيرًا من عدد كبير من الشروحات المستفيضة . أن يحدّد المرء سلوكه تبعًا لأحداث الساعة ، لتغيرات الأمور السياسية الطفيفة ، أن ينسى مصالح البروليتاريا الجذرية و الميزات الجوهرية لمجمل النظام الرأسمالي و لكلّ التطوّر الرأسمالي ، أن يضحّي بهذه المصالح من أجل منافع وقتية ، فعلية أو مفترضة : تلك هي خطوط السياسة التحريفية ."
( لينين- الماركسية و النزعة التحريفية-)
" إن وجهة النظر الديمقراطية الشكلية هي بالضبط وجهة نظر الديمقراطي البرجوازي الذى لا يقبل بأن تعلوها مصالح البروليتاريا و النضال الطبقي البروليتاري ".
( لينين - الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي-)
" نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخروا عن موكب الحياة."
( لينين –" برنامجنا "-)
===========
" التحريفية أو الإنتهازية اليمينية ، هي تيّار إيديولوجي برجوازي أشدّ خطرا من الجمود العقائدي. إنّ المحرفين أي الإنتهازيين اليمنيين ، يتشدّقون بالماركسية و هم أيضا يهاجمون " الجمود العقائدي" . و لكن ما يهاجمونه إنّما هو بالضبط خلاصة الماركسية . إنّهم يعارضون المادية و الديالكتيك أو يشوهونهما ...".
( ماو تسي تونغ – حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب" 27 فبراير 1957)
--------------
" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بد أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم .فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي ."
( ماو تسي تونغ : خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "12 مارس/أذار 1957 "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ" ص21-22).
" تعلمنا تجارب الصراع الطبقي فى عصر الإمبريالية بأن الطبقة العاملة والجماهير الكادحة لا تستطيع إنزال الهزيمة بالبرجوازيين وملاك الأراضي المسلحين إلا بقوّة البنادق ."
( ماو تسى تونغ )
---------------------------------
" على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة ، تتفق مع مصلحة الشعب. وعلى الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم، فالأخطاء كلّها ضد مصلحة الشعب ".
( ماو تسى تونغ- 1945) ===================================================
مقدّمة الكتاب :
منذ بضعة أشهر ، أنجزنا كرّاسا أفردناه لحزب " يساري" تأسس فى أوت 2012 ، الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد و الآن نصبّ إهتمامنا على حزب حديث الولادة هو الآخر ، الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد الذى أنهى أشغال مؤتمره التوحيدي فى مطلع شهر سبتمبر 2012 وهو إفراز لعملية وحدة بين حزبين قانونيين موجودين على الساحة السياسية هما حركة الوطنيون الديمقراطيون و حزب العمل الوطني الديمقراطي ( تيار الوحدة ؛ فى حين واصل التيّار الآخر مساره نحو الإلتحاق بمستنقع " نداء تونس" و أضرابه).
و يندرج مجهودنا هذا فى إطار تطبيق شعار مزيد الوضوح الإيديولوجي و السياسي فى صفوف " اليسار" فى القطر والفرز بين الماركسية و التحريفية بما هي فكر برجوازي يتقنّع بقناع الماركسية . فهدفنا كشيوعيين حقيقيين هو الشيوعية و تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء من كافة أنواع الإضطهاد القومي و الطبقي و الجندري و هدف الماركسية المزيفة التى ننقد و نفضح هو خدمة أعداء الكادحين و تأبيد الإضطهاد و الإستغلال و ليس القضاء عليهما.
و سنحكم على أصحاب حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حسب كلمات للينين فى " ما العمل؟" ، " لا على أساس البزّة البراقة التى يخلعونها على أنفسهم بأنفسهم ، لا على أساس اللقب الطناّن الذى ينتحلونه لأنفسهم ، بل على أساس سلوكهم و على أساس ما يدعون إليه فى الواقع "، و فى هذا العمل تحديدا و جوهريّا على أساس وثائقهم هم بالذات .
و لسنا من هواة إطلاق الشتائم و القذف و لا من هواة أسلوب السباب و إنّما ديدننا هو إستخدام سلاح النقد الماركسي و الخوض فى أعماق أفكار و مقولات المجموعة التى نسلّط عليها الأضواء لنظهرها على حقيقتها ، عارية ، دون المساحيق التى تخدع الكثيرين من الذين يتأثّرون بالكلام المعسول و المنمّق و الأوهام البرجوازية الصغيرة و ينسون أن الشيوعية علم يجب أن يدرس و نتائجه فى صفوف البروليتاريا و الشعب يجب أن تروّج .
و نحن كماديين جدليين لا ننطلق من فراغ لنصدر الأحكام و لا نحن نرجم بالغيب بل منطلقنا على الدوام هو الواقع الموضوعي و وثائق المجموعة التى ننقد و التى عليها نطبّق علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية - اللينينية - الماوية ليكون تحليلنا و تلخيصنا تحليلا و تلخيصا علميين نعتمدهما فى الصراع فى سبيل الخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح الذى بوسعه أن ينير لنا و للمناضلين و المناضلات و للبروليتاريا و بقيّة الطبقات الشعبية طريق التحرّر الحقيقي و ليس الوهمي .
و نحن نعوّل على رحابة صدر القرّاء ليسمحوا لنا باللجوء إلى كمّ لا بأس به من الإستشهادات بأقوال رموز الشيوعية لا سيما لينين و ماو تسى تونغ و نتوقّع من الذين ننقدهم أن ينتفضوا ضد إستعمالنا لل" كتب " التى نراها متضمّنة لتحاليل وتلاخيص نظرية علمية لحقائق موضوعية من تجربة البروليتاريا العالمية بمختلف أوجهها و تكتسي بالغ الأهمّية فى علم الثورة البروليتارية العالمية و يرونها حجر عثرة أمام مشروعهم التحريفي . ففى هذا الجدال ضد من يدعون الماركسية- اللينينية فى حين أنّهم يطمسونها ويشوّهونها ، لا مناص من عرض الآراء الحقيقية للينينية كمرحلة ثانية فى تطوّر الماركسية و الماوية كمرحلة ثالثة فى تطوّرها و لا مناص من إبراز ما سعى و يسعى التحريفيون إلى قبره و طمره و إهالة التراب عليه من مبادئ الشيوعية الثورية و بذلك يلبّي عملنا هذا حاجة مزدوجة : دحض التحريفية و التعريف بالشيوعية الحقيقية ، الشيوعية الثورية .
و بحثا عن منتهى الوضوح الممكن ، فصّلنا مسائل الخطّ الإيديولوجي و السياسي التى سنتناول بالبحث تفصيلا فتوصّلنا إلى التخطيط التالي لعملنا هذا الذى لن يُعنى إلاّ بأمّهات المسائل أمّا تلك التى نعدّها ثانوية الآن فقد نناقشها فى مناسبات أخرى :
مقدّمة :
I- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي ؟
1- من هو الماركسي الحقيقي؟ 2- تحطيم الدولة القديمة أم ترميمها و تحسينها ؟ 3- الشيوعية أم الإشتراكية هي المشروع البديل ؟ 4- الأممية البروليتارية أم مجرّد التضامن العالمي ؟
II- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟
1- طبيعة الدولة و الجيش طبقية أم لا ؟ 2- الديمقراطية الطبقية أم الديمقراطية " الخالصة " ؟ 3- حزب لينيني أم سفينة نوح ؟ 4- النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟
III- هل يطبّق الحزب الوطني الديمقراطية الموحّد المادية الجدلية أم المثالية الميتافيزيقية ؟
1- المبادئ الشيوعية أم البراغماتية ؟ 2- جمع الإثنين فى واحد أم إزدواج الواحد؟ 3- تحليل مادي جدلي للواقع أم تحليل مثالي ميتافيزيقي؟ 4- الحرية : نشر الحقائق الموضوعية أم الأوهام الديمقراطية البرجوازية ؟
VI- "الهوية الفكرية والطبقية للحزب الوطني الديمقراطي الموحّد": حزب تحريفي برجوازي.
1- عن الماركسية - اللينينية . 2- عن الإشتراكية العلمية . 3- عن " التداول السلمي على السلطة عبر الإنتخابات". 4- عن النظرية العامة للثورة و" الخصوصية ".
V- الثورة الوطنية الديمقراطية و تكتيك الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد الذى يبتلع الإستراتيجيا :
1- طريق الثورة الوطنية الديمقراطية بين الماركسية و التحريفية. 2- المسألة الديمقراطية غائبة والجبهة الوطنية مائعة. 3- التكتيك الذى يبتلع الإستراتيجيا. 4- إلى أين تفضى الأوهام الديمقراطية البرجوازية ؟ : دروس التجارب العالمية.
IV- مغالطات الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي فى تونس :
1- تداخل مفزع فى المفاهيم. 2- لأغراض إصلاحية يتمّ تشويه الفهم اللينيني للوعي و العفوية. 3- أوهام حول طبيعة الدولة و الجيش . 4- أوهام حول الدين و الأصولية الدينية. 5- أوهام حول المجلس التأسيسي .
IIV- جملة من أخطاء الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي عربيّا و عالميّا :
1 - طبيعة الأنظمة فى الأقطار العربية. 2- الكفاح المسلّح. 3- القوى التى تعزّز موقع حركات التحرّر.
IIIV- ماضى الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد و حاضره و مستقبله :
1- بصدد ماضي هذا الحزب. 2- بصدد حاضره. 3- بصدد مستقبله.
خاتمة :
ملاحق : 1- الديمقراطية القديمة و الديمقراطية الجديدة. 2- طليعة المستقبل ينبغى أن نكون! 3- رسالة مفتوحة إلى أنصار حركة الوطنيون الديمقراطيون. جانفي 2013 ==================================================
- مغالطات الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي فى تونس :IV
===================================================
متسلّحة بالذخية التحريفية التى كشفنا ، تنهال وثائق المؤتمر التوحيدي على الوضع فى القطر مفكّكة أوصاله تفكيكا مثاليّا ، ناشرة الأوهام البرجوازية و كانّها تتكلّم عن بلد لا نعرفه و واقع نحن عنه غرباء و بمنهج لا نفقه منه شيئا.
1- تداخل مفزع فى المفاهيم :
إنّ المفاهيم التى تستعمل تترجم المنهج المعتمد و مفاهيم الحزب الموحّد مفاهم لا تنمّ عن وحدة فكرية للمؤتمرين فكلّ يغنّى على ليلاه وهذا منعكس بوضوح ما بعده وضوح فى اللوائح . فحسب هذه اللوائح ، ماحدث فى تونس إنتفاضة ، لا بل إنتفاضتان ، لا بل ثورة ، لا بل مسار ثوري إلخ. ففى " لائحة التنمية الجهوية " نجد " ثورة 14 جانفي " كما نجد " إنتفاضات الحوض المنجمي 2008 ، بنقردان ( صيف2010) و سيدى بوزيد و القصرين ( ديسمبر 2010) التى دشّنت المسار الثوري بالقطر". و فى " لائحة الجباية " و " لائحة المرأة " يتمّ الحديث عن " ثورة الحرّية و الكرامة " . وأمّا فى " البرنامج السياسي العام " فالخليط مفجع بين " المسار الإنتفاضي" و " مسار الإنتفاضة " و " المسار الثوري" و الإنتفاضة الجديدة المضافة إضافة كريمة جدّا هي " إنتفاضة 25 فيفري 2011"!!! وفى " اللائحة السياسية : طبيعة النظام السياسي" يركّز الكلام على " المسار الثوري من أجل بناء الجمهورية الديمقراطية الإجتماعية " و هكذا دواليك.
و الحال أنّ ما جدّ فى القطر لا يعدو كونه إنتفاضة شعبية و قد تطرّقنا إلى الموضوع فى مناسبتين سابقتين و هاكم ما كتبنا : أ- فى مقال " أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغيرة حول الإنتفاضة الشعبية فى تونس " :
" إنتفاضة أم ثورة :
بداية وجبت ملاحظة أنّ التمرّد إنطلق فى مطالبه إجتماعيا عفويّا ليتحوّل شيئا فشيئا و يوما فيوما إلى رفع واعي مصمّم و منظّم بأشكال مختلفة و متفاوتة القوّة لمطالب سياسية لم تعد منحصرة فى جهة أو جهتين و إنّما عمّت البلاد كافة تقريبا. و رغم الطابع العفوي الطاغي فى البدء خاصة فإن قوى سياسية مختلفة فى النقابات و فى منظّمات شتى و فى الجهات المتنوّعة ( أفرادا و جماعات) نظّمت إلى حدود النضالات و نسقها التصاعديّ و الصمود و الهجوم و إن لم يهيمن حزب معيّن على التحرّكات فإنّ عديد المجموعات سجّلت حضورا ملحوظا منذ البداية أو إلتحقت بالحركة الإحتجاجية بجدّ بعد تردّد أو تلكؤ و وقوف موقف المتفرّج لأيام أو لأسابيع.
ثمّ إنّ تمرّد الشعب حين توسّع صار إنتفاضة جماهيرية طالت و تعمّقت فحقّقت هدفا كان بعيد المنال بالنسبة للكثيرين حتى من الأحزاب و المجموعات السياسية ألا وهو الإطاحة برأس النظام الرئيس الجنرال و قد يحقّق تواصل التمرّد إسقاط حكومة الغنوشي فى الأيام القادمة. و مع ذلك ليس بإمكاننا علميا و من منظور البروليتاريا و منهجها المادي الجدلي أن ننعت ما حصل بالثورة إذ هو لا يتعدّى كونه إنتفاضة و ذلك لأنّه اطاح برئيس الدولة و لم يطح بالدولة ، دولة الإستعمار الجديد ، دولة الإقطاع و الكمبرادور المتحالفة مع الإمبريالية و خادمتها .
ماركسيا، الدولة جهاز قمع طبقة لطبقة / الطبقات أخرى متكوّن أساسا من الجيش كعمود فقري و آلة بيروقراطية لإدارة دواليب الدولة و مؤسساتها . و تطبيقا على تونس و إن تعرّض الجهاز البيرروقراطي للدولة إلى بعض الضربات فى جهات معينة و مؤسسات معينة و إلى حدود معينة فهو لا يزال قائما و قادرا على إعادة إنتاج هيمنة دولة الإستعمار الجديد. هذا من جهة و من جهة ثانية ، الجيش لم يطله أي ضرر بل بالعكس صار الشعب يعتبره حليفا له يحبّه و يقدّره فى حين أنّه ليس البتّة بالجيش الشعبي و إنّما هو جيش الدولة القائمة و عمودها الفقري و قياداته عملت لدى الجنرال المخلوع و تحت إمرته و فى إتفاق معه لسنوات طوال وهي تأتمر بأوامر الإمبريالية العالمية و تخدم مصالح التحالف الطبقي الرجعي الحاكم و إن إختلفت فى لحظة ما فى التكتيك الذى يجب توخّيه تحت ضغط الشارع.
و لئن قدّمت الطبقات المهيمنة بعض التنازلات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية فإنّها لم تسلّم الدولة جهازا و مؤسسات للشعب الذى عليه ليس تحسين هذا الجهاز و هذه المؤسسات بل تحطيمهما و تعويضهما بدولة جديدة مثلما شرح ذلك ماركس و لينين ( " الدولة و الثورة " ، لينين). و فى إرتباط بالجيش ، من الأكيد أن نذكّر أن ما يسمىّ بأجهزة الأمن – شرطة وحرس و ما شابه و منها " أمن الدولة "- قائمة الذات و بأمر من مسؤوليها قد تغرق البلاد فى أية لحظة فى القمع أو فى حمّام دم من جديد. و حينها لن تستطيع جماهير الشعب العزلاء التي لا تملك جيشا شعبيا صدّ الرصاص و الدبابات و الطائرات و التغلّب عليها و تحطيم كافة أجهزة دولة الإستعمار الجديد دون جيش شعبي و عبر حرب شعبية طويلة الأمد.
و إضافة إلى الإعلام بالتلفزة و الراديو و الصحف و غيرها الذى لا زالت بأيدى دولة الإستعمار الجديد كما لاحظ ذلك حتى أبسط المواطنين و إن سمح بمساحات محدودة للرأي المعارض قد تتتقلّص لاحقا تدريجيا مع خفوت نبرة الإنتفاضة ، فإنّ- إقتصاديا- نمط / أسلوب الإنتاج لم يتغيّر و طبيعة المجتمع كذلك لم تتغيّر. و هذا أمر مركزي بالنسبة للماديين الماركسيين الذين يعتبرون أنّ السياسة تعبير مركّز عن الإقتصاد و الذين يدعون للثورة الوطنية الديمقراطية أو الديمقراطية الوطنية أو الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة أو الإشتراكية. فإن كان تمرّد الشعب التونسي ثورة فهل هي من الأنواع المذكورة أعلاه؟ لا طبعا فعن أيّة ثورة يتحدّثون إذا ؟ إنهم يسبحون فى بحر الخيالات البرجوازية الصغيرة.
إنّ رموز بعض التيارات أو الأحزاب اليسارية الذين طلعوا علينا فى التلفزة يوم 22 جانفي منطلقين فى حديثهم من إعتبار ما حصل إنتفاضة ليختموه بأنّها ثورة – حمّه الهمّامي الناطق بإسم حزب العمّال الشيوعي التونسي- أو الذين يصيحون بأنّها ثورة و يا لها من ثورة متميّزة – شكرى بلعيد الناطق بإسم حركة الوطنيين الديمقراطيين- أو الوطنيين الديمقراطيين- الوطد الذين كتبوا فى بيان يوم 14 أنّها إنتفاضة شعبية ليتحدّثوا فى نداء يوم 16 عن ثورة عارمة و مضمون وطني و شعبي و ديمقراطي و أهداف داعية للحرية و العدالة الإجتماعية من وجهة نظر العمال و الكادحين ، إنّ هؤلاء جميعا من جهة ينشرون الأوهام حول الإنتفاضة و دولة الإستعمار الجديد عوض نشر الحقيقية التي هي وحدها الثورية كما قال لينين و من جهة ثانية يقدّمون خدمة من حيث يعلمون أو لا يعلمون لأعداء الشعب حيث هؤلاء الأخيرين نفسهم يستعملون كلمة الثورة لمغالطة الجماهير و دعوتها بعد القيام بها إلى الركون و السكون و الكفّ عن خوض النضالات و توسيعها و عدم المسّ من مختلف أجهزة بيروقراطية الدولة و الجيش و العودة إلى الحياة العادية مكتفين بما حصل من تغيير على أنّه ثورة ناجزة.
و فضلا عن هذا الخلط النظري و الضرر السياسي و العملي الذى يلحقه بالصراع الطبقي إستعمال مفاهيم مضلّلة ، ثمّة خطر إعتبار الثورة تمّت و إيهام الجماهير بأنّه لا رجعة عن المكاسب المحقّقة فى حين أنّ واحد من أهمّ دروس الصراع الطبقي فى العالم التي إستخلصتها البروليتاريا العالمية هي أنّ مثل هذه المكاسب أو الإصلاحات قابلة للذوبان و التآكل و الإلتفاف عليها لاحقا حتى و إن سجّلت فى الدستور و فى قوانين و عليه لا بدّ من إبقاء الجماهير متيقّضة و رفع وعيها لتحافظ عليها و توظّفها لمزيد رفع الوعي و التقدّم بالنضال نحو الثورة الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة بقيادة البروليتاريا و حزبها الماركسي- اللينيني- الماوي و الكفيلة بحلّ التناقضات الأساسية الوطنية و الديمقراطية و تمهيد الطريق للثورة الإشتراكية كجزء من الثورة البروليتارية العالمية." ( إنتهى المقتطف).
ب- فى مقال " تونس " أنبذوا الأوهام و إستعدّوا للنضال ! خطوة إلى الأمام خطوتان إلى الوراء!" : " عودة إلى مسألة ثورة أم إنتفاضة :
" إنّ الثورة إنتفاضة و عمل عنف تلجأ إليه إحدى الطبقات للإطاحة بطبقة أخرى"
( ماو تسى تونغ)
كجزء من مخطّط الإلتفاف على الإنتفاضة الشعبية ، أخذت وسائل إعلام دولة الإستعمار الجديد تبثّ وهم الثورة ناعتة ما حدث بداية بثورة الياسمين ثمّ بثورة الكرامة و سرعان ما رأينا الأوهام تنتشر إنتشار النار فى الهشيم و تغزو غالبية القوى " اليسارية " ، ناهيك عن القومية و غيرها . فطلع علينا ، على سبيل المثال الناطق الرسمي بإسم حركة الوطنيين الديمقراطيين فى وسائل الإعلام ، مؤكّدا أن طبيعة "الثورة " التى حصلت " ثورة ديمقراطية إجتماعية " . و من جانبه سرعان ما تحوّل حزب العمّال من الحديث عن إنتفاضة إلى الحديث عن " ثورة " ديمقراطية و ظلّ " الوطد " لأشهر ينعت الحدث بالثورة ثم أخذ بعضهم يستعمل مصطلح الإنتفاضة و بقي آخرون يستعملون ثورة أو إنتفاضة دون تفرقة أو معا فى ذات الخطاب إلى هذه الأياّم الأخيرة.
و كان المستفيد الأكبر من هذا التضليل و بثّ الأوهام البرجوازية الصغيرة من قبل جبهة 14 جانفي و آخرين هو القوى الرجعية ذلك أنّه ساعدها على توجيه الرأي العام ضد بن علي و عائلته و إنقاذ النظام ككلّ حكومة و مؤسسات و شرطة و جيش إلخ و إعداد العدّة على جناح السرعة للإلتفاف على الإنتفاضة الشعبية بشتى السبل و منها بالأساس توجيه النقد لشخص معيّن لا لنظام كامل إجتماعي - إقتصادي ، و بالتالى جعل بن علي كبش فداء و إنقاذ دولة الإستعمار الجديد و إعادة هيكلها و إخراجها فى ثوب جديد و بوجوه جديدة.
و عمّا تمخّضت " الثورة " المزعومة ؟
لقد تمخّضت " ثورة " حزب العمّال و حركة الوطنيين الديمقراطيين و غيرهما عن مثلا :
1- حكومات ثلاثة جميعها دستورية تجمعية عمل رؤساؤها مع الجنرال زين العابدين بن علي.
2- توطيد الجيش بالدعاية له على أنّه عامل إستقرار و مساند للشعب و تعزيز صفوفه بإرجاع حتى المطرودين منه مهما كانت الأسباب و تبييض وجهه و كأنّه محايد هو الذى كان يأتمر بأوامر بن علي و يخدمه و قبله بأوامر بوقيبة و شاركهما الحكم و قمع الشعب.
3- تعزيز جهاز الشرطة بإرجاع الآلاف المطرودين و إنتداب آلاف أخرى و رفع أجور الأعوان على نحو لم يجنيه أي قطاع آخر.
4- بقاء جهاز القضاء ، رغم كافة الجهود النضالية المبذولة لتغييره بين أيدى القضاة الفاسدين و من ثمة بين أيدى ذات جهاز الدولة الذى لم يحطّم .
5- إستمرار جهاز الإعلام رئيسيا بيد الحكومات الدستورية التجمعية المتتالية و المحافظة على ذات توجه الدولة منذ بورقيبة إلى بن علي فى خدمة الطبقات الحاكمة و الإمبريالية العالمية ضد مصالح الشعب. إلخ إلخ...
كلّ هذا ،عدا النتائج الأخيرة لإنتخابات المجلس التأسيسي ، و يدّعى ناشرو الأوهام البرجوازية الصغيرة أنّ ما حدث " ثورة " ديمقراطية أو ديمقراطية إجتماعية و ما إلى ذلك و أنّه ينبغى " إكمال مهام الثورة " و غيرها من الترهات لا لشيئ إلاّ لأنّ النظام أقدم على بعض التنازلات الطفيفة و منها شيئ من الحرّيات الإعلامية و الإعتراف بأحزاب.
لقد لخّصنا فى السابق أنّه لم تتمّ أية ثورة إلاّ فى خيال هؤلاء مدّعي تبنّى الشيوعية لأمرين إثنين متعلقين بالبنية التحتية و البنية الفوقية أي أنّه لا تغيّر نوعي / كيفي فى نمط/ أسلوب الإنتاج و لا تغيّر كذلك فى جهاز الدولة و الطبقات الماسكة به خدمة لمصالحها الآنية و البعيدة المدى و حدّدنا أنّ ما أنجزه الشعب لا يعدو أن يكون إنتفاضة و يبدو أنّ هناك تيّار الان صار يتشكّل و يقترب أكثر فأكثر من تبنّى هذه الحقيقة : إنتفاضة و ليست ثورة. لكن هناك أيضا خطر تكرار ذات الأوهام حتى فى صفوف الفئات الأكثر نضالية و فهما للمهزلة الإنتخابية بفعل رفع شعار " الشعب يريد الثورة من جديد " الذى يُقحم فيه مجدّدا مصطلح الثورة و يقرّ ضمنيّا و صراحة أن ما حصل سابقا " ثورة ". و هذا من أفدح الأخطاء و تبعاته وخيمة للغاية و مخيبة الآمال و محبطة حيث عاجلا أم آجلا سيكون من عوامل عرقلة التعبئة الجماهيرية لأنّ غالبية الجماهير تعتقد فى فكرة خاطئة شائعة هي أنّ الثورة أنجزت و إنتهى الأمر و الآن حان وقت المضي نحو الإستقرار و البناء و جني ثمارها ، و لأنّ وجوها و أحزابا جديدة إعتلت سدّة الحكم و لها قاعدة إجتماعية عريضة و لم يقع بعدُ فضحها شعبيّا كبديل إمبريالي و فضح برامجها و القوى التى تمثّلها طبقيّا.
" إنّ الإستيلاء على السلطة بواسطة القوة المسلّحة ، و حسم الأمر عن طريق الحرب ، هو المهمّة المركزية للثورة و شكلها الأسمى . و هذا المبدأ الماركسي - اللينيني المتعلق بالثورة صالح بصورة مطلقة ، للصين و لغيرها من الأقطار على حدّ السواء "
("مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ص 65)." ( إنتهى المقتطف).
2- لأغراض إصلاحية يتمّ تشويه الفهم اللينيني للوعي و العفوية :
ورد بالصفحة 12 من " البرنامج السياسي العام" ضمن " المسار الثوري و الإنطلاقة " هجوم على نعت الإنتفاضة بالعفوية و إيحاء بأنّها إنتفاضة واعية :
" خلافا لما زعمه البعض فى محاولة لتزييف الوعي و تبخيس المسار الثوري بالزعم أنّه عفوي و من فعل العاطلين و المهمّشين دون غيرهم فإنّ حقيقة المسار فى كونه تعبير تاريخي عن زخم نضالي شعبي جماهيري واسع ...".
نوضح أنّنا غير معنيين ب" من أنّه من فعل العاطلين و المهمّشين دون غيرهم " لأنّنا شرحنا فى أكثر من مناسبة و منذ البداية القوى ، طبقات وفئات المشاركة فى الإنتفاضة ولكن الإقرار بالحقيقة ، حقيقة أنّها إنتفاضة عفوية فى مظهرها الرئيسي الذى يحدّد طبيعتها هو إعتراف بحقيقة موضوعية و الحقيقة لا تزيّف الوعي و لا تبخس نضالات شعبنا بل هي وحدها الثورية كما قال لينين.
و لمّا لم نعثر فى وثائق المؤتمر على تفاصيل تتعمّق فى المسألة و توفيها حقّها إذ هي مسألة فى غاية الأهمّية ، إضطررنا للبحث فى عددي " الوطني الديمقراطي" 1و2 اللذان أصدرتهما حركة الوطنيون الديمقراطيون و إكتشفنا أنّ المنطق ذاته فى العددين إياهما هو الذى قاد ما ورد فى " البرنامج السياسي العام ".
فى عدد جوان 2011 ، فى مقال " من قوى الثورة ، الشباب و المرأة " ، حاجج الكاتب " إنّ القول بكون ثورة الكرامة هي عفوية و بلا قيادة ، يمنح الجميع بما فى ذلك أعداء الثورة أهلية الإستفادة من ثمارها ". فيغدو قول الحقيقة التى هي وحدها الثورية يخدم أعداء الثورة ! ما هذه اللخبطة ؟
وفى العدد الثاني ، سبتمبر 2011 ، حاجج صاحب مقال " أفكار أولية لما يحدث فى تونس " محاججة غريبة منطقا و ماركسيّا هي الأخرى :" كثيرا ما يقع الإستنقاص من هذه الثورة بأنّها كانت عفوية و غير منظّمة... من يقول إنّها عفوية يجهل التراكم التاريخي للحدث الثوري فلتونس تاريخ من الحيف..." . إنّها ليست عفوية لأنّ لتونس تاريخ من الحيف ! هذا أشبه بمن يتكلّم لكي لا يقول شيئا ! ها له من عمق منقطع النظير فى التفكير و التعليل .هؤلاء "الوطنيون الديمقراطيون " لا يفقهون شيئا من الفهم اللينيني لمسألة الوعي و العفوية .
و الحصيلة هي أنّه طبقا لمنطق أصحاب هذا الحزب الموحّد ما جدّ فى تونس ليس رئيسيّا عفويّا بل بالعكس واعي تمام الوعي و من يقف وراء نعت ما حدث بالعفوية يقف فى خدمة أعداء الثورة و دليل جماعة أخرى منهم على الطابع الرئيسي الواعي للإنتفاضة التى حوّلها بعضهم إلى ثورة و آخرون إلى مسار ثوري أنّ شعار " أرض حرية كرامة وطنية " كان حاضرا فى عدد من المسيرات.
لحظة من فضلكم ؛ متى كان وجود شعار ما عام مثل " أرض حرية كرامة وطنية " يصبغ إنتفاضة بصبغة الوعي الطبقي السياسي و لينينيّا الشيوعي ؟ أوّلا ، لم يكن ذلك عاما و ثانيا لم يكن شعارا مركزيّا للتحركات الشعبية و ثالثا إن أمكن لنا عقد مقارنة بإنتفاضة 1984 لقلنا إنّ الشعار إيّاه ، فى العاصمة على الأقلّ ، على حدّ علمنا ، لم يكن حاضرا فقط بل طغى فى عدّة ردهات من التحرّكات الشعبية فى الشوارع يوم 3 جانفي و مع ذلك ما من وطني ديمقراطي حقيقي خرج علينا بأنّ ذلك صيّر إنتفاضة جانفي 1984 إنتفاضة واعية بل ظلّت عفوية بالمفهوم اللينيني.
لنسأل من يغالط المناضلات والمناضلين و الجماهير الشعبية العريضة الذى يصدح بالحقيقة أم الذى يشيع الأوهام ؟ الذى يرى الإنتفاضة إنتفاضة أم الذى يحوّل الإنتفاضة إلى ثورة لم تحصل فى الواقع الملموس ثمّ عندما تتكشّف الحقيقة فاقعة يصيّرها مسارا ثوريّا لمواصلة التضليل؟
الشيوعي المادي الجدلي يتمسّك بالمادية الجدلية و الحقيقة الموضوعية لتكون قراءته للواقع صحيحة ما يخوّل له من ثمّة تغيير هذا الواقع تغييرا ثوريا أمّا الإصلاحي البرجوازي المثالي الميتافيزيقي فيرمي بالواقع جانبا و يعمد إلى القراءة الذاتية و النفعية / البراغماتية للواقع لغايات برجوازية فى نفس يعقوب .
ولإدراك الضرر الذى يلحقه نشر وهم الثورة لقضية الشعب ، بإمكانكم مراجعة ما وثقنا فى نقطة " تداخل مفزع فى المفاهيم".
إنّ أنصار جعل ما حدث فى تونس واعيا و ليس عفويّا رئيسيّا يقفون عمليّا فى أثر القوى الرجعية المستفيدة من هذه التخريجة كما شرحنا فى النقطة المشار إليها قبلا و يعزّزون نفوذ الإيديولوجيا الرجعية على الجماهير و يطمسون الدور الطليعي المنوط بعهدة الشيوعيين و الشيوعيات و الحزب الشيوعي الطليعي وهو دور لا يسجد للعفوية و لا يقدّسها و لا يتذيّل للجماهير فحسب بل كذلك لا يدرك كنه العلاقة بين العفوية و الوعي أو مثلما ورد فى " ما العمل ؟ " :
" إنّ الغلطة الأساسية التى يقترفها " الإتجاه الجديد" فى الإشتراكية – الديمقراطية الروسية [ لنقرأ : النزعة التحريفية الديمقراطية البرجوازية صلب الحركة الشيوعية ] هي تقديس العفوية، هي عدم فهمه أنّ عفوية الجماهير تتطلّب منّا نحن الإشتراكيين – الديمقراطيين [الشيوعيين ] قدرا كبيرا من الوعي . و كلّما إرتفع نهوض الجماهير العفوي وإتسعت الحركة ، كلّما إزدادت بأسرع بما لا يقاس الحاجة إلى قدر كبير من الوعي فى عمل الإشتراكية –الديمقراطية [ الشيوعي ] النظري و السياسي و التنظيمي ."
( لينين " ما العمل ؟ "، نهاية باب " عفوية الجماهير و وعي الإشتراكية - الديمقراطية " ).
و قد إنصب إهتمام لينين على مسألة الوعي و العفوية منذ أكثر من قرن و بإقتدار عالجها معالجة علمية أثرت علم الثورة البروليتارية العالمية و يأتي الحزب الموحّد بعد أكثر من مائة عام ليستعيض عن الأفكار اللينينية بالأفكار البرجوازية و عن القراءة العلمية و المبدئية بقراءة مثالية نفعية و يرجم معارضي أفكاره بتهمة خدمة أعداء الثورة و الحال أنّه هو فاعل ذلك . إنّه يقلب الحقيقة رأسا على عقب.
وإذا كان الشعارالذى لم يسد فى الإنتفاضة و الذى يبرّر بهم أصحاب هذا الحزب الجديد " خضوعهم الذليل أمام العفوية و تقديسهم لها " ، شعار " أرض ، حرّية ، كرامة وطنية " شعارا مرحليا برجوازيا لم يرتق لأن يكون بروليتاريّا و قد عوّض البعض أثناء التحرّكات الشعبية كلمته الأولى بالخبز و غالبا بالشغل ، فأين الوعي الشيوعي فى الإنتفاضة ؟ أين وعي العمّال الشيوعي ؟ أين وعيهم الطبقي ليس بذاتهم فقط بل أين عملهم لذاتهم ؟ أين هي الأفكار و البرامج البروليتارية ؟ أين البديل الشيوعي القائد للحركة الشعبية لتحطيم الدولة القديمة و بناء دولة جديدة بقيادة البروليتاريا و حزبها الطليعي ؟ أين الطليعة الثورية البروليتارية ؟ أين الحزب الثوري الذى بدونه لن توجد ثورة ؟ هل بوسع الجماهير أن تكتسب لوحدها الوعي الطبقي الشيوعي ؟ هل يملك العمّال فى تونس وعيا طبقيّا سياسيّا و يعملون من أجل المشروع المجتمعي الشيوعي فى إرتباط بالثورة البروليتارية العالمية ؟ وهكذا . بالإجابة على مثل هذه الأسئلة تدركون غياب الوعي و حضور العفوية فى الإنتفاضة الشعبية فى تونس و تدركون مدى تهافت الحزب الموحّد.
و دون الدخول فى تحاليل مفصّلة قد تستغرق عديد الصفحات ، نعرض هنا جملة من أهمّ الأفكار اللينينية بهذا المضمار نقتبسها لكم من " ما العمل ؟ " و تحديدا من " عفوية الجماهير ووعي الإشتراكية - الديمقراطية [ الشيوعية ] :
1- " " العنصر العفوي" ليس فى الجوهر غير الشكل الجنيني للوعي ".
2- " قلنا إنّ الوعي الإشتراكي - الديمقراطي لم يكن أن يوجد آنئذ لدى العمّال ، إذ أنّه لا يمكن للعمّال أن يحصلوا على هذا الوعي إلاّ من خارجهم . و لنا فى تاريخ جميع البلدان شاهد على أن الطبقة العاملة لا تستطيع أن تكتسب بقواها الخاصة غير الوعي التريديونيوني، أي الإقتناع بضرورة الإنتظام فى نقابات و النضال ضد أصحاب الأعمال ومطالبة الحكومة بإصدار هذا أو تلك من القوانين الضرورية للعمّال إلخ " أمّا التعاليم الإشتراكية فقد إنبثقت عن النظريّات الفلسفية والتاريخية و الإقتصادية التى وضعها المتعلّمون من ممثلي الطبقات المالكة ، وضعها المثقّفون ."
3-" إنّ كلّ تقديس لعفوية حركة العمّال [ وفى حالنا حركة الجماهير الشعبية ] ، كلّ إنتقاص من دور " عنصر الوعي" ، أي دور الإشتراكية - الديمقراطية [ الشيوعية ] ، يعنى - سواء أراد المنتقص أم لم يرد ، فليس ذلك أقلّ أهمّية - تقوية نفوذ الإيديولوجية البرجوازية على العمّال ".
4- ويستشهد لينين بكلمات كاوتسكي العميقة فى صدقها و المكتوبة سنة 1901-1902 ( قبل ردّة كاوتسي طبعا ) : " إنّ الإشتراكية و النضال الطبقي ينبثقان أحدهما إلى جانب الآخر ، لا أحدهما من الآخر . إنّهما ينبثقان من مقدّمات مختلفة . فالوعي الإشتراكي الراهن لا يمكنه أن ينبثق إلاّ على أساس معارف علمية عميقة ... إنّ مهمّة الإشتراكية - الديمقراطية هي أن تحمل إلى البروليتاريا ( حرفيّا : تملأ البروليتاريا ) وعي حالتها و وعي رسالتها ."
5- " إمّا إيديولوجيا برجوازية و إمّا إيديولوجيا إشتراكية [ شيوعية ] ".
6- " و قد يتساءل القارئ لماذا إذن كانت الحركة العفوية ، حركة الإتجاه نحو أهون السبل ، تؤدّي على وجه الدقّة إلى سيطرة الإيديولوجية البرجوازية ؟ ذلك لمجرّد كون الإيديولوجية البرجوازية ، من حيث منشؤها ، أقدم من الإيديولوجية الإشتراكية بكثير، و لأنّها مبحوثة بصورة أكمل من جميع الوجوه ، و لأنّها تتصرّف لوسائل للنشر أكثر بما لا يقاس ."
هذه المقولات اللينينية التى رأت النور منذ أكثر من القرن تساعدنا اليوم على إدراك أنّ ما تمّ فى القطر لا يعدو أن يكون حركة عفوية فى الأساس و يزيد تأكيد أنّ المدافعين عن أوهام " الثورة " و " الوعي" يعادون اللينينية المعادة كلّها و بتخلّيهم عن مهمّة الشيوعيين و الشيوعيات فى توعية البروليتاريا خاصة و الجماهير عامة وعيا طبقيّا و شيوعيّا و بتقديسهم للعفوية للشكل الجنيني للوعي عوض تطويره من خلال نشر علم الثورة البروليتارية ، يفتحون الأبواب واسعة أمام هيمنة الأفكار الرجعية و بالتالي يخدمون أعداء البروليتاريا و الجماهير الشعبية. حقّا لا غرابة أن تكون قراءة الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد مغتربة عن الواقع فهي تعتمد منهجا ليس غريبا عن الماركسية - اللينينية وحسب بل مناهضا لها .
3- أوهام حول طبيعة الدولة و الجيش :
و يتمادي الحزب الجديد فى نسج الأوهام و إلى وهم الثورة ينضاف وهم أنّ الدولة فوق الجميع و فى خدمة الجميع و ليست أداة و جهازا طبقيّا تستخدمه الطبقات الحاكمة ضد الطبقات المحكومة و دولة الإستعمار الجديد تتماهي و الدولة الإشتراكية بل يصبح بإمكانها أن تحقّق مطالبا لا تقدر الدولة الإشتراكية كدولة طبقية هي الأخرى تمارس الدكتاتورية الشاملة على البرجوازية القديمة منها و الجديدة و الديمقراطية فى صفوف الشعب و تسعى إلى تجاوز الديمقراطية و إضمحلال الدولة ذاتها بحلول الشيوعية و على سبيل المثال ، يدعو " مشروع برنامج المهام المباشرة " إلى " إلتزام الدولة بحماية المبدعين من كلّ أشكال التسلّط " وهو أمر غير ممكن فى مجتمع طبقي و إلى " تحميل الدولة مسؤوليتها فى حماية المواطنين " وهو غير ممكن لأنّ الدولة جهاز قمع طبقي توظّفه طبقة أو طبقات ضد طبقة أو طبقات أخرى و ليس جهازا محايدا و" توفير السكن الإجتماعي اللائق لكلّ المواطنين" ... وهو ما لم يحصل لكلّ المواطنين ( نشدّد على"كل ") فى تاريخ التجارب الإشتراكية ذاتها فما بالك بتاريخ دول الإستعمار الجديد ؛ كما يدعو هذا الحزب إلى أوهام " العدالة " الجبائية و العدالة فى الخدمات الصحّية . و كلّ هذا يتصوّر أنّه بالإمكان أن تلتزم به دولة الإستعمار الجديد التى لم يقع تحطيمها فهل هذا إلاّ أضغاث أحلام ؟ أليس من الوهم قول إنه يمكن لدولة الإستعمار الجديد أن تكفل فعليّا " مصاريف العلاج للطبقات المعدمة و الكادحة " ( لائحة الصحّة ) ؟ دولة الإقطاع و الكمبرادور و الإمبريالية لها سياسات تدافع عنها و مصالح طبقية تحميها و إن تنازلت أحيانا و فى ظروف معيّنة تحت ضغوطات معينة و قامت بإدخال إصلاح من الإصلاحات أو أمضت على إتفاقية من الإتفاقيات أو قانون من القوانين فخدمة للمصالح العليا لمن يقف وراء هذه الدولة و إن ما تقدّمه من تنازلات للشعب باليد اليمنى تسعى لإستعادته باليد اليسرى و هي بالذات قائمة و تعمل على تأبيد إضطهاد و إستغلال الطبقات الشعبية.
هل رأينا لأكثر من نصف قرن من عمر دولة الإستعمار الجديد تكريس سياسات تحقّق للطبقات الشعبية " العدالة " ؟ و هل رأينا هذه الدولة ملتزمة و تتحمّل مسؤولياتها فى خدمة الشعب ؟ لا أبدا، بالعكس هي أداة بيد الطبقات الحاكمة المتحالفة مع الإمبريالية العالمية تمارس دكتاتوريتها ضد الجماهير الشعبية . ألم نشاهد كيف أنّ التنازل الإقتصادي ( الترفيع فى الأجور) تلي بترفيع فى الأسعار جعل المقدرة الشرائية لجماهيرنا تتراجع ؟ ألم نشاهد بأمّ أعيننا كيف أنّ حرّية التظاهر التى فرضت لوقت معيّن يتمّ الهجوم السافر عليها بإستمرار وفى كافة الجهات ؟ ألم نشاهد " إحترام الدولة للمواطن " كيف تجسّد فى القمع و الإغتصاب و الإعتداء على الحرمات و المنازل و من فيها شيبا وشبابا و أطفالا ؟ أليس هذا هو الواقع الذى يسفّه الأوهام البرجوازية ؟
و هل لمجرّد تنازل قد يحصل و قد لا يحصل كتابيّا بالإلتزام بشيء ما يعنى أنّ طبيعة الدولة و لبّها الطبقي قد تغيّر و أنّها ستكرّس ما إلتزمت به؟ هذا وهم برجوازي و ليس فهما ماديّا تاريخيّا لطبيعة الدولة يحيلنا على الوهم الذى نشره حزب العمّال " الشيوعي " التونسى (الذى صار منذ أشهر حزب العمال التونسي ) حول طبيعة حزب النهضة حيث جعل منه حزبا ديمقراطيّا لمجرّد أنّه أمضى معه على بعض البيانات و أتى الواقع بتساقطاته الثقيلة لينزل على رأس قادة حزب العمّال و مناضليه و مناضلاته و على رؤوس غيرهم من المناضلات و المناضلين و الجماهير العريضة هراوات ديمقراطية النهضة صديقة حزب العمّال الذى بإنتهازية و براغماتية فجّة أسقط من حسابه جوهر النهضة و طبيعتها الطبقية . و يخرج علينا بين الفينة و الفينة زعيم حزب العمّال ليذرف دموع التماسيح على عدم إلتزام النهضة بالديمقراطية و البيانات التى أمضتها !!! و الشيء نفسه نراه و سنراه لدي الحزب الموحّد بخصوص إلتزام الدولة و إحترامها لهذا الأمر أو ذاك !
إلى هذه المضحكات المبكيات تفضى التحريفية و أوهام الديمقراطية البرجوازية .
و لا تقف أوهام الحزب الموحّد المتعلّقة بالدولة عند هذا الحدّ ، بل تتعدّى ذلك لتزرع الوهم تلو الوهم بصدد الجيش عماد دولة الإستعمار الجديد. ففضلا عن الثناء و المديح اللذين كالهما له زعيم الحزب الموحّد فى مناسبات سابقة يقفز الحزب الجديد قفزة بهلوانية أخرى ليرفع يافطة " تعزيز دور المؤسسة العسكرية " من جهة و " تجريم النشاط السياسي و الحزبي صلبها ". جيش الدولة التونسية حاليا ، جيش دولة الإستعمار الجديد هو الجيش الذى قدّم آيات الطاعة لبورقيبة و بن علي و عليه عوّلا فى تنفيذ مخطّطاتهما و كانا كلاهما ، كل واحد عند رئاسته الدول، القائد العام لأركان الجيش كلّه بفروعه كلّها و قد إستعملاه لقمع الشعب فى العديد من المناسبات منها 1978 و 1984 و غيرها . و المؤسسة العسكرية التى لم تطلها تغيرات تذكر هي التى سمحت بقتل متظاهرين فى العاصمة فى جانفي 2011 و سمحت و ساعدت فى قمع معتصمي القصبة مشهرة السلاح فى وجه من قاوموا الشرطة و فى التخريب فى القصرين إلخ و لا يستبعد أن يكون القنّاصة المجرمين أو صنفا منهم من الجيش . وهذه المؤسسة العسكرية لا تزال تتحكّم من وراء الستار غالبا و بسفور أحيانا فى لعبة الديمقراطية البرجوازية و تنسّق مع الإمبريالية و القوى الرجعية المحلّية و من الأدلّة الشهيرة على ذلك حادثة تحذير الجيش لوزير الداخلية ب " إطلاق صافرة نهاية اللعب " كما راجت إعلاميّا و فى الأوساط الشعبية.
و يتخيّل الحزب الموحّد بأنّه عندما يرفع مطلب " تجريم النشاط السياسي و الحزبي صلب المؤسسة العسكرية " يجعل من الجيش جهازا محايدا فى الصراع السياسي أي فى الصراع الطبقي! مرّة أخرى يحلّ هذا الحزب الوهم محلّ الواقع المادي و الفهم الماركسي الصحيح للدولة كجهاز قمع طبقي و الجيش كعامود فقري لها. ماضيا و حاضرا ومستقبلا كلّ جيش يكرس سياسة طبقة أو طبقات ما و ليس أبدا محايدا طبقيّا و جيش دولة الإستعمار الجديد ليس بوسعه إلاّ أن يكون جيش هذه الدولة و الطبقات الحاكمة المتحالفة مع الإمبريالية العالمية . و الجيش الذى يجرّم النشاط السياسي و الحزبي الذى ترغب الطبقات الحاكمة فى تجريمه هو الذى يقوم على و يكرّس عمليّا نشاطا سياسيّا و حزبيّا معلنا أو غير معلن فى خدمة دولة الإستعمار الجديد الذى هو عمادها . ألم يرى الحزب الموحّد فى القطر كيف أنّ الجيش يقوم بدور سياسي محدّد أحيانا و كيف عيّن عناصرا منه فى مراكز مفصلية من إدارة الدولة أم أنّ قيادات الحزب الموحّد أضحت عمياء عن هذه الوقائع و عن أنّ الجيش هو ذاته قد يستلم السلطة السياسية و يمارسها مباشرة بشكل أو آخر بقناع مدني أو دونه كما وقع فى عدّة بلدان و الجارة الجزائر مثال قريب منّا عن ذلك.
و الآن لنعقد مقارنة بسيطة بين هذا المطلب الديمقراطي البرجوازي الباث للأوهام وما نظّر له و طبّقه لينين و البلاشفة إنطلاقا من التحليل الملموس للواقع الملموس ، لإنجاز ثورة أكتوبر الإشتراكية ( مع وعينا التام بالتمييز بين الثورة فى البلدان الإرأسمالية الإمبريالية و الثورة فى أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة ) . تصوّروا لو أنّ لينين مارس عمليّا الطبخة التى يقترحها الحزب الموحّد و رفع شعار تجريم العمل السياسي فى الجيش ، هل كانت ستنجز ثورة أكتوبر؟ لا أبدا لأنّ البلاشفة نشطوا فى صفوف الجيش و جلبوا إليهم فيالقا إلتحقت بالجيش الأحمر الذى شكّلوه فى أتون الثورة و حيدوا فيالقا أخرى . و تصوّروا لو أنّ البلاشفة لم يحطّموا جيش الدولة القيصرية ، هل كانت ستنجز ثورة أكتوبر؟ لا قطعا فالحرب الأهلية تمّت ضد هذا الجيش الرجعي و جيوش دول أخرى إمبريالية عديدة مدّت له يد العون . و تصوّروا لو أنّ البلاشفة لم ينشئوا الجيش الأحمر ، هل كانت الثورة ستحقّق الظفر؟ بالتأكيد لا . دون الجيش الأحمر كان الثوريون و كانت الجماهير الثائرة ستسحق سقحا و ما كان التاريخ ليعرف اية دولة إشتراكية بقيادة لينين و ستالين .
و إن قالوا لنا تلك ثورة إشتراكية فى محاولة لبثّ البلبلة و تشويه المقارنة الجلية ، نحيلهم على الصين و ثورتها الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية التى ما كانت لتنتصر لولا جيش التحرير الشعبي الذى حطّم جيوش اليابان و الجيش الرجعي لتشان كاي تشاك عميل الإمبريالية الأمريكية التى دعّمته بكلّ ما فى وسعها.
و هكذا تلمسون لمس اليد مدى ضرر الأوهام البرجوازية التى تقف حجر عثرة أمام إيجاد حزب ثوري و حركة ثورية شعبية تقودها نظرية ثورية بمستطاعهم فى ظروف ذاتية و موضوعية مواتية و من خلال حرب الشعب الطويلة الأمد إنجاز ثورة ديمقراطية جديدة / وطنية ديمقراطية حقيقية لا وهمية بقيادة الطبقة العاملة و كجزء من الثورة البروليتارية العالمية.
4- أوهام حول الدين و الأصولية الدينية :
و بالمناسبة ، نودّ أن نلفت النظر إلى انّ لدي مؤسّسي الحزب الموحّد نزعات تشبه كثيرا نزعات حزب العمّال فى التعامل مع النهضة فهم يروّجون فى لوائحهم ل " فصل الدين عن السياسة " فقط عوض " فصل الدين عن الدولة " ككلّ و البون شاسع : يستهدفون إخراج الدين من حلبة المعارك السياسية و هذا مطلب ديمقراطي برجوازي جزئي قد يلقى مساندة و لكن ماذا عن الدين فى الحقل الثقافي ؟ ماذا عن الدين فى الحقل الإجتماعي ؟ ماذا عن الدين فى علاقة بالحريات العامة و الفردية ؟ و ماذا عن علاقة الدين بالدولة ؟ وماذا عن رجال الدين و علاقتهم بنواحي كثيرة من حياة الشعب ؟ إلخ يبدو أنّ جماعة هذا الحزب يقبلون ب"الثقافة الإسلامية " و ب " العادات و التقاليد الإسلامية " و ما تفرزه و تولّده من علاقات إجتماعية و إهانة و إستغلال و إضطهاد للمرأة فى المجتمع و بتدخّل الدين فى الحريات العامة و الفردية كما يقبلون بأن تتبنّى الدولة دينا و أن تموّل الدولة النشاطات الدينية و أماكن العبادىة إلخ و بهذا يقلّص هذا الحزب الجديد فى المطالب الديمقراطية فى هذا الباب و يقدّم تنازلات أخرى للأصولية الدينية !
و الأنكي انّ المنحدرين من حركة الوطنيون الديمقراطيون " كتبوا فى الصفحة 9 من " الوطني الديمقراطي " جوان 2011 :" نحن نعتقد أنّ الإسلام وتراثه غنيان جدّا و لهما دور ثوري "!!! لم يكن لهما ، بل لهما الآن و هنا ، فى هذا العصر بالذات!!! مرحى ، مرحى : دور ثوري فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ؟!
وفى عددي " الوطني الديمقراطي" الصادرين عن حركة الوطنيون الديمقراطيون ، نلاحظ مغازلة الأصوليين و بثّ وهم تحوّلهم إلى قوى ديمقراطية . و دليلنا على ما نذهب إليه هو الجمل التالية :
1- " جوهر ما ورد فى مقال الشيخ راشد الغنّوشي هو الإصرار على عدم التعارض بين الشوري كقيمة مثل قيمة التكافل مثلا ، و بين الديمقراطية كنظام سياسي ، و إنحياز الرجل للديمقراطية واضح و بيّن ..." ( الصفحة 7 من عدد جوان 2011 من " الوطني الديمقراطي" ).
2- و يعتبر صاحب مقال" حول الديمقراطية و الشورى ، فى الردّ على الشيخ راشد الغنّوشي" أنّ هذا الأخير " يتبنّى الممارسة الديمقراطية فى كلّ أسسها..." ( نفس المصدر السابق) .
عن أي إنحياز للديمقراطية يتكلّم و الرجل فى واقع الحال يخطّط و يمارس و يتآمر من أجل " الخلافة " و القضاء على العلمانية ؟
لا يفضح أصحاب " الوطني الديمقراطي " إزدواجية خطاب الغنّوشي و التناقض بين المقول والممارس و يحكمون على قادة النهضة " على أساس البزّة البراقة التى يخلعونها على أنفسهم بأنفسهم ، على أساس اللقب الطناّن الذى ينتحلونه لأنفسهم" عوض الحكم عليهم إنطلاقا من طبيعتهم الطبقية الحقيقية ، " على أساس سلوكهم و على أساس ما يدعون إليه فى الواقع " ( و الكلام بين المعقّفين للينين) .
و تعزي هذه الأغلاط إلى أنّ كاتب ذلك المقال و أضرابه يؤمنون عميق الإيمان بوهم أنّ " لا شيء يمنع تحوّل الحركات الإسلامية نحو الديمقراطية حتى لو تحقّق ذلك بعد مخاض عسير". ( آخر جملة من جمل المقال إيّاه). و الواقع أنّ طبيعة العصر ، عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية و طبيعة الدين ( و الإسلام دين من الأديان و ليس إستثناءا ) كإيديولوجيا و أداة بأيدى الطبقات المستغِلّة لن يخوّلا لوهم ذلك التحوّل أن يصبح حقيقة. منذ زمن كفّ الدين عن أن يكون قوة تدفع حركة التاريخ إلى الأمام ، منذ زمن ، صار معرقلا لتطوّر التاريخ و قد فشلت القوى التى عملت على أن تنجز تغييرا ثوريّا إنطلاقا من الدين لأنّه بطبيعته إيديولوجيا و أداة بأيدى الطبقات المستغِلّة وهي تستخدمه فى القارات الخمس لأغراض رجعية . مفتاح التقدّم بالتاريخ و الثورة فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ليس سوى علم الثورة البروليتارية العالمية ، علم الشيوعية.
و بلا خجل يعتبر مؤسّسو الحزب الموحّد أنّ الإسلام كدين قادر على النهوض بدور تقدّمي فى التاريخ حاليّا و حتى له " دور ثوري ". و هذا يجانب الحقيقة . بالفعل قام الإسلام فى بدايته بدور تقدّمي فى التاريخ و لكن فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية لم يعد لأي دين دور تقدّمي . قد توجد عناصر و أفراد أو مجموعات من الإسلاميين تقبل بمساندة النضال الثوري و قد تلتحق به لكن تلك التى تتحرّك من منطلق برنامج ديني و بغاية تركيز نظام تيوقراطي ليست سوى قوى رجعية. و الدين بمعتقداته المثالية و تطبيقاته الإجتماعية يظلّ أفيونا للشعوب و الإسلام مثلما كتبت رفيقة ماوية إيرانية " الجزائري" فى"الإسلام إيديولوجيا و أداة بأيدى الطبقات المستغلًّة"، مجلّة " عالم نربحه" ( على الحوار المتمدّن ترجمة شادي الشماوي ) كالأديان الأخرى سلاح بيد الطبقات المستغِلّة تذل به و تقهر الطبقات المستغَلّة . و الأحزاب ذات الخلفية المسيحية أو اليهودية فى الغرب لا تخدم التقدّم و لا الثورة البروليتارية بل هي تخدم البرجوازية الإمبريالية و تنشر السياسات الفاشية حسب مصلحة الطبقة الحاكمة و ما يجرى فى الولايات المتحدة يؤكّد ذلك.
و بلا خجل أيضا يصدح من كتبوا مقالات فى عددي " الوطني الديمقراطي " أنّ هناك فرق جوهري بين مختلف الفرق الأصولية الإسلامية و بإمكانية تحوّل بعضها إلى قوى ديمقراطية. و هذا غالط على طول الخطّ .و يبدو فى هذا المضمار أنّ نصر حامد أبو زيد ، الليبرالي التقدّمي المصري الدارس للأصولية الإسلامية ، أشدّ راديكالية و مسكا بجمر الحقيقة من هؤلاء المتقنّعين بقناع الماركسية إذ هو بفضل تحليله الملموس لخطابهم لا يرى فرقا لديهم فى الغايات و يأكّد تكاملهم و تقاسمهم الأدوار بينهم و يؤكّد رجعية مشروعهم . و تتالت الأحداث فى تونس لتبرز مدى سلفية قيادات النهضة و لا أدلّ على ذلك من تصريحات الوزير الأوّل عن الخلافة و تصريحات راشد الغنّوشي فى جلسته الشهيرة مع السلفيين.
5- أوهام حول المجلس التأسيسي :
لنمرّ الآن ، دون مزيد الخوض فى إصلاحية الطريق البرلماني و تحريفية " التداول السلمي على السلطة " و الوفاق الطبقي ، إلى النظر فى مدي بؤس أطروحات هذا الحزب الموحّد بصدد المجلس التأسيسي . و إليكم جملتان معبّرتان الأولى من " اللائحة السياسية : طبيعة النظام السياسي " و الثانية من " لائحة الشباب ":
1- " يشكّل إنتخاب المجلس الوطني التأسيسي محطّة مفصلية فى ذلك المسار [ المسار الثوري التراكمي الذى يفترض به أن يتواصل ] فمن خلاله تتمّ صياغة دستور جديد و بلورة مشروع المجتمع و نمط الحكم الذى يريده الشعب تكريسا للسيادة الشعبية المعبر الحقيقي عن السيادة الوطنية " . 2- " معركة المجلس التأسيسي مهمّة مركزية لإستكمال مهام الثورة و بناء الجمهورية الديمقراطية الإجتماعية ".
بات انتخاب المجلس التأسيسي " أمّ المعارك " ، المهمّة المركزية و المحطّة المفصلية دونهما لا تستكمل الثورة - الوهم - مهامها و لا تبنى الجمهورية الديمقراطية الإجتماعية - الوهم الآخر. و ماذا أفرزت نتائج إنتخابات المجلس التأسيسي؟ تكسّر الوهم على صخرة الواقع العنيد و بمنطق هذا الحزب الموحّد لم تنجز المهّمة المركزية و لم نبلغ المحطّة المفصلية و بالتالى لن تتحقّق جمهوريته بإنعدام شروطها تلك!
لقد أعدّت دولة الإستعمار الجديد بجيشها و طبقاتها الحاكمة فى تحالف مع الإمبريالية العالمية طبخة تسليم السلطة إلى النهضة و المؤتمر من أجل الجمهورية و التكتّل : الترويكا و وظّفت جميع أسلحتها لأجل تحقيق ذلك من تمويل و حملات دعاية مباشرة و غير مباشرة و شراء ذمم و تزوير إلخ و ذلك لإعتبارها أنّ هذا الخيار أفضل بكثير راهنا من خيار حمّام دم أكبر مئات القتلى قد يعقّد الوضع أكثر و يفاقم من حدّة التناقضات الطبقية و يوفّر أرضية لإستشراء الخطاب الثوري حقّا. و كان لها ما أرادت و الإمبريالية العالمية صفّقت و تصفّق لنجاح المخطّط الرجعي فى قطرنا و فى مصر و غيرها من البلدان .
و منيت أحزاب " اليسار" بهزيمة فاقت التصوّرات إذ نفخ حزب العمال و حركة الوطنيون الديمقراطيون صدورهما و تبجّحا بشعبية وهمية و بنزاهة إنتخابات لا أساس لها على أرض الواقع فإستفاقا مذعورين من حلمهما و قد منّيا النفس بإغتنام الفرصة و تقاسم الغنيمة ، فهرولا دون نقد لسياساتهما و ممارساتهما إلى صيحة لمّ الشمل كيفما كان إعدادا للإنتخابات التالية و دائما متوهّمين و موهمين غيرهم بالإنتصار الذى لن ينالاه إلاّ إذا إحتاجت دولة الإستعمار الجديد إلى خدماتهما. و إعتبارا للمعطيات الحالية للصراع الطبقي لم يحن وقتهما بعدُ فاليمين لم يخسر قاعدته الإنتخابية و الشعب لا يزال عفويّا بالمعنى اللينيني أي فى النهاية واقعا تحت سيطرة الإيديولوجيا البرجوازية و الدينية و خاضعا لها . كلّ ما قد تناله " الجبهة الشعبية " برمّتها هو بضعة كراسي لإصباغ الشرعية و " التعددية " على نتائج الإنتخابات و مزيد ربط القوى " اليسارية " باللعبة الإنتخابية و مزيد تغذية الأوهام البرجوازية . لن يضرّ ذلك الديكور مصلحة دولة الإستعمار الجديد ، بالعكس ما تجنيه منه من فوائد لا حصر لها.
المجلس التأسيسي شعار و شكل تنظيمي تصوّر و يتصوّر الحزب الموحّد أنّه شيء ثوري بحدّ ذاته وهو ليس كذلك و تصوّر و يتصوّر أنّه أداة تحقيق أهداف ما اسماه ثورة و ما أسماه جمهورية ديمقراطية إجتماعية و سفّه الواقع أوهامه . فالرجعية و الإمبريالية و هما تمسكان بدفّة سلطة دولة الإستعمار الجديد ، لهما من القدرة ما يخوّل لهما التلاعب بمضمونه و واقع ما بعد 23 أكتوبر 2011 أحسن دليل على ما نقول إذ أسفرت إنتخابات أكتوبر 2011 عن مجلس تأسيسي رجعي عميل للإمبريالية يسعى قدر طاقته لتعبيد الطريق للخلافة الإسلامية ؛ إنه مجلس تأسيسي بأيدي الطبقات الحاكمة و الإمبريالية يعمل على إرساء تدريجي لأركان دولة دينية قروسطية إن وجد يديه طليقتين . هذا طابعه الرئيسي و ما يصبو إليه لكن هذا لا يعنى عدم وجود معارضة له خاصة فى الشوارع.
البرجوازية حوّلت السوفياتات التى أنشأتها ثورة أكتوبر إلى جهاز تتحكّم فيه التحريفية أي البرجوازية الجديدة التى أعادت تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي فما بالك بمجلس تأسيسي كمطلب جاء نتيجة إنتفاضة عفوية . الأشكال مهمّة لكن المضامين الطبقية اهمّ و الأشكال قابلة للإستيعاب برجوازيا و رجعيّا.
و من التاريخ عبرة ، و من كتابات قادة البروليتاريا العظام نستمدّ مثالا يبرز مدى تهافت شعار المجلس التأسيسي على أنه طريق المدعاة " ثورة " فلينين فى فصل " المفهوم البرجوازي المبتذل عن الديكتاتورية و مفهوم ماركس عنها " فى كتاب " خطّتا الإشتراكية - الديمقراطية فى الثورة الديمقراطية " وهو يحلّل ما صاغه ماركس فى " الجريدة الرينانية الجديدة " بصدد أحداث 1848 بألمانيا ، إستنتج ما يلى ذكره :
" و هكذا يتبيّن أن ليس " القرار بتنظيم الجمعية التأسيسية " و حسب ، بل حتى عقد هذه الجمعية فعلا ما يزال غير كاف لإنتصار الثورة الحاسم ! و حتى بعد إنتصار جزئي فى النضال المسلّح ( إنتصار العمال البرلينيين على الجيش فى 18 آذار - مارس- 1848) ، يبقى بالإمكان أن تحدث ثورة " غير منتهية " ، ثورة " لم تحقّق إلى نهايتها ". فعلام يتوقّف إذن إتمام الثورة ؟ إنّه يتوقف على ما يلى : إلى أية أيد تنتقل السيادة الفعلية ...ففى الحال الأولى ، تتسلّم البرجوازية مقاليد الحكم ...أمّا فى الحالة الثانية ، فإنّ الديكتاتورية الديمقراطية الثورية إي إنتصار الثورة التام ، يصبح أمرا ممكنا ."
( لينين " ماركس – إنجلس – الماركسية " ، دار التقدّم ، موسكو ، الطبعة العربية ، الصفحات 206 و 207 ).
و آذخين بعين النظر بالطبع إختلاف العصر، عصر صعود البرجوازية و الثورات الديمقراطية القديمة أىذاك عن عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية الآن و إختلاف طبيعة المجتمع الألماني عن طبيعة مجتمعنا ، يمكن أن نأكّد على حقيقة سجّلها لينين بشأن أنّ الثورة هي تحطيم عنيف للدولة القديمة و بناء دولة جديدة و إنتقال السلطة من أيدى طبقة أو طبقات إلى طبقة أو طبقات أخرى كشرط أساسي و جوهري يتوقّف عليه إتمام الثورة فى حين أنّ الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد يستبعد الأمرين أي يتنكّر لإفتكاك السلطة بالعنف المسلّح و ضرورة تحطيم الدولة القديمة و عامودها الفقري الجيش و تشييد دولة جديدة بجيش شعبي جديد كما يتنكّر لإنتقال السلطة إلى أيدى الشعب. حتى فى غياب الشرطين المعنيين يحدّث عن الثورة و ينشر الأوهام بصدد المجلس التأسيسي الذى يجعل منه أداة إتمام " الثورة " الوهمية .وهكذا يتشبّث بالأوهام و بشكل يريده أن يحجب المضمون و بشجرة يريدها أن تحجب الغابة. صناعة الأوهام ثم نشرها و مواصلة نشرها حتى و إن كذّبها الواقع الموضوعي مرارا و تكرارا ، على هذا يتأسّس عمل حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد.
و المقرف حقّا أنّه رغم تداعي الشرعية الإنتخابية للمجلس المهزلة الذى أفرزته إنتخابات 23 أكتوبر 2011 المهزلة أيضا ، ما إنفكّ حزب العمّال و كذلك الحزب الموحّد يعترفان بهذه الشرعية التى جوّعت الناس و أذاقتهم مرارة العطش و القمع و التعدّى على الحرّيات الفردية و الجماعية . يتحدّثون عن تواصل " الدكتاتورية " و عودتها و يلعقون الشرعية الإنتخابية صباحا مساء. و فى المدّة الأخيرة ، وقد أسقطت التحرّكات الشعبية ورقة توت الشرعية الإنتخابية و مرّغت وجهها فى التراب ، يعملون على إنقاذها بموجب العمل القانوني و مقتضياته و خدمة لدولة الإستعمار الجديد ، مقترحين إضافة شرعية أخرى تنقذ البلاد، يقولون على غرار ما يقول إتحاد الشغل ، هي الشرعية التوافقية و يتبرّؤون من شعار " إسقاط النظام" و بدلا عنه يشدّدون على " إسقاط الحكومة "!
إلى هذه المهازل التاريخية يوصل التنكّر للمبادئ الماركسية - اللينينية - الماوية و روح الشيوعية الثورية و الغرق إلى العنق فى أوهام الديمقراطية البرجوازية و الإلتزام بقوانين دولة الإستعمار الجديد.
======
#ناظم_الماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تونس : نظرة ماوية للنضالات الشعبية .
-
الخلاصة الجديدة للشيوعية هي الإطار النظري الذى تحتاجه الثورة
...
-
إغتيال محمد البراهمي وضرورة نبذ الأوهام الديمقراطية البرجواز
...
-
الثورة الوطنية الديمقراطية و تكتيك الحزب الوطني الديمقراطي ا
...
-
أجوبة على أسئلة متصلة بصراع الخطين حول الخلاصة الجديدة للشيو
...
-
بصدد بوب أفاكيان و الخلاصة الجديدة للشيوعية : محمد علي الماو
...
-
الخلاصة الجديدة للشيوعية و تطوير الإطار النظري للثورة البرول
...
-
مرحلة جديدة فى صراع الخطين حول الخلاصة الجديدة للشيوعية وصعو
...
-
-الهوية الفكرية والطبقية للحزب الوطني الديمقراطي الموحّد-: ح
...
-
محمد علي الماوي : الماكيافيلية أم المبادئ الشيوعية ؟
-
لكلّ ذى حقّ حقّه : تحية شيوعية ماوية للحزب الشيوعي الثوري ،
...
-
نداء إلى الماركسيين - اللينينيين - الماويين : الماويّة فى مف
...
-
هل يطبّق الحزب الوطني الديمقراطية الموحّد المادية الجدلية أم
...
-
النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟- م
...
-
هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟ - الفصل الثا
...
-
حزب لينيني أم سفينة نوح ؟ مقتطف من الفصل الثاني من كتاب- الح
...
-
الأممية البروليتارية أم مجرّد التضامن العالمي؟ - مقتطف من ال
...
-
فى المجتمع الطبقي : الديمقراطية -الخالصة- أم الديمقراطية الط
...
-
هوغو تشفيز و بؤس - اليسار - الإصلاحي .
-
طبيعة الدولة و الجيش طبقية أم لا ؟
المزيد.....
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|