أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وصفي أحمد - مصر قاعدة العروبة














المزيد.....


مصر قاعدة العروبة


وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 23:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لعلنا لا نجافي الحقيقة , إذا قلنا أن الصراع الجاري في مصر بين قوى الإسلام السياسي و القوى القومية العروبية ومن معها من تيارات يسارية ولبرالية وحتى إسلامية معتدلة لا يخص المصريات و المصريين لوحدهم , فنتائجه لابد وأن تنعكس على عموم دول المنطقة لما لمصر من أهمية حيوية في المنطقة من حيث موقعها الجغرافي و ما تملكه من طاقات بشرية لا يستهان بها , دون أن ننسى أهميتها كونها تعتبر قلعة العروبة والجدار الأهم الواقف أمام الأطماع الصهيونية .
فبعيداً عن تاريخها الحضاري الضارب في عمق التاريخ وخصوصيتها الثقافية , فهي أصبحت قاعدة للتيار القومي العروبي منذ أن حررها محمد على من براثن الاحتلال الفرنسي و أخذ يخطط لبناء دولة مدنية حديثة . وعلى الرغم من تكالب الدول الاستعمارية عليها بعد أن أحست برغبة هذا الضابط الألباني في العمل على اقامة امبراطوريته على أنقاض الرجل المريض ( الدولة العثمانية ) , فقد أصبحت ملاذاً امناً للمفكرين القوميين ,الذين هاجروا إليها من بلاد الشام , ليعملوا على نشر أفكارهم إلى عموم البلدان العربية .
ثم تعاظم دورها القومي بعد قيام ثورة يوليو 1952 , حيث سعى الضباط المصريين الذين انقلبوا على الملك فاروق لبناء دولة متطورة عن طريق القيام ببناء مشاريع اقتصادية كبرى و احداث نوع من العدالة الاجتماعية . ولكن مشروعهم أخذ بالتراجع لعوامل خارجية تمثلت في الصراع العربي – الإسرائيلي الذي استنزف موارد الدولة المصرية , الشحيحة بالأساس , والدكتاتورية وما نتج عنها من سيطرة طبقة اجتماعية استنزفت موارد البلد .
وفي الجانب الآخر فقد قامت في هذه الدولة النواتات الأولى للأحزاب الإسلاموية منذ عشرينيات القرن الماضي , وإن كانت قد بدأت كحركة دعوية .
وقد أخذت هذه الجماعة بالنمو نتيجة لمغازلتها للمشاعر الدينية لدى بسطاء الناس . ومنذ البداية فقد وقفت هذه الجماعة بالضد من تطلعات التيارات المدنية عن طريق مساندتها للملك فاروق ضد حزب الوفد الذي كان يعمل على بناء دولة ديمقراطية في مصر . وقد تطور الخلاف بين الطرفين إلى حد قيام الجماعة باستخدام العنف المسلح ضد مخالفيها ما دفع الدولة المصرية إلى حضر الجماعة .
وبعد قيام الجمهورية , سمح النظام الجديد للجماعة بالعمل بحرية نسبية , وبما أن الجماعة لها مشروعها الخاص , فقد كان من الطبيعي أن تصطدم مع النظام الجديد لتحول اغتيال رأسه . وقد ادى فشل محاولة اغتيال جمال عبد الناصر إلى أن عمل الأخير على قمعهم بشراسة حيث ألقى بهم في السجون و استخدم ضدهم أبشع أنواع التنكيل .
وبعد وفاة عبد الناصر , عمل السادات على اخراجهم من السجون وسمح لهم بحرية الحركة ليستعين بهم لضرب خصومه من ناصريين و شيوعيين الذين وقفوا بالضد من سياساته الاقتصادية . وبالرغم من ذلك فقد دفع ثمن موقفه هذا حياته في حادثة المنصة المشهورة .
ولم تختلف سياسة حسني مبارك في بداية عهده عن سابقه , لكنه انقلب عليهم بعد أن أحس بخطرهم .
واليوم وبعد نجاح الجماهير المصرية في اسقاط نظام حسني مبارك , حاول الاخوان سرقة الدولة المصرية مستغلين غياب أو ضعف القوى الثورية المنظمة والأوضاع المزرية للجماهير المصرية التي صدقت دعواهم فأعطتهم أصواتها . فما كان منهم إلا أن سعوا إلى الاستحواذ على مفاصل الدولة المصرية بالرغم من نصائح حلفاؤهم الغربيين لهم من مغبة هذا العمل كون أن هذه الفترة انتقالية ولابد من اشراك كل القوى في ادارة دفة الحكم , ما دفع القوى الثورية إلى تنظيم أنفسها و الخروج إلى الشوارع و الساحات العامة مطلبين بإسقاط مرسي .
هنا تحرك الجيش وأسقط مرسي , وهنا اختلف الناس حول هذا العمل , فمنهم من اعتبره انقلاب , ومنهم من رأى فيه انحياز للجماهير المصرية . ومن اللافت للنظر موقف المملكة العربية السعودية وحليفاتها في محور الاعتدال العربي المساند لخارطة الطريق و الذي وصل إلى حد سفر وزير الخارجية السعودية إلى باريس كي يطلب من قادة الاتحاد الأوربي عدم الضغط على الحكومة الانتقالية , وذهب إلى أبعد من ذلك حيث أعرب عن استعداد بلاده بالتعاون مع حليفاته الخليجيات , باستثناء قطر , لدعم مصر في حال قررت الدول الأوربية تطبيق العقوبات الاقتصادية على مصر .
هنا لابد وأن يقتنع الاخوان أن التاريخ لا يرجع إلى الوراء , وهذا يعني ببساطة قبولهم بالأمر الواقع و العمل على مراجعة مواقفهم ومن ثم السعي لإعادة موازين القوى لصالحهم في الانتخابات المقبلة , رغم صعوبة ذلك .
وصفي السامرائي



#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقة الخامسة و الثلاثون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الرابعة و الثلاثون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الثالثة و الثلاثون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الثلاثون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الحادية والثلاثون من ثورة 14 تموز
- الحلقة التاسعة و العشرون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الثامنة و العشرون من ثورة 14 تموز
- الحلقة السابعة و العشرون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الخامسة و العشرون من ثورة 14 تموز
- الحلقة السادسة و العشرون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الرابعة و العشرون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الثانية و العشرون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الثالثة و العشرون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الحادية والعشرون من ثورة 14 تموز
- الحلقة العشرون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الثامنة عشر من ثورة 14 تموز
- الحلقة الخامسة عشر من ثورة 14 تموز
- الحلقة الرابعة عشر من ثورة 14 تموز
- الحلقة الثالثة عشر من ثورة 14 تموز
- الحلقة الحادية عشر


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وصفي أحمد - مصر قاعدة العروبة